مقتل قيادي حوثي في مواجهات عنيفة في مأرب.. وانفجار يهز عطان في صنعاء

عشرات القتلى والجرحى في حريق صهريج نفط في تعز

حوثيون يشيعون عناصر من الميليشيا في صنعاء أمس قتلوا خلال معارك (إ.ب.أ)
حوثيون يشيعون عناصر من الميليشيا في صنعاء أمس قتلوا خلال معارك (إ.ب.أ)
TT

مقتل قيادي حوثي في مواجهات عنيفة في مأرب.. وانفجار يهز عطان في صنعاء

حوثيون يشيعون عناصر من الميليشيا في صنعاء أمس قتلوا خلال معارك (إ.ب.أ)
حوثيون يشيعون عناصر من الميليشيا في صنعاء أمس قتلوا خلال معارك (إ.ب.أ)

تشهد جبهة المواجهات المسلحة في محافظة مأرب، شرق اليمن، بين المقاومة الشعبية القبلية مسنودة برجال الجيش الموالين للشرعية الدستورية، من جهة، والميليشيات الحوثية والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، من جهة أخرى، تصعيدا كبيرا في المواجهات.
وقالت مصادر قبلية في مأرب لـ«الشرق الأوسط» إن أحد القيادات الحوثية، والعشرات من المسلحين الحوثيين، قتلوا خلال الساعات الماضية على يد مسلحي المقاومة الشعبية، وإن أبرز المواجهات تدور في جبهة قبائل الجدعان، في حين يزعم الحوثيون تحقيق تقدم على صعيد القتال في هذه الجبهة، ويأتي التصعيد في الجدعان، بعد أقل من 24 ساعة على تحقيق المقاومة لنتائج ملموسة على الأرض في جبهة صرواح، وسيطرتها على معظم مواقع الميليشيات الحوثية.
وقد نفى مصدر قبلي بارز في المقاومة لـ«الشرق الأوسط» صحة المعلومات التي يزعمها الحوثيون، وقال المصدر إنه «لا صحة للإعلان الحوثي بتحقيق تقدم في منطقة صلب وسيطرة نارية لهم على مطارح السحيل ونخلاء»، وأضاف أن «قوات القبائل تحقق تقدما في كل الجبهات، وأن الحوثيين يبحثون عن أي انتصارات وهمية ليعززوا موقفهم التفاوضي مع الخارج لا أكثر»، وأشار المصدر القبلي إلى أن «حامية الحرس الجمهوري التي تقع في غرب صلب في جهة المنجم هي مع الميليشيات الحوثية من قبل عاصفة الحزم، وإن القبائل تقدموا من جهة صلب الجبهة الثالثة من جبهات الجدعان منذ أسبوعين، واستولوا على عدة مواقع في صلب، وأصبحت الحامية تحت نيرانهم، لكن الحامية ظلت مع الحرس والحوثيين والقبائل يسيطرون على جبل الخانق وتقدموا في جهة صلب بنحو 70 في المائة من الجبل صلب، ومن يومها القبائل يحكمون السيطرة على مناطق وجودهم فيما عدا الحامية العسكرية في المنجم الذي في صلب»، واعتبر المصدر أن «كل ما في الأمر هو أنهم عززوا فقط من وجودهم في الموقع الذي ما زالوا يحتفظوا به حتى الآن، وهو مقر الحرس في منجم صلب التابع لمديرية نهم محافظة صنعاء وفيما يتعلق بسيطرتهم النارية على مطارح السحيل ونخلا فهو أيضا غير صحيح، يوجد معهم متسللون في جبل هيلان المطل على المطارح من مسافة بعيدة ويرمون باتجاه نخلا والسحيل، ولكنها مجرد (شوشرة) لا قيمة لها من الناحية العسكرية».
وفي السياق ذاته، هزت انفجارات عنيفة، مساء أمس، العاصمة صنعاء، وقال شهود عيان إن طيران التحالف استهدف، مرة أخرى، معسكر «فج عطان» بجنوب العاصمة، وإن أعمدة الدخان شوهدت وهي في سماء المدينة، وسبق أن استهدفت قوات التحالف مخازن الأسلحة والذخائر في «فج عطان»، الذي يوجد به كثير من المعسكرات التابعة لقوات الحرس الجمهوري (سابقا)، وفي سياق متصل، أكد شهود عيان في محافظة صعدة بشمال البلاد، أن طيران التحالف نفذ سلسلة واسعة من عمليات القصف التي استهدفت مواقع المسلحين الحوثيين في المحافظة التي تعد معقلهم الرئيسي، وتوزع القصف على مدينة صعدة والمديريات، كما استهدف القصف عدن وتعز وغيرها من المناطق.
على صعيد آخر، لقي العشرات من المدنيين مصرعهم في انفجار صهريج نفط في محافظة تعز، بجنوب صنعاء، وقالت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» إن نحو 30 شخصا قتلوا وجرح العشرات جراء الانفجار الذي وقع بمنطقة المسبح الأعلى، وذلك عندما كان صهريج النفط مقبلا من محافظة الحديدة في غرب البلاد، وإن مسلحين اعترضوه وقاموا بإفراغ حمولته، غير أنه لم تعرف تفاصيل ما حدث، عندما فوجئ المواطنون بانفجار الصهريج، وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن الانفجار كان قويا، وإن جثث الضحايا تفحمت قبل أن يجري نقلها إلى المساجد للتعرف إليها من قبل أسر الضحايا، وإن عددا من منازل المواطنين تضررت أيضا، واتهمت مصادر في المقاومة الشعبية بتعز ميليشيات الحوثي والقوات الموالية لصالح، بقصف الصهريج، من جهة أخرى، وما زالت تعز تشهد مواجهات مسلحة بين المقاومة الشعبية والميليشيات والقوات الغازية، كما توصف، وقد أعرب عدد من النشطاء الحقوقيين في تعز لـ«الشرق الأوسط» عن استيائهم الكبير للبطء في الاستجابة للنداء الذي توجهت به الحكومة اليمنية إلى مجلس الأمن والمجتمع الدولي لوقف ما وصفتها الحكومة بـ«حرب الإبادة» التي تقوم بها ميليشيات الحوثي وقوات صالح في تعز بحق المدنيين.
من ناحية أخرى، عاد، أمس، قرابة 500 مواطن يمني من العالقين في مصر، وذلك في إطار رحلات تصل صنعاء منذ عدة أيام مقبلة من عدد من البلدان لنقل أكثر من 20 ألف مواطن يمني من عدد من البلدان، وقدرت مصادر في مطار صنعاء الدولي عدد الذين وصلوا إلى صنعاء، حتى اللحظة، بنحو 3500 شخص، فيما ما زال الباقون ينتظرون المزيد من الرحلات اليومية لنقلهم، بعد نحو شهرين من الانقطاع عن بلادهم في مطارات بلدان عربية ودولية.



هدنة غزة: انتشار «حماس» في القطاع يثير تساؤلات بشأن مستقبل الاتفاق

مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)
مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)
TT

هدنة غزة: انتشار «حماس» في القطاع يثير تساؤلات بشأن مستقبل الاتفاق

مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)
مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)

أثار انتشار عسكري وأمني لعناصر من «حماس» وموالين لها، عقب بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة، تساؤلات بشأن مستقبل الصفقة، في ظل ردود فعل إسرائيلية تتمسك بالقضاء على الحركة، وجهود للوسطاء تطالب الأطراف بالالتزام بالاتفاق.

تلك المشاهد التي أثارت جدلاً بمنصات التواصل بين مؤيد ورافض، يراها خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، ستكون ذريعة محتملة لإسرائيل للانقلاب على الاتفاق بعد إنهاء المرحلة الأولى والعودة للحرب، معولين على جهود للوسطاء أكبر لإثناء «حماس» عن تلك المظاهر الاستعراضية التي تضر مسار تنفيذ الاتفاق.

بينما قلل محلل فلسطيني مختص بشؤون «حماس» ومقرب منها، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، من تأثير تلك الأجواء، وعدّها «بروتوكولية» حدثت من قبل أثناء صفقة الهدنة الأولى في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023.

وبزي نظيف وسيارات جديدة وأسلحة مشهرة، خرج مسلحون يرتدون شارة الجناح العسكري لـ«حماس» يجوبون قطاع غزة مع بداية تنفيذ اتفاق الهدنة، الأحد، وسط بيان من وزارة الداخلية بالقطاع التي تديرها عناصر موالية للحركة، كشف عن مباشرة «الانتشار بالشوارع»، وخلفت تلك المشاهد جدلاً بمنصات التواصل بين مؤيد يراها «هزيمة لإسرائيل وتأكيداً لقوة وبقاء (حماس) بالقطاع»، وآخر معارض يراها «استفزازية وتهدد الاتفاق».

عناصر من شرطة «حماس» يقفون للحراسة بعد انتشارهم في الشوارع عقب اتفاق وقف إطلاق النار (رويترز)

إسرائيلياً، تساءل المعلق العسكري للقناة 14 نوعام أمير، بغضب قائلاً: «لماذا لم يتم ضرب (تلك الاستعراضات) جواً؟»، بينما هدد وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، بإسقاط الحكومة في حال الانتقال إلى تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق.

وأكد مكتب رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، في بيان الاثنين، «مواصلة العمل لإعادة كل المختطفين؛ الأحياء منهم والأموات، وتحقيق كل أهداف الحرب في غزة»، التي تتضمن القضاء على «حماس».

ويصف الخبير في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور سعيد عكاشة، ما قامت به «حماس» بأنه «استعراض مزيف لعلمها بأنها لن تدير غزة، لكنها تحاول أن تظهر بمظهر القوة، وأنها تستطيع أن تحدث أزمة لو لم توضع بالحسبان في حكم القطاع مستقبلاً، وهذا يهدد الاتفاق ويعطي ذريعة لنتنياهو لعودة القتال مع تأييد الرأي العام العالمي لعدم تكرار ما حدث في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023».

ويتفق معه المحلل السياسي الفلسطيني، عبد المهدي مطاوع، قائلاً إن «(حماس) لا تزال بعقلية المقامرة التي حدثت في 7 أكتوبر، وتريد إرسال رسالتين لإسرائيل وللداخل الفلسطيني بأنها باقية رغم أنها تعطي ذرائع لإسرائيل لهدم الاتفاق».

بالمقابل، يرى الباحث الفلسطيني المختص في شؤون «حماس» والمقرب منها، إبراهيم المدهون، أن «الاستعراض لا يحمل أي رسائل وظهر بشكل بروتوكولي معتاد أثناء تسليم الأسرى، وحدث ذلك في الصفقة الأولى دون أي أزمات»، مشيراً إلى أن «الحركة لها جاهزية ونفوذ بالقطاع رغم الحرب، والانتشار الأمني يعدّ دور وزارة الداخلية بالقطاع وتنفذه مع توفر الظروف».

وعقب دخول الاتفاق حيز التنفيذ، استقبل رئيس وزراء قطر، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في مكتبه بالدوحة، وفداً من الفصائل الفلسطينية، مؤكداً ضرورة العمل على ضمان التطبيق الكامل للاتفاق، وضمان استمراره، وفق بيان لـ«الخارجية» القطرية الأحد.

وبينما شدد وزير الخارجية المصري، خلال لقاء مع رئيس المجلس الأوروبي، أنطونيو كوستا، ببروكسل، مساء الأحد، على «أهمية التزام أطراف الاتفاق ببنوده»، وفق بيان لـ«الخارجية» المصرية، سبقه تأكيد مجلس الوزراء الفلسطيني، الأحد، استعداد رام الله لتولي مسؤولياتها الكاملة في غزة.

وبتقدير عكاشة، فإن جهود الوسطاء ستتواصل، لا سيما من مصر وقطر، لوقف تلك المواقف غير العقلانية التي تحدث من «حماس» أو من جانب إسرائيل، متوقعاً أن «تلعب غرفة العمليات المشتركة التي تدار من القاهرة لمتابعة الاتفاق في منع تدهوره»، ويعتقد مطاوع أن تركز جهود الوسطاء بشكل أكبر على دفع الصفقة للأمام وعدم السماح بأي تضرر لذلك المسار المهم في إنهاء الحرب.

وفي اتصال هاتفي مع المستشار النمساوي ألكسندر شالينبرغ، الاثنين، شدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، على «ضرورة البدء في جهود إعادة إعمار القطاع، وجعله صالحاً للحياة، بما يضمن استعادة الحياة الطبيعية لسكان القطاع في أقرب فرصة». بينما نقل بيان للرئاسة المصرية، عن المستشار النمساوي، تقديره للجهود المصرية المتواصلة على مدار الشهور الماضية للوساطة وحقن الدماء.

ويرى المدهون أنه ليس من حق إسرائيل أن تحدد من يدير غزة، فهذا شأن داخلي وهناك مشاورات بشأنه، خصوصاً مع مصر، وهناك مبادرة مصرية رحبت بها «حماس»، في إشارة إلى «لجنة الإسناد المجتمعي» والمشاورات التي استضافتها القاهرة مع حركتي «فتح» و«حماس» على مدار الثلاثة أشهر الأخيرة، ولم تسفر عن اتفاق نهائي بعد بشأن إدارة لجنة تكنوقراط القطاع في اليوم التالي من الحرب.