«الجهاد» لاستئناف القتال إن لم يفرَج عن الأسيرين السعدي وعواودة

تل أبيب «لم تتعهد بإطلاق سراحهما»

فلسطينيون يحتفلون باتفاق وقف إطلاق النار في مدينة غزة فجر الاثنين (أ.ف.ب)
فلسطينيون يحتفلون باتفاق وقف إطلاق النار في مدينة غزة فجر الاثنين (أ.ف.ب)
TT

«الجهاد» لاستئناف القتال إن لم يفرَج عن الأسيرين السعدي وعواودة

فلسطينيون يحتفلون باتفاق وقف إطلاق النار في مدينة غزة فجر الاثنين (أ.ف.ب)
فلسطينيون يحتفلون باتفاق وقف إطلاق النار في مدينة غزة فجر الاثنين (أ.ف.ب)

هدد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، باستئناف القتال مع إسرائيل «كأن أي اتفاق لم يكن» إذا لم تلتزم إسرائيل بشرط الحركة إطلاق سراح الأسيرين التابعين للحركة، بسام السعدي وخليل عواودة، وهو كان بند الاتفاق الوحيد من أجل وقف إطلاق النار في غزة بعد مواجهة دامت 3 أيام.
وقال النخالة: «إذا لم تلتزم إسرائيل بالاتفاق الذي توسطت فيه مصر لوقف إطلاق النار، فإن الحركة ستستأنف القتال». وأكد النخالة الذي كان يتحدث من إيران، أن إسرائيل وافقت على إطلاق سراح المسؤول في الجهاد الإسلامي، بسام السعدي، الذي تم اعتقاله الاثنين الماضي في جنين بالضفة الغربية بطريقة مهينة، أثارت استنفار الجهاد وتسببت في توتر في غزة قاد في النهاية إلى المواجهة الأخيرة، كما لفت إلى أن إسرائيل وافقت على إطلاق سراح الأسير خليل العواودة، «وهو أحد عناصر الجهاد ومضرب عن الطعام منذ أكثر من 140 يوماً».
https://twitter.com/aawsat_News/status/1556635933490954242
وبحسب نخالة، فإن إسرائيل ستفرج عن العواودة، وفوراً سيتجه إلى مستشفى، ثم في وقت لاحق ربما لأكثر من أسبوع ستفرج عن السعدي. وأضاف مهدداً، أنه «إذا لم تلتزم إسرائيل بذلك وكأن شيئاً لم يكن، سنستأنف القتال من جديد ولن نتردد أبداً». ودخل اتفاق وقف إطلاق نار في غزة رعته القاهرة، حيز التنفيذ، في تمام الساعة 23:30 يوم الاثنين، بالتوقيت المحلي للقدس، لينهي 3 أيام من تصعيد بين إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي خلف 44 قتيلاً فلسطينياً.
وقال النخالة إن اتفاق وقف إطلاق النار «بسيط ولا يشتمل إلا على إطلاق سراح الأسيرين». لكن في إسرائيل يقول المسؤولون إنهم لم يلتزموا أبداً بهذا التعهد. وقال وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي عومر بارليف، إن «إسرائيل لم توافق على إطلاق سراح سجينين من حركة الجهاد الإسلامي، في إطار اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه مصر»، مضيفاً: «إسرائيل لم توافق على أي شيء، لقد رددنا على المطالب بشكل سلبي». وأيد وزيران آخران تصريحات بارليف، وقال وزير الرفاه والشؤون الاجتماعية مئير كوهين، إنه «لا يوجد التزام من جانب إسرائيل بالإفراج عن السجناء»، وإن «ذلك لن يتم».
أما وزير العدل جدعون ساعر، فأقر بأن «المصريين التزموا بالعمل على إطلاق سراحهما»، لكن إسرائيل «لا تتأثر بتهديدات الجهاد الإسلامي في غزة لبدء الأعمال العدائية مرة أخرى إذا لم يتم الإفراج عنهما». وأكدت مصادر سياسية إسرائيلية في إحاطة لوسائل إعلام مختلفة، أن إسرائيل لم توافق على الإفراج عن الأسيرين السعدي وعواودة، وأنها فقط ستسهل للمصريين الاطمئنان عليهما «وسنسمح بنقاش حولهما» وليس إطلاق سراح.



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.