«كل القوات الروسية تحتشد هنا»... أوكرانيا تقر بصعوبات «متزايدة» في دونباس

صورة تظهر الجسر الرابط بين سيفيرودونيتسك وغرب أوكرانيا بعد تدميره من القوات الروسية (أ.ف.ب)
صورة تظهر الجسر الرابط بين سيفيرودونيتسك وغرب أوكرانيا بعد تدميره من القوات الروسية (أ.ف.ب)
TT

«كل القوات الروسية تحتشد هنا»... أوكرانيا تقر بصعوبات «متزايدة» في دونباس

صورة تظهر الجسر الرابط بين سيفيرودونيتسك وغرب أوكرانيا بعد تدميره من القوات الروسية (أ.ف.ب)
صورة تظهر الجسر الرابط بين سيفيرودونيتسك وغرب أوكرانيا بعد تدميره من القوات الروسية (أ.ف.ب)

يواجه الأوكرانيون وضعاً «يزداد صعوبة» في دونباس، حيث تقصف روسيا بلدة سيفيرودونيتسك في لوغانسك «على مدار الساعة»، فيما يصدر الحكم بحق جندي روسي، اليوم (الاثنين)، في كييف في أول محاكمة بقضية جرائم حرب.
وتشدد موسكو القصف على دونباس، حيث تحشد بحسب حاكم منطقة لوغانسك، سيرغي غايداي، الوحدات التي انسحبت من منطقة خاركيف (شمال شرق) والقوات التي فرضت الحصار على ماريوبول (جنوب شرق) ومقاتلي منطقتي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين والقوات الشيشانية وتعزيزات استقدمت من سيبيريا وأقصى الشرق الروسي.
وقال غايداي على تطبيق «تليغرام»، إن «كل القوات الروسية تحتشد في منطقتي لوغانسك ودونيتسك»، مضيفاً أن الأمر نفسه ينطبق على الأسلحة مع «تركيز كل شيء هنا»، لا سيما صواريخ «إس - 300» المضادة للطائرات و«إس - 400» المضادة للصواريخ. وشدد غايداي على أن سيفيرودونيتسك التي تشكل نقطة محورية في معركة دونباس، تتعرض لنيران القوات الروسية «على مدار الساعة». وأوضح: «إنهم يستخدمون تكتيك الأرض المحروقة، يدمرون المدينة بشكل متعمد» من خلال القصف الجوي وقاذفات الصواريخ المتعددة وقذائف الهاون والقصف على المباني من الدبابات.
وأعلن الجيش الأوكراني الأحد، على «فيسبوك»، مقتل ما لا يقل عن سبعة مدنيين وإصابة ثمانية بجروح، في قصف استهدف 45 بلدة في منطقة دونيتسك. وتواجه سيفيرودونيتسك المصير ذاته الذي حل بماريوبول، المدينة التي تحولت إلى خراب بعد أسابيع من الحصار، حيث باتت أحياء كاملة مجرد حطام وركام، فيما المباني المتبقية تشهد على القصف المكثف بالصواريخ والقذائف. وفر مئات آلاف السكان من المدينة، وقُتل الكثيرون فيها من دون أن يكون من الممكن إحصاء أعدادهم حتى الآن.
وتقول أنجيلا كوبيتسا (52 عاماً)، وهي ممرضة أطفال سابقاً، التقتها وكالة الصحافة الفرنسية خلال جولة للصحافة نظمتها وزارة الدفاع الروسية: «أي أمل يبقى لي؟ ماذا أقول حين يكون منزلي مدمراً وحياتي مدمرة؟».
في كييف، يصدر الحكم، اليوم (الاثنين)، في أول محاكمة بقضية جرائم حرب، يتهم فيها جندي روسي عمره 21 عاماً بقتل مدني في الـ62 من العمر. وأفادت النيابة العامة الأوكرانية بفتح أكثر من 12 ألف تحقيق في قضايا جرائم حرب منذ بدء الغزو الروسي في 24 فبراير (شباط).
من جهته، يواصل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي جولته عبر الفيديو على قادة العالم، وسيلقي كلمة اليوم (الاثنين)، أمام المنتدى الاقتصادي العالمي الذي يعقد في دافوس مجدداً، بعد تعليقه سنتين بسبب تفشي وباء «كوفيد - 19»، ومن المتوقع أن يغتنم هذا المنبر ليدعو إلى تقديم مزيد من المساعدات المالية والعسكرية لبلاده.
ويلقي زيلينسكي خطابه عبر الفيديو، غير أن عدداً من المسؤولين السياسيين الأوكرانيين يشاركون في المنتدى حضورياً، وبينهم وزير الخارجية دميترو كوليبا ورئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو. وقد يتطرق زيلينسكي مجدداً أمام نخب الاقتصاد العالمي إلى رغبة كييف في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وهي مسألة تثير انقساماً بين أعضاء التكتل.
وأعرب الرئيس البولندي أندريه دودا أمس، عن دعمه لانضمام أوكرانيا، في كلمة ألقاها أمام البرلمان الأوكراني في كييف، وكانت الأولى لرئيس دولة منذ بدء النزاع. وقال دودا: «يجب احترام» الشعوب التي «تريق دماءها» من أجل الانتماء إلى أوروبا، موجهاً كلامه ضمناً إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي عرض إنشاء «منظمة سياسية أوروبية» يمكن لأوكرانيا الانضمام إليها، والمستشار الألماني أولاف شولتس المعارض لمنح أوكرانيا «طريقاً مختصراً» للانضمام.
وعرض الوزير الفرنسي المنتدب للشؤون الأوروبية كليمان بون، أمس (الأحد)، الموقف ذاته، محذراً بأن انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي «سيستغرق على الأرجح 15 أو 20 عاماً».
على صعيد آخر، أبدت روسيا استعدادها لاستئناف المفاوضات، محملة كييف مسؤولية تعليقها. وقال مستشار الكرملين المكلف بالمفاوضات مع كييف فلاديمير ميدينسكي، في مقابلة مع التلفزيون البيلاروسي الأحد: «من جانبنا نحن مستعدون لمواصلة الحوار»، مضيفاً أن «تجميد المحادثات كان بمبادرة من أوكرانيا». واعتبر أن «الكرة اصبحت في ملعبهم».
وبدأت مفاوضات بين الطرفين بعد فشل موسكو في السيطرة على كييف، غير أنها لم تتوصل إلى نتيجة رغم عقد عدة لقاءات في تركيا.


مقالات ذات صلة

روسيا: قصف كييف يأتي رداً على هجوم بصواريخ أميركية

أوروبا رجال الإطفاء يظهرون في موقع تعرض لهجوم صاروخي روسي على كييف (أ.ب)

روسيا: قصف كييف يأتي رداً على هجوم بصواريخ أميركية

ذكرت وزارة الدفاع الروسية أن هجوماً صاروخياً أسفر عن مقتل أربعة أشخاص في كييف، خلال الليل، جاء رداً على هجوم أوكراني في وقت سابق من الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (كييف)
الولايات المتحدة​ الاستعدادات جارية لحفل تنصيب ترمب أمام مبنى الكابيتول في 12 يناير 2025 (أ.ف.ب)

ترمب في عهده الثاني: نسخة جديدة أم تكرار لولايته الأولى؟

يأمل كبار السياسيين بواشنطن في أن تكون إدارة دونالد ترمب الثانية مختلفة عن الأولى، وأن يسعى لتحقيق توازن في الحكم ومدّ غصن زيتون للديمقراطيين.

رنا أبتر (واشنطن)
أوروبا أفراد من القوات العسكرية البولندية خلال العرض العسكري لإحياء ذكرى انتصار بولندا على الجيش الأحمر السوفياتي عام 1920 في وارسو 15 أغسطس 2023 (رويترز)

كيف تستعد بولندا لإعادة التسلح الأوروبي؟

بوصفها «أفضل طالب» في حلف الناتو، تحاول بولندا إشراك شركائها في مواجهة تحدي زيادة الإنفاق الدفاعي ومواجهة التهديد الروسي، حسب تقرير لصحيفة «لوفيغارو».

«الشرق الأوسط» (وارسو)
أوروبا خلال إطلاق صاروخ «أتاكمز» الأميركي الصنع نحو مياه البحر الشرقي قبالة كوريا الجنوبية في 5 يوليو 2017 (رويترز)

روسيا تتهم أوكرانيا باستخدام صواريخ «أتاكمز» الأميركية مجدداً وتتوعد بالرد

قالت وزارة الدفاع الروسية، الجمعة، إن أوكرانيا شنت هجوماً على منطقة بيلغورود بـ6 صواريخ «أتاكمز» أميركية الصنع، الخميس.

«الشرق الأوسط» (موسكو )
أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الهندي ماريندرا مودي (رويترز)

تقرير: مقتل هندي في حرب أوكرانيا يجدد التوترات بين نيودلهي وموسكو

سلطت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية الضوء على قضية الهنود الذين يقتلون خلال قتالهم مع الجيش الروسي في حربه ضد أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

360 صحافياً مسجونون في العالم... والصين وإسرائيل في صدارة القائمة السوداء

عدد الصحافيين السجناء في العالم بلغ 361 في نهاية عام 2024 (أرشيفية)
عدد الصحافيين السجناء في العالم بلغ 361 في نهاية عام 2024 (أرشيفية)
TT

360 صحافياً مسجونون في العالم... والصين وإسرائيل في صدارة القائمة السوداء

عدد الصحافيين السجناء في العالم بلغ 361 في نهاية عام 2024 (أرشيفية)
عدد الصحافيين السجناء في العالم بلغ 361 في نهاية عام 2024 (أرشيفية)

أعلنت لجنة حماية الصحافيين، اليوم الخميس، أنّ عدد الصحافيين السجناء في العالم بلغ 361 في نهاية عام 2024، مشيرة إلى أنّ إسرائيل احتلّت، للمرة الأولى في تاريخها، المرتبة الثانية في قائمة الدول التي تسجن أكبر عدد من الصحافيين، بعد الصين.

وقالت جودي غينسبيرغ رئيسة هذه المنظمة غير الحكومية الأميركية المتخصصة في الدفاع عن حرية الصحافة، في بيان، إن هذا التقدير لعدد الصحافيين المسجونين هو الأعلى منذ عام 2022 الذي بلغ فيه عدد الصحافيين المسجونين في العالم 370 صحافياً. وأضافت أنّ هذا الأمر «ينبغي أن يكون بمثابة جرس إنذار».

وفي الأول من ديسمبر (كانون الأول)، كانت الصين تحتجز في سجونها 50 صحافياً، بينما كانت إسرائيل تحتجز 43 صحافياً، وميانمار 35 صحافياً، وفقاً للمنظمة التي عدّت هذه «الدول الثلاث هي الأكثر انتهاكاً لحقوق الصحافيين في العالم».

وأشارت لجنة حماية الصحافيين إلى أنّ «الرقابة الواسعة النطاق» في الصين تجعل من الصعب تقدير الأعداد بدقة في هذا البلد، لافتة إلى ارتفاع في عدد الصحافيين المسجونين في هونغ كونغ، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

أمّا إسرائيل التي تعتمد نظام حكم ديمقراطياً يضمّ أحزاباً متعدّدة، فزادت فيها بقوة أعداد الصحافيين المسجونين منذ بدأت الحرب بينها وبين حركة «حماس» في قطاع غزة في أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وأكّدت المنظمة غير الحكومية ومقرها في نيويورك أنّ «إسرائيل حلّت في المرتبة الثانية بسبب استهدافها التغطية الإعلامية للأراضي الفلسطينية المحتلّة».

وأضافت اللجنة أنّ هذا الاستهداف «يشمل منع المراسلين الأجانب من دخول (غزة) ومنع شبكة الجزيرة القطرية من العمل في إسرائيل والضفة الغربية المحتلة».

وتضاعف عدد الصحافيين المعتقلين في إسرائيل والأراضي الفلسطينية خلال عام واحد. وأفادت المنظمة بأنّ إسرائيل التي تعتقل حالياً 43 صحافياً جميعهم من الفلسطينيين تجاوزت عدداً من الدول في هذا التصنيف؛ أبرزها ميانمار (35)، وبيلاروسيا (31)، وروسيا (30). وتضمّ قارة آسيا أكبر عدد من الدول التي تتصدّر القائمة.

وأعربت جودي غينسبيرغ عن قلقها، قائلة إن «ارتفاع عدد الاعتداءات على الصحافيين يسبق دائماً الاعتداء على حريات أخرى: حرية النشر والوصول إلى المعلومات، وحرية التنقل والتجمع، وحرية التظاهر...».