كيف تحمي نفسك من «جدري القردة»... وماذا تفعل لو أصبت؟

كيف تحمي نفسك من «جدري القردة»... وماذا تفعل لو أصبت؟
TT

كيف تحمي نفسك من «جدري القردة»... وماذا تفعل لو أصبت؟

كيف تحمي نفسك من «جدري القردة»... وماذا تفعل لو أصبت؟

أثار تفشي فيروس جدري القردة مؤخراً في الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا وأستراليا والشرق الأوسط، حيرة خبراء الصحة، وسط مخاوف من تفشي المرض على نطاق أوسع، حسبما ذكرت شبكة «سي إن بي سي».
وجاء في بيان على موقع منظمة الصحة العالمية، أول من أمس (الأربعاء)، أن «أي شخص على اتصال وثيق بشخص معدي معرض للخطر».
وفي حين يتفق خبراء الصحة على أن المخاطر التي يتعرض لها عامة الناس منخفضة، فإن هناك العديد من الاحتياطات التي يمكنك اتخاذها لتقليل خطر الإصابة بالفيروس.
وعدّدت «سي إن بي سي» التوصيات الصادرة عن المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، وهيئة الخدمات الصحة الوطنية البريطانية ومنظمة الصحة العالمية وفق ما يلي:
- تجنب الاتصال بأشخاص تم تشخيص إصابتهم مؤخراً بجدري القردة أو بأشخاص قد يكونون مصابين.
- ارتداء الكمامة في حال الاتصال الوثيق بشخص ظهرت عليه الأعراض.
- استخدام الواقي الذكري ومراقبة الأعراض في حال الاتصال الجنسي مع شخص جديد.
- تجنب ملامسة الحيوانات التي يمكن أن تحمل الفيروس، ويشمل ذلك الحيوانات المريضة أو النافقة، خصوصاً تلك التي لديها تاريخ مع الإصابة بالعدوى، مثل القرود والقوارض وكلاب البراري.
- تعقيم اليدين جيداً من خلال غسلهما بالماء والصابون أو استخدم معقم اليدين، خصوصاً بعد ملامسة الحيوانات أو الأشخاص المصابين أو المشتبه بإصابتهم.
- استخدم لوازم الحماية الشخصية عند رعاية المرضى المصابين بعدوى مؤكدة أو مشتبه فيها.
- تناول اللحوم المطبوخة جيداً فقط.
وبحسب التوصيات، من الممكن أيضاً أن ينتقل جدري القردى عبر الأسطح والمواد، لذلك يجب تجنب الاحتكاك بالمواد التي لامست الإنسان أو الحيوان المريض.
وكان الدكتور سكوت غوتليب قد قال الاثنين الماضي: «الفيروس مستقر للغاية خارج المضيف البشري، لذا يمكنه العيش على أشياء مثل البطانيات وغيرها من هذا القبيل».
كما أوضح أستاذ الطب بجامعة كو لوفين البلجيكية، إيمانويل أندريه، لشبكة «سي إن بي سي»، أول من أمس (الأربعاء)، أن الممارسة الجيدة للحماية من الفيروس الحماية الجيدة «تتمثل في غسل الملابس والشراشف بانتظام على درجات حرارة عالية».
ومع ذلك، لا يرى أندريه أنه «سيكون من الضروري لعامة الناس أن يتجنبوا الأماكن العامة وسيارات الأجرة والتسوق والفنادق».
وقال: «لا يحتاج عامة الناس إلى اتخاذ احتياطات كثيرة أكثر مما نفعل في الحياة العادية. إذا كان الناس من بين السكان المعرضين لخطر كبير، حيث يدركون أنهم في بيئة عالية الخطورة، فعليهم اتخاذ احتياطات إضافية».

* ماذا تفعل في حال أُصِبت بجدري القرود؟

في حالة الشك بالإصابة بجدري القردة، شددت «سي إن بي سي» على ضرورة أن يعزل الشخص نفسه ويطلب المشورة الطبية على الفور.
وذكّرت الشبكة بالأعراض الأولية للعدوى وهي تشمل «الحمى، والصداع، وآلام العضلات، والتورم وآلام الظهر»، موضحة أن «الطفح الجلدي والتقرّحات تظهر عادة على الوجه أو اليدين أو القدمين أو العينين أو الفم أو الأعضاء التناسلية في غضون يوم إلى خمسة أيام، ويتحول الطفح الجلدي إلى نتوءات مرتفعة ثم بثور قد تمتلئ بسائل أبيض قبل أن تنكسر وتتقشر».
وأكدت أنه في حال «تم تشخيص الإصابة، فسيحتاج الشخص إلى عزل نفسه حتى يمر الفيروس، وعادة ما يكون المرض خفيفاً ويتعافى معظم الناس في غضون اثنين إلى أربعة أسابيع».



تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
TT

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

وقّعت هذه المرأة الأميركية التي تعيش وتعمل في العاصمة الألمانية، عقداً مع شركة «توموروو بايوستيتس» الناشئة المتخصصة في حفظ الموتى في درجات حرارة منخفضة جداً لإعادة إحيائهم في حال توصّل التقدم العلمي إلى ذلك يوماً ما.

وعندما تتوفى زيغلر، سيضع فريق من الأطباء جثتها في حوض من النيتروجين السائل عند حرارة 196 درجة مئوية تحت الصفر، ثم ينقلون الكبسولة إلى مركز في سويسرا.

وتقول زيغلر، وهي مديرة لقسم المنتجات في إحدى شركات التكنولوجيا في كاليفورنيا، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «بشكل عام، أحب الحياة ولدي فضول لمعرفة كيف سيبدو عالمنا في المستقبل».

ولم يعد علم حفظ الجسم بالتبريد الذي ظهر في ستينات القرن العشرين، مقتصراً على أصحاب الملايين أو الخيال العلمي كما ظهر في فيلم «ذي إمباير سترايكس باك» الذي تم فيه تجميد هان سولو، وفيلم «هايبرنيتس» حين يعود رجل تحرر من الجليد القطبي، إلى الحياة.

توفّر شركات في الولايات المتحدة هذه الخدمة أصلاً، ويُقدّر عدد الأشخاص الذي وُضعت جثثهم في التبريد الأبدي بـ500 فرد.

50 يورو شهرياً

تأسست «توموروو بايوستيتس» عام 2020 في برلين، وهي الشركة الأولى من نوعها في أوروبا.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول إميل كيندزورا، أحد مؤسسي الشركة، إن أحد أهدافها «هو خفض التكاليف حتى يصبح تبريد الجثة في متناول الجميع».

إميل كيندزورا أحد مؤسسي «توموروو بايوستيتس» يقف داخل إحدى سيارات الإسعاف التابعة للشركة خارج مقرها في برلين (أ.ف.ب)

ولقاء مبلغ شهري قدره 50 يورو (نحو 52.70 دولار) تتقاضاه من زبائنها طيلة حياتهم، تتعهد الشركة الناشئة بتجميد جثثهم بعد وفاتهم.

يضاف إلى الـ50 يورو مبلغ مقطوع قدره 200 ألف يورو (نحو 211 ألف دولار) يُدفع بعد الوفاة - 75 ألف يورو (نحو 79 ألف دولار) لقاء تجميد الدماغ وحده - ويمكن أن يغطيه نظام تأمين على الحياة.

ويقول كيندزورا (38 سنة) المتحدر من مدينة دارمشتات في غرب ألمانيا، إنه درس الطب وتخصص في الأبحاث المتعلقة بالسرطان، قبل أن يتخلى عن هذا الاختصاص بسبب التقدم البطيء في المجال.

وتشير «توموروو بايوستيتس» إلى أنّ نحو 700 زبون متعاقد معها. وتقول إنها نفذت عمليات تبريد لأربعة أشخاص بحلول نهاية عام 2023.

ويلفت كيندزورا إلى أنّ غالبية زبائنه يتراوح عمرهم بين 30 و40 سنة، ويعملون في قطاع التكنولوجيا، والذكور أكثر من الإناث.

عندما يموت أحد الزبائن، تتعهد «توموروو بايوستيتس» بإرسال سيارة إسعاف مجهزة خصيصاً لتبريد المتوفى باستخدام الثلج والماء. يتم بعد ذلك حقن الجسم بمادة «حفظ بالتبريد» ونقله إلى المنشأة المخصصة في سويسرا.

دماغ أرنب

في عام 2016، نجح فريق من العلماء في حفظ دماغ أرنب بحال مثالية بفضل عملية تبريد. وفي مايو (أيار) من هذا العام، استخدم باحثون صينيون من جامعة فودان تقنية جديدة لتجميد أنسجة المخ البشري، تبين أنها تعمل بكامل طاقتها بعد 18 شهراً من التخزين المبرد.

لكنّ هولغر رينش، الباحث في معهد «آي إل كاي» في دريسدن (شرق ألمانيا)، يرى أنّ الآمال في إعادة شخص متجمد إلى الحياة في المستقبل القريب ضئيلة جداً.

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نشكّ في ذلك. أنصح شخصياً بعدم اللجوء إلى مثل هذا الإجراء».

ويتابع: «في الممارسة الطبية، إنّ الحدّ الأقصى لبنية الأنسجة التي يمكن حفظها بالتبريد هو بحجم وسمك ظفر الإبهام، والوضع لم يتغير منذ سبعينات القرن العشرين».

ويقرّ كيندزورا بعدم وجود ضمانات، ويقول: «لا نعرف ما إذا كان ذلك ممكناً أم لا. أعتقد أن هناك فرصة جيدة، لكن هل أنا متأكد؟ قطعاً لا».

بغض النظر عما يمكن أن يحدث في المستقبل، تقول زيغلر إنها متأكدة من أنها لن تندم على قرارها. وتضيف: «قد يبدو الأمر غريباً، لكن من ناحية أخرى، البديل هو أن يضعوك داخل تابوت وتأكلك الديدان».