ألمانيا تؤيد بشروط دعم أوكرانيا بأسلحة ثقيلة

المستشار الألماني في إحاطة صحافية ببرلين 19 أبريل (رويترز)
المستشار الألماني في إحاطة صحافية ببرلين 19 أبريل (رويترز)
TT

ألمانيا تؤيد بشروط دعم أوكرانيا بأسلحة ثقيلة

المستشار الألماني في إحاطة صحافية ببرلين 19 أبريل (رويترز)
المستشار الألماني في إحاطة صحافية ببرلين 19 أبريل (رويترز)

تتعرض ألمانيا لضغوط متزايدة من طرف بعض حلفائها الأوروبيين وواشنطن، على خلفية معارضتها حظر صادرات النفط والغاز الروسي. في المقابل، عبّرت برلين عن تأييدها دعم أوكرانيا بأسلحة ثقيلة، بشرط ألا تصبح ألمانيا وحلف شمال الأطلسي طرفاً في الصراع.
وقال وزير المالية الألماني كريستيان ليندنر، أمس السبت، إن على بلاده أن تبذل كل ما في وسعها لمساعدة أوكرانيا على الانتصار في الحرب التي تخوضها مع روسيا، ولكن دون تعريض أمنها وقدرات حلف شمال الأطلسي الدفاعية للخطر. وأضاف ليندنر في كلمة خلال مؤتمر حزبي في برلين: «علينا أن نفعل كل ما في وسعنا لمساعدة أوكرانيا على الانتصار؛ لكن حدود المسؤولية الأخلاقية هي تهديد أمننا وتهديد القدرة الدفاعية لأراضي حلف شمال الأطلسي»، كما نقلت عنه وكالة «رويترز». وتابع: «لكن يجب القيام بكل ما هو ممكن... بشكل عملي وسريع مع شركائنا الأوروبيين».
وقال ليندنر إنه يؤيد دعم أوكرانيا بالأسلحة الثقيلة؛ لكن يجب ألا تصبح ألمانيا طرفاً في الحرب. وأضاف: «أوكرانيا بحاجة لدعم عسكري، ولكي تحقق النصر فإنها تحتاج أيضاً أسلحة ثقيلة». ورفض ليندنر الانتقادات الموجهة إلى المستشار أولاف شولتس بسبب إحجام حكومته الواضح عن تسليم أسلحة ثقيلة، مثل الدبابات ومدافع «الهاوتزر» إلى أوكرانيا.
وقال ليندنر: «أولاف شولتس زعيم مسؤول يوازن الأمور بعناية، ويتخذ قرارات على هذا الأساس». وقال شولتس في مقابلة مع مجلة «دير شبيغل» نُشرت الجمعة، رداً على سؤال بشأن عدم تقديم برلين أسلحة ثقيلة لأوكرانيا، إنه يجب على حلف شمال الأطلسي تجنب مواجهة عسكرية مباشرة مع روسيا قد تؤدي إلى نشوب حرب عالمية ثالثة.
من جهته، كان المصرف المركزي الألماني «البوندسبنك» قد حذّر، الجمعة، من أنّه إذا فرض الاتحاد الأوروبي حظراً فورياً على الغاز الروسي، فإنّ كلفة هذا الإجراء على ألمانيا التي تعتمد بشدّة على مورد الطاقة الروسي ستكون باهظة، إذ يمكن أن تصل هذا العام إلى 5 في المائة من إجمالي الناتج المحلّي. وقال «البوندسبنك» في تقرير نقلته وكالة «الصحافة الفرنسية» إنّ «الناتج المحلّي الإجمالي الحقيقي لألمانيا قد ينخفض بما يصل إلى 5 في المائة بالنسبة للتوقّعات» الاقتصادية الراهنة، إذا ما توقّفت واردات الغاز الروسي في الحال، سواء لسبب إرادي أو مفاجئ. وأضاف أنّ هذا الأمر يعني أرباحاً فائتة مقدارها «180 مليار يورو» بالنسبة للإنتاج الوطني.
وبحسب التقرير، فإنّه في مثل هذا السيناريو سينكمش الاقتصاد الألماني بنسبة 2 في المائة هذا العام.
أما بالنسبة إلى معدّل التضخّم، المُرتفع أساساً في ألمانيا، فيمكن أن يزداد بمقدار «1.5 نقطة في 2022»، و«نقطتين في 2023» بالمقارنة مع سيناريو تستمر فيه واردات الغاز الروسي في التدفّق على حالها. وتنقسم الدول الأعضاء في الاتّحاد الأوروبي بشدّة حول مسألة فرض حظر على واردات النفط والغاز الروسي، منذ بدأت القوات الروسية غزو أوكرانيا في 24 فبراير (شباط).
وتمثّل صادرات النفط والغاز المصدر الأساسي لموارد الخزينة الروسية، ولهذا السبب تريد دول أوروبية عدة والولايات المتحدة تجفيف هذا المنبع.


مقالات ذات صلة

قتال عنيف... القوات الروسية تقترب من مدينة رئيسية شرق أوكرانيا

أوروبا عسكري أوكراني يحتمي أمام مبنى محترق تعرض لغارة جوية روسية في أفدييفكا (أ.ب)

قتال عنيف... القوات الروسية تقترب من مدينة رئيسية شرق أوكرانيا

أعلنت القيادة العسكرية في أوكرانيا أن هناك قتالاً «عنيفاً للغاية» يجري في محيط مدينة باكروفسك شرقي أوكرانيا، التي تُعدّ نقطة استراتيجية.

«الشرق الأوسط» (كييف)
الولايات المتحدة​ تشمل المعدات المعلن عنها خصوصاً ذخيرة لأنظمة قاذفات صواريخ هيمارس وقذائف مدفعية (رويترز)

مساعدات عسكرية أميركية إضافية لأوكرانيا بقيمة 500 مليون دولار

أعلنت الولايات المتحدة أنها ستقدم معدات عسكرية تقدر قيمتها بنحو 500 مليون دولار لدعم أوكرانيا، قبل نحو شهر من تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا من جنازة جندي أوكراني توفي خلال الحرب مع روسيا (أ.ف.ب)

«الناتو»: مليون قتيل وجريح في أوكرانيا منذ بدء الحرب

أعرب حلف شمال الأطلسي (الناتو) عن اعتقاده بأن أكثر من مليون شخص سقطوا بين قتيل وجريح في أوكرانيا منذ شنّت روسيا غزوها الشامل في فبراير (شباط) 2022.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا أظهرت الأقمار الاصطناعية أضراراً بمطار عسكري روسي في شبه جزيرة القرم جراء استهداف أوكراني يوم 16 مايو 2024 (أرشيفية - رويترز)

روسيا تتهم أوكرانيا بقصف مطار عسكري بصواريخ أميركية... وتتوعد بالرد

اتهمت روسيا أوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى أميركية الصنع لقصف مطار عسكري، اليوم (الأربعاء)، متوعدة كييف بأنها ستردّ على ذلك عبر «إجراءات مناسبة».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الولايات المتحدة​ رجال إنقاذ يعملون في موقع تعرض فيه مبنى لأضرار جسيمة بسبب ضربة صاروخية روسية أمس وسط هجوم روسيا على أوكرانيا في زابوريجيا11 ديسمبر 2024 (رويترز) play-circle 02:00

أميركا تحذّر روسيا من استخدام صاروخ جديد «مدمر» ضد أوكرانيا

قال مسؤول أميركي إن تقييماً استخباراتياً أميركياً، خلص إلى أن روسيا قد تستخدم صاروخها الباليستي الجديد المتوسط ​​المدى مدمر ضد أوكرانيا مرة أخرى قريباً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».