الجيش اللبناني يوقف أحد أخطر المطلوبين من كتائب «عبد الله عزام»

فكك سيارتين مفخختين إحداهما في بيروت والأخرى على متنها ثلاث نساء قرب عرسال

الجيش اللبناني يوقف أحد أخطر المطلوبين من كتائب «عبد الله عزام»
TT

الجيش اللبناني يوقف أحد أخطر المطلوبين من كتائب «عبد الله عزام»

الجيش اللبناني يوقف أحد أخطر المطلوبين من كتائب «عبد الله عزام»

حقق الجيش اللبناني اليوم (الأربعاء) "إنجازاً" أمنياً نوعياً بتوقيفه نعيم إسماعيل محمود المعروف باسم نعيم عباس، وهو أحد أخطر المطلوبين من القياديين في صفوف كتائب "عبد الله عزام"، ومتورط بإعداد وتجهيز سيارات مفخخة، انفجر بعضها في مناطق عدة خلال الأشهر الأخيرة في لبنان، وكان بعضها الآخر معدا للتفجير في الأيام المقبلة.
وقادت اعترافات عباس السريعة بعد توقيفه الى ضبط سيارتين مفخختين، الأولى في منطقة كورنيش المزرعة في بيروت، قرب مكان توقيفه وكان فيها 100 كيلوغرام من المتفجرات وبداخلها حزام ناسف، والثانية على المدخل الغربي لبلدة عرسال البقاعية وقد فخخت بـ 40 كيلوغراماً من المواد المتفجرة، وكان بداخلها ثلاث نساء.
ويأتي توقيف عباس، بعد ورود اسمه في محاضر التحقيق مع الموقوف من "كتائب عبد الله عزام" عمر الأطرش، الذي اعترف بنقل انتحاريين وأحزمة ناسفة وسيارات مفخخة، قال الشهر الماضي إنه كان يتسلمها من الحدود مع سوريا ويسلمها الى عباس.
وتبنت "كتائب عبدالله عزام" اطلاق صواريخ من جنوب لبنان باتجاه اسرائيل الصيف الماضي، وتفجيراً انتحارياً مزدوجاً استهدف مقر السفارة الايرانية في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي واطلاق صواريخ استهدفت مدينة الهرمل الشهر الماضي.
من جهتها، أعلنت قيادة الجيش اللبناني، في بيان أصدرته اليوم، أن "الجيش كان يرصد عباس منذ مدة، بعد ورود معلومات عن دوره في إعداد سيارات مفخخة وتفجيرها، وجرت ملاحقته منذ خروجه من مخيم عين الحلوة، في عملية مراقبة دقيقة، أسفرت عن مداهمته والقبض عليه".
ويتحدر عباس من مخيم عين الحلوة، حيث أقام لفترة طويلة، وكان قريباً من حركة الجهاد الإسلامي، قبل أن يصبح أكثر التصاقاً بجهات أصولية ناشطة في المخيم، بينها تنظيم "فتح الاسلام"، الذي خاض الجيش اللبناني ضده مواجهات عنيفة في مخيم نهر البارد عام 2007.
وأشاد رئيس الحكومة الأسبق ورئيس تيار المستقبل سعد الحريري، خلال اتصال هاتفي بقائد الجيش، "بإبطال مجموعة من العمليات الارهابية التي كانت تستهدف مواطنين لبنانيين أبرياء، وبالتالي كل لبنان".



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».