{تسجيل} جديد لعزة الدوري يعيد التشكيك في وفاته

جثته المفترضة لا تزال ترقد في الطب العدلي

صورة أرشيفية لعزة الدوري التقطت له في فبراير 2003 حيث كان نائبا للرئيس العراقي الراحل صدام حسين (أ.ف.ب)
صورة أرشيفية لعزة الدوري التقطت له في فبراير 2003 حيث كان نائبا للرئيس العراقي الراحل صدام حسين (أ.ف.ب)
TT

{تسجيل} جديد لعزة الدوري يعيد التشكيك في وفاته

صورة أرشيفية لعزة الدوري التقطت له في فبراير 2003 حيث كان نائبا للرئيس العراقي الراحل صدام حسين (أ.ف.ب)
صورة أرشيفية لعزة الدوري التقطت له في فبراير 2003 حيث كان نائبا للرئيس العراقي الراحل صدام حسين (أ.ف.ب)

على مدى نحو شهر ونصف تبادل عزة إبراهيم الدوري الرجل الثاني في النظام العراقي السابق وأخطر المطلوبين الأحياء من حقبة البعث اختبار القوة مع الجهات العراقية المسؤولة وفي المقدمة منها زعامات الحشد الشعبي التي قالت: إنها تمكنت من قتله ووزارة الصحة العراقية التي لا تزال تبحث عن عناصر مطابقة لجثته لأغراض فحص الحمض النووي.
حزب البعث الذي يقوده الدوري أعلن وعلى لسان المتحدث الرسمي باسمه خضير المرشدي عشية الإعلان عن مقتله وعرض جثته على الفضائيات أن الدوري حي يرزق وسخر من زعيم الجهة التي أعلنت اغتياله من جماعات الحشد الشعبي، مشيرا إلى أن الدوري بصحة جيدة وأنه يتولى قيادة «المقاومة» في العراق على حد قوله. الجثة التي بقيت معلقة لنحو أسبوعين في مكان ما حامت حولها الشبهات قبل أن تعلن وزارة الصحة من جانبها عدم تسلمها لغرض إجراء فحص الحمض النووي عليها. لكن الدوري وفي تسجيل صوتي له تداولته أمس الجمعة مواقع قريبة من حزب البعث تناول قضايا كثيرة من أهمها أحداث النخيب التي وقعت قبل نحو أسبوعين بعد الإعلان عن مقتله بنحو ثلاثة أسابيع الأمر الذي يشير في حال تم التأكد من صحة الشريط أن الدوري لم يقتل وهو ما سبق أن أكده حزب البعث ولو لمرة واحدة فقط.
كما حذر الدوري طبقا للتسجيل مما سماه التغيير الديموغرافي في تلك المنطقة عادا أن الحشد الشعبي عبر النخيب يريد فتح جبهة مع المملكة العربية السعودية. السفارة الأميركية في بغداد التي كانت كل المؤشرات تفيد بأنها تملك البصمة الوراثية لكل قيادات البعث لا سيما القائمة الشهيرة التي تضم 55 قياديا بعثيا بارزا ويحتل الدوري فيها التسلسل السادس بعد صدام حسين وولديه عدي وقصي وابن عمه علي حسن المجيد وسكرتيره الشخصي عبد حمود تركت الباب مواربا حين انسحبت من سباق البحث عن حمضه النووي الذي يثبت إن كانت الجثة التي قتلت تعود للدوري أم لراعي غنم لا تزال عائلته تطالب السلطات العراقية بتسليمها لها.
وزارة حقوق الإنسان العراقية التي أعلن وزيرها محمد مهدي البياتي أن لجانا دولية معنية بمثل هذه الأمور سوف تصل إلى بغداد للمساهمة في الكشف عن الحمض النووي للدوري لغرض مطابقته مع الجثة، قال المتحدث الرسمي باسمها كامل أمين لـ«الشرق الأوسط» إن «وزارتنا هي من تولت تسلم الجثة من الجهة التي قالت: إنها قتلته من قوات الحشد الشعبي وقمنا بتسليمها إلى وزارة الصحة بمحضر رسمي وبذلك فإن مهمتنا كوزارة انتهت عند هذا الحد فيما بقيت المسألة محصورة بالبصمة الوراثية والحمض النووي». وأضاف أن «المعطيات الواقعية وبعد تنظيف الجثة تشير إلى أن القتيل هو الدوري لكن هذا يبقى مجرد احتمال ما لم تظهر نتائج فحص الحمض النووي».
وزارة الصحة من جهتها أعلنت افتقادها عينات لمقارنتها مع فحص الحمض النووي للتأكد من هوية الجثة التي يشتبه بأنها تعود لعزة الدوري. الوزارة وفي بيان لها قالت: إنه «جرت العادة إجراء الفحوص المختبرية لتحديد الحمض النووي الوراثي (دي إن إيه)، وبالفعل تم استحصالها من العينات المأخوذة من الجثة». وأضافت: «بسبب عدم وجود المحددات الخاصة بالمذكور (في إشارة إلى الدوري) في مختبراتنا ليتم الاستناد إليها لإجراء عملية المطابقة»، فإن ذلك «تسبب في تأخير النتيجة الدقيقة».
من جانبه أعلن المتحدث باسم الحشد الشعبي كريم النوري في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «المسألة بالنسبة لنا لم تكن بالأهمية التي جرى الحديث عنها وتكبيرها فيما بعد بشأن عزة الدروي حيث إننا سواء قتل الدوري أم لا فإنه بالنسبة لنا قد مات سياسيا ولم يعد يشكل خطرا على العراق سواء بقي أم لم يبق»، مشيرا إلى أنه «لا ينبغي لنا أن نصنع منه قصة مثيرة للجدل لأنه من الناحية الواقعية لا تأثير له في مجرى الأحداث». وأوضح أنه «إذا كان الدوري أو غيره يعول على الدواعش فإن الدواعش لا يشرفون أحدا وباتوا عدوا للجميع وبالتالي فإن الدوري ليس من أولوياتنا ولا يمثل أي شكل من أشكال الاهتمام لدينا». وبشأن الفيديو المنسوب له أمس الجمعة قال النوري إن «هذا الفيديو جزء من الحرب النفسية وبالتالي فإنه من دون ظهور نتائج الحمض النووي فإن التسجيل الصوتي ما لم تتم مطابقته هو الآخر فإن من شأنه التشكيك بالجثة».



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».