السلطات المصرية تحتفي بنجاح الشرطة في إحباط عملية «الكرنك».. والرئاسة تنفي تعرض سياراتها لهجوم إرهابي

السجن المشدد 15 عامًا لضابط الأمن المركزي المتهم بقتل الناشطة شيماء الصباغ

أفواج من السائحين في باحة معبد الكرنك في الأقصر بعد أن أحبطت الشرطة تعرضه لتفجير انتحاري أول من أمس (أ.ف.ب)
أفواج من السائحين في باحة معبد الكرنك في الأقصر بعد أن أحبطت الشرطة تعرضه لتفجير انتحاري أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

السلطات المصرية تحتفي بنجاح الشرطة في إحباط عملية «الكرنك».. والرئاسة تنفي تعرض سياراتها لهجوم إرهابي

أفواج من السائحين في باحة معبد الكرنك في الأقصر بعد أن أحبطت الشرطة تعرضه لتفجير انتحاري أول من أمس (أ.ف.ب)
أفواج من السائحين في باحة معبد الكرنك في الأقصر بعد أن أحبطت الشرطة تعرضه لتفجير انتحاري أول من أمس (أ.ف.ب)

أشادت الحكومة المصرية، برئاسة إبراهيم محلب، بنجاح الشرطة في إحباط العملية الإرهابية التي استهدفت معبد «الكرنك» بالأقصر (جنوب البلاد) قبل يومين، وعده وزير الداخلية اللواء مجدي عبد الغفار «دليلا على تطور الأداء الشرطي»، متوعدًا العناصر الإرهابية بـ«القضاء عليها قريبا». يأتي ذلك في وقت نفت فيه الرئاسة المصرية، أمس، تعرض موكب الرئيس عبد الفتاح السيسي أو السيارات التابعة للرئاسة لهجوم إرهابي في مدينة شرم الشيخ السياحية.
وكان ثلاثة مسلحين قد حاولوا دخول معبد الكرنك بالأقصر، أول من أمس، وتصدت لهم عناصر الشرطة المكلفة بحراسة المعبد، فقام أحدهم بتفجير نفسه في أماكن انتظار الحافلات السياحية، وقتل آخر في تبادل إطلاق النار مع قوات الأمن، وأصيب الثالث، كما أسفر الحادث عن إصابة خمسة أشخاص، بينهم شرطي، تجري معالجتهم حاليا. ولم تكشف جهات التحقيق حتى الآن عن الجماعة الإرهابية المنفذة للعملية.
وخلال اجتماعه أمس، برئاسة محلب، وجه مجلس الوزراء الشكر لوزير الداخلية ورجال الشرطة على الجهود المبذولة لعودة الأمن والاستقرار، ومواجهة الإرهاب، مشيدا بنجاح الشرطة في التصدي للمخطط الإرهابي الذي استهدف معبد الكرنك، وطالب بأن تكون هناك خطة على أعلى مستوى لحماية المناطق السياحية.
وفي تصريحات له خلال تفقده لموقع الحادث، أكد وزير الداخلية أن الإرهاب لن ينجح في النيل من الوطن والمواطن ومحاولة تقويض الاقتصاد القومي للبلاد، متوعدا العناصر الإرهابية بالقضاء عليها قريبا، وأن «رجال الشرطة سيبذلون الغالي والنفيس لإجهاض المخططات الإرهابية الدنيئة التي تستهدف مقدرات الوطن، من خلال مضاعفة الجهود والاستمرار في تطوير الأداء الأمني»، على حد قوله.
وشدد اللواء عبد الغفار على أن «إجهاض عملية معبد الكرنك الإرهابية خير دليل على تطور الأداء الشرطي من مرحلة رد الفعل إلى مرحلة الفعل الحاسم»، مشيرا إلى أنه سيقوم بتكريم رجال الشرطة المشاركين في إحباط ذلك «المخطط الإرهابي الخسيس».
وقال الوزير إن الحرب على الإرهاب ليست أمنية فقط، ولكنها فكرية في المقام الأول، داعيا إلى تكاتف الجميع للقضاء على الإرهاب واقتلاع جذوره.
من جانبه، أدان الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي، بأشد العبارات المحاولة الإرهابية التي وقعت في محيط معبد الكرنك. وأشاد العربي بكفاءة الأجهزة الأمنية المصرية التي تمكنت من تفكيك عبوتين ناسفتين أمام ساحة المعبد، وأكد وقوف جامعة الدول العربية إلى جانب مصر فيما تتخذه من إجراءات لمكافحة الإرهاب، ومعاقبة مرتكبيه.
كما أدانت سفارة الولايات المتحدة لدى مصر بشدة العملية، وأثنت في بيان لها، أمس، على الشرطة والمواطنين المصريين الذين أحبطوا المحاولة، كما أكدت وقوف الولايات المتحدة بجانب مصر حكومة وشعبا في الحرب ضد الإرهاب.
في السياق ذاته، نفت مؤسسة الرئاسة ما تردد عن تعرض سيارات تابعة لها لهجوم إرهابي أثناء عودتها، أول من أمس، من مدينة شرم الشيخ، حيث شارك الرئيس السيسي في المؤتمر الاقتصادي الأفريقي.
وأكدت الرئاسة في بيان لها أمس، أن «هذا الخبر ليس له أي أساس من الصحة»، مناشدة وسائل الإعلام مراعاة الدقة والتأكد من الأخبار قبل نشرها.
إلى ذلك، قضت محكمة جنايات جنوب القاهرة أمس، بمعاقبة الضابط ياسين محمد حاتم (ملازم أول بقطاع الأمن المركزي) بالسجن المشدد لمدة 15 عاما، وذلك لإدانته بارتكاب جريمة قتل الناشطة السياسية شيماء الصباغ، عضو حزب التحالف الشعب الاشتراكي.
وقتلت الصباغ في يناير (كانون الثاني) الماضي، أثناء تفريق قوات الأمن مسيرة لحزب التحالف الشعبي الاشتراكي كانت متوجهة إلى ميدان التحرير.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.