تغلّب الإسباني كارلوس ألكاراس على صاحب الأرض فرانسيس تيافو، فيما عبر النرويجي كاسبر رود الروسي كارن خاتشانوف، ليضربا موعداً في نهائي بطولة أميركا المفتوحة، آخر البطولات الأربع الكبرى في التنس، للظفر بأول «غراند سلام» وصدارة التصنيف العالمي. وسيكون هذا النهائي الأول في «فلاشينغ ميدوز» للإسباني المصنف رابعاً عالمياً والنرويجي السابع، لضمان المركزين الأولين في التصنيف، بسياق جديد وسيناريو حماسي.
ومن أجل استغلال فرصة تحقيق أول لقب كبير له في مسيرته وهو في سن التاسعة عشرة، كان على «الظاهرة» ألكاراس أن يقاتل لأربع ساعات و19 دقيقة لهزيمة تيافو 6 - 7 (6-8)، 6 - 3. 6 - 1. 6 - 7 (5-7) و6 - 3، بعدما كان الأميركي منتشياً بإقصاء مواطن الأول رافايل نادال من ربع النهائي. ومع إضافة خمس ساعات وربع الساعة لفوزه على الإيطالي يانيك سينر في مباراة ملحمية بربع النهائي، يكون الآسياني قد قضى أكثر من تسع ساعات ونصف الساعة في ملعب آرثر آش في أقل من يومين فقط، ذلك لأن ألكاراس أضاع نقطة المباراة، حينما كانت النتيجة خمسة أشواط لأربعة في المجموعة الرابعة، ودفع ثمناً باهظاً في مقابل ذلك، إذ حسم تيافو الشوط بعدها، وحقق ثماني نقاط في «تاي برايك»، متفوقاً على الرقم القياسي لمواطنه بيت سامبراس في فلاشينغ ميدوز (7). لكن الإسباني عاد سريعاً، وشدد الخناق في بداية المجموعة الخامسة، ولم يمنح خصمه حتى إمكانية الاعتقاد بأنه قد يفوز. وقال ألكاراس بعد الفوز: «عندما تلعب في نصف نهائي بطولة كبرى، عليك أن تعطي كل شيء، وتقاتل حتى الكرة الأخيرة، بغضّ النظر عمّا إذا كانت المباراة تدوم خمس أو ست ساعات».
من جهته، قال تيافو، تحت أنظار السيدة الأولى السابقة ميشيل أوباما، والممثل الشهير سامويل جاكسون ضمن جمهور من النجوم لم يحضر الملعب منذ إقصاء واعتزال الأسطورة سيرينا ويليامز: «لقد قدمت كل ما لديّ، لكن كارلوس كان قوياً جداً. هذه الخسارة موجعة فعلاً. سأعود يوماً ما وأفوز بهذه البطولة». وعن مواجهته مع رود وإمكانية أن يكون أصغر مصنف أول عالمياً في التاريخ، قال ألكاراس إن «رود سبق أن لعب مباراة نهائية في رولان غاروس (فرنسا المفتوحة)، أما أنا فهذا أول نهائي لي في بطولة كبرى. سأترك كل شيء للملعب، لكن سيتعين علي السيطرة على أعصابي في ضوء هذا السياق».
الإسباني كارلوس ألكاراس (أ.ف.ب)
في المقابل، تجاوز رود البالغ 23 عاماً، الذي خسر بالفعل أمام نادال على الملاعب الترابية الباريسية، عقبة خاتشانوف بهدوء 7 - 6 (7-5)، 6 - 2. 5 - 7. و6 - 2. وقال النرويجي فرحاً بعد المباراة: «لقد قدمت مباراة أخرى جيدة للغاية. كنا متوترين للغاية في البداية، لكن هذا طبيعي، كانت بالنسبة له كما لي، أهم مباراة في مسيرتينا. كان يمكن أن يكون نهائي رولان غاروس النهائي الوحيد لي (في البطولات الكبرى)، لكنني هنا مرة أخرى في هذه المرحلة وأنا سعيد جداً».
وبعد مبادلات لطيفة بداية، حسم رود المجموعة الأولى لصالحه بالشوط الفاصل بعد تبادل للكرة من 55 ضربة. ولم يكن النرويجي مضطراً للعمل بجهد كبير في المجموعة التالية، حيث فاز بـ30 من 41 نقطة. وقال: «لقد قدمت مستوى رائعاً». وبعد تفجّر أداء خاتشانوف في المجموعة الثالثة، كسر رود إرساله مرتين على التوالي، لتكون بداية حسم المباراة التي استمرت أكثر قليلاً من ثلاث ساعات.
وعلى الأرض الصلبة، تُعدّ هذه خطوة كبيرة لرود المتخصص في الملاعب الترابية، الذي فاز عليها بثمانية ألقاب من أصل تسعة خاضها، منها ثلاثة في عام 2022، في بوينس آيريس، وجنيف، وغشتاد. في أبريل (نيسان) الماضي، كان رود قد وصل إلى نهائي دورة ميامي لماسترز الألف، حيث أوقفه ألكاراس. كما وصل إلى المربع الأخير في دورة مونتريال الألف أيضاً في أوائل أغسطس (آب) الماضي.