«بطل نيويورك الجديد»... شاب سوري يتحدث عن مساعدته في اعتقال منفذ هجوم المترو

الشاب السوري زاك طحان (نيويورك تايمز)
الشاب السوري زاك طحان (نيويورك تايمز)
TT

«بطل نيويورك الجديد»... شاب سوري يتحدث عن مساعدته في اعتقال منفذ هجوم المترو

الشاب السوري زاك طحان (نيويورك تايمز)
الشاب السوري زاك طحان (نيويورك تايمز)

احتفلت مدينة نيويورك أمس (الأربعاء) بـ«بطل جديد»: شاب سوري يبلغ من العمر 21 عاماً انتقل إلى الولايات المتحدة قبل خمس سنوات، ويتحدث خمس لغات ويعيش في مدينة جيرسي، وفقاً لتقرير لصحيفة «نيويورك تايمز».
قال الرجل، زاك طحان، وهو فني كاميرات مراقبة، إنه كان يعمل على تحديث المعدات في متجر بالقرب من «سانت ماركس بلايس» و«فيرست أفينيو» في مانهاتن، عندما رأى المشتبه بتنفيذه هجوم على مترو أنفاق في نيويورك، فرنك آر. جيمس، من خلال إحدى الكاميرات الأمنية.
في حديث مرتجل أمام حشد من المراسلين والمارة بعد ظهر الأربعاء، قال طحان: «قلت لنفسي: هذا هو الرجل، يجب أن نحضره... كان يسير في الشارع، وأنا أنظر إلى سيارة الشرطة، وقلت: هذا هو الرجل!».
قال طحان إنه ركض إلى الشارع، ملاحقاً المشتبه به، وحذر من حوله وطالبهم بالابتعاد عنه. وأوضح: «يعتقد الناس أنني مجنون، أو ربما أتعاطى المخدرات. لكنني لست كذلك». وأشار إلى أنه يصوم حالياً شهر رمضان.

وأشارت الشرطة إلى أنها تلقت معلومات تفيد بأن جيمس كان في مطعم «ماكدونالدز» على بعد شارعين، وكانت تبحث عنه في المنطقة. قال اثنان من مسؤولي إنفاذ القانون على دراية بالتحقيق إنه يبدو أن جيمس قد اتصل بالشرطة بنفسه.
لم تؤكد الشرطة بعد ما إذا كانت تصرفات طحان أدت إلى اعتقال جيمس.

لكن سلوك طحان المتفائل وطاقته الإيجابية جعلاه مشهوراً على وسائل التواصل الاجتماعي. يوجد الآن وسم (شكرا زاك) #ThankYouZack شائع يستخدمه الناس لمشاركة مقاطع فيديو من حديث الشاب.
https://twitter.com/business/status/1514341991496232965?s=20&t=okNrp6W5V5teACPXKwOHvQ
في مقابلة، تحدث فرنسيسكو بويبلا، مدير «سايفي»، وهو متجر للأجهزة والحدائق، عن طحان الذي وظفه للمساعدة في تحديث نظام الكاميرات الأمنية بالمحل.
قال بويبلا (46 سنة): «قصته منتشرة عبر جميع وسائل التواصل الاجتماعي... لكن أنا من اتخذ إجراءً».
وأوضح بويبلا أنه رأى رجلاً قوي البنية يحمل حقيبة ظهر يسير ببطء في الجادة الأولى. قال إنه شعر بالذعر وخاف من الاتصال بالشرطة لأنه لا يريد أن يكون مخطئا. وتابع بويبلا: «لا أريد أن أضع شخصاً في مأزق».
ولكن عندما توقفت سيارة شرطة عند الضوء الأحمر عند الزاوية، أوضح بويبلا أنه سار نحوها، وقال: «قد أكون مخطئا لكن الرجل الذي أطلق النار كان في منتصف المبنى».
بعد لحظات، اقتربت عدة سيارات للشرطة من جيمس لمحاصرته.
من جهته، قال لي فاسو، رسام بورتريه من نيويورك، إنه نبه الشرطة أيضاً عن مكان وجود المشتبه به.
أخبر فاسو موقع «آرتنت» أنه بعد تناول الغداء في مقهى «موغادور» مع والدته وزوجته وابنته البالغة من العمر 8 أشهر، عثر على جيمس وهو يسير. أشار فاسو إلى أنه لجأ إلى سيارة شرطة كانت متوقفة في فيرست أفينيو للتبليغ عن موقع جيمس، وفي غضون ثوانٍ بدأت سيارات الشرطة في الوصول من كل اتجاه.
ويمثل المشتبه فيه بإلقاء قنابل غاز وإطلاق النار داخل عربة مترو أنفاق في نيويورك مما أدى لإصابة 23 شخصا أمام القضاء لأول مرة اليوم (الخميس) بتهمة مهاجمة نظام النقل الجماعي، وفقاً لوكالة «رويترز».
وكانت الشرطة ألقت القبض على فرنك روبرت جيمس (62 عاما) أمس في مانهاتن السفلى بعد مطاردة استمرت 30 ساعة للمشتبه فيه الوحيد بالهجوم الذي أثار قلق ركاب أكبر شبكة قطارات سريعة أميركية وأكثرها ازدحاما - وجدد الدعوات بتوفير المزيد من الأمن في مترو الأنفاق.
وجرى احتجاز جيمس على بعد نحو 13 كيلومترا من مكان الهجوم الذي وقع يوم الثلاثاء في ساعة الذروة الصباحية عندما كان قطار الأنفاق بصدد الدخول إلى محطة صن ست بارك في بروكلين.
واختفى المسلح وسط الزحام لكن المحققين قالوا إنهم حددوا أن جيمس هو المشتبه فيه عندما كشف مسرح الجريمة عن بطاقة ائتمان تحمل اسمه ومفاتيح شاحنة قام باستئجارها وتركها على بعد عدة بنايات.



الأمم المتحدة تسعى لجمع 47 مليار دولار لمساعدة 190 مليون شخص في 2025

فلسطينيون يتجمعون للحصول على طعام في مركز توزيع بقطاع غزة (أ.ب)
فلسطينيون يتجمعون للحصول على طعام في مركز توزيع بقطاع غزة (أ.ب)
TT

الأمم المتحدة تسعى لجمع 47 مليار دولار لمساعدة 190 مليون شخص في 2025

فلسطينيون يتجمعون للحصول على طعام في مركز توزيع بقطاع غزة (أ.ب)
فلسطينيون يتجمعون للحصول على طعام في مركز توزيع بقطاع غزة (أ.ب)

أطلق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا»، الأربعاء، نداء لجمع أكثر من 47 مليار دولار، لتوفير المساعدات الضرورية لنحو 190 مليون شخص خلال عام 2025، في وقتٍ تتنامى فيه الحاجات بسبب النزاعات والتغير المناخي.

وقال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، توم فليتشر، مع إطلاق تقرير «اللمحة العامة عن العمل الإنساني لعام 2025»، إن الفئات الأكثر ضعفاً، بما في ذلك الأطفال والنساء والأشخاص ذوو الإعاقة والفقراء، يدفعون الثمن الأعلى «في عالم مشتعل».

سودانيون فارُّون من المعارك بمنطقة الجزيرة في مخيم للنازحين بمدينة القضارف (أ.ف.ب)

وفي ظل النزاعات الدامية التي تشهدها مناطق عدة في العالم؛ خصوصاً غزة والسودان وأوكرانيا، والكلفة المتزايدة للتغير المناخي وظروف الطقس الحادة، تُقدِّر الأمم المتحدة أن 305 ملايين شخص في العالم سيحتاجون إلى مساعدات إنسانية، العام المقبل.

أطفال يحملون أواني معدنية ويتزاحمون للحصول على الطعام من مطبخ يتبع الأعمال الخيرية في خان يونس بقطاع غزة (إ.ب.أ)

وأوضح «أوتشا»، في تقريره، أن التمويل المطلوب سيساعد الأمم المتحدة وشركاءها على دعم الناس في 33 دولة و9 مناطق تستضيف اللاجئين.

وقال فليتشر: «نتعامل حالياً مع أزمات متعددة... والفئات الأكثر ضعفاً في العالم هم الذين يدفعون الثمن»، مشيراً إلى أن اتساع الهوة على صعيد المساواة، إضافة إلى تداعيات النزاعات والتغير المناخي، كل ذلك أسهم في تشكُّل «عاصفة متكاملة» من الحاجات.

ويتعلق النداء بطلب جمع 47.4 مليار دولار لوكالات الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الإنسانية لسنة 2025، وهو أقل بقليل من نداء عام 2024.

وأقر المسؤول الأممي، الذي تولى منصبه في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بأن الأمم المتحدة وشركاءها لن يكون في مقدورهم توفير الدعم لكل المحتاجين.

أم أوكرانية تعانق ابنها بعد عودته من روسيا... الصورة في كييف يوم 8 أبريل 2023 (رويترز)

وأوضح: «ثمة 115 مليون شخص لن نتمكن من الوصول إليهم»، وفق هذه الخطة، مؤكداً أنه يشعر «بالعار والخوف والأمل» مع إطلاق تقرير «اللمحة العامة»، للمرة الأولى من توليه منصبه.

وعَدَّ أن كل رقم في التقرير «يمثل حياة محطمة» بسبب النزاعات والمناخ «وتفكك أنظمتنا للتضامن الدولي».

وخفضت الأمم المتحدة مناشدتها لعام 2024 إلى 46 مليار دولار، من 56 ملياراً في العام السابق، مع تراجع إقبال المانحين على تقديم الأموال، لكنها لم تجمع إلا 43 في المائة من المبلغ المطلوب، وهي واحدة من أسوأ المعدلات في التاريخ. وقدمت واشنطن أكثر من 10 مليارات دولار؛ أي نحو نصف الأموال التي تلقتها. وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إن عمال الإغاثة اضطروا لاتخاذ خيارات صعبة، فخفّضوا المساعدات الغذائية 80 في المائة في سوريا، وخدمات المياه في اليمن المعرَّض للكوليرا. والمساعدات ليست سوى جزء واحد من إجمالي إنفاق الأمم المتحدة، التي لم تفلح لسنوات في تلبية احتياجات ميزانيتها الأساسية بسبب عدم سداد الدول مستحقاتها. وعلى الرغم من وقف الرئيس المنتخب دونالد ترمب بعض الإنفاق في إطار الأمم المتحدة، خلال ولايته الرئاسية الأولى، فإنه ترك ميزانيات المساعدات في الأمم المتحدة بلا تخفيض. لكن مسؤولين ودبلوماسيين يتوقعون تقليل الإنفاق في ولايته الجديدة، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

من جانبه، قال يان إيغلاند، الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين: «الولايات المتحدة علامة استفهام كبيرة... أخشى أننا ربما نتعرض لخيبة أمل مريرة؛ لأن المزاج العام العالمي والتطورات السياسية داخل الدول ليست في مصلحتنا». وكان إيغلاند قد تولّى منصب فليتشر نفسه من 2003 إلى 2006. والمشروع 2025، وهو مجموعة من المقترحات المثيرة للجدل التي وضعها بعض مستشاري ترمب، يستهدف «الزيادات المسرفة في الموازنة» من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية. ولم تردَّ الإدارة التي يشكلها ترامب على طلب للتعليق. وأشار فليتشر إلى «انحلال أنظمتنا للتضامن الدولي»، ودعا إلى توسيع قاعدة المانحين. وعند سؤال فليتشر عن تأثير ترمب، أجاب: «لا أعتقد أنه لا توجد شفقة لدى هذه الحكومات المنتخبة». ويقول مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن أحد التحديات هو استمرار الأزمات لفترة أطول تبلغ عشر سنوات في المتوسط. وقال مايك رايان، المدير التنفيذي لبرنامج منظمة الصحة العالمية للطوارئ الصحية، إن بعض الدول تدخل في «حالة أزمة دائمة». وحلّت المفوضية الأوروبية، الهيئة التنفيذية في الاتحاد الأوروبي، وألمانيا في المركزين الثاني والثالث لأكبر المانحين لميزانيات الأمم المتحدة للمساعدات، هذا العام. وقالت شارلوت سلينتي، الأمين العام لمجلس اللاجئين الدنماركي، إن إسهامات أوروبا محل شك أيضاً في ظل تحويل التمويل إلى الدفاع. وأضافت: «إنه عالم أكثر هشاشة وعدم قابلية على التنبؤ (مما كان عليه في ولاية ترمب الأولى)، مع وجود أزمات أكثر، وإذا كانت إدارة الولايات المتحدة ستُخفض تمويلها الإنساني، فقد يكون سد فجوة الاحتياجات المتنامية أكثر تعقيداً».