كابو مدافع فياريال: ملعب «أنفيلد» مثل الجحيم وحصد لقب الأبطال «حلم»

كابو ركيزة دفاع فياريال (أ. ف. ب)
كابو ركيزة دفاع فياريال (أ. ف. ب)
TT

كابو مدافع فياريال: ملعب «أنفيلد» مثل الجحيم وحصد لقب الأبطال «حلم»

كابو ركيزة دفاع فياريال (أ. ف. ب)
كابو ركيزة دفاع فياريال (أ. ف. ب)

فرض الفرنسي إتيان كابو نفسه كأحد أفضل لاعبي الوسط الدفاعي في الدوري الإسباني لكرة القدم منذ أن حل في فياريال خلال شهر يناير (كانون الثاني) 2021، وسيكون مطالباً بإظهار أفضل ما لديه اليوم في ملعب «أنفيلد» حين يحل ضيفاً على ليفربول الإنجليزي في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا.
مستنداً إلى خبرته في الملاعب الإنجليزية، إن كان مع توتنهام الذي دافع عن ألوانه من 2013 حتى 2015 أو واتفورد الذي لعب معه في الدوري الممتاز من 2015 حتى 2020 قبل أن يهبط معه إلى المستوى الثاني «الدرجة الأولى». وحذر الدولي الفرنسي البالغ من العمر 33 عاماً في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية زملاءه في فياريال من صعوبة مواجهة ليفربول فيما وصفه بـ«جحيم أنفيلد».
وبسؤاله عن ماذا تعلمه من مواجهاته ضد ليفربول عندما لعب في صفوف توتنهام ثم واتفورد؟ قال كابو: «أنفيلد، إنه الجحيم. إنه أكثر الملاعب صعوبة التي ذهبت إليها في إنجلترا. سواء من حيث الأجواء أو الطريقة التي يلعبون بها... لديهم هذه القدرة على الارتقاء بمستواهم (بين جماهيرهم)، ما يجعلك تحت ضغط طيلة الوقت وفي أي جزء كان من الملعب... يضغطون عليك في كل مكان، يريدون دائماً التسجيل. وحتى عندما يسجلون، يواصلون على المنوال ذاته لإسقاطك. لديهم خطتهم وكل ما يريدونه هو قتلك. هذا كل شيء».
وعن طموح فياريال في لقب دوري أبطال أوروبا، أوضح المدافع الفرنسي: «الفوز باللقب! لم نتظاهر يوماً بالقول إن بإمكاننا الفوز بدوري أبطال أوروبا! أبداً! ما زلنا فياريال، أصغر فريق في نصف النهائي. لكن كنا نعلم أنه باستطاعتنا القيام بأشياء رائعة ضد فرق كبيرة. (في إشارة إلى إقصاء يوفنتوس الإيطالي وبايرن ميونيخ الألماني من ثمن وربع النهائي توالياً)، لكن إذا خسرنا أمام ليفربول، فسوف ينسى الناس أمرنا». وعن شعوره بوصف فياريال بالفريق الصغير المفاجأة؟ أجاب: «إنها الحقيقة... نحن لسنا الأوفر حظاً للفوز، انظروا إلى الفرق الأخرى... هنا سكان مدينة فيلا - ريال جميعهم 50 ألف نسمة، بينما ملاعب الفرق الكبرى تصل إلى 70 ألف مقعد...، هذا الوصف لا يزعجنا. هم لا يقللون من احترامنا بالقول إننا الفريق الصغير. إنها الحقيقة وحسب».
ومع وصفهم بالفريق الصغير نجح فياريال في التتويج بطلا لمسابقة يوروبا ليغ بركلات الترجيح على حساب مانشستر يونايتد الموسم الماضي محرزا أول ألقابه القارية في تاريخه. وحول ذلك علق كابو قائلا: «كان شعورا لا يصدق. لا سيما أننا نعرف كم هو نادر (الفوز بالألقاب القارية). بمجرد أن تصدى حارس المرمى لركلة الترجيح، رأيت نفسي مرة أخرى عندما كان عمري 8 - 9 سنوات، عندما كنا نفوز بالبطولات مع فريقي. عدت إلى أيام طفولتي. أمر لا يصدق. تخيلوا أن نفوز بدوري الأبطال؟ يا إلهي، سيكون ذلك أكثر روعة! كل هذا مجرد أحلام. لكن من المجاني أن تحلم».
وعن سبب اختياره فياريال للانضمام لصفوفه في يناير 2021؟ قال كابو: «أنا شخصياً، لم أكن أتوقع المجيء إلى هنا. اعتقدت أني سأنهي مسيرتي في واتفورد، كنت مرتاحاً هناك، حتى لو كنا في الدرجة الأولى (الثانية فعليا). لقد فشلت صفقة لانتقالي قبلها في الصيف (2020)، وقد أزعجني ذلك كثيراً. كنت أعلم أنه ما زال بإمكاني اللعب في دوري الدرجة الأولى في أي بلد كان. أن تجد نفسك مضطراً للبدء من الصفر وأنت تتجاوز الثلاثين من عمرك... كانت لحظة صعبة، نعم. وجاء فياريال فجأة وتم الأمر (صفقة الانتقال) في غضون يومين، بسرعة. سألت: أين فياريال (جغرافياً)؟. قالوا لي، في الشمس، إلى جوار فالنسيا. ستلعب في يوروبا ليغ. قلت حسناً لنذهب، هيا بنا. ولعبت مباراتي الأولى بعد أربعة أو خمسة أيام».
وعن علاقته مع المدرب أوناي إيمري، أوضح: «عندما وصلت، تحدث معي مطولاً من أجل أن أفهم أسلوبه في اللعب وثقافة فياريال. لقد منحني أهم من كل شيء الفرصة للعب مباشرة (بعد وصوله). بصراحة، ما أنا به اليوم، فذلك بفضله». وأضاف «أنا مرتاح جداً هنا. سأبذل قصارى جهدي كل عام، وسنرى ما إذا كان بإمكاني الاستمرار. على الصعيد الشخصي، أريد مواصلة المغامرة مع فياريال. لكن الأمر بين يدي النادي».



من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
TT

من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)

 

انتشرت الألعاب الإلكترونية في المغرب، لا سيما بين الشبان، كوسيلة للترفيه، وقضاء الوقت، لكن سرعة تطور هذه الألعاب شكلت لدى الدولة والمؤسسات المعنية رؤية أوسع بشأن أهمية هذا القطاع، وسبل الاستفادة منه، وتحويله لقطاع جاذب للاستثمار.

ومن بين النماذج الواعدة التي حققت خطوات ملموسة في هذا المجال أنس موسى (21 عاماً) ابن مدينة الحسيمة الساحلية الذي بدأ هاوياً قبل سنوات قليلة حتى استطاع أن يصل إلى نهائي كأس العالم لكرة القدم الإلكترونية 2024 في الرياض.

كذلك نجحت ابتسام فرحان، التي نشأت في حي شعبي بالدار البيضاء، في تحقيق منجز مغربي بمجال الألعاب الإلكترونية حين فازت بالمركز الأول في بطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية التي أقيمت في ليبيا شهر أغسطس (آب) الماضي.

وقالت ابتسام لوكالة (رويترز) للأنباء: «قرار الاحتراف جاء بشكل طبيعي بعدما لاحظت أنني قادرة على المنافسة في مستويات عالية، كنت دائماً أبحث عن التحديات، وعندما بدأت في تحقيق نتائج جيدة في البطولات، شعرت بأن هذا المجال يمكن أن يكون أكثر من مجرد هواية».

هذا الشغف المتزايد تردد صداه في أروقة المؤسسات والوزارات المعنية التي شرعت في وضع القواعد التنظيمية، وإقامة البطولات المحلية، وتأسيس منتخبات وطنية، مع الانفتاح على الاستثمار في البنى التحتية لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي للألعاب الإلكترونية، ليس على مستوى الممارسة فحسب، بل في مجال الابتكار، والبرمجة.

وفي هذا الصدد، تقول نسرين السويسي، المسؤولة عن تطوير صناعة الألعاب الإلكترونية بوزارة الشباب والثقافة والتواصل: «هذا الشغف ليس مجرد ظاهرة مؤقتة كما يعتقد البعض، بل هو تعبير عن جيل يبحث عن هوية رقمية خاصة به، سواء من خلال اللعب التنافسي الذي يجمع الملايين، أو من خلال الإبداع في تطوير الألعاب». وأضافت: «دورنا هو تحويل هذا الحماس إلى فرص عمل، وإنجازات ملموسة من خلال توفير البنية التحتية، والتدريب اللازم لهم ليصبحوا جزءاً من هذه الصناعة».

مبادرات حكومية

وتشيد نسرين بالمبادرات التي أطلقتها الدولة لدعم القطاع الناشئ، ومنها مشروع (مدينة الألعاب الإلكترونية) في الرباط الذي بدأ في الآونة الأخيرة بالشراكة مع فرنسا بهدف توفير منصات تدريبية وإبداعية حديثة، وخلق بيئة متكاملة لدعم صناعة وتطوير الألعاب.

وتستطرد قائلة: «نحن لا نبني مدينة الألعاب على أنه مجرد مبنى، أو مشروع عقاري، بل إنه جزء من استراتيجية متكاملة لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي في صناعة الألعاب الإلكترونية، حيث ستكون هذه المدينة فضاء شاملاً يضم استوديوهات تطوير متطورة، ومساحات عمل مشتركة للمبرمجين، وورش عمل لمصممي الغرافيكس، وكتاب السيناريوهات، بهدف خلق 6000 فرصة عمل بحلول 2030، وإنتاج ألعاب بجودة عالمية تنافس في الأسواق الدولية، وتضع المغرب على الخريطة العالمية».

وتشرف نسرين أيضاً على (معرض المغرب لصناعة الألعاب الإلكترونية) الذي انطلق لأول مرة العام الماضي وجذب 250 مشاركاً في نسخته الأولى، لكن هذا العدد ارتفع إلى أربعة أمثال في النسخة الثانية، مما عكس اهتماماً متزايداً من المطورين المحليين والشركات الدولية.

قاعدة أوسع

تعمل الجامعة الملكية المغربية للألعاب الإلكترونية على تعزيز الجانب التنافسي بقيادة حسناء الزومي التي تقول إن «الاهتمام بالرياضات الإلكترونية في المغرب شهد تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، حيث لاحظنا زيادة كبيرة في عدد اللاعبين، والمسابقات، والجمهور الذي يتابع هذه الفعاليات، سواء بشكل مباشر، أو عبر الإنترنت».

وأوضحت أن بطولات مثل «البطولة» و«الدوري» نمت بشكل كبير، حيث ارتفع عدد المشاركين في «الدوري» من 180 لاعباً و21 جمعية إلى أكثر من 1200 لاعب و51 جمعية، مع زيادة الألعاب من اثنتين إلى سبع.

كما ترى اللاعبة ابتسام فرحان أن الألعاب الإلكترونية تتيح الفرصة للفتيات لإبراز إمكاناتهن، إذ تقول إن «مستقبل الرياضات الإلكترونية للنساء في المغرب واعد جداً، خاصة مع تزايد عدد اللاعبات المشاركات في البطولات المحلية والدولية».

وتعتبر أن فوزها ببطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية لم يكن مجرد إنجاز شخصي، بل بداية لتحفيز جيل جديد من اللاعبات إذ تسعى إلى تغيير الصورة النمطية للمرأة في الألعاب وتصبح نموذجاً يلهم الفتيات الأخريات لاقتحام هذا المجال.

الجانب الثقافي للألعاب

ولا تجذب الألعاب الإلكترونية اللاعبات في المغرب فحسب، بل اقتحمت الفتيات مجال البرمجة، والتصميم، ومنهن سلمى محضر التي تحلم بصنع ألعاب تعكس الروح والهوية المغربية.

وقالت سلمى: «لدينا اهتمام العديد من الشبان المغاربة الذين يريدون تحويل شغفهم إلى مهنة في تطوير الألعاب، أو ببساطة تعلم مهارات إنشاء ألعاب الفيديو، مما دفعهم للانضمام إلى مجتمعات تطوير الألعاب المخصصة، مثل مجموعة (مطوري الألعاب المغاربة)، مما أظهر أن المزيد من الشبان مهتمون بصناعة الألعاب، وليس فقط لعبها». وأضافت: «من تجربتي الشخصية، تمكنت من التعرف أكثر على جغرافية وتاريخ العديد من الدول، وأرى كيف يمكن للألعاب المغربية أن تتناسب مع هذه الصورة باستخدام ثقافتنا الجميلة، وتاريخنا الغني، وجمالنا المحلي في الألعاب».

وتابعت قائلة: «لماذا لا ننشئ لعبة عن عمارتنا في المدن القديمة مثل مراكش وفاس المعروفة بتصاميمها التفصيلية، والأسواق الملونة، والمعالم التاريخية، حيث يتبع اللاعب قصة جيدة بينما يزور أماكن تاريخية مثل مسجد الكتبية، ساحة جامع الفنا، قصر الباهية في مراكش، وجامعة القرويين، المدينة، والمدرسة البوعنانية في فاس».

وختمت بالقول: «لضمان نجاح عالمي للعبة... يجب أن تتابع اتجاهات الألعاب الحديثة، ما هو جديد في الصناعة، وتستمع إلى آراء اللاعبين في كل مراجعة للعبة لفهم ما حدث من خطأ، أو ما حدث بشكل صحيح... ببساطة، يجب أن تكون شخصاً مبدعاً، تحليلياً، صبوراً ومتفهماً».

سوق واعد

وبحسب التقديرات الرسمية تبلغ قيمة سوق الألعاب المغربية 2.24 مليار درهم (نحو 230 مليون دولار)، مع التطلع لمضاعفة هذه القيمة إلى خمسة مليارات درهم بحلول 2023.

ورغم التطور السريع، والانتشار الواسع للألعاب الإلكترونية في المغرب، فإن ثمة تحديات تواجه القطاع الواعد من وجهة نظر المتخصصين.

ويقول الإعلامي المتخصص في الألعاب والرياضات الإلكترونية الطيب جبوج إن البنية التحتية للإنترنت في المغرب شهدت تطوراً كبيراً في السنوات القليلة الماضية، لا سيما في المدن الكبرى، مثل الدار البيضاء، والرباط، ومراكش، لكن لا تزال هناك تفاوتات في المناطق الريفية، أو الأقل تطوراً.

وأضاف أنه من أجل تحقيق نتائج أفضل مستقبلاً يحتاج الأمر إلى تعزيز البنية التحتية الرقمية، وتشجيع تدريب المواهب، والاستثمار في التدريب، والبحث، وإقامة أحداث رياضية إلكترونية منظمة تسمح بتوحيد مجتمع يتزايد عدده باستمرار.