كيف تعزز من ثقتك بنفسك في العمل؟

محلل بيانات خلال عمله في نيجيريا (أرشيفية - رويترز)
محلل بيانات خلال عمله في نيجيريا (أرشيفية - رويترز)
TT

كيف تعزز من ثقتك بنفسك في العمل؟

محلل بيانات خلال عمله في نيجيريا (أرشيفية - رويترز)
محلل بيانات خلال عمله في نيجيريا (أرشيفية - رويترز)

من الممكن أن يكون يوم العمل ممتعاً جداً، لا سيما بالنسبة لأولئك الحاصلين على قدرٍ عالٍ من التدريب والذين هم على دراية بأمورهم ويتعاملون بصورة جيدة مع الآخرين. بمعنى آخر، إنها الظروف المثالية للنجاح.
ومع ذلك، هناك كثيرون يشكّون في أنفسهم خلال العمل، وينتقدون أنفسهم كثيراً من خلال التفكير في أمور مثل: «أنا لست جيداً بالقدر الكافي»، أو «هل أنا حتى قادر على القيام بذلك؟».

* المرأة شديدة الانتقاد لذاتها في العمل
وتقول المستشارة المهنية هانه بيرغن: «غالباً ما تكون النساء هن من يعانين من عدم الثقة بالذات في وظائفهن». فعلى سبيل المثال، توصلت «الجامعة الدولية للعلوم التطبيقية» في باد هونيف ببون، من خلال دراسة أُجريت في عام 2017 (باللغة الألمانية) إلى أن النساء يعددن نقاط القوة التي يتمتعن بها في حياتهن المهنية أقل كثيراً من نقاط قوة المحيطين بهن.
وحسب الدراسة، فإنه من الممكن أن ينتقد الرجال أنفسهم بشدة أيضاً، ولكن بدرجة أقل كثيراً من النساء. ويمكن أن تكون هناك أسباب مختلفة جداً لعدم الثقة بالنفس في الوظيفة. وقد يكون السبب هو أن أولئك الذين ينتقدون أنفسهم يواجهون أمامهم فجأة مهام جديدة ليست لديهم خبرة كافية بالنسبة فيها.
كما تقول المستشارة المهنية، راجنيلد شتروس، إنه «في مثل هذه الحالات، يكون بعض الشك في الذات أمراً طبيعياً... ومع ذلك، فإنه في كثير من الأحيان، تنبع عدم الثقة بالنفس من عدم احترام الذات».
وتقول شتروس إن ذلك غالباً ما يرتبط بتوقعات غير واقعية للشخص من ذاته. لأنه حتى إذا كانت هناك مهمة معينة تمثل تحدياً، فإنه مع وجود مستوى ثابت من احترام الذات يمكن للمرء بثقة أن يرى شيئاً جديداً على أنه فرصة للتطوير. ومع ذلك، إذا كان المرء يشعر بعدم الأمان، فإن التركيز يكون أكثر على الخوف من الفشل.

اقرأ أيضا: كيف تتظاهر بالثقة في النفس داخل أماكن العمل؟

* الأشخاص الذين ينشدون الكمال يميلون إلى عدم الثقة بالنفس
إذا كنت من الأشخاص الذين يجعلون تقديرهم لذاتهم يعتمد بصورة كبيرة على الآراء الإيجابية التي تصدر عن الآخرين، فإنك ستصبح غير آمن سريعاً عندما لا تحصل على أي شيء من الآخرين. وتنصح المستشارة المهنية بيرغن قائلة إنه «في مثل هذه الحالات، غالباً ما يكون من المفيد أن يقوم المرء ببساطة بطلب آراء الآخرين بشأن العمل الذي أنجزه».
ومن المهم أيضاً أن يكون لدى المرء صورة إيجابية عن ذاته. ومن أجل بلوغ هذه الغاية، يجب أن يسأل المرء نفسه: ما الذي أحققه من خلال عملي، وما الناتج النهائي لعملي؟ وربما يمكن للمرء أيضاً أن يؤكد لنفسه أنه يجب ألا يكون كل شيء على أكمل وجه طوال الوقت، وأن يتم إنجازه في أسرع وقت ممكن.

* تدوين الأمور يساعد المرء على التغلب على الشك في الذات
توصي المستشارة المهنية شتروس بإجراء تحليل واقعي للموقف وتدوينه بالكامل. فعلى سبيل المثال، يمكن للمرء أن يقوم بتدوين المهام التي يشعر بأنه غير واثق بنفسه فيها، ثم يقوم بوصف هذه المهام؛ ممَّ تتكون؟ ما المهارات التي تكون مطلوبة؟
ثم يجب أن يسأل المرء نفسه: لماذا يعتقد أنه ليس على مستوى المهمة؟ وهل تنقصه بالفعل المهارات اللازمة؟ هل أخشى ألا أتمكن من الانتهاء من المهمة في الوقت المطلوب؟ تقول شتروس إنه «بمجرد أن يعرف المرء سبب شعوره بالشك في ذاته، حينئذٍ يمكنه البدء في التصرف».
ومن الممكن أن يشمل ذلك، على سبيل المثال، اكتساب مهارات تقنية معينة، أو القيام بمحادثة مع قائد فريق العمل الخاص بالمرء حول أعباء العمل، أو التعامل مع المخاوف بطريقة علاجية.

* كيف يمكن تجنب عدم الثقة في الذات على المدى الطويل؟
من المهم أن يهتم المرء بنفسه باستمرار من أجل التحكم في عدم الثقة بالذات في العمل على المدى الطويل. وتوصي بيرغن قائلة: «يمكن للمرء أن يدوّن بانتظام موقفين أو ثلاثة مواقف أبلى خلالها بلاءً حسناً بشكل خاص».
إذا ظهر عدم الثقة في الذات، فمن الممكن أن يقوم المرء ببساطة بقراءة ما كتبه لتعزيز ثقته بنفسه.



الأشخاص الغاضبون «أكثر ميلاً للنجاح»... كيف؟

الغضب لا يزال يشكل حافزاً مهماً للنجاح في العالم الحديث (رويترز)
الغضب لا يزال يشكل حافزاً مهماً للنجاح في العالم الحديث (رويترز)
TT

الأشخاص الغاضبون «أكثر ميلاً للنجاح»... كيف؟

الغضب لا يزال يشكل حافزاً مهماً للنجاح في العالم الحديث (رويترز)
الغضب لا يزال يشكل حافزاً مهماً للنجاح في العالم الحديث (رويترز)

كشف أحد علماء الأعصاب أن الأشخاص الغاضبين أكثر ميلاً للنجاح. وقال الدكتور جاي ليشزينر إن الشعور بالغضب قد يكون «محركاً مهماً» للنجاح في العالم الحديث لأنه يدفعنا إلى «إزالة أي تهديدات» وتحقيق أهدافنا، وفقاً لصحيفة «التلغراف».

وأوضح الأكاديمي، وهو أستاذ في علم الأعصاب والنوم في مستشفى كينغز كوليدج في لندن، أن الغضب يمكن أن يخدم «غرضاً مفيداً للغاية» ويمكّن من تحقيق نتائج أكثر ملاءمة.

وفي حديثه ضمن بودكاست Instant Genius، قال الدكتور ليشزينر إن هرمون التستوستيرون يلعب دوراً رئيساً في ذلك، حيث يستجيب الهرمون - الذي تشير بعض الدراسات إلى أنه مرتبط بالعدوانية والغضب - للنجاح.

وتابع «لذا، إذا فزت في رياضة، على سبيل المثال - حتى لو فزت في الشطرنج الذي لا يُعرف بشكل خاص أنه مرتبط بكميات هائلة من العاطفة - فإن هرمون التستوستيرون يرتفع... تقول إحدى النظريات إن هرمون التستوستيرون مهم بشكل أساسي للرجال على وجه الخصوص لتحقيق النجاح».

«شعور مهم»

وحتى في العالم الحديث، لا يزال الغضب يشكل حافزاً مهماً للنجاح، بحسب ليشزينر، الذي أوضح «إذا أعطيت الناس لغزاً صعباً للغاية لحله، وجعلتهم غاضبين قبل أن تقدم لهم هذا اللغز، فمن المرجح أن يعملوا عليه لفترة أطول، وقد يجدون فعلياً حلاً له... لذا، فإن الغضب هو في الأساس عاطفة مهمة تدفعنا إلى إزالة أي تهديدات من هدفنا النهائي».

وأشار إلى أن المشكلة في المجتمعات البشرية تكمن في «تحول الغضب إلى عدوان».

لكن الغضب ليس العاطفة الوحيدة المعرضة لخطر التسبب في الضرر، حيث لاحظ أن مشاعر أخرى مثل الشهوة أو الشراهة، قادرة على خلق مشكلات أيضاً. وتابع «كلها تخدم غرضاً مفيداً للغاية، ولكن عندما تسوء الأمور، فإنها تخلق مشكلات».

ولكن بخلاف ذلك، إذا استُخدمت باعتدال، أكد الدكتور أن هذه الأنواع من المشاعر قد يكون لها بعض «المزايا التطورية».