بلاتيني: بلاتر كاذب ولم يعد لديه ما يقدمه لـ«الفيفا»

رئيس الـ«يويفا» طالب الأوروبيين بدعم الأمير علي في انتخابات رئاسة الاتحاد الدولي

الأمير علي وجهًا لوجه ضد بلاتر في انتخابات الجمعة المقبل («الشرق الأوسط»)
الأمير علي وجهًا لوجه ضد بلاتر في انتخابات الجمعة المقبل («الشرق الأوسط»)
TT

بلاتيني: بلاتر كاذب ولم يعد لديه ما يقدمه لـ«الفيفا»

الأمير علي وجهًا لوجه ضد بلاتر في انتخابات الجمعة المقبل («الشرق الأوسط»)
الأمير علي وجهًا لوجه ضد بلاتر في انتخابات الجمعة المقبل («الشرق الأوسط»)

أعرب رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم الفرنسي، ميشال بلاتيني، عن مساندته للأمير علي بن الحسين في انتخابات رئاسة الاتحاد الدولي (فيفا) المقررة يوم الجمعة المقبل في مواجهة الرئيس الحالي جوزيف بلاتر الذي اتهمه بالكذب، لأنه وعده بعدم التقدم مجددًا لهذا المنصب.
وقال بلاتيني في حديث لصحيفة «ليكيب» الفرنسية أمس: «لدي اقتناع راسخ بأن الأمير علي سيكون رئيسًا كبيرًا لـ(الفيفا).. لا أملك حق التصويت في هذه الانتخابات (الأمر منوط برؤساء الاتحادات الوطنية الـ209)، لكنني أدعمه شخصيًا».
وذكر بلاتيني أنه كان دعا الاتحادات الأوروبية إلى مساندة بلاتر عام 2011 خلال الانتخابات السابقة على أساس الوعد الذي تعهد به عندما طلب منا أن نسانده لأنها ستكون المرة الأخيرة التي سيترشح فيها لهذا المنصب.
وأضاف: «لدي شعور بأنني أعطيت موافقتي على أساس كذبة من بلاتر»، مشيرًا إلى أن الـ«فيفا» في حاجة إلى زعيم جديد، دماء جديدة ولفحة هواء منعشة، وقال: «كان أكثر من وعد، كان التزامًا حقيقًا. طلب منا مساندته على أن تكون ولايته الأخيرة، إلا أنه تراجع الآن ثانية كما لو أن شيئًا لم يحدث».
وتابع: «ربما كنت ساذجًا للغاية أو حساسًا أو مثاليًا إلا أن شعورًا بغيضًا انتابني بأن التزامي استند إلى كذبة وأنني كذبت بشكل غير مباشر على الاتحادات الأوروبية». وواصل: «يجب على المرء أن يدرك عدم التمسك بالمنصب بأي ثمن»، معتبرًا أن بلاتر «يخاف من الفراغ بالمستقبل».
وشرح ذلك بقوله: «لن يبقى بلاتر لأنه لم ينهِ مهمته أو لأن لديه مشاريع كبيرة لكرة القدم والـ(فيفا)، بل لأنه يخاف من اليوم التالي لأنه كرس نفسه لـ(الفيفا) لدرجة أنه يعتبر نفسه يجسد هذه المؤسسة».
وأضاف: «طالما سيبقى في منصبه، وبغض النظر إذا أراد أو لم يرد، فإن الـ(فيفا) سيفتقد إلى المصداقية، وستظل صورته ملطخة، وبالتالي كرة القدم هي الخاسرة». وتابع مبديًا رأيه بانسحاب المرشحين الآخرين النجم السابق لويس فيغو ومايكل فان براغ رئيس الاتحاد الهولندي، بقوله: «انسحب لويس احتجاجًا على النظام المعلب من الداخل. في المقابل، تخلى براغ عن ترشيحه في محاولة لتغيير النظام من خلال دعم مرشح آخر. لقد فكرا بمصلحة الـ(فيفا) قبل مصلحتهما الشخصية، هذا الأمر جديد وهو انتصار».
ويسعى بلاتر لولاية خامسة مدتها أربع سنوات على الرغم من إعلانه قبل أربع سنوات أن الولاية الحالية ستكون الأخيرة له كرئيس لـ«الفيفا».
وبات الأمير علي المرشح الوحيد المتبقي في مواجهة بلاتر عقب انسحاب فيغو وبراغ من السباق. وأضاف بلاتيني القائد السابق لمنتخب فرنسا الذي يعتقد أن الأمير علي هو الشخص المناسب لهذا المنصب: «أملك إيمانًا عميقًا بأن الأمير علي الذي أعرفه شخصيًا منذ سنوات سيكون رئيسًا عظيمًا لـ(الفيفا)».
من جهته، تهكم نجم كرة القدم الأرجنتيني السابق دييغو مارادونا على بلاتر الذي يقود الاتحاد الدولي منذ 1998، في تصريحات لصحيفة «ديلي تلغراف» الإنجليزية أمس، تعليقًا على انتخاب رئيس جديد لـ«الفيفا» الجمعة المقبل في زيوريخ، قائلا: «لدينا ديكتاتور مدى الحياة». وقال مارادونا: «أصبح الأمر مخجلاً في الـ(فيفا) تحت إشراف بلاتر وصرنا نشعر بالمرارة؛ نحن الذين نحب كرة القدم».
وأضاف مارادونا: «أطلقت على بلاتر لقب (رجل الثلج)، لأنه لا يتمتع بأي شيء من الشعور والشغف اللذين يشكلان معًا قلب كرة القدم. إذا كان بلاتر يجسد فعلاً وجه كرة القدم، فإننا في وضع سيء للغاية». وواصل: «في الوقت الذي لا يدعم أحد بلاتر بصورة مباشرة، فإن كثيرين يعتقدون بأنه سيفوز بولاية خامسة، هذا الأمر غير مفهوم على الإطلاق». ورغم المعارضة التي تأتي بشكل أساسي من قارة أوروبا، لا يزال بلاتر يحظى بتأييد كثير من الاتحادات الأهلية في القارات الخمس الأخرى. وعمل بلاتر المولود في مارس (آذار) 1936 ودرس إدارة الأعمال والاقتصاد في جامعة لوزان في الاتحاد السويسري لهوكي الجليد وكذلك شركة «لونجين» المصنعة للساعات، قبل أن يبدأ مشواره مع الـ«فيفا» عام 1975.
وبدأ بلاتر كمدير فني في الاتحاد الدولي قبل أن يتولى منصب الأمين العام في 1981، وهو المنصب الذي استمر فيه حتى تولى الرئاسة عام 1998 خلفًا لجواو هافيلانغ.
واقترنت فترات رئاسة بلاتر بقضايا فساد مختلفة، مثل القضية المتعلقة بمؤسسة «آي إل إس»، الشريك التسويقي السابق لـ«الفيفا»، والتصويت لاختيار الدولتين المنظمتين لبطولتي كأس العالم 2018 و2022، عندما وقع الاختيار على روسيا وقطر، على الترتيب.
وجرى تبرئة ساحة بلاتر في جميع القضايا وقد كان في مستوى أعلى من حركة الإصلاحات التي شهدها الـ«فيفا»، والتي لا تزال بعيدة عن الشفافية، وفقًا لرأي النقاد.
وكان بلاتر قد فسر تراجعه عن الرحيل بانتهاء فترته الرابعة، وقال خلال مؤتمر الـ«فيفا» في العام الماضي: «مهمتي لم تنتهِ بعد، وأقول لكم إننا سنبني (فيفا) جديدًا».
وأكد بلاتر مؤخرًا أن مكافحة العنصرية والتلاعب بنتائج المباريات يأتي على رأس أولوياته مع الارتقاء بكرة القدم النسائية وتوطيد العلاقات مع الرعاة.
ويحظى بلاتر بتأييد كبير من جانب الاتحادات الوطنية بسبب انتفاعها من تحويل الـ«فيفا» إلى منظمة ثرية، حيث يمتلك احتياطيًا تبلغ قيمته 1.5 مليار دولار، وقد جنى دخلاً من كأس العالم 2014 يقدر بخمسة مليارات دولار.
ويذكر أن اجتماعات اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي قد انطلقت أمس بمدينة زيوريخ حيث كان من بين موضوعات النقاش نظام التقدم بطلب استضافة كأس العالم 2026 وكذلك ما يسمى «قاعدة العقاب الثلاثي».
ومع ذلك، لا يتوقع الإعلان عن أي قرارات قبل اختتام الاجتماع الأول (اليوم).
وسيجرى إعادة النظر في آلية طلبات استضافة كأس العالم بعد الجدل الواسع الذي أثير حول منح روسيا وقطر حق استضافة بطولتي كأس العالم 2018 و2022.
كذلك ستناقش اللجنة مسألة العقوبة الثلاثية التي تقضي ببطاقة حمراء واحتساب ضربة جزاء وإيقاف تلقائي للمباراة التالية في حالة ارتكاب خطأ يحرم لاعب منافس من التسجيل، وذلك بناء على ما أحيل للجنة من قبل مجلس اتحاد كرة القدم الدولي (إيفاب) في اجتماعه في فبراير (شباط) الماضي. وكشف الـ«فيفا» أن الألماني ثيو زفانتسيجر عضو اللجنة التنفيذية كان الغائب الوحيد عن اجتماع اللجنة التي تضم 25 عضوًا.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».