أكدت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها الأميركية، أمس (الاثنين)، أنه في العام الأول للوباء، أصيب أربعة أشخاص على الأقل في ولاية ميشيغان بمتحور من فيروس «كورونا» لوحظ معظمه في المنك.
تمثل المجموعة، التي تضمنت في السابق ثلاث حالات فقط، أول مثال معروف لانتقال الفيروس من حيوان إلى إنسان في الولايات المتحدة، وفقاً لصحيفة «نيويورك تايمز».
كان اثنان من المصابين من العاملين في مزرعة المنك في ميشيغان التي شهدت تفشي فيروس «كورونا» في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2020. ولم يكن للاثنين الآخرين أي صلات معروفة بالمزرعة، مما يشير إلى أن متغير المنك ربما كان ينتشر على نطاق أوسع بين سكان المنطقة في ذلك الوقت.
وقالت الدكتورة كيسي بارتون بيهرافيش، مديرة مكتب الصحة في مراكز السيطرة على الأمراض، في رسالة بالبريد الإلكتروني أمس، إن عينات الفيروس التي تم جمعها من الأشخاص الأربعة احتوت على طفرتين افترض العلماء أنهما علامات على التكيف مع المنك.
تم توثيق الطفرتين سابقاً في المنك المستزرع في أوروبا، وكذلك في الأشخاص الذين لديهم صلات بتلك المزارع.
أوضحت بارتون بهرافيش: «هذا، بالإضافة إلى إصابة عمال مزرعة المنك بـ(كورونا) بعد أن بدأ القطيع في المعاناة من المرض والموت، يشير إلى أن الفرضية الأكثر ترجيحاً هي أن العمال أصيبوا بعد ملامسة المنك في المزرعة». وأشارت إلى أن ذلك لا يمكن إثباته بشكل قاطع. وقالت: «نظراً لوجود عدد قليل من التسلسلات الجينية المتاحة من المجتمعات المحيطة بالمزرعة، فمن المستحيل معرفة ما إذا كانت الطفرات قد أتت من المنك في المزرعة أو كانت تنتشر بالفعل في المجتمع».
وأبلغت «ناشيونال جيوغرافيك» عن الحالة البشرية الرابعة، بعد الحصول على وثائق حكومية حول تفشي فيروس «كورونا» في مزرعة المنك بموجب قانون حرية المعلومات.
في العام الماضي، أبلغت منظمتان عن الحالات الثلاث الأولى، والتي شملت موظفين في المزرعة وعامل تحنيط ليس له صلة معروفة بمزرعة المنك. يوم الاثنين، أشير إلى أن الحالة الرابعة كانت زوجة هذا العامل.
في أوائل أكتوبر 2020، أعلن مسؤولو ميشيغان أنه تم اكتشاف الفيروس في المنك في مزرعة محلية وأن العديد من الحيوانات قد نفقت. بناءً على طلب الولاية، قامت مراكز السيطرة على الأمراض بنشر فريق للمساعدة في التحقيق في تفشي المرض.
وأفادت الدكتورة بارتون بهرافيش إن المحققين جمعوا عينات من الحيوانات والعاملين في المزرعة، وكذلك من الناس في المجتمع المحيط. في مارس (آذار) 2021 قامت مراكز السيطرة على الأمراض بتحديث موقعها الإلكتروني لملاحظة أن «عدداً صغيراً من الأشخاص» قد أصيبوا بنسخة من الفيروس «تحتوي على طفرات فريدة مرتبطة بالمنك».
وأوضحت الوكالة أن «هذا يشير إلى احتمال حدوث انتشار من منك إلى إنسان»، مؤكدة أن جميع المرضى من البشر قد تعافوا. لكن يبدو أنه تم التعرف على الحالات البشرية الأولى، في عاملين بمزرعة المنك المتضررة، في 4 نوفمبر (تشرين الثاني)، قبل أشهر من تحديث الوكالة لموقعها على الإنترنت.
كما تم الإبلاغ عن انتقال العدوى من المنك إلى الإنسان في الدنمارك وهولندا وأماكن أخرى.
بشكل عام، يعتقد أن انتقال الفيروس من الحيوانات إلى البشر نادر الحدوث. يقول الخبراء إن البشر أكثر عرضة لنقل الفيروس لبعضهم البعض، أو لأنواع أخرى، أكثر من التقاطه من الحيوانات.