أمير المنطقة الشرقية: الزمرة التي قامت بالجريمة مجموعة أشرار باعوا دينهم ووطنهم

لدى تعزيته ذوي «شهداء» تفجير العنود بالدمام

أمير المنطقة الشرقية لدى تقديمه العزاء في «شهداء» تفجير العنود بالدمام أمس (واس)
أمير المنطقة الشرقية لدى تقديمه العزاء في «شهداء» تفجير العنود بالدمام أمس (واس)
TT

أمير المنطقة الشرقية: الزمرة التي قامت بالجريمة مجموعة أشرار باعوا دينهم ووطنهم

أمير المنطقة الشرقية لدى تقديمه العزاء في «شهداء» تفجير العنود بالدمام أمس (واس)
أمير المنطقة الشرقية لدى تقديمه العزاء في «شهداء» تفجير العنود بالدمام أمس (واس)

قال الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية، بعد تقديمه واجب العزاء لذوي «شهداء» الحادث الإرهابي الذي استهدف مسجد العنود في الدمام الجمعة الماضية إن هذه الحادثة لن تزيد السعوديين إلا لحمة وتماسكًا، وأضاف: «ولن تؤثر في حياتنا شيئا». وأكد أمير الشرقية أن مثل هذه الأحداث الإرهابية ومحاولات شق الصف لن تفلح، مضيفًا: «لحمة هذا الصف ونسيجه الذي تكون منذ مئات السنين بشكل طبيعي لن تؤثر فيه مثل هذه الحوادث الجبانة»، وأكد أنه «لم ولن يكون هناك تفرقة بين أحد من أفراد هذا الوطن، فالجميع يعيش على قلب رجل واحد ويد واحدة تحت مظلة قيادتنا الحكيمة».
ويوم أمس، زار الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز أمير المنطقة الشرقية منزل رجل الدين البارز السيد علي الناصر السلمان، والتقى عوائل «الشهداء» الأربعة الذين تصدوا لمحاولة انتحاري تفجير المسجد الجمعة الماضي.
وقال أمير المنطقة الشرقية خلال اللقاء: «إن هذه الزمرة التي قامت بالجريمة النكراء مجموعة من الأشرار الذين باعوا دينهم ووطنهم وباعوا كل ثوابتهم بأرخص الأثمان واستباحوا الدم الحرام في اليوم الحرام والمكان الحرام ولم يفرقوا بين عابد من رجل أو امرأة أو طفل، بل على العكس من ذلك فديدنهم الجريمة». وأضاف: «لقد رأينا منهم العجائب في جميع مناطق العالم ولا نستغرب منهم ما حدث».
وأكد أن السعوديين سيكونون «دائما يدًا واحدة قادرين على كل من يمس أمن واستقرار هذه البلاد ولن نسمح في أي وقت من الأوقات أن تمس هذه البلاد من أي أحد».
وأعرب أمير المنطقة الشرقية عن فخره واعتزازه بما أكد عليه أهالي وذوو «الشهداء» وأهالي المنطقة الشرقية من تجديد ولائهم وبيعتهم لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده وولي ولي العهد، وأنهم سيظلون يدًا واحدة ضد كل من تسول له نفسه المساس بأمن واستقرار هذا الوطن.
من جهتهم أعرب ذوو «الشهداء» عن شكرهم لأمير المنطقة الشرقية على مواساته إياهم في مصابهم. وقال إمام مسجد العنود السيد علي السلمان، إن هذه المصيبة التي ألمّت بالمواطنين في الدمام، كان لها تأثير إيجابي برز في إظهار اللحمة الوطنية السعودية التي تجاوزت كل التحديات.
وقال إن الحادثة «قدمت لنا وعيًا بأهمية الأمن والأمان وقيمتها الحقيقية التي لن يشعر بها إلا من افتقدها». ورأى السلمان أن «هذه الجريمة قرّبت القلوب وقوّت اللحمة بين أبناء الوطن وجعلتهم أكثر حرصًا على أمنه، وأظهرت اهتمام ولاة أمرنا والمسؤولين في الدولة بجميع المواطنين».
وأكد إمام مسجد العنود أن هذا الوطن أمانة بأيدي أبنائه جميعًا، ويجب الحفاظ على هذه الأمانة ويكون الجميع يدا واحدة وصفًا واحدًا خلف قيادتنا الرشيدة في تحقيق الأمن والأمان والسلامة لهذه البلاد المباركة.
من جهتها، أعلنت اللجنة المشرفة على تشييع «شهداء» مسجد العنود، أن التشييع سيكون عصر يوم الأربعاء، معيدة التأخير إلى وجود تحليل طبي لعدد من الأشلاء وجدت متناثرة عبر مساحات تجاوزت 250 مترًا. كذلك، أعلنت أن دفن الجثامين الأربعة سيتم في مقبرة جديدة، حصلت أمس على التراخيص اللازمة، لتصبح قبور جثامين «الشهداء» الأربعة أول من تحتضنهم هذه المقبرة.
وفي تصريح لـ«الشرق الأوسط» قال خالد النزر المختص بالشؤون القانونية في اللجنة المنظمة للتشييع: «إنه وبعد خروج نتائج جميع فحوص الحمض النووي للجثامين والأشلاء التي تم جمعها على مساحة تعدت 250 مترا مربعا، فقد انحصر عدد (الشهداء) في أربعة، هم عبد الجليل جمعة طاهر الأربش، ومحمد جمعة طاهر الأربش، وهادي راضي سلمان الهاشم، ومحمد حسن علي العيسى».
وقال النزر «عدد المصابين ثلاثة وهم: أحمد عبد الله العبد الكريم، وحسن علي الصغيرات، حسن النجيدي». مضيفًا أن جميع المصابين خرجوا من المستشفى وفي حالة صحية مستقرة.
وأشار النزر إلى أن «الأضرار المادية بلغت 19 سيارة ذات إصابات متفاوتة ما بين الاحتراق الكامل والتفحم وما بين الإصابات الخفيفة»، مضيفًا أنه تم تسجيل جميع معلوماتها لدى مركز الشرطة الشمالية بالدمام.
أما الأضرار المادية، فأوجزها النزر بالقول: «هناك أضرار مادية متفرقة مثل تهشم وتصدع بعض الزجاج في الجامع والمنازل المجاورة». لكنه أكد أن «الأضرار المعنوية من الضخامة بحيث يصعب حصرها أو الحديث عنها».
وقال النزر إنه «سيتم الرفع للجهات الرسمية خلال الفترة القادمة للمطالبة بمعاملة هؤلاء (الشهداء) من الناحية النظامية والقانونية على اعتبارهم من (شهداء) الواجب. وأن يتم تعويض جميع المتضررين ماديا».
إلى ذلك، انضم النزر، لقائمة كبيرة من الكتاب والمثقفين السعوديين المطالبين بالمسارعة «بسن القوانين الرادعة ضد التحريض الطائفي، والعمل على إنهاء كل ما يدعو للفرقة والتمييز بين أفراد ومجتمعات الشعب السعودي».



الملك سلمان... رؤية ممتدة لـ 16 عاماً تتحقق مع افتتاح قطار الرياض

خادم الحرمين الشريفين لدى افتتاح مشروع «قطار الرياض» ومشاهدة فيلماً تعريفياً عن المشروع  (واس)
خادم الحرمين الشريفين لدى افتتاح مشروع «قطار الرياض» ومشاهدة فيلماً تعريفياً عن المشروع (واس)
TT

الملك سلمان... رؤية ممتدة لـ 16 عاماً تتحقق مع افتتاح قطار الرياض

خادم الحرمين الشريفين لدى افتتاح مشروع «قطار الرياض» ومشاهدة فيلماً تعريفياً عن المشروع  (واس)
خادم الحرمين الشريفين لدى افتتاح مشروع «قطار الرياض» ومشاهدة فيلماً تعريفياً عن المشروع (واس)

في وثيقة تاريخية يعود عمرها إلى 20 أكتوبر (تشرين الأول) من العام 2009، قدم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، عندما كان رئيسًا للهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، رؤية استراتيجية شاملة لتطوير نظام النقل العام في مدينة الرياض.

وعرض الملك سلمان عندما كان أميراً للعاصمة السعودية الرياض، على الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز التحديات التي كانت تواجه المدينة آنذاك، مثل النمو السكاني المتزايد، وتأثيراته على البنية التحتية، خاصة الطرق وحركة المرور. ومن هنا، انطلقت فكرة المشروع بإنشاء العمود الفقري للنقل العام المتمثل في القطار الكهربائي والحافلات لتغطية كامل المدينة.

ملامح الوثيقة التاريخية

الوثيقة لم تقتصر على الرؤية فحسب، بل تضمنت خططًا متكاملة ومواصفات فنية دقيقة، أعدتها الهيئة العليا، بما يشمل تصميم الشبكة التي تمتد بطول 708 كيلو متر، مع ربطها بالخدمات المحلية لتسهيل التنقل داخل العاصمة السعودية.

وأوضحت الوثيقة استخدام الملك سلمان، عبارة «العمود الفقري» لوصف مشروع النقل العام بشقيه «الحافلات والقطار»، كأول استخدام لهذا التعبير؛ هو دلالة على اهتمامه البالغ بهذا المشروع وأولويته منذ قرابة العقدين، إلى جانب نظرته لمستقبل المدينة، واستشرافه لما ستصبح عليه؛ من خلال وضع مشاريع استراتيجية تهدف إلى معالجة المشكلات الناتجة عن التوسع العمراني وارتفاع عدد السكان.

رؤية الملك سلمان: من فكرة إلى واقع

مراقبون لتاريخ المشروع اعتبروا لـ«الشرق الأوسط» أن ما يميّز هذا المشروع هو امتداد الرؤية رغم مرور أكثر من عقد على طرحها، لتصبح اليوم واقعًا ملموسًا من خلال افتتاح الملك سلمان، الأربعاء، قطار الرياض، أحد أضخم مشاريع النقل العام عالميًا.

وأضاف متابعون لمشاريع النقل في السعودية، أن هذه الاستمرارية تعكس القيادة المؤسسية وثبات النهج التنموي في السعودية، حيث تجاوزت التحديات والتغيرات لضمان تحقيق الأهداف الاستراتيجية.

التخطيط المستدام

وبيّنت الوثيقة التاريخية، الدليل على أهمية التخطيط طويل المدى، الذي يركز على مواجهة التحديات الحضرية بحلول مبتكرة ومستدامة، مما يجعل «قطار الرياض» ليس مجرد وسيلة نقل، بل نموذج يُحتذى به للمشاريع التنموية الكبرى التي تستهدف تحسين جودة الحياة للمواطن والمقيم.

صورة جوية لـ«قطار الرياض» (الهيئة الملكية)

واتفق مراقبون واكبوا افتتاح «قطاع الرياض» أن السعودية أثبتت خلال السنوات الأخيرة، بأن أن الرؤى الواضحة والمبنية على التخطيط الدقيق قادرة على تحويل الطموحات إلى إنجازات، وتترك أثرًا دائمًا للأجيال القادمة.

وكان الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، الأربعاء، وجه الشكر لخادم الحرمين على دعمه مشروع النقل العام بمدينة الرياض بشقيه القطار والحافلات، معتبراً أنه يُعد «ثمرة من ثمار غرس» الملك سلمان بن عبدالعزيز، و«انطلاقًا من رؤيته الثاقبة» عندما كان رئيسًا للهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض.