بدأت أطراف النزاع في ليبيا الليلة الماضية بالمغرب، جولة جديدة (خامسة) من محادثات الصخيرات (جنوب الرباط)، عدتها الأمم المتحدة «حاسمة»، على أمل التوصل إلى اتفاق لتشكيل حكومة وحدة وطنية قبل بدء شهر رمضان في منتصف يونيو (حزيران) الحالي، وإنهاء صراع يهدد بتقسيم ليبيا.
وقال مصدر دبلوماسي في الرباط لـ«الشرق الأوسط»، إن «الجولة الجديدة من محادثات الصخيرات، سيجري خلالها عرض مسودة اتفاق جديدة (رابعة) على أطراف الأزمة بعدما رفضت المسودات الثلاث السابقة».
وكانت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا أعلنت، يوم الجمعة الماضي، أن «المجتمعين في الصخيرات سيناقشون المسودة الجديدة للاتفاق السياسي بالاستناد إلى الملاحظات التي قدمتها أطراف النزاع أخيرًا»، مشددة على أن لديها «قناعة راسخة أن هذه الجولة ستكون حاسمة».
وتعيش ليبيا حالة من الفوضى منذ سقوط نظام العقيد معمر القذافي في 2011، وتعاني من ويلات معارك عنيفة بين جماعات مسلحة ضمنهم إسلاميون، وسط انقسام سياسي بين برلمانين يتنازعان السلطة، بالإضافة إلى تصاعد نفوذ تنظيم داعش.
وتوجد في ليبيا حاليًا حكومتان وبرلمانان متنازعان: الأولى في طرابلس وتخضع لسيطرة ائتلاف «فجر ليبيا» الذي يضم عددًا من المجموعات المسلحة، منهم إسلاميون، والثانية في طبرق (شرق البلاد)، وهي معترف بها دوليًا.
وتسعى الأمم المتحدة منذ أشهر للتوصل إلى تسوية تجيز تشكيل حكومة وحدة وطنية. وبات هدف مبعوثها الخاص، ليون، التوصل إلى اتفاق قبل بدء شهر رمضان في 17 يونيو الحالي.
وقبيل بدء جولة جديدة من مفاوضات الصخيرات في المغرب، عقد ممثلو مختلف فصائل النزاع الليبي محادثات دورية في الجزائر. وانعقد لقاء أخير يومي الأربعاء والخميس الماضيين في العاصمة الجزائرية، شارك فيه 27 مسؤولاً ليبيًا، إضافة إلى الوسيط الدولي بيرناردينو ليون الوسيط الدولي.
ودعا المشاركون في ختام الجولة الثالثة من الحوار الليبي في الجزائر، طرفي النزاع إلى «تقديم تنازلات للتوصل إلى اتفاق سياسي شامل ومتوازن وتوافقي وإلى تشكيل حكومة وحدة وطنية سريعًا».
وشددوا في بيانهم الختامي على أن «هذه الحكومة يجب أن تتولى مهامها سريعًا، لتتمكن من مواجهة التحديات الكثيرة التي تواجهها ليبيا في المجالات الأمنية والاقتصادية والسياسية».
وأوضح ليون في مؤتمر صحافي أعقب الاجتماع أنه يعمل على مشروع اتفاق رابع يشمل التعديلات التي ترسخ «مبدأ التوازن بين كافة مؤسسات ليبيا والتوافق»، معتبرًا أنه «لا يزال من الممكن إنقاذ ليبيا».
وأضاف: «ننتظر الاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية لاقتراح أسماء الشخصيات الليبية التي ستكون ضمنها».
في غضون ذلك، دعت دول مجموعة السبع في اجتماع لها بألمانيا، أمس، السلطتين المتنافستين في ليبيا إلى اتخاذ «إجراءات سياسية جريئة». وقالت مجموعة السبع في بيانها الختامي: «لقد ولى زمن المعارك وجاء زمن القرارات السياسية الجريئة. ندعو الليبيين إلى اقتناص هذه الفرصة لإلقاء السلاح»، داعية إلى إبرام «اتفاق سياسي».
ورأت مجموعة السبع أن تشكيل حكومة وحدة وطنية من شأنه أن «يؤمن دعمًا كبيرًا» للمساعدة في إصلاح البنى التحتية بما يشمل إعادة تشغيل الخدمات العامة وتقوية الاقتصاد والمساعدة على استئصال الإرهابيين والشبكات الإجرامية.
مفاوضات الأزمة الليبية في الصخيرات تبحث تشكيل حكومة وحدة وطنية قبل رمضان
ليون يعرض مسودة رابعة تروم إنهاء صراع يهدد بتقسيم البلاد
مفاوضات الأزمة الليبية في الصخيرات تبحث تشكيل حكومة وحدة وطنية قبل رمضان
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة