محادثات مصرية ـ سودانية بالخرطوم تتناول جهود مكافحة الإرهاب وأمن البحر الأحمر

السيسي بدأ زيارة رسمية إلى ألمانيا والمجر

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لدى استقباله من قبل بكر حسن صالح النائب الأول للرئيس السوداني عند وصوله إلى مطار العاصمة السودانية الخرطوم أمس (أ.ب)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لدى استقباله من قبل بكر حسن صالح النائب الأول للرئيس السوداني عند وصوله إلى مطار العاصمة السودانية الخرطوم أمس (أ.ب)
TT

محادثات مصرية ـ سودانية بالخرطوم تتناول جهود مكافحة الإرهاب وأمن البحر الأحمر

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لدى استقباله من قبل بكر حسن صالح النائب الأول للرئيس السوداني عند وصوله إلى مطار العاصمة السودانية الخرطوم أمس (أ.ب)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لدى استقباله من قبل بكر حسن صالح النائب الأول للرئيس السوداني عند وصوله إلى مطار العاصمة السودانية الخرطوم أمس (أ.ب)

أجرى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي محادثات ثنائية مع نظيره السوداني عمر البشير في الخرطوم أمس، تناولت التنسيق بين البلدين في جهود مكافحة الإرهاب وأمن البحر الأحمر وتسوية النزاعات في أفريقيا، وذلك على هامش مشاركته في مراسم تنصيب البشير وأدائه اليمين الدستورية، قبيل توجهه إلى ألمانيا أمس في جولة أوروبية تشمل دولة المجر أيضا.
وأعرب السيسي عن تمنياته للرئيس السوداني بالنجاح والتوفيق في قيادة السودان، وتحقيق آمال وطموحات شعبه الشقيق في التنمية والتقدم، كما أكد عزم مصر الكامل على الارتقاء بمستوى التعاون والتنسيق بين البلدين ليشهد آفاقًا جديدة وغير مسبوقة خلال الفترة القادمة.
وأكد السيسي استعداد مصر الكامل لتقديم كل أشكال الدعم للسودان من أجل تحقيق المزيد من التقدم والتنمية والاستقرار وليعم السلام في كافة ربوع السودان، مشيدًا بالتقدم المحرز على مسار تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية، لا سيما الخطوات الهامة التي تم إنجازها مؤخرًا بافتتاح عدد من المعابر الحدودية، والزيارات المتبادلة الناجحة على مستوى القمة والمستويات الوزارية والفنية، والاستعدادات الحالية لعقد اللجنة المشتركة على مستوى رئيسي الدولتين.
وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية السفير علاء يوسف إن السيسي وصل السودان صباح أمس للمشاركة في حفل تنصيب البشير رئيسًا للسودان لولاية جديدة، حيث كان في استقباله الفريق أول بكري حسن صالح النائب الأول للرئيس السوداني، وعدد من الوزراء، قبل أن يتوجه إلى مقر البرلمان السوداني، حيث التقى عددا من رؤساء الدول والحكومات المشاركين في مراسم التنصيب، من بينهم رؤساء كل من زيمبابوي وجيبوتي وتشاد وكينيا، بالإضافة إلى رئيس الوزراء الإثيوبي. وأضاف المتحدث الرسمي أنه عقب انتهاء مراسم التنصيب، توجه الرئيس إلى مقر القصر الرئاسي السوداني، حيث عقد اجتماعًا مع الرئيس البشير، مُقدمًا له التهنئة في مستهل ولايته الرئاسية الجديدة.
من جانبه، أعرب الرئيس السوداني عن تقديره لمشاركة السيسي في مراسم التنصيب، مؤكدًا أنها تعكس متانة العلاقات الإيجابية المتميزة التي تجمع بين البلدين. وذكر السفير يوسف أن اللقاء شهد استعراضًا لتطورات الأوضاع على الساحتين العربية والأفريقية، لا سيما فيما يتعلق بدعم وتطوير التعاون بين الدول الأفريقية ولا سيما دول حوض النيل، فضلاً عن التوافق بشأن أهمية تسوية النزاعات في عدد من الدول الأفريقية لتمكينها من مواصلة مسيرة التنمية وتحقيق آمال وطموحات شعوبها في التقدم والرخاء.
كما تناول الاجتماع التشاور حول تطورات وتداعيات الأزمة في ليبيا، والجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب وانتشار الفكر المتطرف في المنطقة، والأهمية البالغة للتنسيق والتعاون بشأن أمن البحر الأحمر واستقرار الأوضاع الأمنية والسياسية في منطقة القرن الأفريقي.
من جهة أخرى، توجه السيسي أمس عقب زيارته الخرطوم إلى العاصمة الألمانية برلين، حيث يقوم بزيارة رسمية إلى كل من ألمانيا والمجر بدأت أمس وحتى 6 يونيو (حزيران) الحالي، يستهلها بزيارة إلى برلين حيث ستقام مراسم الاستقبال الرسمي اليوم (الأربعاء) تعقبها جلسة مباحثات مع الرئيس الألماني.
وقال المتحدث باسم الرئاسة إن السيسي سيجتمع مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي ستقيم غداء عمل بحضور وفدي البلدين، يعقبه مؤتمر صحافي مشترك يعقده الرئيس مع المستشارة الألمانية.
وأضاف المتحدث، حسب بيان أوردته وكالة أنباء الشرق الأوسط، أنه عقب اختتام زيارة برلين سيتوجه السيسي إلى العاصمة المجرية بودابست تلبيةً للدعوة الموجهة إليه من رئيس الوزراء المجري فيكتور أوروبان، الذي سيعقد معه جلسة مباحثات ثنائية يعقبها اجتماع موسع بحضور وفدي البلدين.



مصر ترفض وجود أي طرف «غير مشاطئ» بالبحر الأحمر

وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي يلتقي نظيره الصومالي أحمد معلم فقي بالقاهرة (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي يلتقي نظيره الصومالي أحمد معلم فقي بالقاهرة (الخارجية المصرية)
TT

مصر ترفض وجود أي طرف «غير مشاطئ» بالبحر الأحمر

وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي يلتقي نظيره الصومالي أحمد معلم فقي بالقاهرة (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي يلتقي نظيره الصومالي أحمد معلم فقي بالقاهرة (الخارجية المصرية)

تزامناً مع تأكيد دعمها وحدة الصومال وسيادته، أعلنت القاهرة رفضها وجود أي طرف «غير مشاطئ» في البحر الأحمر. وقال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في مؤتمر صحافي مشترك، الاثنين، مع نظيره الصومالي أحمد معلم فقي: «البحر الأحمر للدول المشاطئة له، ولا يمكن القبول بتواجد أي طرف غير مشاطئ له».

وأضاف عبد العاطي، في المؤتمر الذي عقد بالقاهرة عقب جلسة مباحثات ثنائية مع معلم فقي، إن «المباحثات تطرقت إلى القمة الثلاثية لتركيا والصومال وإثيوبيا في أنقرة»، مشيراً إلى «توافق الرؤى على عدم المساس بأرض الصومال وسيادته ووحدة أراضيه وسلامتها».

وأعلنت تركيا، أخيراً، نجاح جهود الوساطة التي أطلقتها في يوليو (تموز) الماضي، في عقد اتفاق بين الصومال وإثيوبيا، وصفه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بأنه «تاريخي»، ينهي، بشكل مبدئي، عاماً من التوتر بين مقديشو وأديس أبابا، بدأ مطلع يناير (كانون الثاني) الماضي عقب «مذكرة تفاهم» وقَّعتها إثيوبيا مع إقليم «أرض الصومال» الانفصالي يمنح إثيوبيا منفذاً بحرياً. وهو الاتفاق الذي رفضته الصومال والجامعة العربية.

جلسة مباحثات موسعة بين مصر والصومال برئاسة وزيرَي خارجية البلدين (الخارجية المصرية)

بدوره، قال وزير الخارجية الصومالي أحمد معلم فقي، في المؤتمر الصحافي، إن «إعلان أنقرة لبَّى مطالب بلاده وأكد أن الحكومة الفيدرالية الصومالية الجهة الوحيدة التي تمتلك الحق في إبرام الاتفاقيات مع الجهات الخارجية».

وأضاف أن «إعلان أنقرة أنقذ المنطقة كلها من انفجار خطير كاد أن يحرق مصالح الجميع»، مستطرداً: «لم يكن من مصلحة أحد انفجار صراع آخر في منطقة القرن الأفريقي، في وقت تعجّ المنطقة بصراعات وأزمات كبيرة».

ووجّه فقي الشكر لمصر، وقال: «نحن هنا لننسب الفضل لأهله، حيث كان لموقف مصر الشجاع أثره البالغ في صناعة الأرضية التي مهَّدت للإعلان، ودعم ثبات الموقف الصومالي». وأضاف: «لقد حققنا مطالبنا المشروعة بالتدافع الدبلوماسي، وسنحفظ لمصر فضلها في هذا النضال المثمر».

وأبدت مصر رفضاً حاسماً للاتفاق الإثيوبي مع «أرض الصومال». وأكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، عقب لقائه نظيره الصومالي يناير الماضي، أن الصومال دولة عربية، ولها حقوق طبقاً لميثاق الجامعة العربية، في الدفاع المشترك ضد أي تهديد له. وأضاف أن القاهرة لن تسمح لأحد بتهديد الصومال أو المساس بأمنه، قائلاً: «محدش (لا أحد) يجرّب مصر ويحاول (أن) يهدّد أشقاءها، خصوصاً لو أشقاؤها طلبوا منها الوقوف معهم».

وأشار عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير علي الحفني، إلى أن «دعم مصر للصومال ساهم في تحسين موقفه في مواجهة الأزمة الناجمة عن مذكرة التفاهم، كما أرسل رسالة لإثيوبيا مفادها أن القاهرة لن تقبل بانتهاك سيادة الصومال».

وقال الحفني لـ«الشرق الأوسط»: «إن مصر حريصة على الأمن والاستقرار في القرن الأفريقي وكان هذا الهدف من القمة الثلاثية التي عُقدت أخيراً في أسمرة بمشاركة رؤساء مصر والصومال وإريتريا».

واتفق معه نائب رئيس المجلس المصري للشؤون الأفريقية ومساعد وزير الخارجية الأسبق السفير صلاح حليمة، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» أن «مصر لديها علاقات تاريخيّة مع الصومال تطورت أخيراً في مجالات عدة، وكان لهذه العلاقات دور مهم في دعم موقف الصومال ودفع إثيوبيا للقبول بجهود الوساطة التركية التي أبطلت نتائجها (مذكرة التفاهم)».

وتوافقت القاهرة ومقديشو، بحسب بيان مشترك عقب الاجتماع، على «ترفيع العلاقات بين البلدين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية»، مشيرين إلى أنه «سيتم عقد دورات مباحثات مُتعاقبة تُخصَّص لمحاور استراتيجية مُحددة تشمل المحور السياسي، والاقتصادي والتجاري، والأمني والعسكري، والثقافي والتعليمي، وبناء القدرات».

وبحسب البيان المشترك بين القاهرة والصومال، أكد الجانبان «أهمية الإسراع في تشكيل البعثة الأفريقية الجديدة للدعم والاستقرار في الصومال (AUSSOM)»، ناشد الوزيران شركاء الاتحاد الأفريقي من أجل «توفير التمويل اللازم والمستدام للبعثة الجديدة أخذاً في الاعتبار تأثير الاضطرابات في القرن الأفريقي والبحر الأحمر على حركة التجارة والملاحة الدوليتين، ولمساندة جهود الجيش الوطني الصومالي في مكافحة الإرهاب وصيانة مقدرات الدولة».

كما أعاد وزير الخارجية الصومالي التأكيد على «تطلع بلاده نحو تحقيق مشاركة مصرية نوعية وفعالة بالبعثة الجديدة بما يساعد على تحقيق أهدافها بالنظر إلى القدرات العسكرية المصرية المتطورة وخبراتها الممتدة في مكافحة الإرهاب، وكذلك خبراتها في دعم بناء مؤسسات الدولة، بالإضافة إلى التعاون العسكري الثنائي بين البلدين وفقاً لبروتوكول التعاون العسكري الموقّع بين البلدين في أغسطس (آب) الماضي، بحسب البيان.

في هذا السياق، أكد وزير الخارجية الصومالي أحمد معلم فقي، خلال المؤتمر الصحافي، التزام بلاده بكل الاتفاقيات التي أبرتهما مع مصر، وأوضح أنه ونظيره المصري أكَّدا خلال المباحثات، «ضرورة وضع حد للأزمات في المنطقة، التي باتت تتزايد وتستفحل بشكل مرعب». ولفت إلى «تعزيز التعاون بين البلدين في مجال الدفاع والأمن، خصوصاً مشاركة مصر بقوات حفظ السلام الأفريقية».

وأكد عبد العاطي، خلال المؤتمر الصحافي، أن «مصر ستشارك في البعثة الأمنية التابعة لمجلس السلم والأمن الأفريقي في الصومال بناءً على طلب الحكومة الصومالية، وترحيب من مجلس الأمن والسلم التابع للاتحاد الأفريقي».

من جانبه، أوضح الحفني أن «قوة حفظ السلام هدفها الحفاظ على الأمن والسلم في الصومال، ومشاركة مصر فيها تتماشى مع سياستها الرامية لحفظ الاستقرار في القرن الأفريقي تزامناً مع تأهيل الكوادر الصومالية».