إدراج حساء الشمندر الأوكراني في قائمة «اليونيسكو» للتراث الثقافي

القرار قوبل بترحيب أوكراني وتنديد روسي

أواينا شاربان المؤرخة الأوكرانية التي تحتفظ بـ365 وصفة، وتطهو الحساء في فرن خشبي وهي ترتدي الملابس الوطنية (أ.ف.ب)
أواينا شاربان المؤرخة الأوكرانية التي تحتفظ بـ365 وصفة، وتطهو الحساء في فرن خشبي وهي ترتدي الملابس الوطنية (أ.ف.ب)
TT

إدراج حساء الشمندر الأوكراني في قائمة «اليونيسكو» للتراث الثقافي

أواينا شاربان المؤرخة الأوكرانية التي تحتفظ بـ365 وصفة، وتطهو الحساء في فرن خشبي وهي ترتدي الملابس الوطنية (أ.ف.ب)
أواينا شاربان المؤرخة الأوكرانية التي تحتفظ بـ365 وصفة، وتطهو الحساء في فرن خشبي وهي ترتدي الملابس الوطنية (أ.ف.ب)

أدرجت اللجنة الدولية ثقافة طهو حساء الشمندر الأوكراني، أو ما يُعرف باسم «بورشت»، في قائمة «اليونيسكو» للتراث الثقافي غير المادي الذي يحتاج إلى صون عاجل. وفيما رحّبت كييف بإعلان منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم، أدانته موسكو وعدّته تعبيراً عن النزعة «القومية» لدى أوكرانيا.
ورحب وزير الثقافة الأوكراني أولكسندر تكاتشينكو، بالإعلان، وقال إن «النصر لنا في حرب البورش». ولفت إلى أن أوكرانيا ستشارك وصفة حساء الشمندر مع جميع البلدان المتحضرة، «وحتى مع الدول غير المتحضرة أيضاً، بحيث يكون لديهم على الأقل شيء خفيف ولذيذ وأوكراني»، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية.
في المقابل، كتبت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، على «تلغرام»: «إذا كانت هناك حاجة لنشرح للعالم من وجهة نظر أطباق الطعام ما هي القومية المعاصرة في نظر كييف، أود أن أذكر هذه الحقيقة: الحمص والأرز المفلفل معترف بهما كأطباق وطنية في عدة بلدان. لكن كما أفهم، يبدو أن إضفاء الصفة الأوكرانية ينطبق على كل شيء». وتساءلت: «ماذا بعد ذلك؟ هل سيُعترف بالخنازير منتجاً وطنياً أوكرانياً؟».
وحساء الشمندر الأوكراني هو النسخة الوطنية من حساء الخضار الذي يؤكل في عدة بلدان في المنطقة، بينها روسيا. وهو جزء لا يتجزأ من حياة الأسرة الأوكرانية والمجتمع الأوكراني، وتُخصص له مهرجانات وفعاليات ثقافية. وكانت اللجنة ستنظر في إدراجه في القائمة التمثيلية في دورتها التي ستُعقد في عام 2030 ولكن بسبب الحرب الدائرة حالياً وآثارها السلبية في هذا التقليد، طلبت أوكرانيا من الدول الأعضاء في اللجنة تسريع النظر في ملف ترشيح هذا الحساء بهدف إدراجه في قائمة الصون العاجل كحالة طارئة قصوى، بما يتوافق مع قواعد وإجراءات الاتفاقية. ووافقت اللجنة على الطلب أمس.

حساء الشمندر الأوكراني الذي انضم لقائمة «اليونيسكو» للتراث الثقافي غير المادي (إ.ب.أ)

تهدف هذه القائمة إلى حشد الاهتمام العاجل للحفاظ على التراث الثقافي غير المادي الذي يتعرض للخطر رغم الجهود المحلية المبذولة لصونه. ويفسح إدراج أحد العناصر المجال أمام الجهات المعنية لكي تشارك في التعاون الدولي وتقدم المساعدة من أجل وضع خطة عمل مخصصة لصون العنصر وتنفيذها.
وأشارت اللجنة الدولية الحكومية في قرارها إلى أنَّ «النزاع المسلح قد هدَّد قدرة هذا العنصر على الاستمرار، لا سيما مع تهجير البشر وحاملي هذه الثقافة». وأضافت أن عجز الناس لا يقتصر على القدرة على زراعة وطهو الخضراوات المحلية اللازمة لإعداد حساء الشمندر، بل هم عاجزون أيضاً عن التجمّع لممارسة هذا التقليد، الأمر الذي يقوّض الرفاهية الاجتماعية والثقافية للمجتمعات.
وثقافة طهو حساء الشمندر شائعة منذ أمد بعيد وتتغنّى بها أوكرانيا من شرقها إلى غربها بمشاركة المجتمعات المحليّة والعائلات والمطاعم التي تضيف لمساتها الخاصة إلى هذا الطبق الشعبي التقليدي. وكانت تبتكر أصنافاً جديدة منه باستمرار. وتعد جذور الشمندر المكوّن الأساسي لهذا الطبق الذي يعكس الخصائص والمنتجات المحلية لكل المنطقة. ويُطهى طبق حساء الشمندر بطرق مختلفة قد يدخل فيها الفطر والأسماك والفلفل الحلو. وكثيرة هي المناسبات التي يُحضّر فيها هذا الطبق، بدءاً من حفلات الزفاف إلى مسابقات الطعام وانتهاء بالسياحة. ويُعد جزءاً أصيلاً من نسيج المجتمع الأوكراني والتراث الثقافي والهوية والتقاليد.
تجدر الإشارة إلى أنّ ثقافة طهو حساء الشمندر الأوكراني شائعة لدى المجتمعات المحليّة في المنطقة بوجه عام. ومن هنا، وبينما يأتي إدراج هذه الثقافة في قائمة اليونيسكو للتراث الثقافي غير المادي كإقرار بأهميتها الاجتماعية والثقافية للأوكرانيين، ذلك أن إدراج أي عنصر من التراث في إحدى قوائم «اليونيسكو» لا يعني تفرد جهة معينة بالعنصر أو حصر ملكيته فيها.
وكانت «اليونيسكو» قد بادرت، منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، إلى اتخاذ سلسلة من التدابير لمواجهة حالات الطوارئ في مجالات الثقافة والتعليم وحماية الصحافيين، وذلك فيما يتماشى مع المهام المنوطة بالمنظمة. وتنسجم مبادرة الدول الأعضاء في اللجنة الدولية الحكومية لصون التراث الثقافي غير المادي مع الالتزام الذي تعهّدت به لصالح السكان المتضررين من الحرب.


مقالات ذات صلة

«غايا»... يحمل مذاق اليونان إلى لندن عن طريق الشرق الأوسط

مذاقات تونا مدخنة مع الكمأة (الشرق الاوسط)

«غايا»... يحمل مذاق اليونان إلى لندن عن طريق الشرق الأوسط

شهدت لندن في 1 ديسمبر ولادة عنوان طعام جديد في قلب مايفير. العنوان جديد، لكن الاسم مألوف؛ لأن مطعم «غايا» وضع نفسه على خريطة الطعام في الشرق الأوسط.

جوسلين ايليا (لندن)
مذاقات «كياني» من أشهر مطاعم مومباي (الشرق الأوسط)

جولة على المطاعم التاريخية والشهيرة في مومباي

مومباي؛ يُشار إليها باسم «مدينة الأحلام»، وهي أيضاً حلم لعشاق الطعام...

براكريتي غوبتا (نيودلهي)
صحتك استخدام بديل الملح عند الطهي ارتبط بانخفاض خطر الوفاة المبكرة لأي سبب (رويترز)

دراسة جديدة عن الملح: استبداله يخفض خطر الوفاة المبكرة

توصلت دراسة جديدة إلى أن استخدام كميات أقل من الملح في طعامك قد يبدو مملاً، لكن المكاسب قد تكون كبيرة مثل انخفاض خطر الوفاة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
مذاقات العناية بالتفاصيل تُنهك ميراي حايك ومَن حولها (حساب إم شريف على فيسبوك)

وراء سلسلة مطاعم «إم شريف» امرأة لم ترحم حتى نفسها

كانت ميراي حايك امرأة لا تكترث للشهرة، فالسيدة اللبنانية التي أسّست سلسلة مطاعم «إم شريف» الشهيرة، أحبّت المطبخ والإبحار في النكهات.

فاطمة عبد الله (بيروت )
مذاقات كرات السوشي من الداخل طبق للشيف أحمد إسماعيل (الشرق الأوسط)

وصفات سريعة لكرات اللحم والدجاج والجبن... وأكثر

ما بين اللحم، والدجاج، والجبن، إلى الحلوى، ابحث عن الوصفة المثالية المناسبة لك من قائمة كرات الطعام «Ball shaped food»؛ لتستمتع بوجبات خفيفة مناسبة.

نادية عبد الحليم (القاهرة)

باكستان تتهم الاستخبارات الهندية بالتورط في قتل أحد مواطنيها

صورة الجاسوس الهندي سارابجيت سينغ خلال تشييع جنازته (وسائل إعلام باكستانية)
صورة الجاسوس الهندي سارابجيت سينغ خلال تشييع جنازته (وسائل إعلام باكستانية)
TT

باكستان تتهم الاستخبارات الهندية بالتورط في قتل أحد مواطنيها

صورة الجاسوس الهندي سارابجيت سينغ خلال تشييع جنازته (وسائل إعلام باكستانية)
صورة الجاسوس الهندي سارابجيت سينغ خلال تشييع جنازته (وسائل إعلام باكستانية)

تشتبه السلطات الباكستانية في تورط وكالة الاستخبارات الهندية الخارجية، التي يُشار إليها باسم «جناح البحث والتحليل»، في الحادث الغامض لمقتل مواطن باكستاني سبق اتهامه بقتل جاسوس هندي داخل أحد السجون الباكستانية.

سارفاراز تامبا مواطن باكستاني قُتل في لاهور قبل يومين على يد وكالة المخابرات الهندية (وسائل إعلام باكستانية)

كان سارفاراز تامبا، المواطن الباكستاني المتهم بقتل الجاسوس الهندي سارابجيت سينغ في سجن في لاهور، قد لقي مصرعه قبل يومين على أيدي مهاجمين مجهولين اقتحموا منزله في مدينة لاهور، وأطلقوا عليه الرصاص.

وقال شقيقه للشرطة، إن مهاجمين مجهولين أردوه قتيلاً، وكانوا يضعون أقنعة ويعتمرون خوذات، واقتحموا منزله وأطلقوا النار عليه.

من جهته، صرّح وزير الداخلية الباكستاني، محسن نقفي، في مؤتمر صحافي في لاهور: «نشتبه في تورط الهند في هذا الحادث، لكننا سننتظر استكمال التحقيقات».

وأضاف أن قتل تامبا يشكّل تكراراً لنمط محدد من الهجمات التي استهدفت أشخاصاً محددين عبر الأشهر القليلة الماضية، وتحمّل إسلام آباد نيودلهي المسؤولية عنها.

الملاحظ أن الاستخبارات في باكستان والهند ماضيتان في ممارسة ألعاب التجسس داخل أراضي كل منهما. ومع ذلك، فإن اغتيال مواطن ينتمي لإحداهما على أرض الأخرى لم يحدث من قبل.

مسؤول أمني باكستاني يفحص الأشخاص والمركبات عند نقطة تفتيش عقب هجوم على مواطنين صينيين في بيشام في بيشاور عاصمة مقاطعة خيبر بخوا بباكستان في 27 مارس 2024 (إ.ب.أ)

عداء بين الاستخبارات الباكستانية والهندية

بوجه عام، تعدّ الاستخبارات في باكستان والهند غريمتين تقليديتين، ولا يزال العداء بينهما مستعراً في العلن. وظهر في البلدين كثير من الأفلام التي تناولت قصصاً تُصوّر التنافس والعداء بين استخبارات البلدين.

يذكر أنه في أعقاب هجمات 11 سبتمبر (أيلول) بالولايات المتحدة، تحوّلت الاستخبارات الباكستانية إلى هدف رئيسي للدعاية الهندية التي نسبت إليها دوراً مزعوماً في دعم مسلحين إسلاميين، خصوصاً جماعة «طالبان» الأفغانية.

من جهتها، تتهم الهند الاستخبارات الباكستانية بدعم جماعات انفصالية في كشمير، والبنجاب الهندية، في حين تتهم باكستان جارتها بالتورط في توفير أسلحة، والتدريب والتمويل للمتمردين البلوش على أراضيها. ومع تفاقم التوترات بين البلدين، يخرج التنافس والعداء بين وكالتَي الاستخبارات إلى العلن.

يذكر أن الجاسوس الهندي المدان سارابجيت سينغ، لفظ أنفاسه الأخيرة في المستشفى عام 2013 بعد أن تعرّض لهجوم بالطوب والشفرات على أيدي اثنين من السجناء داخل أحد السجون الباكستانية.

وبعد إجراء الشرطة الباكستانية تحقيقاً بالأمر، خلصت إلى أن سارفاراز تامبا المتهم الرئيسي في الحادث. ومع ذلك، قضت محكمة باكستانية ببراءة تامبا عام 2018 من التورط في جريمة القتل.

حملة دبلوماسية

من ناحيتها، اتهمت السلطات الباكستانية الهند بالتورط في مقتل ما لا يقل عن 20 مواطناً باكستانياً. واليوم، تدرس الحكومة الباكستانية إطلاق حملة دبلوماسية عبر وزارة خارجيتها، لكشف تورط الهند في 20 عملية اغتيال لمواطنين عاديين داخل باكستان خلال الأشهر القليلة الماضية.

من ناحية أخرى، وفي أعقاب نشر صحيفة «الغارديان»، ومقرها لندن، تقريراً إخبارياً يفيد بأن الهند نفذت 20 عملية اغتيال داخل الأراضي الباكستانية على مدار الأشهر القليلة الماضية، بدا أن وزير الدفاع الهندي، راجناث سينغ، أكد هذا الادعاء عندما قال إن لحكومة بلاده الحق في تنفيذ اغتيالات بدول أجنبية إذا ما أقدم شخص ما على زعزعة السلام في الهند.

من جهتها، أعلنت وزارة الخارجية الباكستانية أن الشبكة الهندية لعمليات القتل خارج نطاق القضاء وخارج الحدود الإقليمية، أصبحت الآن «ظاهرة عالمية» تتطلب استجابة دولية منسقة.

وصدر هذا التصريح من جانب الوزارة في أعقاب نشر «الغارديان» تقريراً إخبارياً جاء فيه أن الحكومة الهندية اغتالت أفراداً في باكستان، في إطار استراتيجية أوسع للقضاء على الإرهابيين الذين يعيشون على أراضٍ أجنبية.

وتضمن التقرير تصريحات لمسؤولين في استخبارات كلا البلدين، بالإضافة إلى وثائق قدمها محققون باكستانيون قالوا إنها «تسلط ضوءاً جديداً على الكيفية التي يُزعم أن وكالة الاستخبارات الخارجية الهندية بدأت بها تنفيذ اغتيالات في الخارج بوصفها جزءاً من نهج جريء للأمن الوطني بعد عام 2019».

خرق لميثاق الأمم المتحدة

في المقابل، أعلنت الخارجية الباكستانية، في بيان لها، أن اغتيال الهند لمواطنين باكستانيين داخل وطنهم، يشكل انتهاكاً صارخاً لسيادة البلاد، وخرقاً لميثاق الأمم المتحدة.

كما أشارت الوزارة إلى مؤتمر صحافي عقده وزير الخارجية سيروس سجاد قاضي، في يناير (كانون الثاني)، قال فيه إن هناك «أدلة موثوقة» على وجود روابط بين عملاء هنود واغتيال مواطنين باكستانيين في سيالكوت، وروالاكوت.

وتعتقد الاستخبارات الباكستانية بأن الهند نفّذت 20 عملية اغتيال على الأقل داخل باكستان منذ هجوم 2019 على قافلة عسكرية هندية في الشطر الذي تسيطر عليه الهند من كشمير.

مزاعم بدعم المسلحين داخل أفغانستان

وتسعى الحكومة الباكستانية لشنّ هجوم دبلوماسي لتصوير الهند منتهكةً للقانون الدولي، ووكالات استخباراتها بوصفها وكالات مارقة. في هذا الصدد، قال مشاهد حسين، وزير الإعلام السابق: «يجب أن نتوجه على الفور إلى واشنطن، ونطلق حملة دبلوماسية مشتركة ضد الهند».

وأشار مشاهد حسين إلى أنه في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، أشار رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، إلى ما قال إنه «دليل موثوق على وجود صلة محتملة بين عملاء هنود ومقتل زعيم انفصالي للسيخ». وفي الشهر التالي، أعلنت وزارة العدل الأميركية أن مسؤولاً حكومياً هندياً أدار مؤامرة فاشلة لاغتيال انفصالي سيخي على الأراضي الأميركية.

في الواقع، ثمة كثير من الضغائن بين باكستان والهند في هذا السياق، مع وصف الدعاية الهندية الاستخبارات الباكستانية بأنها استخبارات مارقة تدعم التسلل عبر الحدود الهندية، وتدعم المسلحين الإسلاميين في أفغانستان والأجزاء الخاضعة للسيطرة الهندية من كشمير. وعليه، يبدو أن هذه اللحظة المناسبة للحكومة الباكستانية لتقديم الرد الدبلوماسي المناسب على الدعاية الهندية.


كردستان العراق لم يغب عن مباحثات السوداني في واشنطن

الرئيس الأميركي جو بايدن يلتقي رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في البيت الأبيض (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن يلتقي رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في البيت الأبيض (رويترز)
TT

كردستان العراق لم يغب عن مباحثات السوداني في واشنطن

الرئيس الأميركي جو بايدن يلتقي رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في البيت الأبيض (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن يلتقي رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في البيت الأبيض (رويترز)

تفيد الأنباء المستقاة من لقاءات رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع المسؤولين الأميركيين في واشنطن التي يزورها هذه الأيام، بأن إقليم كردستان لم يغب عنها، خاصة مع حزمة المشاكل القائمة بين بغداد وأربيل، والمتعلقة بمرتبات الموظفين وانتخابات برلمان كردستان وقانون النفط، ومشاكل أخرى قائمة بين الجانبين منذ سنوات طويلة.

ونقلت وسائل إعلام محلية في كردستان ما وصفتها بـ«مقتطفات على شكل أسئلة وأجوبة» دارت بين رئيس الوزراء محمد السوداني، ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، خلال الاجتماع الذي عقد في واشنطن، الاثنين، وقبل اللقاء بالرئيس جو بايدن في البيت الأبيض.

حقل نفطي في كردستان العراق (رويترز)

وذكرت أن الوزير الأميركي سأل عن مسألة إعادة تصدير نفط إقليم كردستان المتوقف منذ مارس (آذار) من العام الماضي، فأجاب السوداني بالقول إن «مشكلة إعادة تصدير نفط كردستان يمكن حلها بطريقتين، تتعلق الأولى بتعديل قانون الموازنة، والثانية بتعديل العقود الاستثمارية المبرمة بين الإقليم والشركات النفطية، لكن هذا لم يوافق عليه الإقليم ولا الشركات الأجنبية».

ويعد موضوع إعادة تصدير نفط الإقليم إلى جانب حقول الاستثمار النفطي التي أبرمها مع الشركات الأجنبية من دون الرجوع إلى بغداد، من بين أبرز المشاكل مع الحكومة الاتحادية، إلى جانب أن عملية الإيقاف تسببت حتى الآن بخسارة نحو 10 مليارات دولار للعراق وكردستان. ويأمل الأكراد أن تساهم لقاءات السوداني في واشنطن بحل هذه المشكلة. علما أن الوفد العراقي يضم عدداً غير قليل من المسؤولين الكرد، سواء من أعضاء البرلمان الاتحادي، أو ممثلين عن حكومة كردستان، إلى جانب وزير الخارجية فؤاد حسين الذي ينتمي إلى المكون الكردي.

عامل في مصفاة تاوكي للنفط بالقرب من قرية زاتشو بإقليم كردستان العراق (أ.ف.ب)

وأعلن مسؤول دائرة العلاقات الخارجية في حكومة إقليم كردستان سفين دزيي، الموجود ضمن الوفد العراقي في واشنطن، أن رئيس الوزراء السوداني «يؤيد استئناف تصدير نفط إقليم كردستان، وهو مُصرّ على معالجة المشكلات بين أربيل وبغداد».

وقال دزيي في مؤتمر صحافي عقده، في واشنطن، إن «الرئيس الأميركي جو بايدن شدّد على حل المشكلات بين أربيل وبغداد عبر الحوار، ويشدّد على أن استقرار إقليم كردستان أمر مهم بالنسبة للولايات المتحدة».

وكرّر دزيي حديث السوداني المتعلق بالمشكلتين اللتين تعترضان تصدير نفط كردستان.

وأعرب رئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني، الاثنين، عن تفاؤله بزيارة السوداني إلى واشنطن، وأعلن دعمه «الكامل» لها.

رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني (أرشيفية - أ.ب)

وفي شأن آخر، التقى رئيس الإقليم بارزاني، الثلاثاء، سفير الاتحاد الأوروبي لدى العراق توماس سيلر. وطبقاً لبيان صادر عن الرئاسة، فإن «الجانبين تبادلا خلال الاجتماع الآراء حول الانتخابات البرلمانية في كردستان، واتفقا في الرأي، بأن من المهم والضروري إجراء الانتخابات من أجل تجديد الشرعية والعملية الديمقراطية».

ومن المقرر إجراء الانتخابات في يونيو (حزيران) المقبل، لكن تعليق مشاركة الحزب «الديمقراطي الكردستاني»؛ احتجاجاً على قرارات المحكمة الاتحادية بإلغاء «كوتا الأقليات» هناك، قد تدفع باتجاه تأجيلها إلى موعد آخر. وما زال من غير الواضح مشاركة «الحزب الديمقراطي» في الانتخابات المقبلة، حيث لم يصدر أي بيان بهذا الشأن عن الحزب.

ونقل البيان عن سفير الاتحاد الأوروبي إشادته بزيارة رئيس إقليم كردستان الأخيرة لبغداد، ولقاءاته واجتماعاته مع كبار المسؤولين العراقيين، والجهود التي يبذلها لحسم الخلافات والمشاكل، ووصفها بـ«أنها مهمة».

وزار بارزاني بغداد، السبت قبل الماضي، لمناقشة مجمل القضايا الخلافية، ورغم الأجواء الإيجابية التي سادت خلال اللقاءات التي جمعته بكبار المسؤولين فيها، فإن حلاً جذرياً للمشاكل العالقة بين الجانبين، لم يكن حاضراً.

السوداني متوسطاً مسعود بارزاني (يسار) ونيجرفان بارزاني (أرشيفية - أ.ف.ب)

بدوره، أكد نائب رئيس البرلمان العراقي شاخوان عبد الله أن «(الحزب الديمقراطي الكردستاني) قوة سياسية كبرى في الساحة السياسية الكردستانية، وأن جميع القوى والأحزاب السياسية في بغداد أدركت أن الانتخابات البرلمانية في إقليم كردستان لا يمكن إجراؤها من دون هذا الحزب».

وتتمسك معظم الأحزاب الكردية، خاصة حزب «الاتحاد الوطني» الغريم التاريخي لـ«الحزب الديمقراطي» بإجراء الانتخابات في موعدها المحدد.

وقال عبد الله، وهو أحد أعضاء «الديمقراطي» في تصريحات للصحافيين إن «الانتخابات البرلمانية الكردستانية ستجري عندما تشارك جميع الأحزاب والقوى السياسية فيها». وتحدث عن «ملاحظات خطيرة» يسجلها الحزب حول إجرائها بصيغتها الحالية... في إشارة إلى قرارات المحكمة الاتحادية السابقة التي ألغت «كوتا الأقليات»، وحلت مفوضية الانتخابات في كردستان، وأسندت مهمة إدارة الانتخابات إلى المفوضية العليا.

وكشف عبد الله عن «أن (الحزب الديمقراطي) يجري مباحثات مع المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق، لأن هناك قضايا فنية تحتاج إلى متابعة، وضمنها حرمان 400 ألف ناخب كردي من جميع أنحاء كردستان من التصويت، وهذا يعد انتهاكاً للدستور».

ويقول مصدر كردي لـ«الشرق الأوسط» حول الـ400 ألف ناخب الذين يتحدث عنهم عبد الله، إن «هذا العدد ورد في سجلات الناخبين الاتحادية، وليس سجلات الإقليم».

ويضيف أن «معظم الأحزاب الكردية المنافسة للديمقراطي، تتحدث عن أن معظم المدرجين ضمن هذا العدد قد توفوا منذ سنوات طويلة، إلى جانب أنهم جمهور انتخابي غير موجود في الواقع، يستغله (الديمقراطي) في الحصول على أغلبية مقاعد برلمان الإقليم».


إيران... استدعاء صحافيين حذروا من حرب مباشرة مع إسرائيل

إيرانيات ينتظرن في محطة حافلات في طهران (إ.ب.أ)
إيرانيات ينتظرن في محطة حافلات في طهران (إ.ب.أ)
TT

إيران... استدعاء صحافيين حذروا من حرب مباشرة مع إسرائيل

إيرانيات ينتظرن في محطة حافلات في طهران (إ.ب.أ)
إيرانيات ينتظرن في محطة حافلات في طهران (إ.ب.أ)

تباينت ردود الأفعال في إيران بشأن الرد الإسرائيلي المضاد على هجوم «الحرس الثوري». واستدعى القضاء الإيراني صحافيين ومحللين حذروا خلال الأيام الأخيرة من انزلاق التوتر بين طهران وتل أبيب، إلى أول حرب مباشرة، بعد عقود من العداء وحرب الظل.

وقالت صحيفة «كيهان» التابعة لمكتب المرشد الإيراني إن «الهجوم على أهم قاعدة جوية لإسرائيل في شمال منشأة ديمونة النووية، وتدميرها تعني أن إيران لديها القدرة على تخريب جميع القدرات الاستخباراتية والعملياتية للكيان الصهيوني».

وحذر حزب «كاركزاران»، فصيل الرئيس الإيراني الأسبق علي أكبر هاشمي رفسنجاني، من الخلافات وتضرر الوحدة الوطنية في إيران، معلناً دعمه للهجوم الإيراني. ومع ذلك، قال الحزب عبر صحيفته «سازندكي» إن «الرد الإيراني على الكيان المحتل كان دفاعاً مشروعاً، لكنه يجب أن نمنع الحرب عبر الدفاع».

وتحت عنوان «استراتيجية الرد»، كتبت الصحيفة أن «هدف نتنياهو توسيع حرب غزة إلى المنطقة، ومنع سقوط حكومته». وقالت: «كانت مواجهة الكيان الصهيوني سبب الوحدة الوطنية، يجب ألا يتحول إلى موضوع خلافات الذي هو مطلب إسرائيلي».

واتهمت الصحيفة أطراف المعارضة الإيرانية بالسعي لـ«جر الأعداء إلى التطورات الداخلية في البلاد». وقالت: «تواجه إيران معارضة غير وطنية تريد أن تستغل الاحتجاجات المستقلة للشعب الإيراني، وتستدرج الأجانب للبلاد».

على خلاف هذه الصحيفة، حذرت صحيفة «هم ميهن» الإصلاحية من نتائج عكسية لاستدعاء كُتاب ومحللين كتبوا عن التوتر مع إسرائيل. وقالت: «خلال الأيام الأخيرة جرى تجريم الناشطين السياسيين والإعلاميين بذريعة نشر بعض النصوص، بدعوى أنها سببت إرباكاً للأمن النفسي للمجتمع والجو الاقتصادي». وأضافت أن «هذا الإجراء ضد الوجوه السياسية والإعلامية يأتي في ظل الوضع الراهن الذي تمر به البلاد، والذي يحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى التعاطف والوحدة، يثير تساؤلات».

إيرانيون يسيرون في أحد شوارع طهران (إ.ب.أ)

واستدعت السلطات الكاتب عباس عبدي الذي كتب في صحيفة «اعتماد» الاصلاحية مقالاً تحت عنوان «خطورة الرد وعدم الرد». كما جرى تجريم مخرج الأفلام السينمائية حسين دهباشي بسبب منشورات على منصة «إكس»، وصف فيها سيناريو الحرب بـ«المرعب».

كما جرى استدعاء الصحافي الاستقصائي ياشار سلطاني، الذي سلط الضوء على تدهور العملة الإيرانية. وخطف سلطاني خلال الشهرين الماضيين الأضواء في بلاده بعدما نشر وثائق تظهر استيلاء كاظم إمام «جمعة طهران» المؤقت وممثل خامنئي على أراض حكومية.

وأشارت صحيفة «هم ميهن» إلى ملاحقة قضائية ضد صحيفة «جهان صنعت» الاقتصادية بسبب تقاريرها عن العملة مع تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل.

وأعلن الكاتب والمحلل الاستراتيجي، أحمد زيد آبادي، الاثنين، فجأةً، توفقه عن نشر التحليلات السياسية عبر حساباته على شبكات التواصل حتى إشعار آخر. وكانت كتابات زيد آبادي الأخيرة تتمحور حول التوتر الإسرائيلي-الإيراني. وانتقد في كتاباته الأخيرة عدم مصارحة الإيرانيين عن خطط الرد الإيراني.

ولم تعرف أسباب توقف زيد آبادي الذي اعتقل سابقاً ونُفي من طهران خلال الحملة التي شنتها السلطات ضد الصحافيين في أعقاب «الثورة الخضراء» ضد نتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2009.

اقرأ أيضاً


10 نقاط جديرة بالدراسة في الجولة الـ33 من الدوري الإنجليزي

قدم كوفاسيتش (8) كل ما هو مطلوب منه في خط الوسط وأحرز هدفاً رائعاً (أ.ف.ب)
قدم كوفاسيتش (8) كل ما هو مطلوب منه في خط الوسط وأحرز هدفاً رائعاً (أ.ف.ب)
TT

10 نقاط جديرة بالدراسة في الجولة الـ33 من الدوري الإنجليزي

قدم كوفاسيتش (8) كل ما هو مطلوب منه في خط الوسط وأحرز هدفاً رائعاً (أ.ف.ب)
قدم كوفاسيتش (8) كل ما هو مطلوب منه في خط الوسط وأحرز هدفاً رائعاً (أ.ف.ب)

غامر ليفربول بتأخره في النتيجة أربع مرات في آخر خمس مباريات بالدوري على ملعبه ودفع الثمن غاليا يوم الأحد. وهزيمة آرسنال أمام أستون فيلا ستعيد تساؤلات من جديد حول تراجع الفريق في الأمتار الأخيرة بعدما خارت قواه في سباق الفوز بالدوري الموسم الماضي.

وعمق تشكيلة مانشستر سيتي كان عنصرا حاسما في فوزه الكاسح على لوتون تاون. «الغارديان» تستعرض هنا 10 نقاط جديرة بالدراسة في الجولة الـ33 من الدوري الإنجليزي:

وارتون يتألق بشكل لافت للأنظار على ملعب «آنفيلد»

اختارت شبكة «سكاي سبورتس» يواكيم أندرسن أفضل لاعب في المباراة التي جمعت ليفربول وكريستال بالاس على ملعب «آنفيلد» لأسباب وجيهة.

لكن على الرغم من أن قلب الدفاع الدنماركي فاز بالصراعات الهوائية واحدة تلو الأخرى وأفسد كثيراً من هجمات ليفربول، وعلى الرغم من أن الثلاثي الأمامي المكون من جان فيليب ماتيتا وإيبيريشي إيزي ومايكل أوليس خلق مشكلات كبيرة لليفربول في الهجمات المرتدة، فإن هناك لاعبا برز بشكل لافت للأنظار في خط الوسط بفضل هدوئه الكبير وتمريراته الساحرة، وهو آدم وارتون.

انتقل اللاعب البالغ من العمر 20 عاماً إلى كريستال بالاس في يناير (كانون الثاني) الماضي مقابل مبلغ أولي قدره 18 مليون جنيه إسترليني وكان مؤثرا بشكل كبير في كل المباريات التي لعبها كريستال بالاس منذ ذلك الحين. ولم يقترب أي لاعب آخر من كريستال بالاس من معدل تمريراته الناجحة البالغ 88 في المائة.

وعلى الرغم من أن الحظ وقف إلى جانب كريستال بالاس خلال الشوط الثاني، فإن الفريق استفاد كثيرا من تمريرات وارتون الرائعة، التي ساعدت في منع لاعبي ليفربول من بناء الهجمات بشكل مريح. (ليفربول 0-1 كريستال بالاس).

لاعبو أرسنال والموكب الحزين في أعقاب السقوط المدوي أمام أستون فيلا (رويترز)

شعور مألوف بتراجع آرسنال في الأمتار الأخيرة

قبل عام تقريباً من الآن، تقدم آرسنال على ليفربول على ملعب «آنفيلد» بهدفين دون رد لكنه لم ينجح في الحفاظ على تقدمه وانتهت المباراة بالتعادل بهدفين لكل فريق ليفقد «المدفعجية» نقطتين ثمينتين في الصراع على لقب الدوري.

وعلى الرغم من أن نتيجة هذه المباراة لم تحسم اللقب، فإنه كان هناك شعور بعد نهاية المباراة بأن آرسنال ابتعد كثيرا عن المنافسة، تماماً كما كان الحال بعد خسارة الفريق أمام أستون فيلا بهدفين دون رد على ملعب «الإمارات».

في الحقيقة، من عدم الإنصاف توجيه الانتقادات واللوم لآرسنال بسبب مباراة واحدة، خاصة أن الفريق قدم مستويات استثنائية طوال الموسم، لكن من الملاحظ أن لاعبي آرسنال يتعثرون في الأمتار الأخيرة.

ولكي يتمكن آرسنال من التعامل مع هذه المباريات الحاسمة، يتعين عليه أن يتحلى بالانضباط في النواحي الدفاعية - كان من الممكن تجنب الهدفين اللذين استقبلهما آرسنال بشكل كبير - أما في خط الهجوم فلا يزال الفريق يفتقر للشراسة والإبداع، ومن الواضح أن الفريق غير قادر على حسم الأمور تماما عندما يكون متحكما في رتم وإيقاع المباريات، وغير قادر على خلق الفرص في الأوقات التي يعاني فيها.

في هذه الأثناء، فضل المدير الفني للمدفعجية، ميكيل أرتيتا، استبعاد جورجينيو قبل استبدال غابرييل جيسوس به - من المفترض أنه يريحه من أجل الاستعانة به في المباراة الهامة في منتصف الأسبوع أمام بايرن ميونيخ - وهو الأمر الذي قد يحل مشكلة أنه عندما يستحوذ أستون فيلا على الكرة كان آرسنال يجد صعوبة في استعادتها. (آرسنال 0-2 أستون فيلا).

موسم مختلف ونفس المشكلات؟

لقد قرأنا وسمعنا الكثير من الأشياء عن المنافسة الثلاثية الشرسة على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز، لكن آرسنال وليفربول تعثرا على ملعبيهما ليقدما هدية ثمينة لمانشستر سيتي الذي استعاد صدارة جدول الترتيب، وهو ما يعني أن هذا الموسم الذي كان من المفترض أن يكون أسطوريا ربما ينتهي بنفس الشكل الذي حدث في المواسم الثلاثة الماضية ليحصل «السيتيزنز» على اللقب للمرة الرابعة على التوالي.

ومع ذلك، يبدو الأمر، من الناحية الظاهرية على الأقل، وكأن هناك بعض التحسن في المنافسة، لأنه حتى لو فاز مانشستر سيتي في جميع المباريات المتبقية فإنه لن يتجاوز حاجز الـ 91 نقطة كحد أقصى؛ أي أقل كثيرا من عدد النقاط الذي يتراوح بين 98 و100 نقطة التي حصلت عليها الفرق الفائزة باللقب بين موسمي 2017-18 و2019-20.

وقد يعود السبب في ذلك إلى أن أندية مثل كريستال بالاس وأستون فيلا - وكل فرق المسابقة تقريبا - أصبح لديها كثير من اللاعبين القادرين على خلق المشكلات لأفضل الفرق. وفي الوقت الذي لا يمكن فيه لأحد أن يجادل في حقيقة أن الدوري الإنجليزي الممتاز ممتع ومثير للغاية، كان يوم الأحد يوماً رائعاً آخر في المسابقة.

إيزاك هز شباك توتنهام مرتين ضمن رباعية نيوكاسل (رويترز)

كوفاسيتش يُظهر عمق مانشستر سيتي

في اليوم الذي قرر فيه المدير الفني لمانشستر سيتي إراحة نجم خط وسط فريقه رودري من أجل مواجهة ريال مدريد في دوري أبطال أوروبا، قام ماتيو كوفاسيتش بعمل كل ما هو مطلوب منه في خط الوسط تماما: التحكم في إيقاع اللعب وتسجيل أول هدف له في الدوري مع حامل اللقب. ظل مانشستر سيتي متقدما بهدف وحيد حتى الدقيقة 64 عندما أحرز كوفاسيتش الهدف الثاني.

وقال النجم الكرواتي بعد المباراة: «إنه لشيء رائع أن تسجل هدفا. بالنسبة لي، هذا ليس الأمر الأكثر أهمية، لكن من الجيد أن أكون ضمن قائمة الهدافين، خاصة في ظل وجود أفراد عائلتي في المدرجات لمشاهدة المباراة».

من المتوقع أن يعود رودري للتشكيلة الأساسية لمانشستر سيتي أمام ريال مدريد في مباراة الإياب للدور ربع النهائي لدوري أبطال أوروبا (الأربعاء)، بعد أن انتهت المباراة الأولى بالتعادل بثلاثة أهداف لكل فريق. لكن كوفاسيتش أظهر لرودري - ولغوارديولا - أنه يمكنه بالتأكيد أن يحل محل زميله في الفريق. (مانشستر سيتي 5-1 لوتون تاون).

تن هاغ يحاول أن يظل إيجابياً لكنه يفشل

دافع المدير الفني لمانشستر يونايتد، إريك تن هاغ، عن الأداء الضعيف لفريقه أمام بورنموث من خلال التأكيد على أن هاري ماغواير، قلب الدفاع الوحيد المتاح لديه، كان يلعب وهو يعاني من الإصابة خلال الشوط الأول.

من المؤكد أن هذا التبرير لم يقنع جماهير مانشستر يونايتد التي سئمت من العروض والنتائج المتواضعة التي أثرت كثيرا على فرص الفريق في احتلال أحد المراكز المؤهلة للمشاركة في دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل.

ولأول مرة في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز بشكله الجديد، يواجه مانشستر يونايتد خطر إنهاء الموسم تحت المركز السابع. وعندما سُئل تن هاغ عن هذه الاحتمالية في نهاية مؤتمره الصحافي، أصر على أن هذا سؤال لا يتعلق بالمباراة، قبل أن ينهض من مقعده ويتجه نحو أقرب باب للخروج.

وقال: «لا أعلق على ذلك، فهذا ليس مهما في الوقت الراهن». لكن في ظل تأخر مانشستر يونايتد في جدول الترتيب عن نيوكاسل ووستهام، واقتراب تشيلسي منه، فقد يصبح هذا الأمر مهما للغاية قريبا! (بورنموث 2-2 مانشستر يونايتد).

بيريرا يتألق ويهز شباك وستهام المتواضع مرتين

لا يزال مستقبل ديفيد مويز مع وستهام بعد نهاية هذا الموسم غير مؤكد، مع انتهاء عقده هذا الصيف، كما أن أداء فريقه أمام فولهام لم يكن جيدا على الإطلاق.

وعلى الرغم من نجاح وستهام في أوروبا واحتلاله مركزا في النصف العلوي من جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز، فإن هناك شعورا بأن مشجعي وستهام لم يقتنعوا أبداً بطريقة اللعب البرغماتية للغاية التي يعتمد عليها مويز.

يلعب الفريق بطريقة دفاعية بحتة وبشكل متحفظ للغاية في النواحي الهجومية، وهو ما يثير غضب الجماهير، كما أن الخسارة الأخيرة أمام فولهام أظهرت المشكلات والعيوب التي يعاني منها الفريق.

وعلى الرغم من أن وستهام بدأ المباراة بشكل جيد ونشيط، فإنه سرعان ما افتقد للحلول، خاصة في ظل ابتعاد لوكاس باكيتا عن مستواه المعتاد، ولا يوجد أدنى شك في أن الفريق افتقد بشدة لخدمات جارود بوين المصاب.

ولا تزال الشكوك تحيط بمدى جاهزية المهاجم الإنجليزي الدولي لمباراة الإياب في الدور ربع النهائي للدوري الأوروبي على ملعبه أمام باير ليفركوزن (الخميس)، خاصة وقد بدا وستهام يفتقد للحلول الهجومية من دونه.

لقد قدم فولهام أداءً رائعاً خارج ملعبه يستحق الإشادة والثناء، وأظهر أنه من الممكن إنهاء الموسم ضمن المراكز العشرة الأولى في جدول الترتيب، خاصة في ظل التألق اللافت للاعب خط وسط الفريق أندرياس بيريرا، الذي أحرز هدفي فريقه في هذه المباراة. (وستهام 0-2 فولهام).

بيريرا يتألق ويحرز هدف فولهام الأول ضمن ثنائيته في شباك وستهام (رويترز)

نيوكاسل غير نادم على رفض ماديسون الانضمام إليه

عندما قرر جيمس ماديسون الرحيل عن ليستر سيتي خلال الصيف الماضي، فضل الانتقال إلى توتنهام بدلا من نيوكاسل.

وبناء على مجريات اللقاء الذي انتهى بفوز نيوكاسل على توتنهام برباعية نظيفة، فقد كان المدير الفني لنيوكاسل، إيدي هاو، محظوظا عندما قرر ماديسون عدم الانضمام لفريقه!

لقد قدم ماديسون أداء سيئا للغاية في تلك المباراة، ومن المؤكد أنه كان أحد اللاعبين الذين كان يقصدهم المدير الفني لتوتنهام، أنغي بوستيكوغلو، عندما أعرب عن أسفه «لافتقار فريقه إلى الشجاعة في التعامل مع الكرة».

وتم استبدال ماديسون في الدقيقة 81 وسط صافرات وصيحات الاستهجان من جمهور نيوكاسل.

من المؤكد أن هذه الجماهير غاضبة من قرار ماديسون بعدم الانضمام لفريقها، ومن المثير للاهتمام حقا أن نتخيل إلى أي مدى كان إيدي هاو سينجح في استغلال مهارات وإمكانات ماديسون الكبيرة لو انضم لفريقه بدلا من توتنهام.

في الواقع، يُمكن لألكسندر إيزاك، الذي يقدم مستويات رائعة ويتطور مستواه بشكل ملحوظ بمرور الوقت والذي سجل هدفين، أن يُخبر ماديسون بمدى جودة المدير الفني لنيوكاسل وإلى أي مدى كان سيتطور مستواه لو لعب تحت قيادته! (نيوكاسل 4-0 توتنهام).

كلوب يواسي ماك أليستر بعد الهزيمة المؤلمة أمام كريستال بالاس (رويترز)

دانيلو يقدم أداء مثيرا للإعجاب مع نوتنغهام فورست

على الرغم من تسجيل ماتيوس كونها هدفين لفريق وولفرهامبتون في مرمى نوتنغهام فورست في المباراة التي انتهت بالتعادل بهدفين لكل فريق، فإن النجم البرازيلي دانيلو تفوق عليه لأنه لعب دوراً حاسماً مع نوتنغهام فورست مرة أخرى.

يُعد دانيلو واحدا من أربعة لاعبين فقط شاركوا في التشكيلة الأساسية في جميع الانتصارات التي حققها نونو إسبيريتو سانتو مديرا فنيا لنوتنغهام فورست، على الرغم من عدم مشاركته في التشكيلة الأساسية بشكل منتظم هذا الموسم.

لقد فاز دانيلو بجميع المواجهات الثنائية في معركة خط الوسط، وواصل إظهار قيمته كلاعب كبير.

وعلاوة على ذلك، صنع لاعب خط الوسط البرازيلي أكبر عدد من الفرص في المباراة (أربع فرص) وسجل هدفا.

وفي المقابل، وجد وولفرهامبتون صعوبة في الاستفادة من استحواذه الكبير على الكرة، حيث بلغت نسبة استحواذه على الكرة أمام نوتنغهام فورست إلى 54 في المائة، ومن الملاحظ أن وولفرهامبتون، بقيادة المدير الفني غاري أونيل، يحقق نجاحا أكبر في المباريات التي يستحوذ فيها على الكرة بنسبة أقل.

لقد استحوذ وولفرهامبتون على الكرة بنسبة أقل من 45 في المائة في 11 مباراة هذا الموسم، حقق الفوز في خمس مباريات منها ولم يخسر إلا ثلاث مرات فقط.

وعلى العكس من ذلك، ففي مباريات الدوري التسع التي استحوذ فيها وولفرهامبتون على الكرة أكثر من 55 في المائة هذا الموسم، فاز في مباراتين فقط وخسر ست مرات. (نوتنغهام فورست 2-2 وولفرهامبتون).

بيرنلي يظهر أملاً في المستقبل رغم الهبوط الوشيك

خسر بيرنلي مرة واحدة في آخر ست مباريات، وفاز في مباراة وتعادل أربع مرات. لن يكون هذا كافيا بالطبع للبقاء في الدوري الإنجليزي الممتاز، لكنه يُظهر أن الفريق تحسن كثيرا خلال الشهر الماضي.

كان بيرنلي، بقيادة المدير الفني البلجيكي الشاب فينسنت كومباني، يفتقر إلى خبرة اللعب في الدوري الإنجليزي الممتاز في بداية الموسم، واكتسبها لكن بعد فوات الأوان.

وحتى بعد خطئه الأخير أمام برايتون، يقدم حارس المرمى أريانيت موريتش مستويات جيدة خلف خط الدفاع الخماسي منذ أن شارك بدلا من جيمس ترافورد، وقد ساعده في ذلك المستوى الجيد الذي يقدمه ماكسيم إستيف أمامه.

وأصبح بيرنلي يمرر الكرة بشكل أفضل ويبدو أكثر هدوءاً عند مواجهة الهجمات من المنافسين، ولم يعد يرتبك ويشعر بالذعر في النواحي الدفاعية بالشكل الذي رأيناه في وقت سابق من الموسم.

وشكّل الجناح الفرنسي الشاب ويلسون أودوبيرت تهديدا كبيرا على مرمى برايتون، وصنع فرصتين محققتين لزملائه، لكن تم إهدارهما بشكل غريب أمام المرمى.

من شبه المؤكد أن بيرنلي سيبدأ الموسم المقبل في دوري الدرجة الأولى، لكن هناك مؤشرات تدعو للتفاؤل، على الرغم من احتلال الفريق للمركز قبل الأخير في جدول الترتيب برصيد 20 نقطة من 33 مباراة. (بيرنلي 1-1 برايتون).

أربلاستر يحصل على تقييم مرتفع رغم هز شباكه

يمتد عقد كريس وايلدر مع شيفيلد يونايتد حتى نهاية الموسم المقبل، وبناء على ما قدمه الفريق خارج ملعبه أمام برنتفورد، فإنه يحتفظ بتأييد جماهيري كبير للبقاء في منصبه.

من شبه المؤكد أن شيفيلد يونايتد سيلعب في دوري الدرجة الأولى الموسم المقبل، وهو الموسم الذي سيبدأه الفريق بخصم نقطتين من رصيده بسبب سوء الإدارة المالية.

وأشار وايلدر إلى أنه لم يتمكن من إيقاف الوضع المزري الذي ورثه. وتبدأ عملية إعادة بناء الفريق من خلال وجود لاعبين مميزين مثل لاعب خط الوسط الشاب أوليفر أربلاستر.

وقال وايلدر عن اللاعب الصاعد الذي يقدم أداء مثيراً للإعجاب منذ قدومه الشهر الماضي بعد انتهاء فترة إعارته إلى بورت فايل: «أعتقد أنه كان رائعاً، وليس لديه ما يعتذر عنه».

لقد تقدم برنتفورد في النتيجة عندما سجل أربلاستر هدفا في مرمى فريقه، لكن وايلدر أشار إلى أن اللاعب الشاب «يستحق الحصول على 9.5 من 10، لأنه سيطر على خط الوسط، وأعتقد أنه كان أفضل لاعب في المباراة بفارق كبير عمن يليه». (برنتفورد 2-0 شيفيلد يونايتد).

* خدمة «الغارديان»


وزيرا الدفاع الأميركي والصيني يعقدان أول محادثات منذ 18 شهراً

وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن (رويترز)
وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن (رويترز)
TT

وزيرا الدفاع الأميركي والصيني يعقدان أول محادثات منذ 18 شهراً

وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن (رويترز)
وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن (رويترز)

أعلن البنتاغون أن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن تحدث إلى نظيره الصيني دونغ جون عبر دائرة تلفزيونية مغلقة اليوم الثلاثاء، في أول محادثات بين وزيري دفاع القوتين العظميين منذ نحو 18 شهرا.

وبحسب «وكالة الصحافة الفرنسية»، تسعى الولايات المتحدة لتعزيز التعاون الدفاعي مع حلفائها في منطقة آسيا والمحيط الهادي لمواجهة نفوذ الصين المتزايد، لكنها تريد أيضا الحفاظ على خطوط اتصال مع بكين لمنع خروج التوترات عن السيطرة.

وقال البنتاغون في بيان إن «المسؤولَين ناقشا العلاقات الدفاعية بين الولايات المتحدة والصين وقضايا الأمن الإقليمي والعالمي».

أضاف أن «الوزير أوستن شدد على أهمية مواصلة فتح خطوط اتصال عسكري بين الولايات المتحدة وجمهورية الصين الشعبية»، عقب محادثات بين الجانبين في الأشهر القليلة الماضية.

وأكد أوستن أن الولايات المتحدة ستواصل الطيران والإبحار والعمل بأمان ومسؤولية حيثما يسمح القانون الدولي بذلك، وشدد على أهمية احترام حرية الملاحة في عرض البحار التي يكفلها القانون الدولي، ولا سيما في بحر الصين الجنوبي.

ويعود آخر تواصل مهم لأوستن مع نظيره الصيني إلى نوفمبر (تشرين الثاني) 2022 عندما التقى وي فينغهي في كمبوديا.

وصافح خلفه لي شانغفو أوستن وتحدث معه باقتضاب خلال مؤتمر دفاعي في سنغافورة في يونيو (حزيران) الماضي، لكنه لم يعقد اجتماعا رسميا معه.

ويبرز عدد من نقاط الخلاف بين واشنطن وبكين، وخصوصا بشأن تايوان الجزيرة ذات الحكم الذاتي التي تطالب الصين بالسيادة عليها ولو بالقوة إذا لزم الأمر.

علقت بكين محادثات دفاعية بين البلدين العام 2022 تعبيرا عن استيائها من زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي آنذاك نانسي بيلوسي إلى الجزيرة. لكن الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الصيني شي جينبينغ اتفقا خلال قمة في نوفمبر (تشرين الثاني) على استئناف المحادثات.

والخلافات حول بحر الصين الجنوبي، الذي تطالب بكين بالسيادة عليه بالكامل تقريبا، نقطة احتكاك محتملة أخرى، إذ تثير حوادث بين السفن الصينية والفلبينية مخاوف من اتساع رقعة النزاع.

كما سلطت الولايات المتحدة الضوء مرارا على أحداث في السنوات الأخيرة أكدت فيها أن طائرات وسفنا حربية صينية تحركت بطريقة غير آمنة حول طائرات وسفن أميركية.


بوتين يدعو إلى ضبط النفس في اتصال مع الرئيس الإيراني

دفاعات إسرائيلية مضادة للصواريخ تستهدف مسيّرات إيرانية في شمال إسرائيل 14 أبريل 2024 (أ.ف.ب)
دفاعات إسرائيلية مضادة للصواريخ تستهدف مسيّرات إيرانية في شمال إسرائيل 14 أبريل 2024 (أ.ف.ب)
TT

بوتين يدعو إلى ضبط النفس في اتصال مع الرئيس الإيراني

دفاعات إسرائيلية مضادة للصواريخ تستهدف مسيّرات إيرانية في شمال إسرائيل 14 أبريل 2024 (أ.ف.ب)
دفاعات إسرائيلية مضادة للصواريخ تستهدف مسيّرات إيرانية في شمال إسرائيل 14 أبريل 2024 (أ.ف.ب)

حذّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أن مزيداً من التصعيد في الشرق الأوسط قد تكون له «تداعيات كارثية»، وذلك خلال اتصال هاتفي مع نظيره الإيراني إبراهيم رئيسي اليوم (الثلاثاء).

وقال الكرملين في بيان بشأن المكالمة إن «فلاديمير بوتين عبّر عن أمله في أن تتحلى جميع الأطراف بضبط النفس بشكل معقول وتجنب المنطقة بأكملها جولة جديدة من مواجهة محفوفة بتداعيات كارثية».

تفاقم التوتر في الشرق الأوسط في نهاية الأسبوع الماضي عندما أطلقت إيران أكثر من 300 من الصواريخ والمسيّرات على الدولة العبرية، وفقاً لما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية.

وقالت طهران إنها مارست حقها في الدفاع عن النفس بعد هجوم أوقع قتلى على قنصليتها في دمشق.

وأضاف بيان الكرملين: «تمت مناقشة التصعيد في الشرق الأوسط عقب الضربة الإسرائيلية على البعثة الدبلوماسية الإيرانية في دمشق وإجراءات الرد التي اتخذتها إيران».


إيران تسعى إلى ضبط معابر خط الإمداد في سوريا «خشية الخروق الأمنية»

جندي عراقي بالقرب من الحدود العراقية - السورية عند معبر البوكمال (رويترز)
جندي عراقي بالقرب من الحدود العراقية - السورية عند معبر البوكمال (رويترز)
TT

إيران تسعى إلى ضبط معابر خط الإمداد في سوريا «خشية الخروق الأمنية»

جندي عراقي بالقرب من الحدود العراقية - السورية عند معبر البوكمال (رويترز)
جندي عراقي بالقرب من الحدود العراقية - السورية عند معبر البوكمال (رويترز)

وسط حالة التأهب والاستنفار الكامل للميليشيات التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني منذ مطلع الشهر الحالي بعد توجيه إسرائيل ضربة للقنصلية الإيرانية والرد الإيراني عليها، شهدت المناطق الحدودية السورية التي تسيطر عليها إيران والحواجز القائمة على طرق التهريب مواجهات بين الميليشيات التابعة لإيران والأخرى الرديفة للقوات الحكومية التابعة لروسيا المسيطرة على الأرض، دخلت الفرقة الرابعة التابعة للقوات الحكومية فيها حيناً لاحتواء المواجهة وحيناً كطرف مدعوم من إيران.

مصادر متابعة في دمشق قالت لـ«الشرق الأوسط» إن الميليشيات التابعة لإيران في محافظة دير الزور في حالة تأهب أمني؛ تحسباً لأي ضربة إسرائيلية «رداً على الرد». ورفعت إيران من مستوى التأهب خشية الخروق الأمنية التي ساهمت في تحقيق سلسلة الاستهدافات الإسرائيلية إصابات موجعة لإيران؛ لذا هناك «مساعٍ لسد أي ثغرة محتملة، لا سيما على طرق الإمداد البري»، بحسب المصادر التي قالت إن عناصر القوات الحكومية السورية تشكل نقطة ضعف أمنية لإيران؛ لأن أغلب عناصرها غايته تحقيق مكاسب مالية، مع استئثار المسؤولين على الحواجز بالحصة الأكبر من المكاسب ضمن «اتفاق تحاصص يخضع لسلطة القوة المسيطرة في كل منطقة. ما يزيد حدة التنافس على المكاسب، وبالتالي ارتفاع خروق التهديد الأمني».

الحدود السورية - اللبنانية (المرصد السوري لحقوق الإنسان)

وكانت الفرقة الرابعة (يقودها ماهر الأسد)، قد أجرت تغييرات عسكرية على طريق دمشق - بيروت خلال الأسبوعين الماضيين طالت بعض الضباط على حواجزها، خاصة المنتشرة على طريق دمشق – بيروت، وعلى طريق دمشق – حمص – حماة؛، إذ عزلت ضباطاً وعناصر وعيّنت آخرين بدلاً عنهم، بالإضافة إلى تخفيض صلاحيات البعض، وفقاً لمصادر تحدثت لموقع «صوت العاصمة»، أفادت بأن التغييرات جرت «بعد خلافات سابقة بين ضباط الفرقة الرابعة». وأن «الشرطة العسكرية التابعة للفرقة، اعتقلت الضابط قريش المسؤول عن الحاجز المعروف باسمه قرب جديدة يابوس بريف دمشق، وأحالته إلى التحقيق رفقة عدد من العناصر وزجتهم في السجن، وسلمت الحاجز لضابط جديد».

المصادر لفتت إلى خلافات سابقة نشبت بين قريش الذي يتولى أكبر حاجز على أوتوستراد دمشق – بيروت، والعقيد بسيم؛ بسبّب تهريب البضائع من الأراضي اللبنانية إلى الأسواق السورية. وأصدّرت الفرقة الرابعة قراراً يقضي بتسليم العقيد بسيم كافة المناطق الحدودية مع لبنان ابتداءً من منطقة الديماس وصولاً إلى يعفور والصبورة (قريباً من الحدود اللبنانية غرباً).

في الأثناء، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، اليوم (الثلاثاء)، بأن حالة من التوتر والاستنفار تسود بين الميليشيات الموالية لإيران ضمن مناطق سيطرتها في سوريا بدءاً من قرب الجولان السورية المحتلة وريف دمشق الغربي والجنوبي الغربي، وصولاً إلى دير الزور وريفها حتى الحدود السورية – العراقية، ومناطق أخرى، بعد الرد الإيراني عبر المسيّرات والصواريخ على إسرائيل.

ونقل «المرصد» عن مصادره بأن قيادة ميليشيا «الحرس الثوري» الإيراني منحت إجازة أسبوع للقياديين والإداريين كافة ضمن المقار والمواقع العسكرية التابعة لها في مدينة الزور وأريافها، كما منحت إجازة للمسؤولين عن المراكز الثقافية الإيرانية المنتشرة في كل من مدينة دير الزور، ومدينتي البوكمال والميادين وبلدة حطلة؛ تخوفاً من قصف إسرائيلي.

وتشير المعلومات الواردة من شرق سوريا إلى منع دوريات تتبع «الحرس الثوري» الإيراني بقيادة حاج مرتضى العسكري، إقامة عناصر «لواء القدس» الفلسطيني المدعوم من روسيا، حاجزاً في ريف مدينة البوكمال عند الحدود مع العراق والتي تخضع للنفوذ الإيراني. وبحسب موقع «صدى الشرقية»، منعت المجموعة الإيرانية عناصر اللواء الفلسطيني من إنشاء حاجز وصادرت سلاحهم؛ بحجة أنهم «لا يمتلكون تصريحاً رسمياً لإنشاء الحاجز من قبل قيادة (الحرس الثوري) الإيراني في البوكمال».

وبحسب الموقع، تدخلت الفرقة الرابعة لفض النزاع بين الطرفين بعد تعهد «لواء القدس» بعدم إقامة أي حاجز. مع الإشارة إلى أن «الحرس الثوري» الإيراني كان قد سمح بدخول وفد روسي للبوكمال تحت إشرافه لثلاث مرات خلال أسبوعين متتاليين.

صورة أرشيفية لمجموعة من الميليشيات التابعة لإيران في دير الزور (المرصد السوري)

وكانت مصادر إعلامية محلية، قد ذكرت الأحد، أن دوريات مشتركة تتبع الأمن العسكري والفرقة الرابعة وميليشيا الدفاع الوطني، أغلقت طريق التهريب ونقطة التمركز قرب جسر حسرات بريف البوكمال شرق دير الزور. وردت المصادر سبب إغلاق المعبر إلى صعوبات مالية تتعلق بعائدات التهريب.

اللافت للانتباه أن التغييرات السابقة، تأتي وسط تصاعد التوتر شرق دير الزور بين الميليشيات التابعة لإيران والميليشيات السورية المدعومة من روسيا، وتدخل الفرقة الرابعة إلى جانب الميليشيات المدعومة من إيران على خلفية تقاسم عائدات طرق التهريب.

وقالت مصادر أهلية أإن الاشتباكات في مدينة البوكمال على الحدود السورية - العراقية، بريف دير الزور الشرقي، تجددت بين ميليشيا الدفاع الوطني الرديفة للقوات الحكومية والمدعومة من روسيا، بمواجهة الفرقة الرابعة التابعة للجيش السوري والمدعومة من إيران. وبحسب نشطاء في المنطقة، فإن إيران تسعى إلى فرض هيمنتها الكاملة على خطوط التهريب في مناطق نفوذها شرق دير الزور واستبعاد الميليشيات المدعومة من روسيا.

وسبق لصحيفة «نيويورك تايمز» أن نقلت عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين وإيرانيين، أن «طهران تدير طرق تهريب سرية عبر الشرق الأوسط»، وأن الكثير «من الأسلحة المهربة إلى الضفة الغربية تنتقل من إيران، عبر العراق وسوريا ولبنان والأردن وإسرائيل».

يشار إلى أن اشتباكات عنيفة اندلعت قبل أسبوع من الهجوم الإيراني على إسرائيل بين مجموعات من «الدفاع الوطني» في ريف دير الزور الغربي، من جهة، وعناصر من «الفرقة الرابعة» ولواء الباقر من جهة أخرى، لدى محاولة لواء الباقر السيطرة على معبر بلدة عياش، في ظل حالة من الفلتان الأمني وانتشار لمختلف أنواع السلاح.

وأفاد تقرير لـ«المرصد السوري» بعقد اجتماع في قرية الخريطة ضم كلاً من المدعو إبراهيم الهفل، شيخ قبيلة العكيدات ونواف راغب البشير، قائد لواء الباقر، وعبد الله شلال العبد الله، أحد وجهاء عشيرة البوسرايا، في منزل الأخير، ضمن مناطق سيطرة القوات الحكومية والميليشيات الإيرانية في ريف دير الزور الغربي. وطلب وجيه من عشيرة البوسرايا ضم أبناء العشيرة إلى فصيل «جيش العشائر» الذي يتزعمه «ليث البشير»؛ بهدف زيادة القوة العسكرية ضمن الميليشيا وتكثيف السيطرة على معابر التهريب، و«لإرسال المزيد من الخلايا لمناطق سيطرة (قسد)، قوات سوريا الديمقراطية (أكراد). إلا أن الطلب قوبل بالرفض من قبل شيخ عشيرة البوسرايا مهنا الفياض» بحسب «المرصد».


الرئيس التونسي يطالب بـ«محاكمة عادلة» للمتهمين بالتآمر ضد أمن الدولة

الرئيس سعيّد خلال إشرافه على اجتماع مجلس الأمن القومي (موقع الرئاسة)
الرئيس سعيّد خلال إشرافه على اجتماع مجلس الأمن القومي (موقع الرئاسة)
TT

الرئيس التونسي يطالب بـ«محاكمة عادلة» للمتهمين بالتآمر ضد أمن الدولة

الرئيس سعيّد خلال إشرافه على اجتماع مجلس الأمن القومي (موقع الرئاسة)
الرئيس سعيّد خلال إشرافه على اجتماع مجلس الأمن القومي (موقع الرئاسة)

دعا الرئيس التونسي قيس سعيّد إلى «محاكمة قضائية عادلة» للموقوفين فيما يُعرف بقضية «التآمر على أمن الدولة»، وذلك بعد اقتراب موعد انتهاء التوقيف التحفظي الذي يدوم وفق القانون التونسي 14 شهراً.

وقال سعيّد خلال إشرافه مساء أمس (الاثنين) على اجتماع مجلس الأمن القومي إنه «بالنسبة لعدد من الأشخاص الذين تآمروا على أمن الدولة، وما زال هناك عدد آخر ممن يتآمرون على أمن الدولة، فقد آن الأوان لتتم محاكمتهم محاكمة عادلة»، وهو ما عُدّ بحسب مراقبين رداً مباشراً على تنبيه أحزاب سياسية ومنظمات حقوقية عدة إلى أن المتهمين بـ«التآمر» سيصبحون في وضعية احتجاز تعسفي بداية من الجمعة المقبل.

غازي الشواشي أحد المتهمين في ملف التآمر على أمن الدولة (رويترز)

وأكد الرئيس سعيّد على احترام الإجراءات القانونية في هذه القضية، وأوضح أن التمطيط فيها يجعل هؤلاء «يتآمرون حتى من وراء القضبان مرة أخرى على أمن الدولة»، وقال إن تونس تعيش هذه الأيام على وقع مجموعة من الظواهر غير الطبيعية، على غرار تبادل العنف بالأسلحة البيضاء، وخروج أطفال في المساء لإحراق العجلات ورشق الحجارة بهدف تأجيج الأوضاع في البلاد. وقال إنه «لا يمكن أن تكون هذه الأوضاع من قبيل الصدفة»، داعياً إلى معالجتها وسيطرة الدولة على جميع مرافقها.

كما كشف الرئيس سعيّد عن تدفق أموال بالمليارات من الخارج لفائدة «المتآمرين» على أمن الدولة، مؤكداً أنهم يتلقونها عن طريق الجمعيات الخيرية. وقال بهذا الخصوص إن جمعية تونسية تمتلك ثلاثة حسابات بنكية جارية، واستفادت من 780 ألف دينار تونسي (نحو 260 ألف دولار) تم إيداعها ببنك تونسي، إضافة إلى استلامها وديعة مالية بقيمة مليون دينار تونسي (نحو 333 ألف دولار)، وطالب لجنة التحاليل المالية التابعة للبنك المركزي التونسي بالتحري لمعرفة مصادرها.

في المقابل، كشفت هيئة الدفاع عن السياسيين المعتقلين في قضية التآمر خلال مؤتمر صحافي، عقد اليوم (الثلاثاء) بتونس العاصمة، عن توجيه تهمة «تكوين وفاق إرهابي، والتبرّع بأموال لفائدة تنظيم إرهابي، وتغيير هيئة الدولة، وعدم الإشعار بجرائم إرهابية، والتآمر على أمن الدولة وارتكاب أمر موحش في حقّ رئيس الدولة»، وذلك في قرار قضائي صدر أمس.

علي العريض من بين الموقوفين في ملف «التآمر» (إ.ب.أ)

وأوضحت المحامية دليلة مصدق، عضوة هيئة الدفاع عن المعتقلين، أنّه تمّ توجيه تهمة «الانضمام إلى وفاق إرهابي، وعدم الإشعار بجريمة إرهابية، والتآمر على أمن الدولة الداخلي والخارجي وارتكاب أمر موحش في حقّ رئيس الجمهورية»، في حق غازي الشواشي وجوهر بن مبارك.

أمّا بالنسبة لعصام الشابي وعبد الحميد الجلاصي ورضا بالحاج، فقد وُجّهت إليهم تهمة «الانضمام إلى وفاق إرهابي، وعدم الإشعار بجرائم إرهابية والتآمر على أمن الدولة الداخلي والخارجي». وأشارت مصدق إلى توجيه 17 تهمة إلى جميع المحالَين في قضية التآمر بحال فرار. كما أوضحت مصدق أنّه تمّ إعلام جميع الموقوفين على ذمة القضية بأنّهم سيمثلون أمام قاضي التحقيق، أمس (الاثنين)، غير أنهم رفضوا المثول.

يذكر أن السلطات التونسية اعتقلت مجموعة من القيادات السياسية والمحامين والإعلاميين في فبراير (شباط) 2023 بتهمة «التآمر ضد أمن الدولة»، وتؤكد هيئة الدفاع عنهم أن المتهمين بقوا دون محاكمة لمدة تقارب الـ14شهراً، ودون تهم واضحة للكثير منهم، ودون التحقيق معهم.

وتضم قائمة المتهمين بـ«التآمر ضد امن تونس» غازي الشواشي، وخيام التركي، وعصام الشابي وجوهر بن مبارك، وعبد الحميد الجلاصي ورضا بالحاج، غير أن أعداد المعتقلين تتجاوز هذا العدد بكثير، وتشمل قيادات الصف في حركة النهضة، وأبرزهم راشد الغنوشي، وعلي العريض، ونور الدين البحيري، وعبير موسي رئيسة الحزب الدستوري الحر المعتقلة بدورها منذ الثالث من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

عبير موسي من بين المعتقلين في ملف «التآمر» (موقع الحزب)

هيئة الدفاع عن الموقوفين من المعارضة في تونس تطالب بـ«الإفراج الوجوبي» عنهم

وطالبت هيئة الدفاع عن الموقوفين من المعارضة السياسية للرئيس سعيّد، بالإفراج الوجوبي عنهم مع استكمال التحقيقات القضائية ضدهم. واتهمت السلطات القضائية بانتهاك الإجراءات القانونية.


تركيا تدير علاقاتها مع إيران وأميركا بحذر

وزير الخارجية التركي هاكان فيدان مصافحاً نظيره السويدي توبياس بيلستروم خلال اجتماع وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي الأخير في بروكسل (أ.ف.ب)
وزير الخارجية التركي هاكان فيدان مصافحاً نظيره السويدي توبياس بيلستروم خلال اجتماع وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي الأخير في بروكسل (أ.ف.ب)
TT

تركيا تدير علاقاتها مع إيران وأميركا بحذر

وزير الخارجية التركي هاكان فيدان مصافحاً نظيره السويدي توبياس بيلستروم خلال اجتماع وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي الأخير في بروكسل (أ.ف.ب)
وزير الخارجية التركي هاكان فيدان مصافحاً نظيره السويدي توبياس بيلستروم خلال اجتماع وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي الأخير في بروكسل (أ.ف.ب)

في الوقت الذي تتواصل فيه ردود الفعل والتعليقات على الصواريخ الإيرانية، أكد سفيرها لدى تركيا محمد حسن حبيب الله زادة، أن بلاده لا تسعى للتصعيد في المنطقة لكن ردها على أي إجراءات مضادة من إسرائيل سيكون «سريعاً وشاملاً».

وقال زادة إن الضربة التي نفذتها بلاده ضد إسرائيل كانت «ضرورية ومتناسبة» وطالت فقط الأهداف العسكرية المستخدمة في الهجوم على القنصلية الإيرانية في دمشق.

وأضاف السفير الإيراني، في مقابلة مع وكالة «ميلت» التركية الثلاثاء، أن القوات الإيرانية لم تقصف المراكز الاقتصادية أو المناطق المدنية في إسرائيل، وكان الغرض من هذه العملية إرسال إشارة واضحة إلى الجانب الآخر، لكن إيران لا تسعى إلى تصعيد النزاع في المنطقة.

وتابع أنه من أجل ذلك أعلنت إيران بعد العملية أن هذا الموضوع انتهى بالنسبة لها، لكن في حال اتخذت إسرائيل إجراءات مضادة، فإن رد الفعل سيكون سريعاً وشاملاً.

تحذير لإسرائيل

وقال زادة إن إيران حذرت إسرائيل من أي مغامرات عسكرية، مؤكدة عزمها منع انتهاك أراضيها وحماية الشعب والأمن والمصالح الوطنية، والرد على أي تهديد وفقاً للقانون الدولي.

وأضاف: «يجب على الأمم المتحدة ألا تسمح بأن تكون رهينة لطموحات نظام مارق وللمصالح السياسية للدول الغربية التي تدعمه... النظام الإسرائيلي يحتل المزيد من الأراضي الفلسطينية منذ عام 1948 متجاهلاً القرارات الدولية. وحتى الآن، فإن الهدف الرئيسي للصهيونية هو إنشاء إسرائيل الكبرى، أما من حاول تحقيق حلم (من النيل إلى الفرات) فقد غرق اليوم في قطاع غزة بقوة المقاومة».

واتهم السفير الإيراني الولايات المتحدة بالسعي إلى تمزيق الشرق الأوسط وترسيخ نظام يدور في فلك إسرائيل على الرغم من كم الإخفاقات الكبيرة لمشروع الشرق الأوسط الكبير.

وقال: «إضافة إلى ذلك فإن التدخلات الهدامة لدول غير إقليمية لدعم الإرهاب وتسليحه وتشجيع التطرف في المنطقة لإحداث القلاقل تعد جزءاً مهماً آخر من هذا المشروع».

مسرحية إيرانية - إسرائيلية

في تعليق لافت عَدّ رئيس حزب الحركة القومية، شريك حزب العدالة والتنمية الحاكم في «تحالف الشعب»، دولت بهشلي، أن العملية الإيرانية كانت «أشبه بمسرحية قدمتها دولتان هما إيران وإسرائيل».

وقال بهشلي، خلال اجتماع المجموعة البرلمانية لحزبه الثلاثاء: «كما لو أن البلدين قدما عرضاً مسرحياً... السلام لصالح الجميع، والتسامح مع جريمة الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة والتحلي بالصبر ليس أمراً يمكن أن يفعله أي شخص ذي ضمير. رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قاتل ويجب أن يستقيل ويحاسب».

مارة يعبرون تحت جدارية دعائية في وسط طهران (إ.ب.أ)

موقف تركيا

وتعقيباً على وصف العملية الإيرانية بالمسرحية، قال الصحافي محمد علي بايار: «لقد سمعنا هذا الوصف في أنحاء مختلفة من العالم، ومع ذلك، فإن ما تم لعبه لم يكن مسرحية بل (جولة شطرنج)، فلا شك أن إيران تعلم أن مسيراتها كانت ستسقط حتى قبل وصولها إلى إسرائيل، لكن ما لا يقل عن 7 من الصواريخ الباليستية سقطت على قاعدة (نيفاتيم) الجوية، حيث أقلعت الطائرات المشاركة في الهجوم الإسرائيلي على السفارة الإيرانية بدمشق».

وأضاف بايار: «سيكون من السذاجة الاعتقاد بأن هذه التطورات، التي يمكننا حتى نحن الصحافيين متابعتها من مصادر مفتوحة، لا تتم مراقبتها من قبل القنوات الاستخبارية والدبلوماسية التابعة لحكومة الرئيس رجب طيب إردوغان».

وأوضح أن تركيا منزعجة، أولاً، من احتمال اتساع نطاق الحرب في غزة إلى مناطق أخرى في الشرق الأوسط، وثانياً، من حقيقة أن كارثة غزة تتراجع إلى الخلفية.

وتابع قوله: «تركيا، التي أدانت الهجوم الإسرائيلي على إيران في دمشق، لا ترى الآن أن الهجوم الإيراني على إسرائيل مشروع على رغم معرفتها بأنه انتقام، ففي النهاية، هناك هجوم من دولة على دولة أخرى».

موقف رسمي متأخر

لفت المحلل السياسي، الصحافي مراد يتكين، إلى مسألة تأخر رد فعل أنقرة على العملية الإيرانية رغم انخراطها في اتصالات وجهود سابقة ولاحقة سواء مع إيران أو أميركا أو بريطانيا.

وقال لـ«الشرق الأوسط» إن أنقرة لم تتحدث رسمياً لساعات طويلة بعد الهجوم الإيراني، «لم نسمع تصريحاً للرئيس رجب طيب إردوغان ولا وزير الخارجية هاكان فيدان». وكان أول إعلان غير رسمي من مصادر الخارجية التركية هو أن فيدان تحدث هاتفياً، الأحد، مع نظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان وأبلغه بضرورة تجنب زيادة التوتر، ثم صدر بيان وزارة الخارجية التركية مساء اليوم نفسه تحت عنوان: «حول آخر التطورات في منطقتنا»، وبدأ بعبارة حول «خطر انتشار وتصعيد الحرب الإسرائيلية على غزة وتحولها إلى حرب إقليمية»، وانتهى بعبارة «يتم اطلاع رئيسنا (إردوغان) على التطورات بانتظام».

وأضاف أنه «لم ترد معلومات تفيد بأن الرئيس إردوغان، الذي كان يمضي عطلة عيد الفطر في مرمريس (جنوب غربي تركيا) يجري حسابات حول هزيمة حزب العدالة والتنمية في الانتخابات المحلية في 31 مارس (آذار)، عاد إلى أنقرة مبكراً وترأس اجتماعاً أمنياً بسبب رياح الحرب التي تهب على حدودنا، ولم تكن هناك أيضاً معلومات حول مؤتمرات بالفيديو.

وكانت رسالة إردوغان بمناسبة العيد هي آخر الأخبار على موقع الرئاسة، وفي الساعات التالية، أعلنت مصادر في الخارجية أن فيدان اتصل بوزيري الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون والأميركي أنتوني بلينكن».

توتر مع إيران وعين على أميركا

في السياق، تحدثت مصادر تركية عن توتر متزايد في العلاقات بين تركيا وإيران في الآونة الأخيرة، وبخاصة بسبب الدعم الإيراني لحزب العمال الكردستاني الذي تسعى تركيا من خلال تعزيز تنسيقها مع بغداد إلى القضاء على وجوده في شمال العراق، لكن أنقرة تسير علاقاتها مع طهران بحذر شديد.

في الوقت ذاته، فإن أنقرة تضع عينيها على مصالحها مع أميركا، ويولي إردوغان أهمية لاجتماعه مع الرئيس جو بايدن في 9 مايو (أيار) المقبل في أول زيارة رسمية لواشنطن يدعى إليها بعد مرور 4 سنوات من حكم بايدن، وذلك بعدما صادقت تركيا على انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو) وحصلت بالمقابل على موافقة الكونغرس الأميركي للحصول على مقاتلات «إف 16».

وبحسب يتكين، فإن ما يلفت النظر هو الميل إلى تجنب الخطوات التي من شأنها أن تؤدي إلى صراع مع الولايات المتحدة، ويمكن أن يوضع هذا في إطار الحاجة إلى موارد خارجية للتغلب على الأزمة الاقتصادية في تركيا.

وأعطى مثالاً على ذلك، بأنه بعدما قتلت إسرائيل أبناء رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية وأحفاده الأربعة في غزة يوم العيد، اتصل مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه) ويليام بيرنز برئيس المخابرات التركية، إبراهيم كالين، للتهنئة بالعيد وتمت مناقشة وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين الذين تحتجزهم «حماس»، وبعدها أجرى كالين اتصالاً مع هنية.

وقال يتكين: «بمعنى آخر، لا ينبغي النظر إلى موقف تركيا (...) بشكل مستقل عن علاقاتها مع واشنطن».


إسرائيل تستأنف ملاحقة قيادات «حزب الله» في جنوب لبنان

عناصر من الدفاع المدني اللبناني يقفون أمام حفرة في أعقاب غارة جوية إسرائيلية أصابت طريقًا في قرية علما الشعب بجنوب لبنان في 15 أبريل 2024 (أ.ف.ب)
عناصر من الدفاع المدني اللبناني يقفون أمام حفرة في أعقاب غارة جوية إسرائيلية أصابت طريقًا في قرية علما الشعب بجنوب لبنان في 15 أبريل 2024 (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تستأنف ملاحقة قيادات «حزب الله» في جنوب لبنان

عناصر من الدفاع المدني اللبناني يقفون أمام حفرة في أعقاب غارة جوية إسرائيلية أصابت طريقًا في قرية علما الشعب بجنوب لبنان في 15 أبريل 2024 (أ.ف.ب)
عناصر من الدفاع المدني اللبناني يقفون أمام حفرة في أعقاب غارة جوية إسرائيلية أصابت طريقًا في قرية علما الشعب بجنوب لبنان في 15 أبريل 2024 (أ.ف.ب)

استأنف الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، ملاحقة قيادات «حزب الله» الميدانية، حيث استهدف سيارة في بلدة عين بعال في قضاء صور، قبل أن يستهدف بعد الظهر سيارتين أخريين في بلدة الشهابية بقضاء صور أيضاً، وذلك إثر إطلاق «حزب الله» مسيّرتين انقضاضيتين قال إنهما استهدفتا منظومات للدفاع الجوي الإسرائيلي في الجليل الأعلى، وفق ما أعلن الحزب.

وقال الجيش الإسرائيلي إن طائرتين مسيرتين «مسلحتين» دخلتا من لبنان وانفجرتا بالقرب من بلدة في شمال إسرائيل، الثلاثاء. وأفادت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» بأن 3 أشخاص أصيبوا جراء إطلاق طائرتين مسيرتين مفخختين من لبنان على شمال إسرائيل بالقرب من بلدة كريات شمونة. ووصفت الصحيفة الإسرائيلية الإصابات الثلاث بأنها «طفيفة»، لافتة إلى أن صفارات الإنذار لم تنطلق.

وتبنى «حزب الله» في بيروت الهجوم، بعد وقت قصير من إعلان الجيش الإسرائيلي انفجار مسيّرتين أطلقتا من لبنان.

وقال الحزب في بيان إن مقاتليه شنوا «هجوماً جوياً بمسيّرات انقضاضية على دفعتين استهدفتا منظومة الدفاع الصاروخي في بيت هلل، وأصابت منصات القبة الحديدية». وقال إن الهجوم أدى إلى سقوط طاقم منصات القبة الحديدية بين ‏قتيل وجريح.

اغتيالات

وبدأ الجيش الإسرائيلي بشن غارات داخل الأراضي اللبنانية عقب انفجار مسيرتين في الجليل، واستأنف بالتوازي ملاحقة قيادات في «حزب الله»، حيث نفذ سلاح الحزب غارة استهدفت سيارة في بلدة عين بعال الواقعة إلى الشرق من مدينة صور، ما أدى إلى مقتل شخص، وإصابة شخصين آخرين على الأقل بجروح كانا بمحيط المكان أثناء حصول الغارة، وحالتهما غير خطرة.

ونعى «حزب الله» بعد الظهر إسماعيل يوسف باز، من غير الإشارة إلى موقع استهدافه، واكتفى بوصفه بـ«الشهيد المجاهد»، من غير الإشارة إلى أي موقع قيادي له. وقال إنه ينحدر من بلدة الشهابية في قضاء صور.

لكن الجيش الإسرائيلي قال إن المقاتل المستهدف في عين بعال، هو قيادي ميداني في «حزب الله»، وأفاد الناطق باسم الجيش الإسرائيلي افيخاي أدرعي بأن الجيش استهدف بواسطة قطعة جوية تابعة لسلاح الجو في منطقة عين بعال، إسماعيل يوسف باز، وهو «قائد منطقة الشاطئ التابع لـ(حزب الله)».

وقال أدرعي إن باز كان «عنصراً بارزاً ومخضرماً لدى الجناح العسكري التابع لـ(حزب الله)؛ حيث تولى مناصب عدة. وكانت رتبته الحالية تعادل رتبة قائد لواء». وفي إطار وظيفته «كان يعمل على الترويج والتخطيط لعمليات إطلاق القذائف الصاروخية والصواريخ المضادة للدروع باتجاه إسرائيل من منطقة الشاطئ في لبنان».

وبعد الظهر، نفذ الطيران الإسرائيلي غارات أخرى في بلدة الشهابية التي ينحدر منها باز، حيث أغار الطيران المسير على دفعتين مستهدفاً سيارتين في وسط بلدة الشهابية وسط تحليق متواصل للطيران المسير في أجواء البلدة. وتحدثت معلومات عن سقوط إصابات في الاستهدافين، وأن سيارات الإسعاف هُرعت إلى المكان.

وظهر في مقاطع الفيديو التي تناقلها ناشطون لبنانيون، أن السيارتين استهدفتا في أحياء ضيقة في البلدة، وظهرت طواقم الإسعاف تعمل إلى انتشال مصابين من داخل السيارتين اللتين اشتعلت بهما النيران، وتحدث هؤلاء عن وقوع قتيلين وإصابات أخرى.

تصعيد متواصل

وأعلن «حزب الله» حتى فترة بعد الظهر عن 5 عمليات عسكرية ضد الجيش الإسرائيلي، حيث هاجمت موقع بركة ريشا في القطاع الغربي، وقاعدة بيت هلل بالمسيّرات الانقضاضية على دفعتين، ثم جرى استهدافها بعد الظهر للمرة الثانية بصواريخ «كاتيوشا»، كما أعلن الحزب عن استهداف ثكنة زبدين في مزارع شبعا، وموقع السماقة في تلال كفرشوبا.

وفي المقابل، استهدفت الغارات الإسرائيلية منازل وأحياءً في بلدات يارون ومارون ومركبا والخيام والناقورة وجبل اللبونة وطيرحرفا أطراف راشيا الفخار وكفرحمام في جنوب لبنان وكلها قرى حدودية.

وأغار الطيران الحربي، قرابة منتصف ليل الاثنين - الثلاثاء، على منزل من 3 طوابق في بلدة حانين؛ ما أدى إلى تدميره بالكامل، مع وقوع أضرار جسيمة في الممتلكات والبنى التحتية والمنازل المحيطة بالمنزل المستهدف، وإلحاق أضرار بعدد من السيارات.