صدمة أم تجديد؟... أغلفة حديثة لروايات نجيب محفوظ تثير الجدل

أغلفة لرواية «اللص والكلاب»... من اليمين غلاف دار «ديوان» ثم دار «الشروق» فـ«مكتبة مصر»
أغلفة لرواية «اللص والكلاب»... من اليمين غلاف دار «ديوان» ثم دار «الشروق» فـ«مكتبة مصر»
TT

صدمة أم تجديد؟... أغلفة حديثة لروايات نجيب محفوظ تثير الجدل

أغلفة لرواية «اللص والكلاب»... من اليمين غلاف دار «ديوان» ثم دار «الشروق» فـ«مكتبة مصر»
أغلفة لرواية «اللص والكلاب»... من اليمين غلاف دار «ديوان» ثم دار «الشروق» فـ«مكتبة مصر»

أعادت أغلفة لطبعات جديدة لأعمال عميد الرواية العربية نجيب محفوظ الجدل حول قيمتها الأدبية، بين أوساط ثقافية، بعضها رأى في الأغلفة أنها أقل من المتوقع، عاقدة مقارنة بينها وبين أغلفة ظلت محفورة في الذاكرة، في حين رآها آخرون فرصة لتجديد نمط اعتدنا عليه، وأن لكل زمن «أغلفته» حتى وإن بقي النص كما هو.
أغلفة ثلاثة طرحتها مكتبة «ديوان» المصرية، منذ قرابة أسبوع لثلاثة أعمال أدبية لمحفوظ، ليتجدد الجدل تلك الأيام بعد طرح غلاف رابع، أول من أمس (الأحد)، لرواية «حديث الصباح والمساء». ويعيد النقاش حول أهمية الغلاف ومناسبته للنص الأدبي، لا سيما أن الغلاف يعدّ هو أيضاً عملاً فنياً بمثابة مدخل للنص الأدبي، وربما يلعب دوراً في رسم مخيلة الشخصيات في ذهن الكاتب.
وكانت مكتبة «ديوان» قد فازت بحقوق النشر الورقي والصوتي لأعمال نجيب محفوظ لمدة خمسة عشر عاما في ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي، بعد منافسة استمرت قرابة الشهرين بين دور النشر المصرية بعد انتهاء عقد دار «الشروق». وكشفت «ديوان» النقاب المجموعة الأولى من الأغلفة لثلاث روايات لمحفوظ، وهي: «أفراح القبة»، و«ثرثرة فوق النيل»، و«اللص والكلاب»، وتلك الأخيرة لاقى غلافها انتقادات تتهم الغلاف الجديد بـ«المباشرة والسطحية».

وصدرت لمحفوظ طبعات عدة لرواياته من أكثر من دار أدبي، أبرزهم كانت طبعات مكتبة مصر التي صممها الفنان التشكيلي الكبير جمال قطب، والتي ظلت لعقود محفورة في الذاكرة، أما طبعات دار «الشروق» فهي بتوقيع الفنان حلمي التوني، بخلاف طبعات أعمال عدة صدرت في لبنان، كما ظهرت لمحفوظ نسخة إلكترونية من أعماله من «مؤسسة هنداوي» لا تتضمّن سوى صورة محفوظ وعنوان الرواية على خلفية بيضاء.

* مصممون عدة للأعمال الأدبية
ذلك الاختلاف في الأغلفة السابقة، وكذلك قيمة النص لـ«كاتب الحارة المصرية»، جعلت ظهور أغلفة جديدة تحدياً ليس سهلاً؛ الأمر الذي دفع «ديوان» إلى أن تضع الأغلفة في يد مجموعة من المصممين، وليس بيد مصمم واحد فحسب، على أن يقوم كل مصمم، من بين أربعة، بوضع تصورات فنية لكل مجموعة من الأعمال الأدبية، بعد قراءتها، وأن يقدم اللوحة الفنية في صدارة الغلاف، وسط تصميم ثابت لكل أعمال محفوظ، بحسب ما قاله أحمد القرملاوي، مدير النشر في مكتبات «ديوان»، لـ«الشرق الأوسط».
وقدم الفنان محمد مصطفى الأعمال الثلاثة الأولى التي أعلنت عنها «ديوان»، في حين قدمت الفنانة مريم الرويني أغلفة رواية «حديث الصباح والمساء»، ومن المنتظر الإعلان عن غلاف العمل الأدبي «أصداء السيرة الذاتية»، بالإضافة إلى عمل المخرج الإبداعي يوسف صبري، كما يقدم القائمون على التصميمات بورتريهات عدة لمحفوظ. ومن المنتظر أن تفصح «ديوان» عن طبعات وأغلفة جديدة لـ55 عملاً فنياً من أدب محفوظ خلال الفترة المقبلة.

* لا معايير واضحة للحكم
ويعتقد الكاتب الصحافي والروائي مصطفى عبيد، أنه لا يوجد معيار واضح وحقيقي يُمكن الاحتكام إليه في الحكم على جودة أو سوء غلاف روايات محفوظ الجديدة، مضيفاً في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أن حالة الانتقادات التي ظهرت بين أوساط ثقافية عبر مواقع التواصل الاجتماعي يشوبها بعض المبالغة. واعتبر عبيد، أن الأغلفة الجديدة «كسرت الصورة النمطية لأغلفة روايات محفوظ السابقة»، معتبراً أن القراء سيعتادون الأغلفة الجديدة مع مرور الوقت.
وعدَّ عبيد، أن الجدل حول الأغلفة الجديدة لروايات محفوظ ليس بعيداً عما أسماه «الصراع الكبير بين الناشرين» حول اسم نجيب محفوظ، بما يحمله من قيمة تجارية داخل سوق النشر الأدبية.

وفي هذا الصدد، يعتقد الكاتب إبراهيم عادل، أن سبب صدمة البعض في الأغلفة الجديدة هو ارتفاع سقف التوقعات بشأن روايات محفوظ، معتبراً في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أن الأغلفة لم تكن على مستوى التوقعات المنتظرة، وأن على سبيل الغلاف الخاص بـ«اللص والكلاب» جاء «مباشراً وفجَّاً وسطحياً». ويضيف عادل، أنه شعر بالصدمة إزاء الغلاف الخلفي والذي يحمل نبذة عن الكاتب تتضمن أن محفوظ تعرّض للاغتيال ويحمل الغلاف الخلفي شعار جائزة «نوبل» التي حصل عليها الكاتب، ويقول عادل «أعتقد أن واقعة الاغتيال ليست أهم ما في مسيرة محفوظ لتقديمها على الغلاف الخلفي، وأنها ربما سابقة أن يوضع شعار (نوبل) على عمل لمحفوظ».
ومن أهل الصنعة، اعتبر الفنان التشكيلي الكبير محمد عبلة، أن الأغلفة الجديدة «سيئة جداً بصرياً»، وأن «مكتبة (ديوان) دار كبيرة وكان عليهم أن يتابعوا كيف تتطور الأغلفة في العالم، كان يجب أن يتصرفوا بحكمة أكثر من ذلك ويقوموا بتشكيل لجنة؛ لأن هذه الأغلفة ليست ملك المؤلف أو الدار وإنما ملك الجمهور باعتبارها مادة بصرية يتم طرحها على الناس في الشارع؛ ولذا يجب مراعاة أمور كثيرة جداً». وأضاف عبلة في تصريحات نقلتها وسائل إعلام مصرية «مثلاً في غلاف (اللص والكلاب) فهو ترجمة مباشرة؛ فاللص يقابله مسدس وهكذا؛ وهناك شيء يسمى الذوق العام والتطور، خصوصاً أنها دار نشر كبيرة، وأتمنى تدارك الأمر من خلال تنظيم مسابقة لشباب الفنانين أو الاستعانة بكبار الفنانين».

* أذواق متغيرة
ويعتبر القرملاوي، أن رد الفعل تجاه الأغلفة الجديدة متوقع؛ لأن الجميع يقارنونها بالأغلفة القديمة، وما ورد من وجهات نظر متباينة كان متوقعاً، معتبراً أن الأمر يرجع إلى الذائقة الأدبية المختلفة بين القراء. وكشف القرملاوي، عن أن أي نص يمكن أن تنتج منه تأويلات عدة للأغلفة الخاصة به، مضيفاً أن كل غلاف تم تقديمه بعد أن قرأ المصمم العمل الفني كاملاً.
ويقول القرملاوي «فضّلنا عدم إسناد الأعمال الفنية للأغلفة إلى فنان واحد؛ فالأدب الذي قدمه محفوظ واسع. وفضّلنا الاستعانة بالشباب لتقديم الأعمال الفنية من أجل أن نخاطب أجيالاً جديدة لقراءة أدب محفوظ وجذبه إليها». ويكشف الروائي المصري، عن أن الانتقادات لم تجعل الدار تعيد النظر في الأغلفة المقدمة، وقال «إننا مؤمنون بما قدمناه وعملنا عليه لمدة أشهر لتقديم لغة فنية جديدة».

* الروائي أحمد القرملاوي

واعتبر الروائي إبراهيم فرغلي، أن الأغلفة الجديدة هي انعكاس لأزمة صناعة غلاف جذاب في مجال النشر العربي، موضحاً في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أن محفوظ كان يحتاج إلى تصميم خاص يضع أعماله في السياق، معتبراً أن أي مقارنة بين الأغلفة العربية، ونظيرتها الأجنبية يكشف عن عمق أزمة صناعة الأغلفة.
ورداً على أن الأغلفة الجديدة هي مسعى لجذب الشباب الجدد لأدب محفوظ، يعتبر فرغلي أنه لا توجد دار نشر ستنشر على سبيل المثال أعمال بروست أو هرمان هسه أو دوستويفسكي لأن الأغلفة جديدة، فهؤلاء الكتاب أعمالهم استقرت وأصبحت إرثاً تقرأ لهم وليس لأن الغلاف لافت أو «جذاب»، معتبراً أن مشروع الأغلفة الجديدة كان يمكن أن يكون تجربة مختلفة بصرياً، لكن ما رآه فرغلي «محبط جداً وبدا لي أن المصمم لم يقرأ النص، وقام بترجمة حرفية بفرض رؤية محددة على القارئ بفرض أنه لا يعرف نجيب محفوظ»



اتفاقية تعاون تجمع «الثقافة السعودية» و«مدرسة الملك تشارلز للفنون» في عام الحرف اليدوية 2025

وزارة الثقافة حريصة على التبادل الثقافي الدولي بوصفه أحد أهداف الاستراتيجية الوطنية للثقافة (واس)
وزارة الثقافة حريصة على التبادل الثقافي الدولي بوصفه أحد أهداف الاستراتيجية الوطنية للثقافة (واس)
TT

اتفاقية تعاون تجمع «الثقافة السعودية» و«مدرسة الملك تشارلز للفنون» في عام الحرف اليدوية 2025

وزارة الثقافة حريصة على التبادل الثقافي الدولي بوصفه أحد أهداف الاستراتيجية الوطنية للثقافة (واس)
وزارة الثقافة حريصة على التبادل الثقافي الدولي بوصفه أحد أهداف الاستراتيجية الوطنية للثقافة (واس)

شهد الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، وزير الثقافة السعودي رئيس مجلس إدارة هيئة التراث، الأربعاء، توقيع اتفاقية تعاون بين الوزارة ومدرسة الملك تشارلز للفنون التراثية التابعة لمؤسسة «The King's Foundation» للمشاركة في مبادرة عام الحرف اليدوية 2025.

وجرت مراسم التوقيع على هامش معرض الأسبوع السعودي الدولي للحرف اليدوية (بنان) المقام حاليّاً في «واجهة روشن» بالعاصمة الرياض، حيث وقع الاتفاقية، حامد فايز نائب وزير الثقافة السعودي، والدكتور خالد عزام مدير مدرسة الملك تشارلز للفنون التقليدية.

حامد فايز نائب وزير الثقافة السعودي والدكتور خالد عزام مدير مدرسة الملك تشارلز للفنون التقليدية خلال توقيع الاتفاقية (واس)

وتتضمن الاتفاقية إطلاق برنامج «إحياء الحِرف السعودية» مطلع يناير (كانون الثاني) 2025، الذي تقوم من خلاله مدرسة الفنون التقليدية بإعداد برنامج مخصص، وتنفيذ مبادرات تدريبية في مجالي التصميم والحرف، مع التركيز على إحياء وتجديد تقاليد الحِرف السعودية في مختلف مناطق السعودية.

وتهدف الاتفاقية إلى إحياء وتشجيع الحِرف اليدوية في السعودية على مدار عام 2025، وذلك من خلال التعاون في إعداد وتنفيذ مجموعة من البرامج التدريبية في مجال الحِرف في مناطق سعودية عدة.

الاتفاقية تهدف إلى إحياء وتشجيع الحِرف اليدوية في السعودية على مدار عام 2025 (واس)

وتأتي الاتفاقية في إطار حِرص وزارة الثقافة على التبادل الثقافي الدولي بوصفه أحد أهداف الاستراتيجية الوطنية للثقافة، تحت مظلة «رؤية المملكة 2030».

إلى ذلك، وجه الأمير بدر بن عبد الله بتمديد معرض الأسبوع السعودي الدولي للحِرف اليدوية «بنان» حتى يوم الـ30 من نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، نتيجة للإقبال المتزايد من زوار المعرض، في «واجهة روشن» بمدينة الرياض.

وكان الأمير بدر بن عبد الله قد زار المعرض، الأربعاء، وتجول في أقسامه، مُطَّلِعاً على أجنحته، التي تضم فنون الحرف، وجناح العروض الحرفية الحية، والمعرض الحرفي، وجناح ورش العمل الحرفية، ومنطقة التجارب التفاعلية، ومنصة رواد الأعمال والمؤسسات الحرفية، وجناح الطفل.

الأمير بدر بن عبد الله خلال الجولة (واس)

ويشارك في «بنان» أكثر من 500 حرفي وحرفية من المملكة، كما يشهد المعرض مشاركة 25 دولة حول العالم، ما يجعله منصة فريدة تحتفي بالحرف اليدوية التقليدية، وتسهم في دعم الحرفيين اقتصادياً وتمكنهم من تسويق منتجاتهم، لتجعل هيئة التراث من ذلك هدفاً في تعزيز الوعي بأهمية الحرف اليدوية بصفتها جزءاً من التراث الثقافي غير المادي، وتضمن استمراريتها ونقلها للأجيال القادمة.

وعلى صعيد آخر، زار وزير الثقافة السعودي، في وقت سابق، مركز الدرعية لفنون المستقبل، أول مركز متخصص لفنون الوسائط الجديدة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا الهادف إلى دمج التكنولوجيا بالابتكار لدعم تطور الفنون محلياً وعالمياً وتجول في المعرض الافتتاحي للمركز بعنوان «ينبغي للفن أن يكون اصطناعياً: آفاق الذكاء الاصطناعي في الفنون البصرية»، الذي يستمر حتى 15 فبراير (شباط) 2025.

الأمير بدر بن عبد الله خلال الجولة (واس)

ويوفّر مركز الدرعية لفنون المستقبل أنشطة ومعارض فريدة ومبادرات تفاعلية مع الجمهور، مع التركيز على تمكين الفنانين والباحثين ومتخصصي التكنولوجيا من داخل المنطقة وخارجها، في بيئة إبداعية مجهزة بأحدث المختبرات والاستوديوهات الرقمية ومساحات العرض المبتكرة، مما ينسجم مع الجهود المبذولة في توفير بيئة محفزة للابتكار والإبداع.

من جهة أخرى، تشارك السعودية في معرض «أرتيجانو إن فييرا» بمدينة ميلان الإيطالية خلال الفترة من 30 نوفمبر إلى 8 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، بوصفها ضيف شرف لمنطقة الشرق الأوسط، وتتمثل المشاركة في جناح وطني تقيمه وزارة الثقافة، ويضم عدداً من الهيئات الثقافية والكيانات الوطنية، ويتضمن محتوى إثرائياً يُغطي الثقافة السعودية بمختلف جوانبها.

الأمير بدر بن عبد الله خلال الجولة (واس)

ويشارك في الجناح السعودي هيئة التراث، وهيئة فنون الطهي، وهيئة المسرح والفنون الأدائية، وهيئة فنون العمارة والتصميم، والمعهد الملكي للفنون التقليدية «ورث»، والهيئة الملكية لمحافظة العُلا، والهيئة السعودية للسياحة، وهيئة تنمية الصادرات السعودية، وشركة حِرف السعودية، إضافة إلى مبادرة «عام الإبل 2024»، التي ستُقدم تعريفاً للإرث الثقافي السعودي العريق، ولمنتجاته الثقافية المتعددة.