الجيش الليبي يطلق عملية «قبضة الأسد» ضد متطرفي بنغازي

تفجير انتحاري في مصراتة.. واستمرار القتال في سرت

شابان من القوات الموالية للحكومة يقفان فوق دبابة وسط بنغازي أمس (رويترز)
شابان من القوات الموالية للحكومة يقفان فوق دبابة وسط بنغازي أمس (رويترز)
TT

الجيش الليبي يطلق عملية «قبضة الأسد» ضد متطرفي بنغازي

شابان من القوات الموالية للحكومة يقفان فوق دبابة وسط بنغازي أمس (رويترز)
شابان من القوات الموالية للحكومة يقفان فوق دبابة وسط بنغازي أمس (رويترز)

دخلت قوات الجيش الوطني الليبي، أمس، في صراع مع الزمن لاستكمال سيطرتها على كامل أنحاء مدينة بنغازي بشرق ليبيا، بعد أن دشنت عملية عسكرية كبيرة تحمل اسم «قبضة الأسد» بهدف القضاء على الجماعات الإرهابية التي ما زالت متمركزة داخل المدينة، بينما لقي 11 جنديًا مصرعهم وأصيب 36 آخرون في الاشتباكات الدائرة هناك، التي استخدم فيها الجيش المدفعية الثقيلة بالتزامن مع غارات لسلاح الجو.
وقال العقيد ميلود الزوي، الناطق الرسمي باسم القوات الخاصة (الصاعقة) التابعة للجيش الليبي، إن الاشتباكات التي وصفها بـ«العنيفة والشرسة»، وقعت على مقربة من معسكر «319» بمحور بوعطني.
كما أعلن، بحسب وكالة الأنباء الرسمية، عن اعتقال عدد من الإرهابيين التابعيين للميليشيات من جنسيات مختلفة (تونسية، ويمنية، وسعودية، ومغربية، ومصرية)، بالإضافة إلى اعتقال بعض الليبيين.
وقالت قوات الصاعقة إنها باتت تسيطر حاليًا على أغلب المواقع الحيوية التي كانت تسيطر عليها الميليشيات في محور الليثي، كما أعلنت أيضًا عن سيطرتها على شارع الاستراحات، بعد منطقة أم مبروكة غربي بنغازي.
وأكد العقيد الزوي سيطرة قوات الصاعقة وشباب القوات المساندة لها، من منطقتي المساكن وبوهديمة، على معظم طريق النهر، مشيرًا إلى أن هذه القوات سيطرت أيضًا على المنطقة الممتدة شمالاً من تقاطع المساكن إلى مصنع الثريا، كما سيطرت من الجهة اليمنى على المنطقة الممتدة إلى محطة الفرجاني. ولفت إلى أن المكان الوحيد الذي تسيطر عليه وتوجد به الميليشيات، هو مدخل حي قطر في بنغازي.
إلى ذلك، تعرضت بوابة الستين، شرق مدينة مصراتة، لتفجير انتحاري أسفر عن مصرع شخصين على الأقل وخمسة جرحى من أفراد حراسة البوابة، بحسب ما أعلنته وكالة الأنباء الموالية لما يسمى بحكومة الإنقاذ الوطني في العاصمة الليبية طرابلس.
وقال مصدر عسكري من قوات درع الوسطى إن انتحاريًا فجَّر سيارته على بعد أمتار قليلة من الجهة الغربية للبوابة، التي تقع في الضاحية الشرقية لمصراتة. ورجح أن يكون الهجوم مدبرًا من قبل تنظيم داعش إثر المواجهات التي شهدتها سرت، أمس، مع قوات «الكتيبة 166 مشاة»، التابعة لميليشيات «فجر ليبيا»، علمًا بأن البوابة تربط مصراتة مع سرت من جهة الشرق.
وقال مسؤولون وسكان في مدينة سرت بوسط البلاد، إن مسلحي تنظيم داعش اشتبكوا مع قوات أرسلت من مدينة مصراتة بغرب البلاد. وبينما أعلن جمال الزوبية، المتحدث باسم الحكومة الموازية في طرابلس، أن عضوًا باللواء 166 الذي يتمركز في مصراتة قتل وأصيب سبعة بجروح، قال تنظيم داعش في رسالة على موقع «تويتر» إن مقاتليه سيطروا على معسكر قوات مصراتة في جنوب شرقي سرت، ونشر صورًا قال إنها تُظهر مقاتليه في المعسكر وهم يستولون على عدد من المركبات، كما قال أحد السكان، طلب عدم نشر اسمه، إن المعسكر سقط في أيدي تنظيم داعش، على ما يبدو.
وتحدثت مصادر أمنية عن إغلاق الطريق الذي يربط منطقة هراوة بمدينة سرت بسبب تردي الأوضاع الأمنية؛ حيث قالت الوكالة الرسمية إن الطريق الرئيسي من بوابة 60 غرب مدينة سرت وطريق بوهادي الجفرة مغلق أيضًا.
من جهة أخرى، أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في بيان له، استئناف توزيع المساعدات الغذائية لدعم النازحين الذين تأثرت حياتهم جراء النزاع المسلح المستمر في ليبيا. وقال وجدي عثمان، منسق عمليات الطوارئ لبرنامج الأغذية العالمي في ليبيا، إن «تواصل العنف وانعدام الأمن في ليبيا بلا هوادة، أدى إلى نزوح جماعي للسكان وزيادة الاحتياجات الإنسانية».
وأوضح البيان أن البرنامج يخطط لدعم ما مجموعه 243.000 نازح داخل ليبيا بالمساعدات الغذائية المنقذة للحياة خلال الأشهر الستة المقبلة، مشيرًا إلى عبور 10 شاحنات الحدود التونسية، محملة بالمواد الغذائية إلى مخازن مؤسسة الشيخ الطاهر الزاوي الخيرية في غرب ليبيا تمهيدًا لتوزيعها.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.