دوري أبطال آسيا: هيمنة هلالية في «المجموعات» والفيصلي يلفت الأنظار

الفيصلي قلب التوقعات بفوزه على السد القطري (تصوير: عيسى الدبيسي)
الفيصلي قلب التوقعات بفوزه على السد القطري (تصوير: عيسى الدبيسي)
TT

دوري أبطال آسيا: هيمنة هلالية في «المجموعات» والفيصلي يلفت الأنظار

الفيصلي قلب التوقعات بفوزه على السد القطري (تصوير: عيسى الدبيسي)
الفيصلي قلب التوقعات بفوزه على السد القطري (تصوير: عيسى الدبيسي)

واصلت الأندية السعودية تألقها في مسابقات دوري أبطال آسيا لعام 2022، بعد تحقيقها نتائج جيدة خلال الجولتين الأولى والثانية من مرحلة المجموعات، ومنافستها بقوة على بطاقات التأهل إلى الأدوار الإقصائية من البطولة القارية، بصدارة فريقي الهلال والشباب لمجموعتهما الأولى والثانية، ووجود الفيصلي في المركز الثاني بالمجموعة الرابعة، فيما تراجع التعاون بعض الشيء مؤقتاً إلى المركز الثالث بمجموعته الرابعة.

الهلال حقق فوزه الثاني في دور المجموعات فارضاً سطوته على البطولة (تصوير: علي الظاهري)

وكعادته في السنوات الأخيرة بالبطولة الآسيوية، أثبت فريق الهلال تفوقه على جميع منافسيه، ليحقق انتصاره السادس على التوالي في بطولة دوري أبطال آسيا خلال آخر عامين، بالفوز في النسخة الحالية على الشارقة الإماراتي بنتيجة 2 - 1 في الجولة الأولى، ثم على الريان القطري بثلاثية نظيفة في الجولة الثانية، محققاً أول 6 نقاط في صدارة المجموعة الأولى وبفارق 3 نقاط عن أقرب منافسيه، بعد أن فاز في آخر 4 مباريات بالنسخة الماضية على كل من: استقلال طهران بنتيجة 2 - 0 وبيرسبوليس الإيراني بنتيجة 3 - 0 ثم النصر بنتيجة 2 - 1. وفي النهائي على بوهانج ستيلرز الكوري الجنوبي بهدفين دون مقابل.
في حين واصل المدرب الأرجنتيني رامون دياز انطلاقته الأفضل في تاريخه التدريبي، بتحقيق الانتصار رقم 10 على التوالي في أول 10 مباريات قادها هذا الموسم في جميع البطولات، دون أي تعادل أو خسارة، بواقع 6 منها في الدوري، و2 بكأس الملك، و2 في البطولة الآسيوية على حساب الشارقة والريان، ليؤكد الفريق الهلالي تألقه وتفوقه تحت قيادة مديره الفني اللاتيني الذي تولى المهمة في منتصف الموسم خلفاً للبرتغالي المقال ليوناردو جارديم.
وانقلب مستوى الهلال للأفضل منذ شهر فبراير (شباط) من العام الجاري وحتى الآن، بسبب ما قدمه مع دياز الذي أعاد اكتشاف نجوم الفريق، ونجح في تحقيق الانتصارات المتتالية رغم الغيابات الأخيرة في تشكيلته بسبب الإصابات، مثل البيروفي أندريا كاريلو والكوري الجنوبي جانغ هيون، وحتى النيجيري أوديون إيغالو هداف الفريق الذي لم يشارك أمام الريان، ليستبدله بواسطة المهاجم السعودي الشاب عبد الله الحمدان، الذي سجل هدفاً وصنع آخر ليكون نجم المباراة الأول بلا منافس.
ولم يتوقف تألق الأندية السعودية عند الهلال فقط، بل يقدم فريق الشباب مستويات مميزة خلال المجموعة الثانية من البطولة القارية، بتحقيق الانتصار في أول مباراتين على حساب مومباي سيتي الهندي بثلاثية نظيفة ثم الجزيرة الإماراتي بنفس النتيجة 3 - 0 ليسجل الفريق 6 أهداف ولا يستقبل أي هدف، محققاً 6 نقاط في صدارة المجموعة منفرداً.
وتحسن أداء الليث الشبابي كثيراً منذ قدوم الروماني ماريوس سوموديكا الذي حل مكان البرازيلي شاموسكا، ليقدم الفريق مستويات هجومية واضحة في أول 3 مباريات تحت قياته، سواء ضد الهلال في نصف نهائي كأس الملك أو في مباراتي آسيا أمام مومباي والجزيرة. ورغم خسارة الشباب أمام الهلال في الكأس بنتيجة 1 - 2 فإن فريق المدرب سوموديكا أثبت اختلافاً واضحاً في طريقته الهجومية وشراسته في صناعة الفرص وتسديدات لاعبيه المتواصلة على المرمى، ليحصل على النجاح الذي يستحقه قارياً في مرحلة المجموعات التي تقام حالياً على أراضي المملكة.
أما الفيصلي فحقق فوزاً تاريخياً هو الأول له في تاريخ مشاركاته بدوري أبطال آسيا، خلال ظهوره الأول بالبطولة، عندما تفوق على السد القطري بنتيجة 2 - 1، على ملعب الأمير محمد بن فهد بالدمام لصالح الجولة الثانية من دور المجموعات، ليوجد في المركز الثاني بالمجموعة الخامسة برصيد 4 نقاط، وبفارق الأهداف فقط عن المتصدر ناساف كارشي بنفس رصيد النقاط.
وأعلن نادي الفيصلي، بنهاية شهر فبراير الماضي، التعاقد رسمياً مع المدرب اليوناني مارينوس أوزونيديس، خلفا للمقال دانييل راموس، ليحقق الفريق نتائج جيدة في بطولة الدوري بدأها بالفوز على الحزم بهدف، ثم التعادل مع التعاون بنتيجة 2 - 2، والانتصار على الفتح بهدف، ليحقق 7 نقاط من أصل 9 في أول 3 مباريات محلية تحت قيادته، ثم يواصل تألقه القاري بالتعادل أولاً ضد الوحدات الأردني بالجولة الأولى بهدف لكل فريق، ثم الفوز على السد القطري صاحب الخبرة القارية العريضة بنتيجة هدفين مقابل هدف في الجولة الثانية.
وأكد المدرب الروماني أزوزنيديس قدرته على تطور أداء الفيصلي هذا الموسم سواء محلياً أو قارياً، مع تألق عدد من لاعبي الفريق في مقدمتهم الثنائي هشام فايق وجوليو تافاريس، ليكون الفريق على موعد مع مباراة صدارة المجموعة عندما يواجه ناساف الأوزبكي في الجولة الثالثة، ولكل منهما 4 نقاط بعد مرور أول جولتين حتى الآن.
في المقابل، يبدو التعاون هو الاستثناء الوحيد بين جميع الفرق السعودية في الجولة الثانية من مرحلة المجموعات الآسيوية، بعد خسارته أمام باختاكور الأوزبكي بهدف دون رد، رغم انتصاره وتفوقه في المباراة الأولى على الدحيل القطري بنتيجة 2 - 1، ضمن منافسات المجموعة الرابعة من البطولة.
وبدأ المدرب الهولندي جون فان دين بروم مهمته مع نادي التعاون، خلال شهر أبريل (نيسان) الجاري، حيث تولى المهمة خلفاً للبرتغالي خوسيه غوميز الذي تمت إقالته مؤخراً، ليقود الفريق في مباراتين فقط خلال دوري أبطال آسيا بواقع فوز وهزيمة، لكنه سيكون في حاجة إلى المزيد من أجل ضمان بطاقة الصدارة أو حتى التأهل ضمن أفضل أصحاب المركز الثاني، في إطار رحلة التعاون آسيوياً للمرة الثالثة في السنوات الأخيرة، بخروجه مرة من المجموعات ثم صعوده إلى الأدوار الإقصائية عام 2020، قبل الخسارة من النصر بهدف في دور الـ16 من منافسات البطولة الأهم في قارة آسيا.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».