«إيقاد»: جيش جنوب السودان ارتكب أعمال عنف مرعبة ضد المدنيين

شملت اغتصاب النساء وحرق القرى.. ونهب المساعدات

«إيقاد»: جيش جنوب السودان ارتكب أعمال عنف مرعبة ضد المدنيين
TT

«إيقاد»: جيش جنوب السودان ارتكب أعمال عنف مرعبة ضد المدنيين

«إيقاد»: جيش جنوب السودان ارتكب أعمال عنف مرعبة ضد المدنيين

اتهمت السلطة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا (إيقاد)، أمس، جيش جنوب السودان بقيادة الرئيس سلفا كير، بارتكاب أعمال عنف «مرعبة وغير مبررة» بحق المدنيين خلال حربه ضد المتمردين، بقيادة نائب الرئيس رياك مشار.
ودانت (إيقاد)، التي تضم ثماني دول في شرق أفريقيا، وتقوم بوساطة بين الطرفين «الأعمال غير المبررة والمرعبة»، التي ترتكبها قوات حكومة جنوب السودان، وتحدثت عن «أعمال عنف تستهدف المدنيين، وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان وتدمير قرى بأكملها».
من جانبها، أكدت الأمم المتحدة وهيئات الإغاثة أن الهجوم الذي بدأ في نهاية أبريل (نيسان) الماضي يعد أعنف الهجمات التي شنتها القوات الحكومية خلال 17 شهرا من الحرب الأهلية، حيث قام المسلحون بأعمال اغتصاب وحرق القرى، ونهب المساعدات في ولاية الوحدة شمالي البلاد. وقد اتسع الهجوم ليشمل ولايات مجاورة في الشمال والشرق.
وقالت (إيقاد) في بيان بأن القوات الحكومية تخوض هجوما عسكريا شاملا ضد القوات المعارضة في روبكونا ومايوم، وغويت وكوش، وماينديت في ولاية الوحدة.
وبات من الواضح أن الهجوم يتسع إلى ولايتي جونقلي وأعالي النيل.
من جانبه، قال توبي لارينز، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة في جنوب السودان، إن الأعمال العدائية الجارية في ولاية الوحدة «أرغمت كل المنظمات غير الحكومية والوكالات التابعة للأمم المتحدة على إجلاء موظفيها»، مضيفا أن نحو نصف مليون مواطن باتوا محرومين من المساعدات التي هم بأمس الحاجة إليها.
وأضافت (إيقاد) في بيانها أن «وسطاءها يشعرون بحالة من الصدمة حيال هذه التقارير الموثوقة بشأن أعمال العنف التي تستهدف المدنيين والانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان وتدمير القرى».
لكن فيليب أغير، المتحدث باسم جيش جنوب السودان، قال: إن قوات الحكومة تقاتل في حالة «دفاع عن النفس»، ورفض التقارير التي تتحدث عن حصول انتهاكات، مضيفا أن الجيش «لديه مدونة سلوك في العمليات لا تسمح بحرق القرى ومهاجمة المدنيين العزل».
وبدأت الحرب الأهلية بجنوب السودان في العاصمة جوبا في ديسمبر (كانون الأول) 2013، وانتشرت لتعم جميع أنحاء البلاد، وأودت بحياة 50 ألف شخص على الأقل، كما أجبرت أكثر من مليون على الفرار من منازلهم. وتؤكد الأمم المتحدة أن أكثر من نصف سكان جنوب السودان، البالغ عددهم 12 مليونا، هم بأمس الحاجة للمساعدات الإنسانية، وبينهم 2.5 مليون شخص يعانون من نقص حاد في الغذاء.



بوركينا فاسو تعلن القضاء على 100 إرهابي وفتح 2500 مدرسة

أسلحة ومعدات كانت بحوزة إرهابيين في بوركينا فاسو (صحافة محلية)
أسلحة ومعدات كانت بحوزة إرهابيين في بوركينا فاسو (صحافة محلية)
TT

بوركينا فاسو تعلن القضاء على 100 إرهابي وفتح 2500 مدرسة

أسلحة ومعدات كانت بحوزة إرهابيين في بوركينا فاسو (صحافة محلية)
أسلحة ومعدات كانت بحوزة إرهابيين في بوركينا فاسو (صحافة محلية)

تصاعدت المواجهات بين جيوش دول الساحل المدعومة من روسيا (مالي، والنيجر، وبوركينا فاسو)، والجماعات المسلحة الموالية لتنظيمَي «القاعدة» و«داعش»؛ خصوصاً في بوركينا فاسو؛ حيث قُتل أكثر من 100 إرهابي، وفي النيجر التي قُتل فيها 39 مدنياً.

وبينما كان جيش بوركينا فاسو يشن عملية عسكرية معقدة شمال غربي البلاد، لمطاردة مقاتلي «القاعدة»، شن مسلحون يعتقد أنهم من تنظيم «داعش» هجوماً دامياً ضد قرى في النيجر، غير بعيد من الحدود مع بوركينا فاسو.

أسلحة ومعدات كانت بحوزة إرهابيين في بوركينا فاسو (صحافة محلية)

بؤرة «داعش»

وقالت وزارة الدفاع في النيجر، السبت، إن الهجوم استمر ليومين، واستهدف عدة قرى في محافظة تيلابيري، الواقعة جنوب غربي البلاد، على الحدود مع بوركينا فاسو، وتوصف منذ عدة سنوات بأنها بؤرة يتمركز فيها تنظيم «الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى» الموالي لتنظيم «داعش».

وأضافت الوزارة أن «مأساتين فظيعتين وقعتا في منطقتي ليبيري وكوكورو»؛ لافتة إلى أن «مجرمين حُوصِروا بسبب العمليات المتواصلة لقوات الدفاع والأمن، هاجموا -بجُبن- مدنيين عُزلًا».

وتحدَّث الجيش عن «حصيلة بشرية مرتفعة»؛ مشيراً إلى «مقتل 39 شخصاً: 18 في كوكورو، و21 في ليبيري»، مبدياً أسفه؛ لأن هناك «الكثير من النساء والأطفال» بين ضحايا «هذه الأعمال الهمجية».

في غضون ذلك، تعهَّد جيش النيجر بتعقب منفِّذي الهجومين، واتخاذ تدابير إضافية لتعزيز الأمن في المنطقة المحاذية لبوركينا فاسو؛ حيث وقعت سلسلة هجمات دامية خلال الأيام الأخيرة، آخرها هجوم استهدف قافلة مدنية في منطقة تيلابيري، قُتل فيه 21 مدنياً الأسبوع الماضي، وبعد ذلك بيومين قُتل 10 جنود في هجوم إرهابي.

أحد القتلى ومعدات كانت بحوزة إرهابيين في بوركينا فاسو (صحافة محلية)

مطاردة الإرهاب

على الجانب الآخر، أعلن جيش بوركينا فاسو أنه نجح الأسبوع الماضي في القضاء على أكثر من 100 إرهابي، خلال عمليات عسكرية متفرقة في مناطق مختلفة من محافظة موهون التي تقع شمال غربي البلاد، غير بعيد من حدود دولة مالي.

وتُعد هذه المحافظة داخل دائرة نفوذ تنظيم «القاعدة»، وخصوصاً «جماعة نصرة الإسلام والمسلمين» التي توسعت فيها خلال السنوات الأخيرة، قادمة من الحدود مع مالي، وتنطلق منها لشن هجمات في عمق بوركينا فاسو.

وقال جيش بوركينا فاسو في بيان صحافي نشرته وكالة الأنباء البوركينية (رسمية)، إن «القوات المسلحة لبوركينا فاسو تمكَّنت من تصفية 102 إرهابي في هذه العمليات التي نُفِّذت على مدار يومي 10 و11 من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي».

وأوضح الجيش أن عملياته العسكرية مستمرة في منطقة بومبوروكوي التابعة لدائرة موهون، بينما كان رئيس المجلس العسكري الحاكم في بوركينا فاسو الكابتن إبراهيم تراوري، قد وجَّه القوات المسلحة لبلاده باستئناف عمليات مكافحة الإرهاب بطريقة فعَّالة، في كلمة بثها التلفزيون الوطني.

جاء ذلك بعد إقالة الحكومة، وتشكيل حكومة جديدة الأسبوع الماضي، ورفعت هذه الحكومة شعار الحرب على الإرهاب، بينما قال وزير الدفاع الجديد -وهو القائد السابق للجيش- إن الانتصار على الإرهاب أصبح «قريباً».

أسلحة كانت بحوزة إرهابيين في بوركينا فاسو (صحافة محلية)

عودة المدارس

ورغم تصاعد المواجهات بين الجيش والجماعات المسلحة، أعلنت السلطات في بوركينا فاسو إعادة فتح أكثر من 2500 مدرسة كانت مغلقة منذ سنوات بسبب الإرهاب.

وقالت وزارة التعليم إنه «على مدى عامين، سمحت العمليات الأمنية التي نفذتها قوات الدفاع والأمن، إلى جانب تضحيات العاملين في قطاع التعليم، بإعادة فتح أكثر من 2500 مدرسة، وتسجيل أو إعادة تسجيل ما يقارب نصف مليون تلميذ».

وأضافت الوزارة أن «عدد المؤسسات التعليمية المغلقة بسبب انعدام الأمن يتناقص يوماً بعد يوم، وذلك بفضل استعادة السيطرة على المناطق من طرف الجيش وقوات الأمن».

وتوقعت وزارة التعليم أن «تساعد العمليات الأمنية المستمرة، في إعادة توطين القرى في الأسابيع المقبلة، وبالتالي فتح مزيد من المدارس، مما يمنح الأطفال الصغار فرصة الوصول إلى التعليم»، وفق تعبير الوزارة.

إرهاب متصاعد

رغم كل النجاحات التي تتحدث عنها جيوش دول الساحل، فإن مؤشر الإرهاب العالمي صنَّف منطقة الساحل واحدةً من أكثر مناطق العالم تضرراً من الهجمات الإرهابية خلال عام 2023.

وجاء في المؤشر العالمي لعام 2024، أن منطقة الساحل شهدت وحدها نسبة 48 في المائة من إجمالي قتلى الإرهاب على مستوى العالم، خلال عام 2023، مقارنة بـ42 في المائة عام 2022، و1 في المائة فقط خلال 2007.

وبيَّن المؤشر أن بوركينا فاسو والنيجر ونيجيريا والكاميرون، شهدت زيادة في عدد قتلى العمليات الإرهابية بنسبة 33 في المائة على الأقل خلال العام الماضي، ما يجعل منطقة الساحل وغرب أفريقيا مركزاً للإرهاب العالمي.