وزير الخارجية البحريني لخامنئي: صامدون في وجهكم

قائد الجيش الإيراني: سنضرب «القواعد» في المنطقة إذا تعرضنا لهجوم

الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة وزير خارجية البحرين
الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة وزير خارجية البحرين
TT

وزير الخارجية البحريني لخامنئي: صامدون في وجهكم

الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة وزير خارجية البحرين
الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة وزير خارجية البحرين

قال الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة وزير خارجية البحرين بأن شعب بلاده صامد في وجه مرشد الثورة الإسلامية في إيران، في إشارة منه إلى التدخلات الإيرانية في الشأن البحريني التي تشتكي منها المنامة دوما.
ودعا الشيخ خالد الشعب الإيراني إلى الصبر والصمود على الظلم الذي يلحق به ومصادرة الحقوق التي يتعرض لها نتيجة تجويعه وتبذير أمواله على الإرهابيين في كل مكان. وكان الشيخ خالد يتحدث عبر مدونته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، ردا على تصريحات أطلقها المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي لدى لقائه وفدا من المعارضة البحرينية دعاهم فيها إلى الصمود ووصفهم بالأقوياء.
وقال وزير الخارجية البحريني في تغريدتين خص بها مرشد الثورة الإيرانية قال في الأولى «خامنئي يدعو أهل البحرين للصمود ويصفهم بالأقوياء.. شكرا جزيلا فنحن صامدون في وجهك حتى يقضي الله أمره.. أدعو شعب إيران للصبر والصمود.. على الظلم ومصادرة الحقوق، والتجويع وتبذير أموال الشعب على الإرهابيين في كل مكان».
من جهة أخرى كشف ائتلاف الجمعيات السياسية الوطنية (الفاتح) أحد الأطراف المشاركة في حوار التوافق الوطني البحريني أمس عن تصوراته السياسية للخروج من الأزمة في البلاد، والتي تقدم بها كورقة عمل (هي الرابعة والأخيرة للمؤتمر في نسخته الجديدة التي أطلقها الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي عهد مملكة البحرين في 15 يناير (كانون الثاني) الماضي.
ونصت الورقة على ضرورة تجنب المحاصصة في التعيينات والتوظيف والترقية، والعمل وفق معايير المواطنة المتساوية والكفاءة والولاء الوطني، وضرورة نبذ العنف والتبرؤ من الأعمال الإرهابية قبل الدخول في الحوار، مشيرا إلى أهمية أن يحدد الحوار بفترة زمنية لا تتجاوز ستة أشهر.
كما عد الائتلاف أن الحكومة مساءلة ومحددة المدة وتعبر عن الإرادة الشعبية وأن تعيينها حق للملك، على أن تحصل على ثقة مجلس النواب، كما أكدت الورقة على أهمية مرجعية الدستور البحريني واحترام الأحكام القضائية الصادرة بحق المذنبين في حق الوطن. وضمت التصورات جملة من المبادئ والثوابت جاءت في تسع مواد، بالتأكيد على عروبة البحرين وإسلاميتها، واستقلالها وسيادتها التامة، وحكمها الملكي الدستوري الوراثي، ونظامها الديمقراطي السيادة فيه للشعب مصدر السلطات جميعا. وكذلك التأكيد على المبادئ والثوابت التي تحكم جميع مداخل الحوار ومنها مرجعية ميثاق العمل الوطني واحترام الدستور، والتمسك بالدولة المدنية (دولة المؤسسات والقوانين)، واحترام جميع الأديان والمذاهب وجميع مكونات المجتمع، واحترام حكم القانون، ومكافحة ظاهرة وثقافة العنف والكراهية والطائفية، ورفض أي تدخل خارجي في القضايا الوطنية، ورفض مبدأ المحاصصة السياسية.
وأشارت الورقة التأكيد على أن حل جميع الخلافات السياسية لا يتأتى إلا بالالتفاف حول المصالح الوطنية الشاملة وتغليبها على المصالح الطائفية والفئوية. وأن نبذ العنف والإرهاب والمطالبة بإيقافهما والوقوف ضدهما والتبرؤ من أصحابهما كفيل بأن يهيئ الأجواء للمصالحة الوطنية والوصول إلى مخرجات تعيد اللحمة الوطنية التي مزقتها الأحداث خلال السنوات الثلاث الماضية.
وفي جانب السلطة التشريعية، رأت جمعيات الائتلاف أن السلطة التشريعية في مملكة البحرين تتكون من مجلسي النواب والشورى مع زيادة صلاحيات المجلس المنتخب، وتطوير شروط وآليات ومعايير التعيين في مجلس الشورى، وتفعيل انعقاد المجلس الوطني. كما عبرت عن السلطة القضائية بأنها سلطة مستقلة استقلالا كاملا تحقيقا لمبدأ الفصل بين السلطات، وتطوير النظام القضائي بما يواكب الممارسات العالمية لتحقيق أقصى معايير العدالة.
كما أكدت مرئيات الجمعيات السبع على ضرورة النظر في توزيع الدوائر الانتخابية، ومراجعة النظام الانتخابي بما يؤمن مزيدا من التمثيل الشعبي، وذلك في طرح لوجهة نظرها حول الانتخابات وهي إحدى النقاط الخمس التي سيجري التحاور حولها. وفي مسألة الأمن للجميع، قالت الجمعيات في طرحها لهذه النقطة بأن تحقيق مبدأ أن الأمن مسؤولية الجميع، وأن زعزعته مضرة بالوطن والمواطن ولذلك لا بد من الوقوف ضد أعمال الإرهاب والتخريب وانتهاك الحرمات، كما أن على الجميع احترام رجال الأمن للقيام بمهامهم للمحافظة على أرواح وممتلكات وقيم المجتمع.
كما طرح الائتلاف في الورقة مسألة الفساد الإداري والمالي، وأشار إلى أهمية تفعيل قانون كشف الذمة المالية، وزيادة الشفافية في التعامل مع أملاك الدولة، وسن التشريعات التي تضمن الحفاظ على الثروة الوطنية، والإفصاح عن جميع إيرادات الدولة، وتفعيل الدور الرقابي والمحاسبي لديوان الرقابة المالية والإدارية. كما طرح مسألة التمييز، مؤكدا على عدم المحاصصة في التعيينات والتوظيف والترقية الوظيفية، وضرورة العمل وفق معايير المواطنة المتساوية والكفاءة والولاء الوطني.
وحول قانون الجنسية، طالب ائتلاف الفاتح بالالتزام بتطبيق قانون الجنسية البحريني وعدم تجاوزه في حال منح شرف الجنسية، وأن يكون في منح الجنسية قيمة مضافة نوعية علمية أو اقتصادية، مع احترام حقوق الحاصلين على الجنسية وعدم التمييز ضدهم. وضمت الجمعيات التي شاركت في صياغة مرئيات ائتلاف الفاتح كلا من (تجمع الوحدة الوطنية، والمنبر الإسلامي الوطني، وميثاق العمل الوطني، والحوار الوطني، والوسط العربي الإسلامي، والشورى الإسلامية، والتجمع الوطني الدستوري).



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.