حالة من الجدل فجّرها إعلان نادي «عيون مصر»، التابع لـ«كنائس وسط القاهرة»، عن تأسيس فريق لكرة القدم تمهيداً للمشاركة في المسابقات الكروية المختلفة. ففي حين حذر البعض من أن تشكيل فريق كرة له بعد ديني، لأول مرة في البلاد، يفتح باب إذكاء «النعرة الطائفية»، نفى النادي اقتصاره على «المسيحيين»، قائلاً، إنه ورغم «مساندة ودعم الكنيسة للفكرة، فإن النادي يمتلك إدارة كاملة من الفنيين والإداريين مسلمين ومسيحيين»، ويفتح الباب لمشاركة أي لاعب بعيداً عن ديانته.
بداية القصة جاءت عبر إعلان الصفحة الخاصة لـ«كنائس وسط القاهرة» على «فيسبوك»، عن قيام نادي «عيون مصر» تحت التأسيس، والتابع لها، بفتح باب التقدم لاختبارات القبول للانضمام إلى صفوف الفريق الأول لكرة القدم، تحت رعاية وإشراف الأنبا رافائيل، مشيراً إلى أن نادي عيون مصر «سوف يخوض مباريات الدوري العام المصري لكرة القدم بالدرجة الرابعة». وأضفى لقاء رسمي جمع وزير الشباب والرياضة المصري الدكتور أشرف صبحي، مع الأنبا رافائيل أسقف عام كنائس وسط القاهرة، قبل أيام، اهتماماً كبيراً بالإعلان، في ظل تساؤل البعض بشأن الدعم الرسمي للمشروع. واعتبر المفكر القبطي جمال أسعد، إنشاء ما يسمى «نادي عيون مصر الكنسي»، برئاسة الأنبا رافائيل وحضور وزير الرياضة، ومشاركته في الدوري العام «كارثة قومية وردة طائفية». وحذر أسعد من أن مثل تلك الأفكار «تمثل خطورة على الوطن وتكرس للفرقة والتشرذم وقسمة للوطن وإسقاطاً للدولة المدنية ومحاصرة للمواطنة داخل أسوار الكنائس».
ولا يوجد إحصاء رسمي لعدد المسيحيين في مصر، لكن وبحسب تقديرات مسيحية، فإن الأقباط يشكلون نحو 10 في المائة من نسبة السكان، الذين يتجاوزون 100 مليون نسمة.
ويشكو بعض المسيحيين من ندرة الفرص التي تتاح لهم للمشاركة في أندية كرة القدم، وأن لاعباً مسيحياً واحداً فقط لمع بريقه على مدار التاريخ الكروي المصري، وهو هاني رمزي لاعب النادي الأهلي، في نهاية الثمانينات، قبل أن يخرج لرحلة احتراف في ألمانيا.
غير أن أسعد، قال في تدوينة له، إنه «إذا كانت الحجة أن الشباب المصري المسيحي لا يجد الفرصة في النوادي العامة وذلك على أرضية دينية وطائفية، فهنا لا يكون الحل هو التقوقع والمزيد من الهجرة إلى الكنيسة، فنرى نادي الكنيسة ونادي الأزهر ونادي السلفيين والبروتستانت...إلخ».
وانتقد المفكر القبطي لقاء وزير الرياضة، داعياً الوزير إلى «تشجيع الشباب المصري المسلم والمسيحي على الانضمام والاندماج في النوادي العامة ومراكز الشباب؛ حتى يُحدث اللحمة الوطنية الحقيقية والطبيعية». في المقابل، نفت وزارة الرياضة في بيان رسمي (الخميس)، وجود فريق كرة أو نادٍ يتبع الكنيسة. وقالت الإدارة العامة للإعلام بالوزارة، إن «كافة اللوائح والقوانين المصرية المنظمة للعمل الشبابي والرياضي تحظر تماماً إقامة أو إنشاء أو إشهار أي منشآت أو هيئات شبابية أو رياضية على أساس ديني، فضلاً عن حظر قيام أي من الهيئات الرياضية والشبابية المشهرة وفقاً لأحكام القانون ممارسة أي أنشطة سياسية أو حزبية أو دينية أو الترويج لأفكار أو أهداف سياسية أو دينية». وأكدت الوزارة «دعم ورعاية كافة الأنشطة والمشروعات والهيئات لجميع شباب مصر بعيداً عن أي انتماءات دينية أو سياسية، وقيام كافة الهيئات الشبابية والرياضية من الأندية ومراكز الشباب والمنشآت التابعة للوزارة بدورها نحو خدمة شباب مصر من جميع قرى ونجوع ومدن محافظات الجمهورية دون أي تفرقة على أساس ديني أو سياسي أو حزبي».
في حين رد النادي على صفحته الرسمية، قائلاً، إن لقاء وزير الشباب والرياضة والأنبا رافائيل «كان لقاء تعارف وود وكان مفاده ما تم نشره على صفحة الوزارة»، وهو تأكيد الوزير، أن «الدولة المصرية تولي اهتماماً بالغاً بممارسة الرياضة ودورها الإيجابي داخل المجتمع المصري». ولم يتناول البيان الرسمي الحديث حول فريق النادي، بل لفت إلى حديث الوزير عن «الأنشطة والفعاليات التي تقدمها وزارة الشباب والرياضة لتوسيع قاعدة الممارسة الرياضية وبث قيم الولاء والانتماء وروح التطوع بينهم، ومنها الأنشطة الكشفية، التي يقدمها شباب الكنيسة».
وشكر الأنبا رافائيل، أسقف عام كنائس وسط القاهرة، وزير الشباب والرياضة على «اهتمامه بإشراك شباب الكنيسة في الأنشطة والفعاليات التي تقدمها الوزارة»، مؤكداً أن «ممارسة الرياضة تعود بالنفع على الفرد والمجتمع». ووصف النادي الحديث عن فريق مسيحي، بأنه «مفاهيم خاطئة»، قائلاً، إن «النادي ما زال تحت التأسيس، وإنه نادٍ لكل المصريين»، مشيراً إلى أن المدربين والإداريين العاملين مصريين مسلمين ومسيحيين، وأن اللاعبين مصريون، مسلمون ومسيحيون».
«نادٍ كنسي» يثير جدلاً في مصر
«الرياضة» شددت على حظر إقامة أي أنشطة على أساس ديني
«نادٍ كنسي» يثير جدلاً في مصر
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة