الأعراض المتغيرة لـ«كوفيد الطويل الأمد» تعرقل علاجاً واعداً له

أنسجة مدمرة والتهابات مستعرة وأعصاب مرتبكة وجلطات دموية

الأعراض المتغيرة لـ«كوفيد الطويل الأمد» تعرقل علاجاً واعداً له
TT

الأعراض المتغيرة لـ«كوفيد الطويل الأمد» تعرقل علاجاً واعداً له

الأعراض المتغيرة لـ«كوفيد الطويل الأمد» تعرقل علاجاً واعداً له

في العامين الماضيين ومنذ أن أصيبت جيسيكا ماكغوفرن البالغة من العمر 38 عاماً بفيروس «كورونا»، قامت بتجربة «أكثر من 100 من الأدوية والمكملات والعلاجات الأخرى» في محاولة للتخلص من أعراض فيروس «كورونا» التي طال أمدها.

«كوفيد الطويل الأمد»

وقد أخبرتني أن التدخلات كانت غير مجدية في جميع الحالات تقريباً: فالإرهاق والضعف والأوجاع ما زالت تضربها على الأريكة؛ وما زالت تشعر بألم خانق في الصدر يزداد سوءاً عند استنشاقها الهواء؛ وكان الجزء العلوي من جسدها لا يزال مسكوناً بإحساس حاد بالكهرباء يذكرها بتدفق الماء الساخن على الأيدي المتجمدة.
كانت ماكغوفرن تنام في عذاب، ثم تحلم بمزيد من العذاب. ولكن، وبعد ذلك، في بداية شهر أبريل (نيسان) الماضي، بدأت دورة لمدة 5 أيام من تناول عقار «باكسلوفيد» Paxlovid، الحبوب المضادة للفيروسات من شركة «فايزر». وبحلول يومها الثاني من الدواء «شعرت بأن الرسائل في جسدي تتغير». إلا إنها بقيت، بعد 4 أسابيع، تعاني من الإرهاق والأوجاع وصعوبة التنفس. ولكنها أخبرتني أن الصراخ وألم الأعصاب اللذين عانى منهما جسدها لمدة 20 شهراً «قد اختفيا بشكل أساسي»، وقد استعادت بعض الحركة، وهي تقضي مزيدأً من الوقت مع أطفالها الثلاثة الصغار.
واخذت ماكغوفرن؛ وهي عازفة للفلوت منذ نحو 3 عقود، تعزف على آلتها الموسيقية مرة أخرى بعد توقف استمر عامين، «وهو شعور لا يُصدق،» مثل استعادة «جزء من حياتك السابقة».

أدوية مضادة

حتى الآن، لا توجد علاجات مثبتة لـ«كوفيد طويل الأمد». ولكن في الأسابيع الأخيرة، فوجئ عدد قليل من المصابين بحالاته؛ ومن بينهم ماكغوفرن، بالشعور بأن مرضهم يهدأ بعد تناول عقار «فايزر» الجديد. ورغم أن علاج «كوفيد طويل الأمد» بالأدوية المضادة للفيروسات يظل تحت طائلة التساؤلات، لكن حبوب «باكسلوفيد» قد تقدم حلاً مباشراً بشكل مدهش لواحد من أكبر الألغاز في الوباء.
إن «كوفيد طويل الأمد» متنوع للغاية وقادر على إحداث فوضى في العديد من الأنسجة التي تتطلب العلاج، ويتطلب ذلك بالنسبة لكثيرين، بلا شك، إعادة تأهيل العديد من أنظمة الجسم في وقت واحد. ولكن ربما وبالنسبة إلى مجموعة فرعية من المصابين به، يمكن أن تكون بضعة أيام من الحبوب المضادة للفيروسات هي كل ما يتطلبنه الأمر لتسريع عملية الشفاء.
وتظل قدرة عقار «باكسلوفيد» على إخماد أعراض «كوفيد طويل الأمد» لأي شخص أمراً غامضاً بعض الشيء؛ إذ يعمل الدواء بشكل أفضل عندما يقدَّم بسرعة وفي وقت مبكر، مع قدرة الفيروس على التكاثر بسرعة داخل الخلايا البشرية. ولذا؛ فان العقار يسهل على الجهاز المناعي التخلص منه.
ولكن المشكلة أن ظهور «كوفيد الطويل» قد يستغرق أسابيع أو شهوراً، ولم يتم إثبات أن له مصدراً فيروسياً مستمراً. ولا يزال الخبراء لا يعرفون إلى أي مدى يمكن أن تكون لتناول العقار تأثيرات معروفة أو دائمة. لا يمكنهم أن يقولوا بثقة لماذا يمكن أن تكون للعقار تأثيرات ملطفة، أو - إذا تم إثبات التأثيرات المذكورة - أي من المصابين هم الأكثر استفادة منه.

خفايا الفيروس

وحتى في أكثر السيناريوهات وردية، فلن يكون «باكسلوفيد» حلاً سحرياً... ولكن إذا كانت لديه فرصة للقيام بشيء ما، حتى لجزء بسيط من المصابين، «فعلينا على الأقل المحاولة»، كما تقول جين مارازو، مديرة قسم الأمراض المُعدية بجامعة ألاباما في «مدرسة برمنغهام للطب»؛ «لأنه ليس لدينا شيء آخر».
وتشير التقديرات إلى أن ملايين الأشخاص في الولايات المتحدة وحدها قد طوروا أعراضاً مروعة لفيروس «كورونا» منذ بداية الوباء؛ وأن أعدادهم تنمو مع كل موجة إضافية. ويقول ديفيد بوترينو، عالم الأعصاب واختصاصي إعادة التأهيل في مؤسسة «ماونت سيناي»، عن العقار: «هذا تدخل كان يجب (أن يتم) تحت التجربة السريرية». ومع ذلك، لا توجد حتى الآن دراسات جيدة التصميم تبحث في إمكانات عقار «باكسلوفيد» بوصفه دواءً طويل الأمد لفيروس «كورونا»، ولم تكن هناك أي دراسات جاهزة للبدء.
لقد تعرقل البحث عن علاجات طويلة الأمد لفيروس «كورونا»، جزئياً، بسبب طبيعة فيروس «كورونا طويل الأمد». يبدو أن الحالة، مثل السرطان، ليست مرضاً واحداً، ولكنها فئة من المتلازمات ذات الصلة، ولكن المتميزة، والتي يمكن أن تظهر كل منها بمجموعة من الأعراض الخاصة بها، وتتطلب علاجاتها الخاصة، وتنبع من سبب مختلف قليلاً. وفي نسبة معينة من المصابين، ربما لدى الأغلبية، يُعتقد أن الفيروس قد جاء وذهب، تاركاً وراءه دماراً فسيولوجياً: الأنسجة المضروبة، والالتهابات المستعرة، والأجسام المضادة ذاتية الهجوم، والأعصاب المرتبكة، والجلطات الدموية. لكن ربما يمكن للدواء أن يساعد مجموعة أخرى المصابين، الذين يُعتقد أنهم يؤوون مستودعات يصعب الوصول إليها من الفيروسات التي تثير غضب الجسم بانتظام.
الأمر المعقد هنا هو أن أحداً لم يقدم حتى الآن أدلة قوية على وجود هذه المخابئ الفيروسية المخفية. ويجادل العديد من العلماء؛ بمن فيهم أكيكو إيواساكي من جامعة ييل، وهو أحد أكبر الباحثين في العالم حول فيروس «كورونا»، بأن هناك تلميحات قوية إلى أنه من المؤكد أن فيروس «SARS-CoV-2» (الاسم العلمي لـ«كوفيد19») يمكن أن يظل موجوداً في أجسام بعض الأشخاص لأشهر، ويمكن أيضاً أن يخرج من مجرى الهواء لاحتلال الأنسجة الأخرى؛ بما في ذلك تلك التي لا يستطيع بعض مقاتلي جهاز المناعة الوصول إليها بسهولة.
ورأى الباحثون آثاراً للمادة الجينية والبروتينات الخاصة بالفيروس في مزيج من الأعضاء، وأحياناً بعد أشهر من بدء العدوى. ولكن في حين أن هذه الآثار أجزاء يمكن أن تمثل فيروساً نشطاً، إلا إنها قد تكون أيضاً أجزاء من بقاياه غير النشطة.
للمساعدة في حل القضية، سيتعين على الباحثين تجنيد آلاف من المصابين بـ«كوفيد طويل الأمد» للاختبار، لتخمين أين قد يكون الفيروس كامناً، ومعرفة ما إذا كان بإمكانهم استخراج ما يكفي من الميكروب من الأنسجة لإصابة خلايا جديدة في المختبر؛ وهي دراسات تدخلية، كما تقول كاثرين بليش، اختصاصية المناعة في جامعة ستانفورد.
ومع ذلك، قال لي فينيت ميناتشيري، خبير الفيروسات التاجية في الفرع الطبي بجامعة تكساس، إن العدوى طويلة الأمد ربما تكون «أكثر شيوعاً مما نعتقد». وتجارب الناس الحية تدعم ذلك أيضاً؛ اذ أفاد بعض المصابين بشعورهم بتحسن كبير وغير متوقع في الراحة بعد تلقي لقاحات «كوفيد» وهو اتجاه يعزوه العديد من الخبراء إلى الدفقات التي حفزت الخلايا المناعية على التخلص أخيراً من الفيروس المتبقي.
والآن تظهر حفنة من قصص التحسن الذي حدث بعد تناول المصابين بحالات «كوفيد طويل الأمد» بعد تناول «باكسلوفيد»، كما حدث للآخرين مع اللقاحات. وقد أبدت مجموعة من الباحثين في جامعة ستانفورد، بقيادة الطبيبة ليندا جينج، أخيراً أن أعراض «كوفيد طويلة الأمد» لامرأة تبلغ من العمر 47 عاماً - من بينها التعب، والأرق، وآلام الجسم، والمشكلات الإدراكية، وسرعة ضربات القلب - تبخرت بعد أن أخذت «باكسلوفيد» لاستبعاد احتمال الإصابة بالفيروس مرة أخرى.
لكن هذه الحكايات؛ أكانت صحيحة أم غير صحيحة، و«دراسات الحالة» وحدها لن تكون كافية. أخبرتني أنجيلا ميريكيز فاسكيز، التي تدير مؤسسة «بودي بوليتكس»، وهي مجموعة مناصرة تقدم الدعم للأشخاص الذين يعانون من «كوفيد طويل الأمد»: «حتى الآن، فإن التقارير المتعلقة بتحسينات ما بعد Paxlovid (باكسلوفيد) كانت غير متسقة للغاية، وشحيحة للغاية، لقياس ما يحدث بالفعل».
كما أن العديد من المصابين غير مؤهلين لأخذ «باكسلوفيد»؛ لأنهم لم ترصد لديهم حديثاً إصابة بالفيروس، ولذا لا يعدّون معرضين «لخطر كبير» للإصابة بمرض «كوفيد» الشديد. ويمكن أيضاً لأعراض «كوفيد طويل الأمد» أن تتلاشى بشكل طبيعي. ولإظهار نتائج واضحة حقيقية حول ما إذا كان «باكسلوفيد» يفعل ما يأمله العديد من المصابين، يحتاج شخص ما إلى اختبار النظرية من خلال تجارب إكلينيكية صارمة وبشكل مثالي بمساعدة الشركة التي تصنع الدواء.
لا يبدو أن شركة «فايزر» تعارض ذلك بشكل فعال؛ كما كتبت كيت لونغلي، المتحدثة باسم الشركة، في رسالة بالبريد الإلكتروني، لكنها رفضت توضيح سبب عدم إجراء دراسة للشركة.

* «ذا أتلانيك» - خدمات «تريبيون ميديا»



حافلات كهربائية جديدة في لندن... بمظهر مدهش

حافلات كهربائية جديدة في لندن... بمظهر مدهش
TT

حافلات كهربائية جديدة في لندن... بمظهر مدهش

حافلات كهربائية جديدة في لندن... بمظهر مدهش

من مسافة بعيدة، يبدو أحدث الحافلات على طرق لندن مثل عربات الترام، ذات الشكل الانسيابي والعجلات المخفية في الغالب.

يقول آندي ديرز، مدير تطوير الأعمال في شركة «Irizar e - mobility»، ومقرها إسبانيا التي صمّمت الحافلة التي تشبه الترام: «ترى الآن الكثير من الناس على الأرصفة ينظرون إلى المركبات ويقولون: واو، ما هذا؟... إنها مركبة مذهلة للغاية... تجذب الناس إليها».

مركبة فسيحة وخفيفة

تنزلق الأبواب الجانبية للفتح، مثل القطار أيضاً. وفي الداخل، تملأ النوافذ الكبيرة الحافلة بالضوء؛ مما يجعلها تبدو أوسع قليلاً من الحافلة النموذجية. كما تم ترتيب المقاعد بممرات واسعة. «إنها أخفّ وزناً وأكثر إشراقاً، وتمنح الركاب إحساساً بالمساحة»، كما يقول ديرز. ويضيف: «حافلات النقل في لندن مزدحمة للغاية، لذا فكلما زاد الشعور بالمساحة التي يمكنك الحصول عليها في المركبة، زادت سعادة الركاب».

كما يتمتع الجزء الداخلي بمزايا أخرى لتحسين تجربة الركاب، بما في ذلك المقاعد الأكثر راحة، والركوب الأكثر سلاسة، والشاشات التي تعرض المحطات القادمة، والإضاءة المزاجية التي تتغيّر مع الفصول، ومنافذ «يو إس بي» لشحن الهواتف. وعند المحطات، تكون الحافلة منخفضة بما يكفي عن الأرض، بحيث لا يضطر الركاب إلى رفع أجسامهم للصعود.

ميزات أمان للسرعة والتحذيرات

تساعد الواجهة الأمامية المستديرة والمتحدرة للمركبة في جعلها أكثر أماناً للمشاة وراكبي الدراجات؛ حيث من المرجح أن تؤدي الواجهة الأمامية الحادة إلى إصابة شخص ما بجروح خطيرة أو قتله في حال وقوع حادث.

وتتمتع الحافلة بميزات أمان أخرى، بما في ذلك التحذيرات الصوتية خارج السيارة، والحدود التلقائية للسرعة، والكاميرات بدلاً من المرايا لإعطاء السائقين رؤية كاملة.

مركبات مصمّمة للشحن السريع

في كل طرف من الطريق الذي يبلغ طوله 15 ميلاً -أحد أطول الطرق (24 كلم تقريباً) في لندن- يتوقف السائق تحت شاحن علوي ويضغط على زر. تتصل الحافلة تلقائياً بالشاحن، وتُملأ البطارية في نحو ست دقائق. إنها ليست شحنة كاملة، ولكن يمكنها إعادة شحن نحو 20 في المائة من البطارية. يمكن للحافلات أيضاً الشحن في الليل، ولكن القدرة على الشحن في أثناء الطريق، التي تُسمّى «انتهاز فرصة للشحن» (opportunity charging)، تجعل من الممكن لكل مركبة البقاء على الطريق لفترة أطول.

وتقول لورنا مورفي، مديرة الحافلات في هيئة النقل لدى لندن، وهي الهيئة الحكومية التي تدير معظم وسائل النقل في المدينة، إن «(انتهاز الفرصة للشحن) يعني أن السائقين لا يحتاجون إلى العودة إلى المرائب في أثناء النهار لإعادة الشحن... وهذا يعني عدم وجود حاجة إلى عدد كبير من الحافلات على هذا الطريق، مما يؤدي إلى توفير المال الذي يمكن استثماره في مجالات أخرى من شبكة النقل في المدينة، بالإضافة إلى فوائد السفر الأكثر نظافة واخضراراً».

شحن متكرر لبطاريات أصغر

إن الشحن المتكرر يعني أن البطاريات يمكن أن تكون أصغر حجماً، مما يقلل من وزن الحافلات، وبالتالي يقلّل التكلفة. إلا أن نظام النقل الجديد لا يعمل دائماً بصورة مثالية، على الأقل في أثناء الاستخدام الأولي له؛ إذ أشارت إحدى مراجعات «يوتيوب» التي أجراها طلاب المدارس الابتدائية إلى أنه كان عليهم الانتقال إلى حافلة أخرى بعد أن نفدت شحنة حافلتهم الكهربائية.

أسطول كامل من الحافلات البيئية

ومدينة لندن الآن في منتصف طريقها لتحويل أسطول حافلاتها بالكامل إلى طاقة كهربائية، ولديها بالفعل أكثر من 1700 حافلة خالية من الانبعاثات على الطرقات. والخط رقم «358» أول من استخدم الحافلات الجديدة، لديه 20 منها. كما تضيف لندن حافلات «شبه إكسبريس» لتوفير خدمة أسرع؛ حيث تم إطلاق شبكة جديدة من 10 حافلات سريعة، تُسمّى خدمة «حلقة السوبر» Superloop، العام الماضي.

أما في الولايات المتحدة، حيث يطرح عدد متزايد من المدن خدمة النقل السريع بالحافلات، فقد يساعد التصميم المختلف أيضاً في إقناع مزيد من الناس بأن ركوب الحافلة يمكن أن يكون بديلاً أفضل للقيادة، وقد يساعد ذلك في تقليل مستوى التلوث وحركة المرور. غالباً ما يُنظر إلى الحافلات على أنها أدنى من القطارات، لكن الحافلة التي تشبه القطار قد تغيّر التصورات.

* مجلة «فاست كومباني» - خدمات «تريبيون ميديا».

حقائق

أكثر من 1700

حافلة خالية من الانبعاثات تسير على الطرقات في لندن