وارنر ينفي مجددًا تقاضي رشى ويؤكد أن تبادل المجاملات بين أصحاب السلطة ليس فسادًا

سكالا: التغييرات الطارئة على نظام التصويت لن تجعله «نظيفًا» تمامًا في ظل وجود مصالح وطنية ومادية

وارنر ينفي مجددًا تقاضي رشى ويؤكد أن تبادل المجاملات بين أصحاب السلطة ليس فسادًا
TT
20

وارنر ينفي مجددًا تقاضي رشى ويؤكد أن تبادل المجاملات بين أصحاب السلطة ليس فسادًا

وارنر ينفي مجددًا تقاضي رشى ويؤكد أن تبادل المجاملات بين أصحاب السلطة ليس فسادًا

نفى جاك وارنر، النائب السابق لرئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، مجددًا اتهامات الرشى المحيطة بعملية التصويت على اختيار الدول المستضيفة لنهائيات كأس العالم، بما في ذلك ملف مونديال ألمانيا 2006. واعتبر وارنر أن «تبادل المجاملات بين أصحاب السلطة ليس فسادًا».
وقال وارنر أمس لمجلة «دير شبيغل»: «لم أكن أبدًا مستعدًا لقبول الرشى، لم يعرض عليّ أي شخص أبدًا أموالاً، بما في ذلك الألمان». ووارنر، الرئيس السابق لاتحاد ترينداد وتوباجو والكونكاف (أميركا الشمالية، والوسطى، والكاريبي)، هو واحد من بين 14 شخصًا تم توجيه اتهامات إليهم في التحقيقات الأميركية المتعلقة بفساد الرياضة، ويواجه إمكانية الترحيل إلى أميركا.
وتواترت ادعاءات حول دفع رشى خلال عملية اختيار فرنسا لاستضافة مونديال 1998 وجنوب أفريقيا لاستضافة نسخة 2010، كما تحقق السلطات السويسرية في ملف استضافة روسيا لمونديال 2018 وقطر لمونديال 2022. ونفى فولفغانغ نيرسباخ، رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم، ووزير الداخلية السابق، أوتو شيلي، تورط ألمانيا في أي شبهة فساد خلال مساعي استضافة مونديال 2006. وتعرض «الفيفا» لهزة عنيفة بسبب تزايد ادعاءات الفساد، وأعلن السويسري جوزيف بلاتر، رئيس الاتحاد الدولي، عن اعتزامه التقدم باستقالته بعد أربعة أيام فقط من فوزه بولاية خامسة. وتم الإشارة إلى اسم وارنر (72 عامًا) في كثير من وقائع الفساد، لكنه شدد على براءته. وأشار وارنر: «لم أعلم بحدوث أي شيء خاطئ». وأضاف: «هل من الفساد أن يدعوني الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى وجبة؟ أو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين؟ يتم تبادل المجاملات بين أصحاب السلطة، هذا ليس فسادًا».
وكان دومينيكو سكالا، المسؤول عن قيادة الإصلاحات بـ«الفيفا»، قال لـ«رويترز» في وقت سابق، إن «التغييرات الطارئة على نظام التصويت لمنح حق استضافة نهائيات كأس العالم، قد لا تمنع إمكانية وقوع الفساد، لكنها ستجعل الأمور أكثر شفافية. وبدلاً من تحديد مستضيف كأس العالم 2026 عن طريق اقتراع سري بواسطة اللجنة التنفيذية (للفيفا) المكونة من 24 عضوًا سيكون حسم هذا الأمر عن طريق تصويت مفتوح تشارك فيه جميع الاتحادات الأعضاء في (الفيفا) وهم 209». وقال سكالا، الرئيس المستقيل للجنة المراجعة والتحقق بـ«الفيفا» في رسالة عبر البريد الإلكتروني حول إمكانية أن تكون عملية التصويت نظيفة: «لا يمكن ضمان ذلك بنسبة مائة في المائة وستبقى المخاطرة حاضرة في ظل وجود مصالح وطنية ومادية». لكن سكالا يعتقد أن النظام الجديد للتصويت «سيتيح معرفة إلى أين ذهب صوت كل دولة».
ويرى سكالا أيضًا أنه سيكون ممكنًا تقليص نسبة «التأثير غير الشرعي» على عملية التصويت بعد منع الدول المتقدمة بطلبات لاستضافة كأس العالم من تمويل برامج تطوير كرة القدم في بلاد ومناطق أخرى. ومن شأن هذه التغييرات أن تقلل من المخاوف في الوقت الذي تستمر فيه التحقيقات الأميركية والسويسرية بشأن ادعاءات فساد بـ«الفيفا». وتبحث السلطات الأميركية والسويسرية فيما إذا كانت حقوق استضافة كأس العالم في 2018 و2022 التي ذهبت إلى روسيا وقطر على الترتيب تشملها مزاعم بدفع رشى مقابل الحصول على أصوات المسؤولين. وقرر «الفيفا» يوم الأربعاء الماضي تأجيل عملية التقدم بطلبات لاستضافة نهائيات كأس العالم 2026 في ظل استمرار التحقيقات الجنائية في ادعاءات بحدوث مخالفات وتجاوزات.
وتسبب تفجر فضيحة الفساد في استقالة سيب بلاتر رئيس «الفيفا» من منصبه في الثاني من يونيو (حزيران) الحالي، وبعد أربعة أيام فقط من فوزه بفترة ولاية خامسة، وقال بلاتر (79 عامًا) إنه سيبقى في منصبه حتى يتم اختيار الرئيس الجديد.



شاهد... روبوتات تنافس البشر في نصف ماراثون بكين

الروبوت «تيانغونغ ألترا» يعبر خط النهاية خلال نصف ماراثون إي تاون للروبوتات البشرية (رويترز)
الروبوت «تيانغونغ ألترا» يعبر خط النهاية خلال نصف ماراثون إي تاون للروبوتات البشرية (رويترز)
TT
20

شاهد... روبوتات تنافس البشر في نصف ماراثون بكين

الروبوت «تيانغونغ ألترا» يعبر خط النهاية خلال نصف ماراثون إي تاون للروبوتات البشرية (رويترز)
الروبوت «تيانغونغ ألترا» يعبر خط النهاية خلال نصف ماراثون إي تاون للروبوتات البشرية (رويترز)

تنافس أكثر من 20 روبوتاً في أول نصف ماراثون بشري في العالم في الصين اليوم (السبت)، ورغم تفوقها التكنولوجي المذهل، فإنها لم تتفوق على البشر في المسافة الطويلة.

وشارك أكثر من 12 ألف شخص في السباق الذي يمتد إلى 21 كيلومتراً. وفصلت حواجز مسار عدْو الروبوتات عن منافسيها من البشر.

وبعد انطلاقها من حديقة ريفية، اضطرت الروبوتات المشاركة إلى التغلب على منحدرات طفيفة، وحلبة متعرجة بطول 21 كيلومتراً (13 ميلاً) قبل أن تصل إلى خط النهاية، وفقاً لصحيفة «بكين ديلي» الحكومية.

شاركت فرق من عدة شركات وجامعات في السباق، الذي يُمثل عرضاً للتقدم الذي أحرزته الصين في تكنولوجيا الروبوتات، في محاولتها اللحاق بالولايات المتحدة، التي لا تزال تفخر بنماذج أكثر تطوراً، وفق ما أفادت شبكة «سي إن إن» الأميركية.

وتم السماح للمهندسين بإجراء تعديلات على أجهزة التكنولوجيا المتقدمة الخاصة بهم على طول الطريق، مع تحديد محطات مساعدة خاصة للروبوتات. ولكن بدلاً من الماء والوجبات الخفيفة، كانت المحطات تقدم بطاريات، وأدوات فنية للروبوتات.

روبوت يفقد السيطرة عند بداية أول نصف ماراثون روبوتي في العالم خلال نصف ماراثون الروبوتات البشرية الذي أقيم في بكين (أ.ب)
روبوت يفقد السيطرة عند بداية أول نصف ماراثون روبوتي في العالم خلال نصف ماراثون الروبوتات البشرية الذي أقيم في بكين (أ.ب)

ورغم منح الروبوت أقصى طاقة ممكنة، تأخر الروبوت «تيانغونغ ألترا» كثيراً عن أسرع رجل في السباق، الذي عبر الخط في ساعة واحدة و11 ثانية تقريباً. أول روبوت يعبر خط النهاية، تيانغونغ ألترا، من ابتكار مركز بكين لابتكار الروبوتات البشرية، أنهى السباق في ساعتين و40 دقيقة. وهذا يقل بنحو ساعتين عن الرقم القياسي العالمي البشري البالغ 56:42 دقيقة، والذي يحمله العداء الأوغندي جاكوب كيبليمو. أما الفائز بسباق الرجال اليوم (السبت)، فقد أنهى السباق في ساعة ودقيقتين.

وكان السباق بمثابة عرض فني، وقال رئيس الفريق الفائز إن روبوتهم -رغم تفوقه على البشر في هذا السباق تحديداً- كان نداً لنماذج مماثلة من الغرب، في وقتٍ يحتدم فيه السباق نحو إتقان تكنولوجيا الروبوتات البشرية.

المهندسون يتسابقون مع الروبوت «تيانغونغ ألترا» خلال نصف ماراثون «إي تاون» للروبوتات البشرية (رويترز)
المهندسون يتسابقون مع الروبوت «تيانغونغ ألترا» خلال نصف ماراثون «إي تاون» للروبوتات البشرية (رويترز)

وكانت الروبوتات، بأشكالها وأحجامها المتنوعة، تجوب منطقة ييتشوانغ جنوب شرقي بكين، موطن العديد من شركات التكنولوجيا في العاصمة.

خلال الأشهر القليلة الماضية، انتشرت مقاطع فيديو لروبوتات صينية بشرية وهي تؤدي حركات ركوب الدراجات، والركلات الدائرية، والقفزات الجانبية على الإنترنت.

روبوت يشارك في أول نصف ماراثون روبوتي في العالم خلال نصف ماراثون الروبوتات البشرية الذي أقيم في بكين (أ.ب)
روبوت يشارك في أول نصف ماراثون روبوتي في العالم خلال نصف ماراثون الروبوتات البشرية الذي أقيم في بكين (أ.ب)

في وثيقة سياسية لعام 2023، حددت وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات الصينية صناعة الروبوتات البشرية باعتبار أنها «حدود جديدة في المنافسة التكنولوجية»، وحددت هدفاً بحلول عام 2025 للإنتاج الضخم، وسلاسل التوريد الآمنة للمكونات الأساسية.

وقال مهندسون لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن الهدف هو اختبار أداء الروبوتات، وما إذا كانت جديرة بالثقة. ويؤكدون أنّ الأولوية هي الوصول إلى خط النهاية، لا الفوز بالسباق. ورأى كوي وينهاو، وهو مهندس يبلغ 28 عاماً في شركة «نوتيكس روبوتيكس» الصينية، أن «سباق نصف الماراثون يشكل دفعاً هائلاً لقطاع الروبوتات بأكمله». وأضاف: «بصراحة، لا يملك القطاع سوى فرص قليلة لتشغيل آلاته بهذه الطريقة، بكامل طاقتها، على هذه المسافة، ولوقت طويل. إنه اختبار صعب للبطاريات، والمحركات، والهيكل، وحتى الخوارزميات». وأوضح أن روبوتاً تابعاً للشركة كان يتدرب يومياً على مسافة تعادل نصف ماراثون، بسرعة تزيد على 8 كيلومترات في الساعة.

منافسة مع الولايات المتحدة

وشدّد مهندس شاب آخر هو كونغ ييتشانغ (25 عاماً) من شركة «درويد آب»، على أن سباق نصف الماراثون هذا يساعد في «إرساء الأسس» لحضور هذه الروبوتات بشكل أكبر في حياة البشر. وشرح أنّ «الفكرة الكامنة وراء هذا السباق هي أنّ الروبوتات الشبيهة بالبشر يمكنها الاندماج بشكل فعلي في المجتمع البشري، والبدء بأداء مهام يقوم بها بشر». وتسعى الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم، إلى أن تصبح الأولى عالمياً في مجال الذكاء الاصطناعي والروبوتات، مما يضعها في منافسة مباشرة مع الولايات المتحدة التي تخوض معها راهناً حرباً تجارية. أصبحت الشركات الصينية، وتحديداً الخاصة منها، أكثر نجاحاً في استخدام التقنيات الجديدة.

في يناير (كانون الثاني)، أثارت شركة «ديب سيك» الناشئة اهتماماً إعلامياً واسعاً في الصحف العالمية بفضل روبوت محادثة قائم على الذكاء الاصطناعي، وتقول إنها ابتكرته بتكلفة أقل بكثير من تكلفة البرامج التابعة لمنافسيها الأميركيين، مثل «تشات جي بي تي».