السفير الأميركي الجديد لدى الهند.. يستكشف جذوره العائلية

ريتشارد فيرما ولد لعائلة هاجرت إلى أميركا منذ عقود.. وتدرج في الخارجية إلى أن عين دبلوماسيًا

السفير الأميركي ريتشارد فيرما (وسط) خلال زيارة لنصب تذكاري في مدينة أرميستار بشمال الهند في 20 مايو الحالي (أ.ف.ب)
السفير الأميركي ريتشارد فيرما (وسط) خلال زيارة لنصب تذكاري في مدينة أرميستار بشمال الهند في 20 مايو الحالي (أ.ف.ب)
TT

السفير الأميركي الجديد لدى الهند.. يستكشف جذوره العائلية

السفير الأميركي ريتشارد فيرما (وسط) خلال زيارة لنصب تذكاري في مدينة أرميستار بشمال الهند في 20 مايو الحالي (أ.ف.ب)
السفير الأميركي ريتشارد فيرما (وسط) خلال زيارة لنصب تذكاري في مدينة أرميستار بشمال الهند في 20 مايو الحالي (أ.ف.ب)

بينما كان ريتشارد فيرما يعد للقيام بنزهة إلى الحي القديم، كان سكان المنطقة الواقعة في شمال الهند قد علموا أن الرجل عين سفيرا جديدا للولايات المتحدة في الهند، وأنه يعتزم زيارة منزل عائلته بعد سنوات قضاها في الولايات المتحدة.
وصل فيرما (46 عاما) إلى حي الشيخ بسطي، حيث قضى فيه زمنا حين كان طفلا صغيرا، فوجد أن الزقاق الضيق الموصل إلى بيت جدته بات مزينا بالرايات والأعلام الملونة. كانت جوقة الموسيقى الشعبية بملابسها المزينة تدق طبولها مرحبة. وسط طقس حار تجاوزت درجات الحرارة فيه 40 درجة، أطل مئات المهنئين من شرفات منازلهم، يلتقطون الصور ويتدافعون لتحية الضيف العائد، ويطوقون عنقه بالزهور المخملية، وينثرون عليه بتلات الورود ويقدمون له الحلوى.
بدا السفير، وهو محام من بيثيسدا بولاية ميريلاند، مذهولا بالاندفاع الهائل من قبل الناس والمودة الشديدة حياله. وظل يردد قائلا «إن ذلك مدهش»، وهو يزيح بتلات الورود من أعلى رأسه.
غادرت عائلة فيرما الهند قبل مولده. وعلى غرار العديد من الأطفال المولودين للعائلات المهاجرة في ذلك الوقت، يقول إنه قضى الجزء الأول من حياته يحاول التماهي مع الثقافة الأميركية - رياضة الهوكي ونادي ليتل ليغ - ولم يكن يحلم قط بالعودة إلى البلد الذي ولد فيه والده.
لكن بعد أكثر من عشرين سنة من العمل في واشنطن - وبينها سنوات العمل كمستشار للسياسة الخارجية لدى السيناتور الأميركي هاري ريد ثم كمساعد لوزيرة الخارجية في عهد هيلاري كلينتون - جاءت دعوة البيت الأبيض العام الماضي. وأغراه الحنين إلى الهند، ومعه الحنين إلى ماضيه.
وصل فيرما رفقة زوجته، بينكي، وهي أيضا محامية، وأطفالهما الثلاثة مع كلبهم، إلى نيودلهي في يناير (كانون الثاني)، قبل أيام قليلة من زيارة الرئيس باراك أوباما إلى الهند.
وصل الرئيس الأميركي للاجتماع للمرة الثانية مع رئيس الوزراء الهندي الجديد ناريندرا مودي. وبدا الزعيمان عاقدين العزم على إحياء وتجديد العلاقات الهندية - الأميركية، والتي شابها الجمود في عهد الحكومة السابقة، ثم تأزمت العلاقات في أواخر 2013 إثر اعتقال دبلوماسية هندية مغمورة في نيويورك إثر اتهامات تتعلق بالكذب في بيانات التأشيرة ودفع أجور إلى خادمتها الهندية تقل عن الحد الأدنى للأجور المعمول به في الولايات المتحدة.
العلاقات بين الهند والولايات المتحدة باتت الآن في حالة أفضل بكثير مما كانت عليه في ما مضى. وهناك توقعات كبيرة حول المراحل المقبلة التي ستنتقل إليها تلك العلاقات في المستقبل. ومن هذا المنطلق، حصل فيرما على وظيفته الحالية، كما يقول شيام ساران وزير الخارجية والدبلوماسي الهندي الأسبق.
كانت هناك حالة من التذمر بين الدبلوماسيين الهنود في وقت تعيين فيرما في منصبه الجديد، والذين كانوا يأملون في منصب رفيع المستوى. في الأثناء ذاتها في واشنطن كان هناك جدل يدور حول ما إذا كانت النتائج ستكون إيجابية أو سلبية من حيث تعيين أول أميركي من أصل هندي في ذلك المنصب. يقول فيرما «أترك الحكم للآخرين ليقولوا هل هي نقطة إيجابية أم سلبية. عليك العودة لتتأكد أنك تقوم باختيارك بناء على مؤهلات الشخصية السليمة. لقد تقابلت مع أناس يقللون من شأني طيلة حياتي». ويرى كثيرون الآن في إرث الرجل نقطة إيجابية، خصوصا مع تواصل مودي مع جالية المهاجرين الهنود القوية في الولايات المتحدة وفي غيرها من البلدان من أجل تعزيز الاستثمار والاقتصاد عموما.
وصل فيرما إلى الولايات المتحدة قادما من كندا عام 1971 برفقة عائلته وكان عمره عامين - مع والدته سافيتري، وهي معلمة للاحتياجات الخاصة توفيت عام 2011، ووالده كمال، وهو أستاذ جامعي متقاعد، يبلغ من العمر الآن (84 عاما)، وأربعة من الأشقاء. كانوا العائلة الهندية المهاجرة الوحيدة في مدينة جونستاون بولاية بنسلفانيا، مدينة مصانع الصلب.
يتذكر راجيف شقيقه فيرما، وهو مدير تنفيذي في إحدى شركات التأمين بنيوجيرسي، فيقول «كان مجتمعا محليا مجردا مفعما بالعمل الدؤوب». ويضيف أن العديد من أصدقائهم كانوا يعلمون مسبقا أنهم سوف ينتهي بهم الحال في صناعة الصلب. وأضاف «كانت معضلتهم الوحيدة هي هل يعملون في المناوبة الصباحية أم المسائية».
كان التكيف شاقا؛ فقد كانت والدتهم تبكي كل يوم طوال الأسبوع. وكان على العائلة أن تحب المدينة. ولا يزال أفضل أصدقاء فيرما يعيشون هناك، وقد تقاعد والده لتوه من تدريس الأدب في جامعة بيتسبيرغ في جونستاون. ومن بين أكثر ذكرياته وضوحا كانت رؤيته لوالدته وهي تقف مرتدية ثوبها الساري وسط عاصفة الثلوج العاتية، تنتظر الحافلة التي تقلها إلى عملها في التدريس. وتابع يقول «أتحدث عن تجربة غير اعتيادية تزيد من رباطة جأشك. أعلم أنها كانت خائفة، ومرتعدة في بعض الحالات، لكنها لم تظهر ذلك قط. كانت دوما مثل الصخرة».
التحق فيرما بجامعة ليهاي ودرس القانون في الجامعة الأميركية قبل حصوله على درجة الماجستير في القانون من جامعة جورجتاون أثناء خدمته في القوات الجوية. وسنحت له فرصة الالتقاء بالنائب السابق عن بنسلفانيا جون مورثا، وأدت به إلى التدرب في مبنى الكابيتول هيل بينما كان لا يزال قيد دراسته في الجامعة. خدم فيرما كمستشار للسياسة الخارجية للسيناتور ريد بين عامي 2002 و2007، ثم في منصب مساعد وزيرة الخارجية للشؤون القانونية. وعبر السنين، بدت لديه الرغبة في معرفة المزيد عن تاريخ عائلته في الهند.
يقول فيرما «إنه أمر مضحك. من الأشياء المثيرة للاهتمام في موضوع الاندماج بالمجتمع الأميركي هو اعتقادي أنك تقضي نصف عمرك محاولا إقناع الجميع بأنك منهم، وقضاء النصف الآخر محاولا معرفة مكان نشأتك وماهيتك الحقيقية. مع نشأتي هناك لم تكن فكرة العودة إلى موطني تراودني، ولا على قائمة اهتماماتي. لكن مع التقدم في السن فإن التعلم واكتشاف تلك الأماكن كان مهما للغاية بالنسبة لي».
كذلك، قادته تلك الرغبة الأسبوع الماضي إلى المنزل ذي الطابقين في جلاندر حيث عاش معظم أفراد عائلته قبل هجرتهم إلى الغرب في الستينات. فقد استقرت والدته وجدته، التي كانت أيضا معلمة، في ذلك الحي في عام 1947 بعد فرارهم من العنف الذي انفجر عقب استقلال الهند والانفصال عن البلاد الذي أدى إلى تكون دولة باكستان عام 1947 وخلف مئات الآلاف من القتلى الهندوس والمسلمين.
كان قد أمضى الصيف هناك طفلا في عمر السادسة، حيث جاءت به والدته ليتعرف على جدته التي لم يكن يعرفها من قبل. كانت هناك أرجوحة حديدية في الردهة، والغرفة الخلفية التي كان ينام فيها — لا تزال كما هي تماما، كما قال — وشرفة أعلى سطح المنزل حيث تجمع الجيران في الأمسيات الحارة لمشاهدة أفلام بوليوود على التلفاز القديم بشاشة العرض الأبيض بالأسود.
صار بالفعل صبيا أميركيا في ذلك الوقت، حيث احتشد الجيران والرفاق السابقون، وبعضهم بلغ الخمسين من عمره الآن، ليخبروه بذلك. وفي كل يوم كانت والدته تبحث عن طعام مألوف ليتناوله. لم يكن يستطيع التحدث بلغة البنجاب المحلية بصورة جيدة، ولذلك كان يتواصل مع أصدقائه الهنود بإشارات اليد حينما كانوا يلعبون الكريكيت. وأخبرت جدته الحازمة أطفال الجيران بأن يتأكدوا من الاعتناء به.
بعد ذلك، قال فيرما إنه يأمل في تعلم المزيد حول رحلة والدته وجدته من أولئك الذين فروا من باكستان وقت الانفصال، ويريد إعادة عائلته مجددا لرؤية الحي القديم. وقال «كان أمرا مثيرا للمشاعر بحق أن التقي بكل أولئك الناس الذين يتذكرون والدتي وجدتي. يبدو الأمر وكأن الوقت لم يمر قط على تلك الأماكن».
* خدمة «واشنطن بوست»
خاص بـ«الشرق الأوسط»



موجة أمطار جديدة تضاعف معاناة الملايين في سريلانكا وإندونيسيا

عناصر من القوات الجوية الإندونيسية يستعدون لإسقاط مساعدات في المناطق المتضررة يوم 7 ديسمبر (أ.ب)
عناصر من القوات الجوية الإندونيسية يستعدون لإسقاط مساعدات في المناطق المتضررة يوم 7 ديسمبر (أ.ب)
TT

موجة أمطار جديدة تضاعف معاناة الملايين في سريلانكا وإندونيسيا

عناصر من القوات الجوية الإندونيسية يستعدون لإسقاط مساعدات في المناطق المتضررة يوم 7 ديسمبر (أ.ب)
عناصر من القوات الجوية الإندونيسية يستعدون لإسقاط مساعدات في المناطق المتضررة يوم 7 ديسمبر (أ.ب)

ارتفعت حصيلة ضحايا العواصف الاستوائية والأمطار الموسمية التي ضربت إندونيسيا وسريلانكا وماليزيا وتايلاند وفيتنام، إلى ما لا يقل عن 1800 شخص. وتضرَّر نحو 11 مليون شخص، وفق تقييم الأمم المتحدة، بينهم نحو 1.2 مليون أُجبروا على مغادرة منازلهم إلى الملاجئ، بينما جرفت السيول الطرق والخدمات العامة والأراضي الزراعية.

وأصدرت السلطات السريلانكية، الأحد، تحذيرات جديدة من انهيارات أرضية، بسبب أمطار غزيرة في مناطق دمَّرتها أصلاً الفيضانات وانزلاقات التربة، بينما تحاول إندونيسيا تكثيف عمليات إيصال المساعدات.

صورة جوية لانزلاقات التربة من جرَّاء الفيضانات في قرية باندونغ الإندونيسية يوم 7 ديسمبر (أ.ف.ب)

وفي سريلانكا، ضربت الأمطار الغزيرة مجدداً مناطق دمَّرها إعصار عنيف، ما رفع عدد القتلى إلى 627 شخصاً، حسب أحدث حصيلة للحكومة التي أفادت أيضاً بأنَّ 190 شخصاً لا يزالون في عداد المفقودين، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

العاصفة الأسوأ

وتضرر أكثر من مليوني سريلانكي، أي نحو 10% من السكان، من تداعيات الإعصار «ديتواه» الذي ضرب البلاد الأسبوع الماضي، ويُعدّ أسوأ عاصفة تشهدها الدولة الجزرية منذ مطلع القرن. وأفاد مركز إدارة الكوارث، الأحد، بأن العواصف الموسمية تتسبب بمزيد من الأمطار وتجعل المنحدرات غير مستقرة، خصوصا في المنطقة الجبلية الوسطى والمناطق الداخلية الشمالية الغربية.

القوات الجوية الإندونيسية تستعد لإسقاط مساعدات في المناطق المتضررة يوم 7 ديسمبر (أ.ف.ب)

​واستخدمت السلطات مروحيات وطائرات لإيصال مساعدات إلى مناطق في وسط البلاد عزلتها الانزلاقات الأرضية. كما أعلنت القوات الجوية السريلانكية وصول طائرة محملة بمساعدات إنسانية من ميانمار، بعد أن طلبت كولومبو مساعدة دولية. وأشار مركز إدارة الكوارث إلى أنَّ عدد المقيمين في مخيمات اللاجئين الحكومية، الذي بلغ ذروته عند 225 ألف شخص، انخفض إلى 90 ألفاً مع انحسار مياه الفيضانات.

وأعلنت الحكومة الجمعة عن حزمة تعويضات ضخمة، لإعادة بناء أكثر من 80 ألف منزل متضرر ومساعدة الشركات. وقدَّرت السلطات أن تكلفة إعادة الإعمار قد تصل إلى 7 مليارات دولار. وأعلن صندوق النقد الدولي أنه يدرس طلباً من كولومبو للحصول على مساعدات بقيمة 200 مليون دولار لإعادة الإعمار.

استياء شعبي

وفي إندونيسيا؛ حيث وصل عدد قتلى العواصف المدمرة إلى 916 شخصاً، بينما لا يزال 274 في عداد المفقودين، زار الرئيس برابوو سوبيانتو إقليم آتشيه شمال غربي جزيرة سومطرة التي تأثرت بشدة بالكارثة.

متطوعون يوزعون المساعدات على المتضررين من الفيضانات والأعاصير في سومطرة بإندونيسيا يوم 7 ديسمبر (أ.ف.ب)

وقال سياهرول -وهو رجل يبلغ 35 عاماً- لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إنَّ زيارة الرئيس «تبدو كأنها رحلة سياحية للكوارث». وفي إقليم آتشيه، رفع سياهرول وآخرون لافتات تحضُّ الرئيس على بذل مزيد من الجهود، لا مجرَّد «التجول» في منطقتهم المنكوبة. في المقابل، أفادت وزارة أمانة الدولة بأنَّ هذه الزيارة تهدف إلى «تسريع جهود الاستجابة للطوارئ، وإعادة الإعمار في المناطق المتضررة».

سيدة تتفقد الأضرار التي لحقت بمنزلها في شمال مقاطعة سومطرة يوم 7 ديسمبر (رويترز)

وتتجاهل الحكومة الإندونيسية حتى الآن ضغوط السكان المتضررين الذين يُطالبون بإعلان حالة الكارثة الوطنية، الأمر الذي من شأنه أن يُوفِّر مزيداً من الموارد، ويسمح للوكالات الحكومية بتنسيق أعمالها. وبعيد وصوله إلى باندا آتشيه، وعد سوبيانتو «بإصلاح كل الجسور في غضون أسبوع إلى أسبوعين إن أمكن». وأكدت وزارة أمانة الدولة في بيان أن «إدارة الفيضانات في آتشيه هي أولوية وطنية» للحكومة.

تفشي الأمراض

في غياب مياه الشرب النظيفة، يواجه الإندونيسيون في مناطق الفيضانات المحيطة بجزيرة آتشيه تاميانغ تفاقماً في انتشار الأمراض، ونقصاً في الرعاية الطبية؛ إذ يكافح العاملون لمساعدة عشرات السكان في المستشفى الوحيد بالمنطقة.

موظفو إغاثة يخرجون جثمان أحد الضحايا من مستشفى بآتشيه تاميانغ يوم 7 ديسمبر (رويترز)

ومع فقدان السكان منازلهم بسبب بِرَك الطين والحطام، تفاقم انتشار الأمراض، وفق «رويترز». وقالت وزارة الصحة الإندونيسية الأسبوع الماضي، إن الأمراض شملت الإسهال والحمى والألم العضلي الناجم عن «سوء البيئة وأماكن الإقامة بعد الكارثة». وفي المستشفى الوحيد في آتشيه تاميانغ، تحدثت مريضة وعاملون في قطاع الصحة مع «رويترز» عن تفاقم الأمراض هناك. وقال شهود إن المعدات الطبية مغطاة بالطين، والحقن مبعثرة على الأرض، كما جرفت الفيضانات الأدوية.

تسببت انزلاقات التربة في إتلاف أدوية ومعدات طبية في آتشيه تاميانغ يوم 7 ديسمبر (رويترز)

وقالت ممرضة تبلغ من العمر 42 عاماً، إن العمل في المستشفى أصيب بالشلل التام تقريباً، بسبب نقص الأدوية. وحاول عاملون إنقاذ أجهزة تنفس صناعي في وحدة العناية المركزة للأطفال الرضع، ولكنهم لم ينجحوا في ذلك؛ لأن المياه المتصاعدة غمرتهم. وقالت إن رضيعاً توفي بينما نجا ستة، وعبرت عن أملها في إعادة تشغيل المستشفى، مضيفة: «هذه كارثة استثنائية. الدمار طال كل شيء».

من جانبه، قال طبيب سافر بالقارب للوصول إلى آتشيه تاميانغ، إن الجسور المدمرة جعلت من المستحيل تقريباً على العاملين في القطاع الطبي التنقل في أنحاء المنطقة، مضيفاً أن غرف الطوارئ لن تعمل قبل يوم الاثنين.


اليابان تطلب من أميركا دعماً أقوى لها وسط التوترات مع الصين

ترمب وتاكايتشي خلال حفل توقيع وثيقة بشأن تنفيذ اتفاقية التجارة بين أميركا واليابان في طوكيو... أكتوبر الماضي (أرشيفية - رويترز)
ترمب وتاكايتشي خلال حفل توقيع وثيقة بشأن تنفيذ اتفاقية التجارة بين أميركا واليابان في طوكيو... أكتوبر الماضي (أرشيفية - رويترز)
TT

اليابان تطلب من أميركا دعماً أقوى لها وسط التوترات مع الصين

ترمب وتاكايتشي خلال حفل توقيع وثيقة بشأن تنفيذ اتفاقية التجارة بين أميركا واليابان في طوكيو... أكتوبر الماضي (أرشيفية - رويترز)
ترمب وتاكايتشي خلال حفل توقيع وثيقة بشأن تنفيذ اتفاقية التجارة بين أميركا واليابان في طوكيو... أكتوبر الماضي (أرشيفية - رويترز)

طلبت اليابان من الولايات المتحدة تعزيز دعمها لها، في ظل تصاعد التوترات مع الصين، بعد تصريحات رئيسة الوزراء ساناي تاكايتشي بشأن تايوان، بحسب ما ذكرته صحيفة «فاينانشال تايمز»، اليوم (الأحد).

وأفادت وكالة «بلومبرغ» للأنباء، اليوم (الأحد)، بأن طوكيو أعربت عن استيائها؛ بسبب صمت واشنطن إلى حد كبير، لتجنب تعريض اتفاقيتها التجارية مع بكين للخطر.

وأعربت اليابان عن خيبة أملها؛ بسبب رد فعل الولايات المتحدة، الذي اقتصر على إصدار بيانات من السفارة، وبث منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أعطى الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأولوية للاتفاقية التجارية مع الصين، متجنباً الدعم المعلن القوي لليابان، بحسب ما أوردته «بلومبرغ».

وياتى هذا في الوقت الذي قال فيه وزير الدفاع الياباني، شينغيرو كويزومي، إن مقاتلات صينية وجَّهت الرادار الذي يتحكم في إطلاق النار إلى مقاتلات يابانية فوق المياه الدولية، أمس (السبت)، بالقرب من جزر أوكيناوا اليابانية في واقعتين منفصلتين وصفهما الوزير بأنهما «خطرتان».

وأضاف كويزومي، في منشور على موقع «إكس»: «تجاوزت إضاءة الرادار ما هو ضروري للطيران الآمن للطائرات»، مشيراً إلى أن اليابان قدمت احتجاجاً إلى الصين بشأن الواقعة «المؤسفة».

يعد قفل رادار التحكم على وضع إطلاق النار أحد أكثر الأعمال التي يمكن أن تقوم بها طائرة عسكرية تهديداً؛ لأنه يشير إلى هجوم محتمل، مما يجبر الطائرة المستهدفة على اتخاذ إجراءات مراوغة.

يذكر أن اليابان قد أعلنت أنها ستنشر وحدة دفاع جوي للحرب الإلكترونية في جزيرة يوناغوني في عام 2026، مما يضع قدرات تشويش رادار جديدة، على بعد 110 كيلومترات فقط من تايوان. وقال شيمو كوزو، مدير التخطيط في مكتب الدفاع في جزيرة أوكيناوا إن تعزيز الوضع الدفاعي للمنطقة الجنوبية الغربية أمر ملح، وإن وحدات الحرب الإلكترونية ستعزز حماية الجزر النائية، حسب موقع «تايوان نيوز» الإخباري، السبت. وشدَّد على أن هذه المعدات «لا تستهدف مهاجمة دول أخرى»، وحثَّ السكان على تفهم أن إظهار قدرة اليابان على الدفاع عن النفس، يعدّ بمثابة رادع. وقالت وزارة الدفاع اليابانية إن الوحدة ستجري تشويشاً برياً ضد طائرات العدو المقتربة، مما يضعف أو يعطل الرادار على طائرات الإنذار المبكر وغيرها من المنصات. ومن المقرر نشرها في حاميتي يوناجوني وكينغون في العام المالي 2026، ثم حامية ناها في العام المالي 2027.


طوكيو تحتج بعد توجيه مقاتلات صينية رادارها على طائرات يابانية

مقاتلات حربية صينية خلال عرض عسكري العام الماضي (أرشيفية - رويترز)
مقاتلات حربية صينية خلال عرض عسكري العام الماضي (أرشيفية - رويترز)
TT

طوكيو تحتج بعد توجيه مقاتلات صينية رادارها على طائرات يابانية

مقاتلات حربية صينية خلال عرض عسكري العام الماضي (أرشيفية - رويترز)
مقاتلات حربية صينية خلال عرض عسكري العام الماضي (أرشيفية - رويترز)

قال وزير الدفاع الياباني شينجيرو كويزومي، إن مقاتلات صينية وجهت الرادار الذي يتحكم في إطلاق النار إلى مقاتلات يابانية فوق المياه الدولية أمس السبت بالقرب من جزر أوكيناوا اليابانية في واقعتين منفصلتين وصفهما الوزير بأنهما «خطرتان».

وأضاف كويزومي في منشور على موقع «إكس»: «تجاوزت إضاءة الرادار ما هو ضروري للطيران الآمن للطائرات». مشيراً إلى أن اليابان قدمت احتجاجاً إلى الصين بشأن الواقعة «المؤسفة».

يعد قفل رادار التحكم على وضع إطلاق النار أحد أكثر الأعمال التي يمكن أن تقوم بها طائرة عسكرية تهديداً لأنه يشير إلى هجوم محتمل، مما يجبر الطائرة المستهدفة على اتخاذ إجراءات مراوغة.

ومن المرجح أن تزيد المواجهات حول الجزر، القريبة من الأراضي المتنازع عليها التي تطالب بها كل من اليابان والصين، من حدة التوتر بين الجارتين. وتوترت العلاقات بالفعل بعد أن حذر رئيس الوزراء الياباني من أن اليابان يمكن أن ترد على أي عمل عسكري صيني ضد تايوان إذا هدد أمن اليابان أيضاً.

تستضيف اليابان أكبر تمركز للقوة العسكرية الأميركية في الخارج، بما في ذلك السفن الحربية والطائرات والقوات، مع وجود جزء كبير من تلك القوات، بما في ذلك الآلاف من مشاة البحرية الأمريكية المتمركزين في أوكيناوا.

وقالت اليابان إن الطائرات الصينية من طراز «جيه-15» الضالعة في واقعتي أمس السبت انطلقت من حاملة الطائرات الصينية لياونينغ، التي كانت تقوم بمناورات جنوبي جزر أوكيناوا إلى جانب ثلاث مدمرات صواريخ.