جولة على المعالم الفرنسية في الولايات المتحدة

آثارها موجودة في 15 ولاية

متاحف توثق التاريخ الفرنسي
متاحف توثق التاريخ الفرنسي
TT

جولة على المعالم الفرنسية في الولايات المتحدة

متاحف توثق التاريخ الفرنسي
متاحف توثق التاريخ الفرنسي

لأن الأميركيين ليسوا إلا شعبا تكوّن – ويتكوّن – من كل شعوب العالم، فعندهم أماكن ومعالم تمثل كل دول العالم تقريبا، خاصة الدول الأوروبية، وذلك لسببين:
أولا: تتكون نسبة كبيرة من الأميركيين من جذور أوروبية، وثانيا: يتكون جزء كبير من تاريخ أميركا من تاريخ أوروبا، بداية من اكتشاف أميركا نفسها.

* معالم فرنسية في أميركا
ربما ستكون المفاجأة هي أن المعالم التاريخية الفرنسية موجودة في، ربما، نصف الولايات المتحدة، خاصة القلاع القديمة، وتساوي، ربما، عشرة أضعاف القلاع البريطانية القديمة.
امتدادا للخلافات والحروب بين الدول الأوروبية الكبيرة (إسبانيا، وبريطانيا، فرنسا، ألمانيا، النمسا، إيطاليا) بعد اكتشاف الدنيا الجديدة، وصلت سفن ومكتشفون وقوات من هذه الدول (ما عدا ألمانيا، وما عدا إمبراطورية هابسبيرغ النمساوية) إلى الدنيا الجديدة. وكانت فرنسا الأكثر وجودا في القرن الثامن عشر (قبيل استقلال الولايات المتحدة)، واحتلت فرنسا تقريبا نصف الولايات المتحدة الحالية، ونصف كندا الحالية، بداية من خليج هدسون وكويبك في الشمال، مرورا بولايات الغرب والوسط الأميركية، حتى ولاية لويزيانا على بحر المكسيك في الجنوب.
يطالع الذي يزور متحف جامعة ولاية لويزيانا معلومات ومقتنيات قديمة تصور تلك المرحلة التاريخية، مرحلة «دولة لويزيانا» (كان الاسم يرمز لمناطق شاسعة، بالإضافة إلى الولاية).
كانت كل هذه المناطق تسمى «نوفيل فرانس» (فرنسا الجديدة). وفي المتحف كتابات فرنسية عن «ريف فرنسي» (الحلم الفرنسي)، اعتقادا بأنه لو عاشت «فرنسا الجديدة»، لكانت قادت إلى تأسيس «الولايات الفرنسية (لا الأميركية) المتحدة». وكانت ستحقق «الحلم الفرنسي (لا الأميركي)».
لهذا، تكثر القلاع الفرنسية التاريخية على طول وعرض هذه المنطقة. ولا بد للذي يريد زيارتها كلها أن يزور 15 ولاية أميركية.
هذا بالإضافة إلى المدن التي أسسها الفرنسيون. تسهل معرفة هذه بالبحث عن أسمائها الفرنسية، مثل: سانت لويس (ولاية ميسوري)، باتون روج (ولاية لويزيانا)، بلوكسي (ولاية مسيسبي)، كيب غيرادو (ولاية إلينوي)، وهناك ديترويت (ولاية أوهايو) التي سميت على اسم نهر ديترويت (باللغة الفرنسية: النهر الضيق).
في عام 1701، في عهد الملك لويس الرابع عشر، وقبل تسعين عاما تقريبا من الثورة الفرنسية (1789)، كان الهنود الحمر يملكون هذه المنطقة، في الطرف الجنوبي لبحيرة إيري (من البحيرات الخمس التي تفصل بين الولايات المتحدة وكندا). لكن حاربهم وانتصر عليهم الضابط الفرنسي أنطيون كاديلاك، الذي كان يقود فرقة تتكون من خمسين جنديا فقط. لكن، طبعا، انتصر لأن الهنود الحمر لم يكونوا يملكون أسلحة حديثة، بمقاييس ذلك الوقت.
كانت ديترويت آخر مكان وصل إليه كاديلاك قبل أن يتوفى. وكان قد بدأ اكتشافاته وانتصاراته قبل ذلك بعشرين عاما تقريبا. بدأ من ساحل المحيط الأطلسي، في ولاية نورث كارولينا الحالية، إلى الجنوب من ولاية فرجينيا التي كانت فيها مستعمرات بريطانية.
من بين الذين سيكرمون هذا العام: سياسيون، ورؤساء بنوك وشركات، ومثقفون، وحتى خبراء طعام، مثل ميمي شيراتون، مؤلفة كتب عن الطعام، منها كتاب «100 طعام يجب أن تأكلها قبل أن تموت»، وجاك بيبين، مقدم برنامج طعام في تلفزيون «بي بي سي» الأميركي شبه الحكومي.
وهناك متحف الفنون الفرنسية في نيو أورليانز الذي تأسس عام 1912 (قبيل الحرب العالمية الأولى)، وقبل بداية تدخل القوات الأميركية في أوروبا لحمايتها من حروبها بعضها مع بعض. يعني هذا أن المتحف لم يؤسس لأسباب سياسية أو اقتصادية، أو عسكرية، ولكن لأسباب ثقافية. الهدف كما في ديباجة المتحف: «زيادة الثقافة الفرنسية في المستعمرات الفرنسية (في الأميركتين)، وتوثيق العلاقات مع كل صديق للفنون والآداب الفرنسية». ويقدر الزائر على الانتقال إلى متحف كليفلاند (ولاية أوهايو) الذي يشترك في برنامج «فريم» (تبادل بين متاحف أميركية وفرنسية). توجد هنا أكبر مجموعة من اللوحات الفنية الفرنسية في الولايات المتحدة.
أخيرا، بوصفه جزءا من هذا البرنامج، عرضت لوحات فنانين فرنسيين مستشرقين، منها: «الشريفة» و«القائد التهامي» و«الحريم» و«عشيقات الأمير» و«دخول محمد الثاني القسطنطينية» و«بعد يوم النصر في الحمراء» و«الأصيل في المغرب» و«يوم الجنازة في المغرب».

* سان فرانسيسكو
يقدر الذي يصل إلى الساحل الغربي للولايات المتحدة على زيارة واحدة من أهم المدارس الفرنسية في الولايات المتحدة التي تدرس للأولاد والبنات من روضة الأطفال وحتى نهاية الثانوية؛ ليتأهلوا لنيل البكالوريوس الفرنسي. هنا تدرس كل المقررات باللغة الفرنسية (عدا التاريخ والأدب والفنون الأميركية)، ويدرسها فرنسيون (لا أميركيون تعلموا اللغة الفرنسية).
توجد مدرسة مماثلة في واشنطن العاصمة، «ليسي روشامبو»، لكنها تركز على أولاد الدبلوماسيين الفرنسيين وبناتهم، الذين يعملون بمنظمات دولية في واشنطن، مثل البنك وصندوق النقد الدوليين. قالت كاثرين سيلفيرا، مديرة المدرسة: «هذه واحدة من أكثر من خمسمائة مدرسة فرنسية في مختلف دول العالم، وتتبع قسم التعليم في الخارج التابع لوزارة التعليم الفرنسية».

* لويزيانا
لكن تظل ولاية لويزيانا (وأكبر مدنها نيو أورليانز) مركز الوجود الفرنسي في الولايات المتحدة، أو ما تبقى منه.
يوجد هنا أميركيون يظلون يتكلمون اللغة الفرنسية التي تعود جذورها إلى وصول أوائل المكتشفين الفرنسيين إلى الدنيا الجديدة. (يعود اسم «لويزيانا» إلى الملك الفرنسي لويس الرابع عشر، الذي في عهده وصل المكتشفون إلى الدنيا الجديدة، ثم امتدت المستعمرات الفرنسية شمالا حتى الحدود مع كندا).
ويشاهد الذي يقود سيارته على الطريق البري رقم «26» ويدخل الولاية، لافتة ترحب به باللغتين الإنجليزية والفرنسية.
حسب إحصاء السكان في الولاية عام 2010، قال أكثر من ثلاثة ملايين شخص (أكثر من نصف سكان الولاية) إنهم من أصل فرنسي. هؤلاء هم من جملة عشرة ملايين شخص في كل الولايات المتحدة يقولون إن أصولهم فرنسية. في باتون روج (عاصمة الولاية)، يوجد مقر وزارة الشؤون الفرنسية في الولاية. حسب تقرير «الجذور الفرنسية» الذي أصدره قسم الدراسات الفرنسية في جامعة ولاية لويزيانا، يبدو أن العداء القديم بين الفرنسيين والبريطانيين يظل يعيش في لويزيانا. كان المستعمرون البريطانيون انتصروا على المستعمرين الفرنسيين في الدنيا الجديدة. وكان هناك فرنسيون في ولايات الشمال الأميركي، لكن طردهم البريطانيون، وهرب هؤلاء إلى لويزيانا.
لهذا، يلاحظ الذي يزور لويزيانا اليوم (بعد 250 عاما من الطرد، وقبل استقلال الولايات المتحدة بعشرين عاما تقريبا) أن أحفاد الفرنسيين الذين طردهم البريطانيون لم يغفروا للبريطانيين.. يتذكرون الطرد في أغانيهم، ويرسمونه في لوحاتهم الفنية، ولا يكادون يطيقون الأطعمة والمشروبات البريطانية. هؤلاء هم «كاجون» (المنطقة التي طردوا منها). ويلاحظ الذي يزور مقاطعة سانت مارتن (في ولاية لويزيانا) أن سكانها يصرون على الكلام باللغة الفرنسية في منازلهم، لا كراهية للغة الإنجليزية؛ لغة أغلبية الأميركيين، ولكن نكاية في البريطانيين.
وصار طعام «كاجون» المليء بالبهارات الحارة نقيضا للطعام البريطاني الأقل بهارات. وتندرا (أو ربما نكاية) أسس أميركيون من أصول بريطانية جمعية في لويزيانا سموها «بريطانيون كاجون»، وربما نكاية في بقية الأميركيين أيضا؛ وذلك لأن الرئيس الأميركي أبراهام لنكولن، بعد نهاية الحرب الأهلية (عام 1865)، شن حملة عنيفة على الأميركيين الفرنسيين؛ لأنهم تحالفوا مع المتمردين الكونفدراليين الذين أعلنوا انفصال ولايات الجنوب.
ركز لنكولن على اللغة الفرنسية، وكأنه طعن الأميركيين الفرنسيين في قلوبهم.
بمتحف في باتون روج (عاصمة الولاية)، قسم خاص عن «لويزيانا بيرجيز» (شراء لويزيانا)؛ وذلك لأن الولاية لم تكن جزءا من الولايات المتحدة وقت الاستقلال (1776)، بل كانت جزءا من فرنسا. لكن بعد الاستقلال بثلاثين عاما تقريبا (1803)، اشترتها الحكومة الأميركية بنحو عشرة ملايين دولار (نحو 250 مليون دولار بمقاييس اليوم).
كانت هناك صلة لهزيمة فرنسا هذه في أميركا، بهزيمة فرنسا في أوروبا؛ وذلك لأنه، في ذلك الوقت، حكم نابليون بونابرت فرنسا، ودخل في سلسلة حروب أوروبية، خاصة ضد البريطانيين. ولأن العداء بين الأميركيين والبريطانيين ظل مستمرا بعد الاستقلال، عرض نابليون على الأميركيين التحالف معه ضد البريطانيين، وكان شراء لويزيانا جزءا من هذا التحالف.

* بقايا فرنسا
وأخيرا، قد يريد الذي يهتم بالأماكن والمعالم الأميركية في الولايات المتحدة أن يعرج على أماكن فرنسية أخرى في نصف الكرة الغربي: كويبك (في كندا)، وغيانا الفرنسية (في أميركا الجنوبية)، وجزيرتا مارتنيك وغوادالوب (في البحر الكاريبي).
ليست جزيرة هايتي قبلة رئيسية للسياح، لكن تاريخها يمثل صعود فرنسا وانهيارها، خاصة ثقافتها. في هايتي، لأول مرة تمرد الزنوج الذين أحضروا من أفريقيا إلى الدنيا الجديدة، وفي هايتي، لأول مرة، أسسوا دولة أفريقية مستقلة. لكن، تظل هايتي، رغم فقرها ومشكلاتها وزلزالاتها، مركز الثقافة الفرنسية في نصف الكرة الغربي (بعد كويبك في كندا).

* الحي الفرنسي
البلكونات الحديدية (من فرنسا، القرن السابع عشر). تمثال الرئيس جاكسون (صد الغزو البريطاني عام 1812). ممر القمر (كورنيش على نهر الميسيسيبي). مقهى «دو موندي» (أول قهوة «كافي لاتيه»). كاتدرائية سانت لويس.

* شارع بوربون
بار «أوبراين» (أول مشروب «هيوركين»، على اسم الإعصار). مقهى «بلاكسميث» (من أقدم أماكن المدينة، منذ عام 1701). بيت «نابليون» (لم يُنف إلى هنا كما تقرر في البداية، ونفي إلى جزيرة سانت هيلانة، في المحيط الأطلسي).

* أشهر المطاعم
«غمبو»، (لحوم بحرية على الطريقة الفرنسية). «لاغاسي»، (صاحبه مقدم برنامج تلفزيوني عن الطعام). «بورت أوف كول»، (اخترع مشروب الإعصار «مونسون» لمنافسة مشروب الإعصار «هيوركين»). «بول»، (صاحبه بول بروثوم، من أشهر طهاة أميركا).



طابا... ملاذ عشاق الطبيعة بين جبال مصر وبحرها

مدينة طابا بمنتجعاتها السياحية الفاخرة تمنح الزائر تجربة إقامة استثنائية (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)
مدينة طابا بمنتجعاتها السياحية الفاخرة تمنح الزائر تجربة إقامة استثنائية (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)
TT

طابا... ملاذ عشاق الطبيعة بين جبال مصر وبحرها

مدينة طابا بمنتجعاتها السياحية الفاخرة تمنح الزائر تجربة إقامة استثنائية (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)
مدينة طابا بمنتجعاتها السياحية الفاخرة تمنح الزائر تجربة إقامة استثنائية (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)

مكان يجمع بين البحر الصافي وجمال الطبيعة ودفء الشمس والشعور براحة البال، هناك في طابا، أقصى الشرق من شبه جزيرة سيناء، حيث تختبئ المدينة المصرية كواحدة من أكثر الوجهات السياحية سحراً وهدوءاً.

تلك البقعة الساحلية التي تقدم لزوارها تجربة فريدة تجمع بين جمال الطبيعة البكر وهدوء العزلة، ما يجعلها وجهة مثالية للمسافرين الباحثين عن الاسترخاء، حيث تُعرف طابا بكونها المكان الأمثل لمن يبحث عن الانعزال عن صخب الحياة اليومية وقضاء عطلة مميزة وسط الطبيعة الخلابة، كما أن تميز المدينة بأجوائها الدافئة والمشمسة، يجعلها القرار الأمثل لقضاء وقت هادئ وممتع خلال أشهر الشتاء.

تتميز أعماق المياه في طابا بكثافة الشعاب المرجانية والأسماك الملونة (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)

تقع طابا على رأس خليج العقبة على شواطئ البحر الأحمر، وتمتاز بأنها من أصغر المدن السياحية المصرية، إذ لا تتعدى مساحتها 508.8 أفدنة، ورغم صغرها، فإنها وجهة تقدم مشهداً بانورامياً يسيطر عليه التناغم بين زرقة مياه البحر الزاهية الممتدة أمام الأعين، والهدوء الذي تفرضه جبال جنوب سيناء.

زيارة قلعة "صلاح الدين" تتيح التعمق في التاريخ (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)

ماذا تزور في طابا؟

إذا كانت وجهتك هي طابا، فإن جدول رحلتك سيكون مميزاً، فقط عليك اصطحاب كتابك المفضل ونظارتك الشمسية، وترك نفسك للطبيعة البكر.

تظل التجربة تحت الماء هي العنوان الأبرز في طابا، إذ يزخر خليج العقبة بالشعاب المرجانية والحياة البحرية المتنوعة، مما يجعلها وجهةً مثاليةً للغوص والغطس، تنتقل معهما إلى عالم آخر من الألوان والجمال الفطري.

ويُعد خليج «فيورد باي» (جنوب المدينة) قبلة عالمية لهواة الغوص، يضم هذا الخليج الطبيعي حفرة غطس فريدة، تتميز بكثافة الشعاب المرجانية والأسماك الملونة، مما يجعل الخليج قبلة للغواصين المحترفين، كما الخليج له قيمة استراتيجية وتاريخية نادرة، حيث يتيح للزوار فرصة فريدة لمشاهدة حدود أربع دول هي مصر، السعودية، الأردن، وفلسطين من موقعه المتميز.

جزيرة فرعون تسمح لزائرها بممارسة اليوغا أمام مشهد خلاب وسط الطبيعة (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)

لعشاق التاريخ والهدوء، فيمكن لهم زيارة «جزيرة فرعون» قبالة شاطئ المدينة الجنوبي، على بعد 8 كيلومترات منه، ويمكن الوصول إلى هذه الجزيرة الساحرة عبر رحلة بحرية بمركب أو لانش يخترق مياه الخليج الهادئة، حيث يمكن قضاء اليوم في الاسترخاء أو الغطس، والتمتع بمنظر غروب الشمس الذي لا مثيل له.

تحتضن الجزيرة معلماً تاريخياً هو حصن أو «قلعة صلاح الدين»، التي بنيت عام 1171 ميلادية من الحجر الناري الجرانيتي، لحماية مصر من خطر الحملات الصليبية، والتي تم ترميمها مؤخراً، ليُكمل المشهد السياحي الذي تقدمه المدينة ما بين استرخاء في الطبيعة وتعمق في التاريخ، فما يميز زيارة الجزيرة هو جمعها بين عظمة القلعة التاريخية وإمكانية ممارسة رياضات الاستجمام، مثل اليوغا، أمام هذا المنظر الساحر، الذي يمنح الزائر صفاءً ذهنياً وعلاجاً للروح.

لا تكتمل مغامرة طابا دون زيارة «الوادي الملون»، إحدى العجائب الطبيعية في جنوب سيناء، إذ يوفر هذا الوادي متاهة من الصخور الرملية المنحوتة بفعل الطبيعة، واكتسب الوادي الملون اسمه بفضل ظلال الألوان التي تكسو جدرانه بفعل الأملاح المعدنية، والتي تتدرج ألوانها بين الأصفر الدافئ والأحمر القاني والذهبي اللامع، وهو مكان مثالي لرحلات السفاري والمشي، حيث يمكن للزوار الاستمتاع بجمال الطبيعة الصارخ في حضور عظمة الجيولوجيا.

جمال الطبيعة وعظمة الجيولوجيا يجتمعان في "الوادي الملون" بطابا (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)

كذلك، تمنح طابا فرصة لا تُنسى لمحبي المغامرة، فموقعها المميز يجعلها نقطة انطلاق مثالية لرحلات استكشاف الطبيعة البرية والجبلية، إذ يمكن للسائح أن يعيش تجربة استثنائية من المغامرات الصحراوية، أو استكشاف سلسلة جبال وهضاب طابا الشرقية. وبعد أن يقضي الزائر لطابا نهاره أمام البحر والغوص، أو التمتع بجمال الطبيعة، يحل خلال الليل موعد السهرات البدوية، على الرمال وأسفل النجوم ووسط الجو الدافئ. فمع حلول المساء، تدعو طابا زوارها إلى الاستمتاع بسهرات بدوية، تزينها المشاوي والمشروبات، ويتخللها الغناء والاستعراض، ما يعرف الزائر بالتراث التقليدي للبدو المقيميين.

خليج "فيورد باي" في طابا قبلة عالمية لهواة الغوص (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)

محمية طابا

لا تقتصر متعة طابا على شواطئها فحسب، إذ تُعد طابا أيضاً محمية طبيعية منذ عام 1998، وبفضل مساحتها التي تغطي حوالي 2800 كيلومتر مربع، تتربع المحمية على الساحل الشمالي الشرقي لخليج العقبة، لتقدم للزائر تجربة فريدة تتجاوز مجرد الاستمتاع بالشاطئ، ما يجعل المحمية من أكثر الأماكن المفضلة لدى السياح بالمدينة.

تتميز محمية طابا بكونها محمية ذات إرث طبيعي ومنطقة لإدارة الموارد الطبيعية، وتشتهر بتكويناتها الجيولوجية الفريدة التي يعود تاريخها إلى 5000 عام، وهي ليست مجرد أرض، بل متحف طبيعي مفتوح يضم مناظر طبيعية خلابة مثل الواحات والأخدود الملون وعيون المياه المنتشرة داخلها، حيث تحتوي على كهوف وممرات جبلية، ووديان أشهرها وادي وتير والزلجة والصوانة نخيل وواحة عين خضرة، بالإضافة إلى أنواع نادرة من الحيوانات و50 نوعاً من الطيور وأكثر من 450 نبات نادر.

الإقامة في طابا

تشتهر مدينة طابا بمنتجعاتها السياحية الفاخرة، التي تمنح المقيمين فيها تجربة إقامة استثنائية، خصوصاً أن هذه المنتجعات تحتمي بالجبال الشاهقة من حولها، مما يوفر خصوصية للزائرين، مع إطلالات بانورامية خلابة وأجواء هادئة ومريحة. وتوفر هذه المنتجعات مجموعة متميزة من الخدمات، أبرزها حمامات السباحة المتنوعة، بالإضافة إلى بعضها يضم بحيرات الملح العلاجية، التي تضمن تجربة استجمام فريدة.


كيف يكون الفندق «بيئياً» حقاً؟

الاستدامة في الضيافة على رأس أوليات الكثير من السياح (الشرق الاوسط)
الاستدامة في الضيافة على رأس أوليات الكثير من السياح (الشرق الاوسط)
TT

كيف يكون الفندق «بيئياً» حقاً؟

الاستدامة في الضيافة على رأس أوليات الكثير من السياح (الشرق الاوسط)
الاستدامة في الضيافة على رأس أوليات الكثير من السياح (الشرق الاوسط)

افتُتح فندق «ديسا بوتاتو هيد بالي» عام 2010، وتم تطويره في 2016 ليجسد رؤية جديدة لمؤسسه رونالد أكيلي حول الشكل الذي ينبغي أن يكون عليه الفندق. إنه ليس مشروعاً تجارياً مستداماً فحسب، بل يقوم على التجديد، ويحدث أثراً إيجابياً بشكل فعّال. أمام ذلك الفندق هدف طموح، يتمثل في أن يصبح خالياً من الفضلات والمخلفات تماماً، وقد اقترب كثيراً من تحقيق هذا الهدف. يقول أكيلي: «لم نصل إلى نقطة عدم وجود مخلفات، وصدقاً ربما لا نصل أبداً. مع ذلك لقد حققنا تقدماً كبيراً، حيث تحول 99.5 في المائة من مخلفاتنا بعيداً عن مكبّ النفايات». ويأتي هذا الرقم مع وجود أكثر من ألف نزيل يومياً في القرية.

مشروع "سويت بوتيتو" (الشرق الاوسط)

يجب أن تمثل الفضلات والمخلفات دائرة مكتملة. عندما تسمع عبارة «فندق بيئي»، من المرجح أن يكون مصطلح البصمة البيئية هو أول ما يخطر ببالك، والتدوير هو الوقود الذي يشغل محرك فندق «بوتاتو هيد». لقد حظرنا استخدام المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد في المكان منذ 2017، ويُمنح كل شيء ضروري فرصة حياة ثانية داخل «معمل المخلفات»، حيث يُعاد إنتاج كل شيء، بدءاً بقواعد الأكواب، وصولاً إلى زجاجات المياه وقطع الأثاث، بل بُنيت بعض مباني الفندق من قوالب الطوب المهملة المستبعدة والمواد البلاستيكية.

الرياضة واليوغا من النشاطات المرغوبة في السفر (الشرق الاوسط)

ويعمل طاهٍ يكرّس جهده للوصول إلى مستوى الخلو من الفضلات تماماً في كل المطاعم لضمان الإبداع والفاعلية. ويشارك فريق العمل بانتظام في دورات تعليمية خاصة بالطهي من دون مخلفات. كذلك يُهدى كل نزيل عند وصوله مجموعة أدوات خاصة بتحقيق هذا الهدف، ويُدعى إلى المشاركة في جولة «متابعة الفضلات» لرؤية عملية التدوير على أرض الواقع.

المشروع الأكثر تأثيراً للفندق هو «مشروع المخلفات المجتمعي»، وهو مركز لتجميع المخلفات والنفايات افتُتح عام 2024 بالتعاون مع جهات تجارية محلية أخرى. ولإدراكنا أن الفصل السليم أمر ضروري، شارك فندق «بوتاتو هيد» خبرته مع الجهات الشريكة لضمان نجاح العمل. ويقول أكيلي: «أكبر إنجاز نفتخر به ليس الحدّ من المخلفات داخل الفندق، بل مشاركة ما تعلمناه خارج جدرانه». وتتم معالجة ما يصل إلى نحو 5 أطنان من المخلفات والنفايات يومياً، وقد وسّع ذلك نطاق تأثير الفندق، وأسّس لمستقبل أكثر نظافة للسكان المحليين، ووفّر وظائف جديدة في إطار هذا العمل. ويُعاد استثمار كل الأرباح، التي تدرّها عملية بيع المنتجات، التي خضعت لعملية إعادة التدوير، في المجتمع. وأوضح قائلاً: «الفكرة هي أن يستمر تحسين وتطوير النموذج بما يساعد الجزيرة، لا نحن فقط، في الاقتراب من تحقيق هدف عدم تشكل أي مخلفات».

الاستدامة مطلوبة في السفر العصري (الشرق الاوسط)

المجتمع مهم

أصبح الإخلاص لمناصرة المجتمع المحلي ضرورياً لتحقيق الاستدامة الشاملة حين يتعلق الأمر بالفنادق. كثيراً ما يتم إغفال وتجاهل الجانب الاجتماعي للاستدامة، لكن مجال الضيافة يتمحور حول الناس، ولا يمكن لفندق أن يصبح موجوداً بشكل مستدام دون أن يضع في الاعتبار كيفية تأثيره على النزلاء والعاملين والسكان المحليين. ويقول أكيلي: «المجتمع يمنح الفندق روحه، ومن دون ذلك سيصبح مجرد مبنى آخر. نحن نرى أنفسنا جزءاً من النظام البيئي، لا جزءاً منفصلاً عنه. ونتعاون مع المبادرات المحلية ونفتح أبوابنا للمشروعات المجتمعية، سواء أكانت برامج توعية بالمخلفات والنفايات أم ورش عمل ثقافية وأماكن إقامة إبداعية. ليس هدفنا هو استضافة النزلاء فحسب، بل تقديم شيء ذي معنى إلى المكان الذي يضمّنا».

وقد وزّع مشروع «سويت بوتاتو»، الذي نفّذه الفندق، أكثر من 38 ألف وجبة على المحتاجين خلال عام 2024، وشارك العاملون في أعمال الزراعة والتوصيل التطوعي وتنظيف الشاطئ. وأوضح أكيلي قائلاً: «يحدث التغيير عندما يدرك الناس الأمور المهمة. لهذا السبب نبدأ بفريق العمل لدينا أولاً. عندما يعيشون ويتنفسون الغرض والغاية، ويشعرون باتصالهم به، يشاركونه بشكل عفوي وتلقائي مع نزلائنا ومجتمعنا». يمنح الفندق سلامة وسعادة فريق العمل به الأولوية. يقول أكيلي: «نريد ضمان تطور كل من يعمل معنا، ليس على المستوى المهني فقط، بل فيما يتعلق بجودة الحياة أيضاً، بما في ذلك الصحة والسعادة والاستقرار المالي».

المنتجات التي تستخدم في الفنادق تخضع لعنصر الاستدامة ايضا (الشرق الاوسط)

الإحساس بالمكان

يمكن أن يصبح تسليط الضوء على الموطن جزءاً قوياً ومؤثراً بوجه خاص من استراتيجية الاستدامة للفنادق، حيث يدعم الأنظمة الاقتصادية المحلية، مع تقديم مذاق فريد للثقافة والتراث إلى النزلاء. ويوضح أكيلي: «الموطن همزة وصل بين ما نفعله وبين المكان الذي نوجد فيه. منذ اللحظة التي يصل فيها النزلاء نريد أن يشعروا بروح بالي من خلال الطعام والناس والحكايات التي تجعل هذا المكان مميزاً. يتعلق الأمر بالاتصال بالوجهة، لا إعادة تكوين شيء يمكن أن يتوفر في أي مكان آخر في العالم».

إن فخر فندق «ديسا بوتاتو هيد» بهويته يتضح ويبرز منذ اللحظة التي يُقدّم فيها إلى النزيل مشروب الـ«جامو»، وهو مشروب عشبي إندونيسي تقليدي، عند تسجيل دخوله إلى الفندق، ويتجلى في كل قرار يتعلق بمشتريات الفندق. تعمل المطابخ عن كثب مع المزارعين المحليين، وتدعم التنوع البيولوجي بالمنطقة من خلال تقديم النباتات الأصيلة قدر الإمكان. ويساعد التعاون والعمل مع الحرفيين بالجزيرة في الحفاظ على المهارات التراثية. على سبيل المثال، بُنيت الأجنحة في الفندق باستخدام قوالب طوب المعبد المضغوطة يدوياً، وهي طريقة بناء تقليدية في بالي. ويقول أكيلي: «نحن لا نشتري المكونات أو المواد الأولية فقط، بل نصنع نظام تدوير يعود بالنفع على الآخر. بهذه الطريقة نكوّن حلقة إيجابية متجددة بدلاً من حلقة سلبية استبعادية».

جناح كاتامانا الذي يراعي الاستدامة (الشرق الاوسط)

يتعلق الأمر بتحقيق التقدم لا المثالية

أهم جزء من تعريف مشروع تجاري مسؤول هو التزامه بالتطوير والتحسين المستمر.

المثالية أمر لا يمكن الوصول إليه. الاستدامة هي ببساطة التقدم خطوة نحو الأمام في المرة الواحدة. ويعدّ التواصل الشفاف عنصراً أساسياً من هذا الأمر، حيث يساعد في توعية العملاء وتحفيز العاملين والحثّ على إحداث تغيير أكبر في مجال العمل. يقول أكيلي: «نحن لا نروي قصصاً للتسويق، بل نحثّهم على إلهام الآخرين ليكونوا جزءاً من هذه الحركة. تبني الشفافية والثقة، والثقة تصنع الفعل».

الإخلاص للرحلة هي أهم ما في الأمر، ولا يقتصر ذلك على المنتجعات الفاخرة أو الوجهات الفريدة. إن أي فندق مستعد دائماً لمواصلة التعلم واتخاذ خطوات ملموسة قابلة للقياس نحو مستقبل أكثر استدامة هو فندق بيئي. ويضيف أكيلي: «سوف نواصل تطوير كل جزء مما نفعله، بدءاً بالمشتريات، ووصولاً إلى تصميم المنتج والعمليات اليومية حتى نظل متجددين ومشاركين في التجديد قدر الإمكان. وسوف نواصل مشاركة ما نتعلمه، وندعو الآخرين إلى الانضمام إلينا في إحداث تغير من أجل التجديد. نحن نختار التقدم لا المثالية. لا يهم الحجم، لكن الأمر المهم حقاً هو بدء إحداث تغييرات».


سافوي في فلورنسا وعلامة «باينيدر» يحتفلان بمتعة الكتابة وتعليم الخط

تعاون ما بين سافوي وبايندر لاكتشاف متعة الكتابة (الشرق الأوسط)
تعاون ما بين سافوي وبايندر لاكتشاف متعة الكتابة (الشرق الأوسط)
TT

سافوي في فلورنسا وعلامة «باينيدر» يحتفلان بمتعة الكتابة وتعليم الخط

تعاون ما بين سافوي وبايندر لاكتشاف متعة الكتابة (الشرق الأوسط)
تعاون ما بين سافوي وبايندر لاكتشاف متعة الكتابة (الشرق الأوسط)

تعاون فندق «سافوي»، في فلورنسا، مع علامة القرطاسية التاريخية «باينيدر» للاحتفال بموسم الأعياد القادمة عبر فعالية «Wrapped in Time» أو «مغلف بالزمن»، وتدعو هذه الشراكة الضيوف إلى تبنّي روح السفر البطيء وإعادة اكتشاف الوقت كهدية ثمينة، وتشجيع لحظات التوقّف والتأمل وإعادة التواصل في عالم اليوم السريع الإيقاع.

تعاون ما بين سافوي وبايندر لاكتشاف متعة الكتابة (الشرق الأوسط)

استلهم الفندق ديكورات موسم الأعياد من فن الخط، حيث تبرز في الردهة شجرة لافتة مزيّنة بظروف مختومة بالشمع مع لمسات ذهبية وفضية وحمراء، إلى جانب الأختام الأيقونية لـ«باينيدر». يجسّد هذا العرض التزام علامة القرطاسية الفلورنسية بالحرفية والاهتمام بالتفاصيل.

وتعكس الشجرة أيضاً الرؤية المشتركة بين العلامتين الفلورنسيتين، ليس فقط من خلال تصميمها، بل أيضاً عبر تجربة «A Wish for Florence»؛ حيث يكتب الضيوف أمنياتهم ورسائلهم للمدينة على ورق كتابة من «باينيدر». ثم تُوضع الرسائل في صندوق عيد ميلاد خاص ليتم حفظها وإرسالها لاحقاً إلى عمدة فلورنسا.

رسائل مكتوبة بخط اليد (الشرق الأوسط)

ويدعو فندق سافوي ضيوف الأجنحة إلى عيش سحر عيد الميلاد من خلال تجارب باينيدر الخاصة والقرطاسية الفاخرة، بما في ذلك ورش الخط المخصّصة، وأقلام الحبر الفاخرة، وورق الكتابة المميز. في هذه اللحظات الحميمة، حيث يتوقف الزمن، يصنع الضيوف ذكريات مكتوبة بخط اليد ويعيدون اكتشاف متعة الكتابة.

تعاون ما بين أهم شركة قرطاسية وسافوي في فلورنسا فترة الأعياد (الشرق الأوسط)

كما تشمل فعالية «Wrapped in Time» جانباً خيرياً من خلال التعاون مع مستشفى جيميلي للأطفال في روما، حيث اجتمعت فرق باينيدر وفندق سافوي لكتابة رسائل مليئة بالأماني الطيبة للأطفال، تحمل رسائل أمل وخيال ودهشة. ومن خلال هذه اللفتة، يعيدون إحياء السحر الحقيقي لعيد الميلاد، الذي ينبض حين نمنح وقتنا واهتمامنا ورعايتنا للآخرين.