مواجهات بين البيشمركة وميليشيات الحشد الشعبي في ديالى

مسؤول كردي: الجماعات المسلحة الشيعية تشكل خطرًا كبيرًا

مواجهات بين البيشمركة وميليشيات الحشد الشعبي في ديالى
TT

مواجهات بين البيشمركة وميليشيات الحشد الشعبي في ديالى

مواجهات بين البيشمركة وميليشيات الحشد الشعبي في ديالى

أعلن مسؤول كردي أمس أن ميليشيات الحشد الشعبي تشكل خطرا كبيرا على الأكراد في المناطق المحاذية لوجودها، وبيّن أن الأوضاع ما زالت متوترة بين قوات البيشمركة وهذه الميليشيات إثر اندلاع اشتباكات بين الجانبين الخميس الماضي في منطقة مرجانة (غرب ناحية جلولاء في محافظة ديالى)، لكن ممثل وزارة البيشمركة في المناطق المتنازع عليها أكد أن الأوضاع مستقرة الآن وتم احتواء المشكلة بين الجانبين.
وقال الشيخ جعفر الشيخ مصطفى، مسؤول الفرع الخامس عشر للحزب الديمقراطي الكردستاني في خانقين، لـ«الشرق الأوسط»: «ميليشيات الحشد الشعبي تشكل خطرا على الكرد، ونحن لطالما حذرنا من عدم السماح لهم بالتجاوز على هذه المناطق التي تعتبر متنازع عليها بموجب التحالف الموجود بين الجانبين في هذه المنطقة، فالحشد الشعبي لم يسمح لقوات البيشمركة بالمشاركة في عملية تحرير ناحية السعدية، وهم الآن يعتبرون السعدية ملكا لهم، والمشكلة هذه المرة حدثت إثر بدء قوات البيشمركة المتمثلة باللواء الثالث، ببناء ساتر بين جلولاء والسعدية، وأثارت هذه الخطوة حفيظة ميليشيات الحشد الشعبي الذي بدأت عناصره بإطلاق النار على البيشمركة، مما أدى إلى اندلاع اشتباكات بين الجانبين، لكنها لم تتسبب بأية خسائر في صفوف البيشمركة». وتابع: «الوضع ما زال متوترا، وقد صل وفد من الجيش العراقي إلى المنطقة لإيجاد حل للمشكلة بين الجانبين، وبتصوري هذه المشكلة ستتعمق أكثر من ذلك، لأن هذه الميليشيات ملتزمة بمرجعيتها وليست بالحكومة العراقية، وهي قوات غير منضبطة، ولا تسمح لسكان ناحية السعدية الخاضعة لها بالعودة إلى بيوتهم، حتى إنهم طردوا عددا من العوائل العائدة إلى الناحية مؤخرا، وهي تعادي العرب السنة والكرد»، مؤكدا أن «حل المشكلات بين الجانبين يحتاج إلى اتفاقية سياسية بين إقليم كردستان والحكومة الاتحادية».
من جانبه، قال اللواء الركن إسماعيل الزهاوي، ممثل وزارة البيشمركة في المناطق المتنازع عليها، إن «الأوضاع الآن مستقرة بين الجانبين، وقد عقد مسؤولو قوات البيشمركة الميدانيين أمس اجتماعا مع قيادات ميليشيات الحشد الشعبي في المنطقة التي شهدت مشكلة بسيطة بين الطرفين». وعن أسباب اندلاع اشتباكات بين الجانبين، أوضح الزهاوي أن «قوات البيشمركة تريد حفر خندق يمتد من سنجار إلى مندلي، وهذا الخندق يقع بيننا وبين ميليشيات الحشد الشعبي في ناحية جلولاء والسعدية، ونحن لا نحتاج إلى موافقتهم لحفر الخندق، لأن المنطقة منطقتنا، وهي ضمن قاطع مسؤوليتنا لكننا لا نريد أن تحدث أي مشكلات بيننا وبينهم».
وتمكنت قوات البيشمركة في 23 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي من تحرير ناحية جلولاء المتنازع عليها والتابعة لمحافظة ديالى من تنظيم داعش بعد معارك استمرت عدة أشهر، وانطلقت بالتزامن مع عملية البيشمركة لتحرير جلولاء عملية أخرى من قبل القوات العراقية وبإسناد من ميليشيات الحشد الشعبي لتحرير ناحية السعدية المتنازع عليها أيضا والمحاذية لجلولاء، وبدأت قوات البيشمركة فور تحرير جلولاء بتطهيرها من العبوات الناسفة التي زرعها «داعش» قبل فرار مسلحيه من الناحية.
من جهته قال خليل خداداد، مسؤول تنظيمات الاتحاد الوطني الكردستاني، في جلولاء لـ«الشرق الأوسط» إن «الخندق سيساهم في منع تسلل مسلحي تنظيم داعش والمجاميع الإرهابية الأخرى إلى داخل ناحية جلولاء، فما زالت هناك خطورة على الناحية من قبل المسلحين الذين يحاولون دائما التسلل إلى داخلها لتنفيذ عمليات إرهابية، لذا فهذا الخندق سيكون له دور بارز في حماية جلولاء مستقبلا»، مشيرا إلى أن «سرايا الخراساني المنضوية في ميليشيات الحشد الشعبي هي التي بدأت بالهجوم على البيشمركة أولا ومنعت جرافاتنا من حفر الخندق».



بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
TT

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الخميس) إلى الأردن، مستهِلاً جولة لبحث الأزمة في سوريا بعد إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما أفاد صحافي من «وكالة الصحافة الفرنسية» كان ضمن فريق الصحافيين المرافق له في الطائرة.

وقال مسؤولون أميركيون، للصحافيين المرافقين، إن بلينكن المنتهية ولايته سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووزيرَ خارجيته في مدينة العقبة (نحو 325 كيلومتراً جنوب عمان) على البحر الأحمر، في إطار سعيه إلى عملية «شاملة» لاختيار أعضاء الحكومة السورية المقبلة. وفور وصوله، توجَّه بلينكن إلى الاجتماع، ومن المقرر أن يسافر في وقت لاحق من اليوم إلى تركيا.

ودعا بلينكن إلى عملية «شاملة» لتشكيل الحكومة السورية المقبلة تتضمَّن حماية الأقليات، بعدما أنهت فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكم بشار الأسد المنتمي إلى الطائفة العلوية التي تُشكِّل أقلية في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، لدى إعلانها عن جولة بلينكن، إنه سيدعو إلى «قيام سلطة في سوريا لا توفر قاعدة للإرهاب أو تُشكِّل تهديداً لجيرانها»، في إشارة إلى المخاوف التي تُعبِّر عنها كل من تركيا، وإسرائيل التي نفَّذت مئات الغارات في البلد المجاور خلال الأيام الماضية. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إلى أنه خلال المناقشات في العقبة على البحر الأحمر «سيكرر بلينكن دعم الولايات المتحدة لانتقال جامع (...) نحو حكومة مسؤولة وتمثيلية». وسيناقش أيضاً «ضرورة (...) احترام حقوق الأقليات، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، ومنع تحول سوريا إلى قاعدة للإرهاب أو أن تُشكِّل تهديداً لجيرانها، وضمان تأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية وتدميرها بشكل آمن». وهذه الزيارة الثانية عشرة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، التي ردَّت بحملة عنيفة ومُدمِّرة ما زالت مستمرة على قطاع غزة.

وانتهت رحلة بلينكن السابقة بخيبة أمل بعد فشله في تأمين صفقة تنهي فيها إسرائيل و«حماس» الحرب في مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. وسيغادر بلينكن منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل مع إدارة الرئيس جو بايدن.

ووصف الرئيس المنتخب دونالد ترمب الوضع في سوريا بـ«الفوضى». وقال إن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتدخل، رغم أنه لم يوضح السياسة الأميركية منذ سقوط الأسد.