تشيلي تحلم بالعودة للأدوار الفاصلة.. والمكسيك تتأهب للرد على الغاضبين

الإكوادور تبحث عن بداية جديدة في كوبا أميركا على حساب بوليفيا المتحفزة

تشيلي تبحث عن التأهل المبكر (إ.ب.أ)
تشيلي تبحث عن التأهل المبكر (إ.ب.أ)
TT

تشيلي تحلم بالعودة للأدوار الفاصلة.. والمكسيك تتأهب للرد على الغاضبين

تشيلي تبحث عن التأهل المبكر (إ.ب.أ)
تشيلي تبحث عن التأهل المبكر (إ.ب.أ)

يتطلع كل من منتخبي تشيلي والمكسيك إلى تعويض ما فاته في الجولة الأولى عندما يلتقيان اليوم في الجولة الثانية من مباريات المجموعة الأولى بالدور الأول لبطولة كأس أمم أميركا الجنوبية (كوبا أميركا) المقامة حاليا في تشيلي. وأصاب كل من المنتخبين جماهيره بخيبة أمل في مباراة الجولة الأولى رغم اختلاف نتيجة كل منهما، إذ حقق منتخب تشيلي الفوز على نظيره الإكوادوري 2 / صفر في المباراة الافتتاحية بينما تعادل المنتخب المكسيكي مع نظيره البوليفي سلبيا.
ولهذا، سيرفع كل من الفريقين في مباراة اليوم شعار «لا بديل عن الفوز» رغم حاجة كل منهما إلى ما هو أكثر من الفوز. ولم يقدم منتخب تشيلي العرض القوي المنتظر منه في المباراة الافتتاحية، وانتظر حتى بعد منتصف الشوط الثاني وكان بحاجة إلى ركلة جزاء لهز شباك نظيره الإكوادوري الذي قدم أداء منظما وخططيا رائعا لفترة طويلة في هذه المباراة وأحرج أصحاب الأرض. ورغم الفوز في المباراة الافتتاحية، أثار أداء منتخب تشيلي وتأخر فوزه كثيرا من الشكوك بشأن قدرة الفريق على استغلال إقامة المباراة على أرضه والفوز بلقب البطولة القارية للمرة الأولى.
ولهذا، سيكون الفريق مطالبا بالرد على هذه الشكوك من خلال أداء مختلف تماما عما قدمه في المباراة الافتتاحية وعما كان عليه الفريق من أداء ونتائج في المباريات الودية التي سبقت مشاركته في البطولة الحالية. وقد ينجح الفريق في تحقيق الفوز الذي يضمن له العبور للدور الثاني (دور الثمانية) للبطولة، لكنه لن ينجح في استعادة ثقة الجماهير ومساندتها له إلا من خلال أداء قوي تنتظره الجماهير من نجومها الكبار مثل أليكسيس سانشيز وأرتورو فيدال وغاري ميديل وجان بوسيغور وغيرهم.
ووضح تأثر الجماهير سلبيا بأداء الفريق في المباراة الافتتاحية، إذ تراجعت هتافات الجماهير في المدرجات بمرور الوقت ولم يستعد الفريق مساندة المشجعين إلا بعد تسجيل الهدف الأول. وقد يلتمس المشجعون بعض العذر للاعبي الفريق على الأداء في المباراة الافتتاحية التي تتسم دائما بالضغوط والشحن المعنوي على أصحاب الأرض، ولكن المؤكد أن الجماهير لن تواصل التماس العذر للاعبين إذا تكرر نفس الأداء في مباراة اليوم. وطالب غاري ميديل مدافع منتخب تشيلي زملاءه بالفريق بالهجوم والضغط على منافسيهم بعد التحفظ الواضح الذي أظهره الفريق في مباراته الأولى، إذ تأخر الفوز حتى النصف الثاني من الشوط الثاني للمباراة. وأوضح ميديل أن الأداء المتحفظ في المباراة الافتتاحية لم يكن هو الأداء المثالي لمنتخب تشيلي. وقال: «الأداء المثالي هو تقديم أسلوبنا المعتاد وأن نهاجم». وقال ميديل نجم إنتر ميلان الإيطالي: «علينا أن نحسن بعض الأشياء التي لم نقدمها بشكل جيد مثل الضغط على المنافس. المباراة الأولى اتسمت بالعصبية الشديدة للرغبة في تحقيق الفوز، وهو ما أدى إلى تغيير أسلوبنا الذي اعتدنا عليه دائما». وعن السلبيات الأخرى التي أظهرتها المباراة الافتتاحية، قال ميديل (27 عاما): «منحنا المنافس مساحات واسعة للغاية. يجب ألا نكرر هذا في المباريات التالية».
ولكن مهمة منتخب تشيلي بقيادة مدربه الأرجنتيني خورخي سامباولي لن تكون سهلة على الإطلاق في مباراة اليوم التي يواجه فيها منافسا عنيدا تلقى صدمة بتعادله في المباراة الأولى مع المنتخب البوليفي الذي يصنفه المحللون كأضعف فرق المجموعة. ولهذا، ستكون مباراة اليوم بمثابة رد الاعتبار لمنتخب المكسيك الذي واجه مزيدا من الانتقادات بعد المباراة الأولى، إذ أشارت الصحف المكسيكية إلى أن الفريق سقط لأن مديره الفني ميغيل هيريرا سافر إلى تشيلي بفريق من الرديف. وكان هيريرا رفض قبل بداية البطولة اعتبار فريقه منتخبا من الرديف أو اللاعبين غير الأساسيين، ولكن التجربة أثبتت أن وسائل الإعلام والمحللين كان لديهم بعض الحق، إذ فشلت المجموعة التي اصطحبها هيريرا إلى تشيلي في تعويض غياب النجوم الأساسيين للفريق. وأصبحت مهمة المكسيك في هذه المباراة اليوم مهمة مزدوجة، إذ يحتاج الفريق إلى الرد على المشككين ورد اعتباره من ناحية وتحقيق الفوز على أصحاب الأرض لإنعاش آماله في التأهل قبل مواجهة المنتخب الإكوادوري العنيد في المباراة الثالثة بالمجموعة. وحتى يحقق المنتخب المكسيكي هذا، سيكون عليه المجازفة بقوة في مواجهة أصحاب الأرض مما قد يمنح منتخب تشيلي المساحات الواسعة والفرصة لاختراق الدفاع المنافس، وهو ما افتقده في المباراة الافتتاحية أمام الإكوادور.

الإكوادور - ببوليفيا

يبحث كل من المنتخبين الإكوادوري والبوليفي عن ضربة بداية جديدة له في بطولة كوبا أميركا عندما يلتقيان اليوم في الجولة الثانية من مباريات المجموعة الأولى بالدور الأول للبطولة. ونال كل من المنتخبين بعض إعجاب المتابعين للبطولة رغم خسارة المنتخب الإكوادوري صفر / 2 أمام تشيلي في المباراة الافتتاحية للبطولة وتعادل بوليفيا مع المكسيك سلبيا. ولكن أداء كل من المنتخبين جاء مغايرا لمعظم التوقعات والترشيحات التي صبت بقوة في صالح منافسيهما التشيلي والمكسيكي.
ولكن الأداء لن يكون كافيا لمنح أي من المنتخبين فرصة التأهل إلى الدور الثاني (دور الثمانية)، ولهذا سيبحث كل من الفريقين عن تحقيق الفوز في مباراة اليوم لتعزيز فرصه في التأهل، علما بأن فوز بوليفيا سيقترب به خطوة جيدة قبل مواجهة منتخب تشيلي في المباراة الثالثة له بالمجموعة. في المقابل، يحتاج المنتخب الإكوادوري إلى تحقيق الفوز للإبقاء على حظوظه في البطولة قبل مواجهة المكسيك في الجولة الثالثة من مباريات المجموعة، خصوصا أن رصيد المنتخب الإكوادوري لا يزال خاليا من النقاط، وهو ما يجعله في أمسّ الحاجة إلى النقاط الثلاث لأن أي نتيجة أخرى تعني انتهاء فرصته منطقيا.
ورغم فوز المنتخب البوليفي بلقب البطولة في 1963، لم يعبر الفريق دور المجموعات في كوبا أميركا منذ عام 1997، وهو ما يتطلع إلى تغييره هذه المرة بقيادة المدرب ماوريسيو سوريا. ولكن مهمة الفريق تبدو في غاية الصعوبة أمام المنتخب الإكوادوري العنيد الذي قدم أداء رائعا في معظم فترات المباراة الافتتاحية وكان بإمكانه هز شباك أصحاب الأرض في أكثر من مناسبة. ولم يحقق المنتخب البوليفي سوى فوز وحيد في آخر 18 مباراة خاضها ولكن الفريق كان قاب قوسين أو أدنى من الفوز على المنتخب المكسيكي، إذ كانت فرص الفريق هي الأفضل والأخطر بينما كان الاستحواذ والسيطرة على اللعب لصالح المنتخب المكسيكي. ولهذا، يتطلع المنتخب البوليفي إلى استغلال أفضل لفرصه الهجومية في مباراة اليوم ويأمل في أن يكرر الدفاع الإكوادوري هفواته القليلة التي جاء منها هدفا تشيلي في الافتتاح. ورغم الكدمة التي تعرض لها مارسيلو مارتينز مهاجم المنتخب البوليفي في المباراة الأولى، لن تمنعه هذه الإصابة من المشاركة في مباراة اليوم.
وفي المقابل، يبدو المنتخب الإكوادوري أكثر ترشيحا لتحقيق الفوز في هذه المباراة، خصوصا أنه لم يهزم في آخر عشر مباريات خاضها أمام بوليفيا ولكن الضغوط عليه تبدو أكبر من نظيره البوليفي لما تمثله هذه الترشيحات من ضغوط هائلة على صاحبها، خصوصا مع فشل الفريق في إحراز أي نقطة بالمباراة الأولى. ولهذا ينتظر أن يتخلى المنتخب الإكوادوري عن التحفظ الدفاعي الذي كان عليه في المباراة الافتتاحية ويخوض مباراة اليوم بخطة هجومية في مواجهة الدفاع البوليفي القوي.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».