الخرطوم تنفي طرد رئيس «يونيتامس»

طالبته بتفادي «السياسة»

رئيس بعثة الأمم المتحدة في السودان «يونيتامس» فولكر بيرتس (أ.ف.ب)
رئيس بعثة الأمم المتحدة في السودان «يونيتامس» فولكر بيرتس (أ.ف.ب)
TT

الخرطوم تنفي طرد رئيس «يونيتامس»

رئيس بعثة الأمم المتحدة في السودان «يونيتامس» فولكر بيرتس (أ.ف.ب)
رئيس بعثة الأمم المتحدة في السودان «يونيتامس» فولكر بيرتس (أ.ف.ب)

تخلت الحكومة السودانية عن لهجتها الحادة ضد بعثة الأمم المتحدة لدعم الانتقال في السودان «يونيتامس»، وقطعت بعدم مطالبتها بإنهاء البعثة أو طرد رئيسها فولكر بيرتس، مؤكدة ضرورة العمل على ترتيب ما تطلق عليه الخرطوم «أولويات» الفترة الانتقالية التي تشمل تحضيرات الانتخابات والبروتوكولات الأكثر إلحاحاً في المرحلة، عوضاً عن تركيز البعثة على «الجانب السياسي»، واصفة الأخبار التي تحدثت عن نواياها بطرد رئيس البعثة بالكاذبة والملفقة.
ونفت وزارة الخارجية، في بيان، أمس، ما تداولته وسائل إعلام وكتاب أعمدة، بشأن ما نسبته لوكيل وزارة الخارجية المكلف، نادر يوسف الطيب، حول مطالبته بإنهاء تفويض «يونيتامس»، تمهيداً لطرد رئيسها في السودان فولكر بيرتس، ووصفه بـ«الملق والمغرض».
وقالت الوزارة إن الوكيل ترأس وفد اللجنة التنفيذية للتعامل مع «يونيتامس» إلى نيويورك، لتسليم مصفوفة مطلوبات حكومة السودان لدعم الانتقال في البلاد وتطبيق اتفاق جوبا للسلام. وبحسب النشرة، يقصد بمطلوبات الانتقال، ترتيب الأولويات لما تبقى من الفترة الانتقالية، لتركز على التحضيرات للانتخابات ثم البروتوكولات الأكثر الحاحاً كمرحلة أولى، «بدلاً من تركيز جُل عمل البعثة على الجانب السياسي».
وكانت تقارير صحافية قد ذكرت أن زيارة الوكيل القصد منها تسليم رسالة للأمين العام للأمم المتحدة من رئيس مجلس السيادة الفريق عبد الفتاح البرهان، يطلب فيها إنهاء مهمة البعثة، بيد أن الوزارة نفت بالقول «لم يحمل السيد الوكيل أي رسالة، وما نشر في الوسائط كلام عارٍ من الصحة، ولا يستند إلى حقائق أو وقائع، ومجرد تحليلات غير مبنية على معلومات حقيقية». وبعيد إجراءات قائد الجيش في 25 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، توترت العلاقات بين حكومة الأمر الواقع وبعثة الأمم المتحدة لدعم الانتقال، وزادت الطين بلة إحاطة رئيس البعثة فولكر بيرتس لمجلس الأمن الشهر الجاري، التي حذر فيها من تدهور الأوضاع الأمنية والاقتصادية والإنسانية، بسبب غياب حكومة منذ تولي الجيش السلطة في 25 أكتوبر الماضي، والمخاوف من انحدار السودان إلى صراع خطير إزاء تزايد التوترات داخل فصائل قوات الأمن.
وبلغت ذروة التوتر بتهديد رئيس مجلس السيادة الفريق عبد الفتاح البرهان، مطلع أبريل (نيسان) الجاري، بطرد الممثل الخاص للأمم المتحدة فولكر بيرتس، لتدخله في شؤون البلاد الداخلية، وتجاوزه صلاحيات تفويضه، بقوله في أثناء تخريج دفعات جديدة من الضباط: «عليه أن يكف عن التمادي في تجاوز تفويض البعثة الأممية والتدخل السافر في الشأن السوداني»، لافتاً إلى أن «ذلك سيؤدي إلى طرده من البلاد». ووصف البرهان إحاطة بيرتس لمجلس الأمن بأنها كاذبة، دون أن يحدد تفاصيل المعلومات غير الصحيحة فيها، وقال البرهان: «نحن نرى تطاوله بالأمس يتحدث ويكذب، ونحن نقول له إذا تجاوزت التفويض سنخرجك خارج السودان».
وكان وكيل وزارة الخارجية المكلف نادر يوسف الطيب قد التقى، خلال زيارته لنيويورك، رئيسة مجلس الأمن المندوبة الدائمة لبريطانيا باربرا وودورد، وشرح لها تطور الأوضاع في السودان، وسلمها «مصفوفة» تتضمن الأولويات والمقترحات التي أعدتها الوزارات والمؤسسات السودانية، لتوجيه عمل بعثة «يونيتامس»، وفقاً لمهمتها في البلاد. كما أجرى الدبلوماسي الرفيع لقاءات مع أعضاء بعثة بلاده الدائمة في الأمم المتحدة، ولقاءات منفصلة مع مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون السلام، وأعضاء مجلس الأمن الدائمين، وممثلي أفريقيا في المجلس (الغابون، وكينيا، وغانا)، ومندوبي الإمارات والهند.
وبحسب نشرة الوزارة، فإن اللقاءات انحصرت جميعها بشأن بعثة «يونتيامس»، وماذا يريد السودان منها، ضمن المحاور الـ11 المتفق عليها في مصفوفة دعم الانتقال واتفاق سلام جوبا.



قاسم يعلن «انتصار» «حزب الله» ويتعهّد صون الوحدة الوطنية وانتخاب رئيس

الأمين العام لـ«حزب الله» نعيم قاسم معلناً «الانتصار الكبير» (رويترز)
الأمين العام لـ«حزب الله» نعيم قاسم معلناً «الانتصار الكبير» (رويترز)
TT

قاسم يعلن «انتصار» «حزب الله» ويتعهّد صون الوحدة الوطنية وانتخاب رئيس

الأمين العام لـ«حزب الله» نعيم قاسم معلناً «الانتصار الكبير» (رويترز)
الأمين العام لـ«حزب الله» نعيم قاسم معلناً «الانتصار الكبير» (رويترز)

قال الأمين العام لـ«حزب الله» إن الحزب حقّق «انتصاراً كبيراً يفوق النصر الذي تحقق عام 2006»، وذلك «لأن العدو لم يتمكن من إنهاء وإضعاف المقاومة».

وجاءت مواقف قاسم في الكلمة الأولى له بعد سريان اتفاق وقف إطلاق النار يوم الأربعاء الماضي. وقال قاسم: «قررت أن أعلن كنتيجة (...) بشكل رسمي وواضح أننا أمام انتصار كبير يفوق الانتصار الذي حصل في يوليو (تموز) 2006»، في إشارة إلى الحرب الأخيرة بين الجانبين. وأضاف: «انتصرنا لأننا منعنا العدو من تدمير (حزب الله)، انتصرنا لأننا منعناه من إنهاء المقاومة أو إضعافها إلى درجة لا تستطيع معها أن تتحرك، والهزيمة تحيط بالعدو الإسرائيلي من كل جانب» .

وتوجّه قاسم في مستهل كلمته إلى مناصري الحزب، قائلاً: «صبرتم وجاهدتم وانتقلتم من مكان إلى آخر، وأبناؤكم قاتلوا في الوديان، وعملتم كل جهدكم لمواجهة العدو». وأضاف: «كررنا أننا لا نريد الحرب، ولكن نريد مساندة غزة، وجاهزون للحرب إذا فرضها الاحتلال. والمقاومة أثبتت بالحرب أنها جاهزة والخطط التي وضعها السيد حسن نصر الله فعّالة وتأخذ بعين الاعتبار كل التطورات، و(حزب الله) استعاد قوّته ومُبادرته، فشكّل منظومة القيادة والسيطرة مجدداً ووقف صامداً على الجبهة».

 

ولفت إلى أن إسرائيل فشلت في إحداث فتنة داخلية، قائلاً: «الاحتلال راهن على الفتنة الداخلية مع المضيفين، وهذه المراهنة كانت فاشلة بسبب التعاون بين الطوائف والقوى». وعن اتفاق وقف إطلاق النار، قال قاسم: «الاتفاق تمّ تحت سقف السيادة اللبنانية، ووافقنا عليه ورؤوسنا مرفوعة بحقنا في الدفاع، وهو ليس معاهدة، بل هو عبارة عن برنامج إجراءات تنفيذية لها علاقة بالقرار 1701، يؤكد على خروج الجيش الإسرائيلي من كل الأماكن التي احتلها، وينتشر الجيش اللبناني جنوب نهر الليطاني لكي يتحمل مسؤوليته عن الأمن وعن إخراج العدو من المنطقة».

وأكد أن «التنسيق بين المقاومة والجيش اللبناني سيكون عالي المستوى لتنفيذ التزامات الاتفاق، ونظرتنا للجيش اللبناني أنه جيش وطني قيادة وأفراداً، وسينتشر في وطنه ووطننا».

وتعهّد بصون الوحدة الوطنية واستكمال عقد المؤسسات الدستورية، وعلى رأسها انتخاب رئيس للجمهورية في الجلسة التي حدّدها رئيس البرلمان نبيه بري، في 9 يناير (كانون الثاني) المقبل، واعداً بإعادة الإعمار بالتعاون مع الدولة، «ولدينا الآليات المناسبة»، قائلاً: «سيكون عملنا الوطني بالتعاون مع كل القوى التي تؤمن أن الوطن لجميع أبنائه، وسنتعاون ونتحاور مع كل القوى التي تريد بناء لبنان الواحد، في إطار اتفاق الطائف، وسنعمل على صون الوحدة الوطنية وتعزيز قدرتنا الدفاعية، وجاهزون لمنع العدو من استضعافنا».