مصر: اكتشاف «نقطة تفتيش» أثرية في سوهاج

استُخدمت في تأمين السفن وحركة الملاحة

نقطة التفتيش الأثرية في جبل الهريدي (وزارة السياحة والآثار)
نقطة التفتيش الأثرية في جبل الهريدي (وزارة السياحة والآثار)
TT

مصر: اكتشاف «نقطة تفتيش» أثرية في سوهاج

نقطة التفتيش الأثرية في جبل الهريدي (وزارة السياحة والآثار)
نقطة التفتيش الأثرية في جبل الهريدي (وزارة السياحة والآثار)

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، «اكتشاف إحدى نقاط التفتيش والمراقبة وبقايا معبد يعود لعصر الملك بطليموس الثالث (222 - 246) قبل الميلاد، أي نحو 2250 عاماً، وما يقرب من 85 مقبرة أثرية، في منطقة جبل الهريدي بسوهاج (صعيد مصر)».
وقال الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، مصطفى وزيري، في بيان صحافي اليوم، إن «نقطة التفتيش المكتشفة عبارة عن مبنى من الطوب اللبن والآجر، يشبه ما يسمى بمبنى البرج (Tower House)، تم بناؤه بهدف التفتيش والمراقبة، وإحكام المرور بين حدود الأقاليم، وجمع الضرائب، وتأمين السفن وحركة الملاحة في النيل»، موضحاً أن «المعبد المكتشف تم تكريسه للمعبودة إيزيس، ويعود لعصر الملك بطليموس الثالث (يورجتيس)، ويمتد بطول 33 متراً، وعرض 14 متراً، بمحور من الشمال إلى الجنوب».
وتقع منطقة جبل الهريدي على مسافة 350 كيلومتراً في صعيد مصر، وهي منطقة جبلية بها منحدرات من الأحجار الجيرية، كانت مصدراً للأحجار في العصر البطلمي، حيث وثّقت البعثة الأثرية المصرية العاملة بالموقع، مجموعة من المحاجر الموجودة به، منها محجر للملك رمسيس الثالث من الأسرة التاسعة عشرة، يضم لوحة صخرية خاصة برمسيس الثالث، تم ذكرها في بردية هريس، وتقول بأن «الملك رمسيس الثالث أوفد 38 عاملاً ماهراً من عمال المحاجر لهذه المنطقة (جبل هريدي)، لـ(قطع الأحجار لبناء معبد له في الإقليم العاشر)». ووثّقت البعثة ثلاثة محاجر أخرى من العصر البطلمي لكل من بطليموس الثالث والرابع والخامس وبطليموس الثاني عشر.

ويتكون المعبد المكتشف من «صالة مكشوفة مستطيلة الشكل، يتوسطها صف مكون من أربعة أعمدة، يليه صالة مستعرضة يتوسطها عمودان، تؤدي إلى قدس الأقداس، ويتوسط المعبد من الغرب سلم، وشكلت أرضية المعبد من البلاطات الحجرية من الحجر الجيري المحلي»، بحسب رئيس قطاع الآثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار، أيمن عشماوي.
وتضمن الكشف العثور على حوض للتطهير من الحجر الجيري، في الجهة الشمالية للمعبد، إضافة إلى لوحة نذور للمعبد، وفي الناحية الشمالية عثر على 5 أوستراكات (قطعة من الحجر) عليها كتابات بالخط الديموطيقي، بالإضافة إلى 38 عملة معدنية تعود إلى العصر الروماني، وجزء صغير من عمود من الحجر الجيري، بعض العظام الحيوانية، تبين من خلال دراستها أنها «كانت تمثل طعام كهنة المعبد»، وفقاً للبيان.

من جهته، قال رئيس الإدارة المركزية لآثار مصر العليا، محمد عبد البديع، إن «البعثة الأثرية العاملة في سوهاج كشفت عن بيت أحد رؤساء العمال، وعدد من بقايا الأوراق الخاصة بأسماء العمال ورواتبهم ومهامهم، إضافة إلى نحو 85 مقبرة تعود إلى فترات مختلفة منذ نهاية الدولة القديمة وحتى نهاية العصر البطلمي، منها مقابر محفورة في مستويات عدة في الجبل، ومنها مقابر ذات بئر أو آبار عدة للدفن، ومقابر أخرى ذات ممر منحدر ينتهي بغرفة للدفن».
وداخل المقابر التي تعود للعصر البطلمي عثرت البعثة على 30 بطاقة مومياء، والتي كانت تعد بمثابة تصريح للدفن مكتوبة باللغة اليونانية القديمة، والخطين الهيراطيقي والديموطيقي، مع بقايا رفات آدمية، وبقايا مومياوات، وعادة ما تتضمن تلك البطاقات اسم المتوفى، واسم والده، أو والدته، وموطنه، ومهنته، وعمره عند الوفاة، إضافة إلى بعض الأدعية الخاصة بالآلهة المصرية القديمة.


مقالات ذات صلة

«نشيد الحب» تجهيز شرقي ضخم يجمع 200 سنة من التاريخ

يوميات الشرق جزء من التجهيز يظهر مجموعة الرؤوس (جناح نهاد السعيد)

«نشيد الحب» تجهيز شرقي ضخم يجمع 200 سنة من التاريخ

لا شيء يمنع الفنان الموهوب ألفريد طرزي، وهو يركّب «النشيد» المُهدى إلى عائلته، من أن يستخدم ما يراه مناسباً، من تركة الأهل، ليشيّد لذكراهم هذا العمل الفني.

سوسن الأبطح (بيروت)
يوميات الشرق مشهد من جامع بيبرس الخياط الأثري في القاهرة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

بعد 5 قرون على إنشائه... تسجيل جامع بيبرس الخياط القاهري بقوائم الآثار الإسلامية

بعد مرور نحو 5 قرون على إنشائه، تحوَّل جامع بيبرس الخياط في القاهرة أثراً إسلامياً بموجب قرار وزاري أصدره وزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي.

فتحية الدخاخني (القاهرة )
المشرق العربي الضربات الجوية الإسرائيلية لامست آثار قلعة بعلبك تسببت في تهديم أحد حيطانها الخارجية وفي الصورة المعبد الروماني
(إ.ب.أ)

«اليونيسكو» تحذر إسرائيل من استهداف آثار لبنان

أثمرت الجهود اللبنانية والتعبئة الدولية في دفع منظمة اليونيسكو إلى تحذير إسرائيل من تهديد الآثار اللبنانية.

ميشال أبونجم (باريس)
يوميات الشرق هضبة الأهرامات في الجيزة (هيئة تنشيط السياحة المصرية)

غضب مصري متصاعد بسبب فيديو «التكسير» بهرم خوفو

نفي رسمي للمساس بأحجار الهرم الأثرية، عقب تداول مقطع فيديو ظهر خلاله أحد العمال يبدو كأنه يقوم بتكسير أجزاء من أحجار الهرم الأكبر «خوفو».

محمد عجم (القاهرة )
المشرق العربي الضربات الجوية الإسرائيلية لامست آثار قلعة بعلبك تسببت في تهديم أحد حيطانها الخارجية وفي الصورة المعبد الروماني
(إ.ب.أ)

اجتماع طارئ في «اليونيسكو» لحماية آثار لبنان من هجمات إسرائيل

اجتماع طارئ في «اليونيسكو» للنظر في توفير الحماية للآثار اللبنانية المهددة بسبب الهجمات الإسرائيلية.

ميشال أبونجم (باريس)

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
TT

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

وقّعت هذه المرأة الأميركية التي تعيش وتعمل في العاصمة الألمانية، عقداً مع شركة «توموروو بايوستيتس» الناشئة المتخصصة في حفظ الموتى في درجات حرارة منخفضة جداً لإعادة إحيائهم في حال توصّل التقدم العلمي إلى ذلك يوماً ما.

وعندما تتوفى زيغلر، سيضع فريق من الأطباء جثتها في حوض من النيتروجين السائل عند حرارة 196 درجة مئوية تحت الصفر، ثم ينقلون الكبسولة إلى مركز في سويسرا.

وتقول زيغلر، وهي مديرة لقسم المنتجات في إحدى شركات التكنولوجيا في كاليفورنيا، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «بشكل عام، أحب الحياة ولدي فضول لمعرفة كيف سيبدو عالمنا في المستقبل».

ولم يعد علم حفظ الجسم بالتبريد الذي ظهر في ستينات القرن العشرين، مقتصراً على أصحاب الملايين أو الخيال العلمي كما ظهر في فيلم «ذي إمباير سترايكس باك» الذي تم فيه تجميد هان سولو، وفيلم «هايبرنيتس» حين يعود رجل تحرر من الجليد القطبي، إلى الحياة.

توفّر شركات في الولايات المتحدة هذه الخدمة أصلاً، ويُقدّر عدد الأشخاص الذي وُضعت جثثهم في التبريد الأبدي بـ500 فرد.

50 يورو شهرياً

تأسست «توموروو بايوستيتس» عام 2020 في برلين، وهي الشركة الأولى من نوعها في أوروبا.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول إميل كيندزورا، أحد مؤسسي الشركة، إن أحد أهدافها «هو خفض التكاليف حتى يصبح تبريد الجثة في متناول الجميع».

إميل كيندزورا أحد مؤسسي «توموروو بايوستيتس» يقف داخل إحدى سيارات الإسعاف التابعة للشركة خارج مقرها في برلين (أ.ف.ب)

ولقاء مبلغ شهري قدره 50 يورو (نحو 52.70 دولار) تتقاضاه من زبائنها طيلة حياتهم، تتعهد الشركة الناشئة بتجميد جثثهم بعد وفاتهم.

يضاف إلى الـ50 يورو مبلغ مقطوع قدره 200 ألف يورو (نحو 211 ألف دولار) يُدفع بعد الوفاة - 75 ألف يورو (نحو 79 ألف دولار) لقاء تجميد الدماغ وحده - ويمكن أن يغطيه نظام تأمين على الحياة.

ويقول كيندزورا (38 سنة) المتحدر من مدينة دارمشتات في غرب ألمانيا، إنه درس الطب وتخصص في الأبحاث المتعلقة بالسرطان، قبل أن يتخلى عن هذا الاختصاص بسبب التقدم البطيء في المجال.

وتشير «توموروو بايوستيتس» إلى أنّ نحو 700 زبون متعاقد معها. وتقول إنها نفذت عمليات تبريد لأربعة أشخاص بحلول نهاية عام 2023.

ويلفت كيندزورا إلى أنّ غالبية زبائنه يتراوح عمرهم بين 30 و40 سنة، ويعملون في قطاع التكنولوجيا، والذكور أكثر من الإناث.

عندما يموت أحد الزبائن، تتعهد «توموروو بايوستيتس» بإرسال سيارة إسعاف مجهزة خصيصاً لتبريد المتوفى باستخدام الثلج والماء. يتم بعد ذلك حقن الجسم بمادة «حفظ بالتبريد» ونقله إلى المنشأة المخصصة في سويسرا.

دماغ أرنب

في عام 2016، نجح فريق من العلماء في حفظ دماغ أرنب بحال مثالية بفضل عملية تبريد. وفي مايو (أيار) من هذا العام، استخدم باحثون صينيون من جامعة فودان تقنية جديدة لتجميد أنسجة المخ البشري، تبين أنها تعمل بكامل طاقتها بعد 18 شهراً من التخزين المبرد.

لكنّ هولغر رينش، الباحث في معهد «آي إل كاي» في دريسدن (شرق ألمانيا)، يرى أنّ الآمال في إعادة شخص متجمد إلى الحياة في المستقبل القريب ضئيلة جداً.

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نشكّ في ذلك. أنصح شخصياً بعدم اللجوء إلى مثل هذا الإجراء».

ويتابع: «في الممارسة الطبية، إنّ الحدّ الأقصى لبنية الأنسجة التي يمكن حفظها بالتبريد هو بحجم وسمك ظفر الإبهام، والوضع لم يتغير منذ سبعينات القرن العشرين».

ويقرّ كيندزورا بعدم وجود ضمانات، ويقول: «لا نعرف ما إذا كان ذلك ممكناً أم لا. أعتقد أن هناك فرصة جيدة، لكن هل أنا متأكد؟ قطعاً لا».

بغض النظر عما يمكن أن يحدث في المستقبل، تقول زيغلر إنها متأكدة من أنها لن تندم على قرارها. وتضيف: «قد يبدو الأمر غريباً، لكن من ناحية أخرى، البديل هو أن يضعوك داخل تابوت وتأكلك الديدان».