أكدت أوكرانيا أنها أجبرت القوات الروسية على التراجع في سيفيرودونتسك كبرى مدن دونباس حيث تركز موسكو هجومها على أمل السيطرة الكاملة على هذه المنطقة.
وبعد مائة يوم على اندلاع الحرب، أكدت روسيا من جهتها أنها حققت بعض أهداف «العملية العسكرية الخاصة» التي أطلقتها من أجل «اجتثاث النازية» من أوكرانيا وحماية سكانها الناطقين بالروسية.
لكن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي رد في تسجيل فيديو تم تصويره أمام مبنى الإدارة الرئاسية في كييف الجمعة بالتأكيد أن «النصر سيكون لنا».
وبعد هزيمته أمام كييف، يركز الجيش الروسي الآن جهوده في دونباس بشرق أوكرانيا حيث يقصف بلا توقف بعض المدن بما في ذلك سيفيرودونتسك التي تشكل محور معركة طاحنة منذ أسابيع.
وحذر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ من أن «حرب استنزاف» طويلة الأمد تدور في هذه المنطقة.
وقالت الرئاسة الأوكرانية إن قتالا ضاريا كان يدور صباح الجمعة في وسط المدينة. وأوضحت أن «الغزاة الروس يواصلون قصف البنية التحتية المدنية والجيش الأوكراني في مناطق سيفيرودونتسك وبوريفسكي وليسيتشانسك».
لكن القوات الروسية ما زالت عاجزة عن السيطرة بالكامل على هذه المدينة، حسب كييف. وسيسمح الاستيلاء على هذه المدينة لهذه القوات بتأمين سيطرتها على حوض دونباس الغني بالمناجم ويحتله جزئيا الانفصاليون الموالون لروسيا منذ 2014.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1532764044616007680
وتقصف القوات الروسية بكثافة أيضاً منطقة دونيتسك بما في ذلك سلوفيانسك التي تقع على بعد نحو ثمانين كيلومترا غرب سيفيرودونتسك. وتقول كييف إن سكان المنطقة يعانون نقص الغاز والمياه والكهرباء.
في الجنوب، يشعر الأوكرانيون بالقلق من احتمال ضم المناطق التي احتلتها القوات الروسية بينما تتحدث موسكو عن احتمال تنظيم استفتاءات في هذا الشأن اعتباراً من يوليو (تموز). لكن القيادة الجنوبية للقوات المسلحة الأوكرانية أكدت أن الروس يواجهون مقاومة شديدة من السكان.
وقالت ليل الجمعة السبت إن «المحتلين خائفون من المقاومة المتزايدة بين السكان المحليين في منطقة خيرسون»، أول مدينة أوكرانية مهمة احتلتها القوات الروسية في بداية الغزو.
ومنذ غزو أوكرانيا بأمر من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل مائة يوم فقط، تمكن جيشه من زيادة مساحة الأراضي الأوكرانية التي يسيطر عليها بمقدار ثلاثة أضعاف. فمع شبه جزيرة القرم والأراضي المحتلة في دونباس وجنوب أوكرانيا تسيطر روسيا حاليا على نحو 125 ألف كيلومترا مربعا، حسب الرئيس زيلينسكي.
على الصعيد الدبلوماسي، توصلت الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بصعوبة إلى اتفاق على حزمة سادسة من العقوبات ضد موسكو، بما في ذلك فرض حظر مع استثناءات، على مشتريات النفط الروسية، سيبدأ تطبيقه خلال ستة أشهر.
ونشر النص الجمعة في الجريدة الرسمية للاتحاد الأوروبي ودخل بذلك رسميا حيز التنفيذ.
وأكد نائب رئيس الوزراء الروسي المسؤول عن الطاقة ألكسندر نوفاك أن «المستهلكين الأوروبيين سيكونون أول من يعاني من هذا القرار». وأضاف «لا أستبعد حدوث عجز كبير في المنتجات البترولية في الاتحاد الأوروبي».
ويتصاعد القلق أيضاً بشأن إمدادات الحبوب إذ تقول الأمم المتحدة أنها تتفاوض مع موسكو للسماح بتصديرها. وعبر أمين عوض منسق الأمم المتحدة في أوكرانيا عن أمله في تحقيق «انفراج»، مؤكدا «تفاؤله» في نتيجة المفاوضات.
تشعر الأمم المتحدة بالقلق من احتمال حدوث أزمة لا سيما في أفريقيا التي تستورد أكثر من نصف حبوبها من أوكرانيا وروسيا. وقد تجاوز سعرها في أفريقيا المستويات التي وصلت إليها خلال أزمات «الربيع العربي» في 2011 أو خلال أعمال الشغب بسبب الغذاء في 2008.
إلا أن بوتين نفى هذه الإمكانية. وقال في مقابلة تلفزيونية «لا توجد مشكلة في تصدير الحبوب من أوكرانيا»، في إشارة إلى طرق عدة لتصديرها عبر الموانئ الأوكرانية وأخرى تحت السيطرة الروسية أو عبر وسط وشرق أوروبا.
وقال الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي الرئيس السنغالي ماكي سال إنه شعر «بالاطمئنان» الجمعة بعد اجتماعه مع الرئيس الروسي.
وأضاف سال للصحافيين بعد الاجتماع الذي عقد في سوتشي (جنوب روسيا) «نخرج من هنا مطمئنين وسعداء جدا بمناقشاتنا»، مشيرا إلى أنه وجد الرئيس الروسي «ملتزما ومدركا أن الأزمة والعقوبات تسبب مشاكل جدية للاقتصادات الضعيفة، مثل الاقتصادات الأفريقية».