قال المغني اللبناني أنطوني توما بأن مشاركته مؤخرا في برنامج «رقص النجوم» وفوزه بالكأس، كانت بمثابة تجربة فنيّة فريدة من نوعها تركت إيجابيات عدة على حالتيه الجسدية والنفسية معا. وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «كان مهما جدا أن أتعلم الرقص لأن ذلك يفيدني في إطلالاتي على المسرح أثناء الغناء، فصرت أعرف تماما كيف أتعامل مع جسمي وليس مع صوتي فقط».
وكان أنطوني توما المعروف في أدائه الأغاني الغربية، قد حقق الفوز في نهائيات «رقص النجوم» في موسمه الثالث (يعرض على تلفزيون «إم تي في»)، بعد أن حصد أكبر نسبة تصويت من المشاهدين مما خوّله الفوز بكأس البرنامج.
وأضاف أنطوني توما: «الرقص هو نوع من الانضباط خلّصني من نسبة لا بأس بها من الخجل الذي يسكن شخصيتي، وكذلك ساهم في تمتعي بتوازن في حركة جسمي، الأمر الذي أثر علي بشكل عام». وتابع: «لم أكن أتوقع أن أتفاعل مع الرقص إلى هذه الدرجة، فصحيح أنني أحب الرقص بشكل عام في السهرات مع أصدقائي، ولكنني لم أكن يوما أتخيل أنني سأجيده إلى هذه الدرجة».
ورأى أنطوني توما أن من أجمل جمل الثناء التي تلقاها خلال مشاركته في البرنامج التلفزيوني المذكور، هو ما قاله له مازن كيوان (أحد أعضاء لجنة حكم البرنامج)، إذ وصفه بأنه ولد من بطن أمه راقصا محترفا وأنه لم يأخذ علما بذلك إلى حين مشاركته في «رقص النجوم»، وأن الفنّ يسكنه من رأسه حتى أخمص قدميه لأن ذلك كان جليّا في أدائه في الرقص.
وعما إذا كان ينوي اليوم تقديم استعراض غنائي أجاب: «لا أعتقد ذلك بصراحة لأن نوعية الأغاني التي أقدمها لا تتطلّب ذلك، ولكنني قد ألون بعض لوحاتي الغنائية بالرقص لأن شغفي في الفن يسمح لي إيصال ما أريده لجمهوري بصوتي وأدائي». ولكن هل ذلك سيؤثّر على أدائه عامة ونفسه في الغناء خاصة؟ أجاب: «سيكون ذلك تحدّيا جديدا لي أخوضه وأتمنى أن أنجح به».
وعن الدور الذي لعبته كلوي حوراني مدربته في الرقص في البرنامج ردّ قائلا: «لا شك أنها ساهمت في وصولي إلى النهائيات وحصولي على الكأس، بفضل إصرارها على قيامنا بالجهد بشكل مستمرّ، فلقد كنا نتمرّن ما بين 4 و6 ساعات يوميا، كما أن هذا الانسجام في التعاون بيننا انعكس إيجابا على أدائنا مما أوصلنا إلى الكأس».
ولم يستبعد أنطوني أن يستمر في تمريناته على الرقص في الفترة المقبلة إذ قال: «أرغب في أن آخذ دروسا إضافية في رقصة السالسا مثلا، ولكنني لن أغوص به إلى حدّ تعلّمي أصول الرقص المعاصر».
وأكد أنطوني توما أن فوزه بكأس البرنامج هو نتيجة تصويت المشاهدين الذين يحبونه، وأنه شخصيا لم يبذل أي جهد لحثّ الناس عل التصويت له فقط، وقال في هذا الصدد: «لقد وضعت على إحدى صفحاتي الإلكترونية رسالة مسجلة طالبت فيها المشاهدين بأن يصوّتوا للمشترك الذي يجدونه يستحق اللقب ليس أكثر».
وكان أنطوني توما قد أنزل مؤخرا في الأسواق ألبوما غنائيا جديدا بالأجنبية بعنوان: «لقد حان الوقت» (Maintenant c’est l’heure)، تضمن 12 أغنية تناول فيها مواضيع اجتماعية وعاطفية وبيئية، بينها «غضب العالم» (La colere du monde) والتي تطرّق فيها إلى الخطر الذي يداهم الأرض ويضع الإنسان أمام مسؤوليته للحفاظ عليها. وعلّق أنطوني توما عن هذا الموضوع بالقول: «لطالما اهتممت بمواضيع البيئة وإعادة تدوير النفايات والتلوّث البيئي الذي يحيط بنا، وفي هذه الأغنية تطرقت مباشرة إلى تلك المواضيع من خلال مطالبتي العالم بأن يستمع إلى صوت معاناة الأرض. بالنسبة لي فإن الأرض نادتني وأنا لبّيت النداء وأتمنى أن يعي الناس المخاطر التي تحيط بنا لنتخلّص منها من أجل مستقبل أفضل».
وعن كيفية اختياره لهذه الأغنية التي تلامس الإنسانية بشكل كبير قال: «لطالما تأثرت بأغنية Earth song لمايكل جاكسون ورغبت بأن أغني موضوعا مشابها لها انطلاقا من تغييرات الطقس وفصول السنة التي تبدّلت لوحاتها، والبحر الذي أصبحت نسبة تلوثّه عالية جدا وغيرها من عناصر الطبيعة التي باتت غير طبيعية بسبب إهمال الإنسان لها، فتخيلت نفسي أنا الأرض وطالبت الناس بالحفاظ عليها».
وعن سبب عدم تضمن ألبومه الجديد أغاني عربية قال: «أنا لا أجيد الغناء بالعربية فهي مدرسة بحدّ ذاتها لم أدخل صفوفها يوما، فأنا تربيت على الموسيقى الغربية وأجدت غناء هذا النوع من الأغاني دون غيرها ولكنني في الوقت نفسه، لم أتخل عن هويتي اللبنانية إذ أدخلت النغمة الشرقية في أغاني كما فعلت في أغنية الألبوم (Maintenant c’est l’heure)، فتسمعين موسيقى إيقاعية شرقية صرفة في أحد مقاطعها للدلالة على هويتي العربية».
وفي هذا الصدد فإن أنطوني توما أطلق مؤخرا أغنية بعنوان «كلّ ليلة» التي يغنيها على طريقة الدويتو مع الفنان المصري محمد عطيّة، بعد أن ولدت بينهما علاقة صداقة مميزة من خلال مشاركتهما في برنامج «رقص النجوم». وقال في هذا الصدد: «هي من ألحاني وكتب كلماتها محمد عطية ليؤديها بالعربية، فيما أنا اهتممت بكتابة القسم الغربي منها كوني سأغنيها بالإنجليزية، ونستعد لتصويرها قريبا لتتضمن قصة شابين يختلفان على حبّ فتاة واحدة».
وعن الأغاني العربية التي يرددها لوحده بين وقت وآخر قال: «حاليا ولأنني أتواجد بشكل مستمرّ مع محمد عطية، فأنا أستمع لأغاني الراحل عبد الحليم حافظ وكذلك إلى عمرو دياب وأستمتع بدندنة أغانيهما على طريقتي».
وعما إذا هو ينوي إعادة أداء أغانٍ قديمة معروفة لمغنيين عالميين تأثر بهم، أمثال مايكل جاكسون أجاب: «حاليا أنا أستمتع في أداء أغاني الخاصة ولكن ذلك لا يمنع من أن أعيد أداء أغانٍ قديمة ولكن كل شيء يأتي في حينه».
والمعروف أن أنطوني توما لامس العالمية من خلال مشاركته في برنامج «ذا فويس» بنسخته الفرنسية واستطاع أن يجذب الجمهور الفرنسي الذي لم يتوان عن التصويت له وإيصاله إلى مرحلة نصف النهائيات. كما أنه من خلال مشاركته في برنامج «رقص النجوم» مؤخرا انتشر اسمه في العالم العربي، وصار معروفا أكثر في البلدان المجاورة من لبنان وفي المغرب العربي. وعلّق أنطوني توما في هذا الإطار قائلا: «ما زال لدي الكثير لأحققه في مشواري الفني فأنا في بداية الطريق، وكل ما أقوم به هو خطوات تصبّ في تطوري المهني وأتمنى أن أطال العالمية».
أنطوني توما: الرقص حررني من الخجل وحاليًا أدندن أغاني لعبد الحليم حافظ وعمرو دياب
بعد فوزه في «رقص النجوم».. أغنية ثنائية جديدة تجمعه مع محمد عطية
أنطوني توما: الرقص حررني من الخجل وحاليًا أدندن أغاني لعبد الحليم حافظ وعمرو دياب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة