الحوار الوطني التونسي سيكون مع «الصادقين والشرفاء»

سعيد يؤكد أنه سيكون مختلفاً عن سابقيه

الحوار الوطني التونسي سيكون مع «الصادقين والشرفاء»
TT

الحوار الوطني التونسي سيكون مع «الصادقين والشرفاء»

الحوار الوطني التونسي سيكون مع «الصادقين والشرفاء»

أكد مالك الزاهي، الوزير التونسي للشؤون الاجتماعية المكلف الإعلام، أن الحوار الوطني المزمع تنظيمه تحت إشراف رئيس الدولة قيس سعيّد سيكون مع «الصادقين والشرفاء» ومع كل طرف وقف مع تونس، على حد تعبيره.
وأشار في تصريحات له إلى أن الحوار سيستثني من أجرم في حق البلاد ومن سرق ثرواتها. وأوضح، أن الحوار الذي لم يحدد تاريخ انطلاقه بصفة رسمية وجدول أعماله بعد، يجب أن يجمع الوطنيين ولن يشمل من سلط ظلمه على التونسيين، على حد قوله.
ويشكك عدد من الأطراف السياسية، خاصة منها الرافضة مسار 25 يوليو (تموز) في جدوى الحوار إذا لم يقع تشريك مختلف الأطراف السياسية والاجتماعية، في حين يقول سعيّد، إن الحوار الذي سيجريه سيكون مختلفاً عن سابقيه، خاصة الحوار الذي انعقد سنة 2013.
وبشأن بطء إنجازات الحكومة التي تقودها نجلاء بودن، وعدم تحقيق نتائج تنهي غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار، قال الزاهي، إن الحكومة ورثت تركة ثقيلة جداً، وإن الفساد نخر معظم المنظومة؛ ما يتطلب مجهودات جبارة للعودة إلى سكة النجاح الاقتصادي والاجتماعي، معتبراً أن الحكومة الحالية تعمل منذ تشكيلها في صمت ولا تعول على استعراض إنجازاتها، على حد تعبيره.
ويرى مراقبون، أن تمسك اتحاد الشغل بحماية القدرة الشرائية للتونسيين قد يحد من اندفاع الحكومة التونسية نحو الحصول على قرض مالي من صندوق النقد الدولي دون اتخاذ إجراءات حمائية لفائدة الطبقات الفقيرة. ومن المنتظر أن تتخذ الحكومة إجراءات موازية عدة خلال هذه المرحلة، من بينها عدم المساس بالأجور، وإقرار الزيادات السنوية المتفق بشأنها مع الهياكل النقابية، علاوة على عملها على تحسين الأجور والمداخيل للحد من غلاء الأسعار والتصدي لأنشطة المحتكرين والمضاربين وردعهم بالاعتماد على نصوص قانونية صارمة.
ويرى عدد من النقابيين، أن الدولة ستواصل خلال المرحلة المقبلة القيام بدورها الاجتماعي في إسناد المنح والمساعدات الاجتماعية وتوجيهها للمتضررين من التقلبات الاقتصادية والسياسية ومواصلة دعم المواد الضرورية، خاصة منها الغذاء والدواء. وتسعى كذلك خلال هذه المرحلة إلى مزيد تشجيع الفئات الشابة على تركيز مشاريع تنمية قادرة على امتصاص البطالة وتوفير فرص شغل لمئات الآلاف من العاطلين، خاصة من خريجي الجامعات التونسية.
على صعيد آخر، قال نبيل بفون، رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، إن نظام الاقتراع على الأفراد في الانتخابات البرلمانية المقررة يوم 17 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، لا يمثل عملية سهلة، وهي تتطلب إعادة تقسيم الدوائر الانتخابية، وهذا يتطلب جهوداً جبارة وفترة زمنية طويلة. وأضاف بفون متسائلاً في تصريح إذاعي، إن كان الهدف من تغيير نظام الاقتراع هو تغيير المشهد البرلماني في تونس، فلن يتغير الكثير على حد قوله؛ لأن المشكلة ليست في نظام الاقتراع ولا كيفية الترشح وشروطه، بل تكمن في الناخب التونسي نفسه، معتبراً أن عملية الانتخاب تتطلب وعياً كبيراً من قبل الناخبين، على حد تعبيره.



الحوثيون يفرضون مقرراً دراسياً يُضفي القداسة على زعيمهم

شقيق زعيم الجماعة الحوثية يشرف على طباعة الكتب الدراسية (إعلام حوثي)
شقيق زعيم الجماعة الحوثية يشرف على طباعة الكتب الدراسية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يفرضون مقرراً دراسياً يُضفي القداسة على زعيمهم

شقيق زعيم الجماعة الحوثية يشرف على طباعة الكتب الدراسية (إعلام حوثي)
شقيق زعيم الجماعة الحوثية يشرف على طباعة الكتب الدراسية (إعلام حوثي)

ازدادت مساحة التدخلات الحوثية في صياغة المناهج الدراسية وحشوها بالمضامين الطائفية التي تُمجِّد قادة الجماعة وزعيمها عبد الملك الحوثي، مع حذف مقررات ودروس وإضافة نصوص وتعاليم خاصة بالجماعة. في حين كشف تقرير فريق الخبراء الأمميين الخاص باليمن عن مشاركة عناصر من «حزب الله» في مراجعة المناهج وإدارة المخيمات الصيفية.

في هذا السياق، كشف ناشطون يمنيون على مواقع التواصل الاجتماعي عن أعمال تحريف جديدة للمناهج، وإدراج المضامين الطائفية الخاصة بالجماعة ومشروعها، واستهداف رموز وطنية وشعبية بالإلغاء والحذف، ووضع عشرات النصوص التي تمتدح قادة الجماعة ومؤسسيها مكان نصوص أدبية وشعرية لعدد من كبار أدباء وشعراء اليمن.

إلى ذلك، ذكرت مصادر تربوية في العاصمة المختطفة صنعاء أن الجماعة الحوثية أقرّت خلال الأسابيع الأخيرة إضافة مادة جديد للطلاب تحت مسمى «الإرشاد التربوي»، وإدراجها ضمن مقررات التربية الإسلامية للمراحل الدراسية من الصف الرابع من التعليم الأساسي حتى الثانوية العامة، مع إرغام الطلاب على حضور حصصها يوم الاثنين من كل أسبوع.

التعديلات والإضافات الحوثية للمناهج الدراسية تعمل على تقديس شخصية مؤسس الجماعة (إكس)

وتتضمن مادة «الإرشاد التربوي» -وفق المصادر- دروساً طائفية مستمدة من مشروع الجماعة الحوثية، وكتابات مؤسسها حسين الحوثي التي تعرف بـ«الملازم»، إلى جانب خطابات زعيمها الحالي عبد الملك الحوثي.

وبيّنت المصادر أن دروس هذه المادة تعمل على تكريس صورة ذهنية خرافية لمؤسس الجماعة حسين الحوثي وزعيمها الحالي شقيقه عبد الملك، والترويج لحكايات تُضفي عليهما هالة من «القداسة»، وجرى اختيار عدد من الناشطين الحوثيين الدينيين لتقديمها للطلاب.

تدخلات «حزب الله»

واتهم تقرير فريق الخبراء الأمميين الخاص باليمن، الصادر أخيراً، الجماعة الحوثية باعتماد تدابير لتقويض الحق في التعليم، تضمنت تغيير المناهج الدراسية، وفرض الفصل بين الجنسين، وتجميد رواتب المعلمين، وفرض ضرائب على إدارة التعليم لتمويل الأغراض العسكرية، مثل صناعة وتجهيز الطائرات المسيّرة، إلى جانب تدمير المدارس أو إلحاق الضرر بها أو احتلالها، واحتجاز المعلمين وخبراء التعليم تعسفياً.

تحفيز حوثي للطلاب على دعم المجهود الحربي (إكس)

وما كشفه التقرير أن مستشارين من «حزب الله» ساعدوا الجماعة في مراجعة المناهج الدراسية في المدارس الحكومية، وإدارة المخيمات الصيفية التي استخدمتها للترويج للكراهية والعنف والتمييز، بشكل يُهدد مستقبل المجتمع اليمني، ويُعرض السلام والأمن الدوليين للخطر.

وسبق لمركز بحثي يمني اتهام التغييرات الحوثية للمناهج ونظام التعليم بشكل عام، بالسعي لإعداد جيل جديد يُربَّى للقتال في حرب طائفية على أساس تصور الجماعة للتفوق الديني، وتصنيف مناهضي نفوذها على أنهم معارضون دينيون وليسوا معارضين سياسيين، وإنتاج هوية إقصائية بطبيعتها، ما يُعزز التشرذم الحالي لعقود تالية.

وطبقاً لدراسة أعدها المركز اليمني للسياسات، أجرى الحوثيون تغييرات كبيرة على المناهج الدراسية في مناطق سيطرتهم، شملت إلغاء دروس تحتفي بـ«ثورة 26 سبتمبر (أيلول)»، التي أطاحت بحكم الإمامة وأطلقت الحقبة الجمهورية في اليمن عام 1962، كما فرضت ترديداً لـ«الصرخة الخمينية» خلال التجمعات المدرسية الصباحية، وتغيير أسماء المدارس أو تحويلها إلى سجون ومنشآت لتدريب الأطفال المجندين.

مواجهة حكومية

في مواجهة ما تتعرض له المناهج التعليمية في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية من تحريف، تسعى الحكومة اليمنية إلى تبني سياسات لحماية الأجيال وتحصينهم.

اتهامات للحوثيين بإعداد الأطفال ذهنياً للقتال من خلال تحريف المناهج (أ.ف.ب)

ومنذ أيام، أكد مسؤول تربوي يمني عزم الحكومة على مواجهة ما وصفه بـ«الخرافات السلالية الإمامية العنصرية» التي تزرعها الجماعة الحوثية في المناهج، وتعزيز الهوية الوطنية، وتشذيب وتنقية المقررات الدراسية، وتزويدها بما يخدم الفكر المستنير، ويواكب تطلعات الأجيال المقبلة.

وفي خطابه أمام ملتقى تربوي نظمه مكتب التربية والتعليم في محافظة مأرب (شرق صنعاء) بالتعاون مع منظمة تنموية محلية، قال نائب وزير التربية والتعليم اليمني، علي العباب: «إن ميليشيات الحوثي، تعمل منذ احتلالها مؤسسات الدولة على التدمير الممنهج للقطاع التربوي لتجهيل الأجيال، وسلخهم عن هويتهم الوطنية، واستبدال الهوية الطائفية الفارسية بدلاً منها».

ووفقاً لوكالة «سبأ» الحكومية، حثّ العباب قيادات القطاع التربوي، على «مجابهة الفكر العنصري للمشروع الحوثي بالفكر المستنير، وغرس مبادئ وقيم الجمهورية، وتعزيز الوعي الوطني، وتأكيد أهداف ثورتي سبتمبر وأكتوبر (تشرين الأول) المجيدتين».

قادة حوثيون في مطابع الكتاب المدرسي في صنعاء (إعلام حوثي)

ومنذ أيام توفي الخبير التربوي اليمني محمد خماش، أثناء احتجازه في سجن جهاز الأمن والمخابرات التابع للجماعة الحوثية، بعد أكثر من 4 أشهر من اختطافه على خلفية عمله وزملاء آخرين له في برنامج ممول من «يونيسيف» لتحديث المناهج التعليمية.

ولحق خماش بزميليه صبري عبد الله الحكيمي وهشام الحكيمي اللذين توفيا في أوقات سابقة، في حين لا يزال بعض زملائهم محتجزين في سجون الجماعة التي تتهمهم بالتعاون مع الغرب لتدمير التعليم.

وكانت الجماعة الحوثية قد أجبرت قبل أكثر من شهرين عدداً من الموظفين المحليين في المنظمات الأممية والدولية المختطفين في سجونها على تسجيل اعترافات، بالتعاون مع الغرب، لاستهداف التعليم وإفراغه من محتواه.