تصريحات متضاربة تزيد غموض الأزمة السودانية

«الحرية والتغيير» تنفي التواصل مع الجيش وتتمسك بشعاراتها الثلاثة

سودانيون يؤدون الصلاة في مسجد قبل الإفطار لتناول وجبة "الإفطار" خلال شهر رمضان المبارك في أم درمان أول من امس ( أ ف ب)
سودانيون يؤدون الصلاة في مسجد قبل الإفطار لتناول وجبة "الإفطار" خلال شهر رمضان المبارك في أم درمان أول من امس ( أ ف ب)
TT

تصريحات متضاربة تزيد غموض الأزمة السودانية

سودانيون يؤدون الصلاة في مسجد قبل الإفطار لتناول وجبة "الإفطار" خلال شهر رمضان المبارك في أم درمان أول من امس ( أ ف ب)
سودانيون يؤدون الصلاة في مسجد قبل الإفطار لتناول وجبة "الإفطار" خلال شهر رمضان المبارك في أم درمان أول من امس ( أ ف ب)

ما زالت الأزمة السياسية في السودان تنتظر بوادر جديدة لنهاية النفق المظلم، ففي الوقت الذي خرجت فيه تصريحات متعددة حول مفاوضات بين قيادات التغيير وقيادة الجيش، نفى جعفر حسن، المتحدث الرسمي باسم تحالف «إعلان الحرية والتغيير» في حديث لـ«الشرق الأوسط»، تفاوض التحالف مع قيادات الجيش، وأنه ما زال يتمسك بموقف «لا تفاوض، لا شراكة، لا اعتراف».
واعتبر الأخبار المتداولة حول مفاوضات سرية بين قيادات أحزاب «الحرية والتغيير» والعسكريين، «فبركات»، الغرض منها دق إسفين بين القوى السياسية والمواطنين، واعتبرها «أجندات» تروج من بعض الجهات والقوى السياسية المناوئة لهم. وقال: «دأبنا على سماع إشاعات مشابهة كلما اقتربت قوى الثورة من الوفاق والتوحد».
وذكر حسن أن التحالف أبلغ الجبهة الثورية ضرورة اتخاذ موقف من الأحداث في السودان، وأنهم تسلموا المبادرة الوفاقية المقدمة من الجبهة الثورية، للاطلاع عليها من قبل مكونات التحالف منفردة، قبل الرد عليها بالقبول أو الرفض، بينما نقلت صحيفة «التيار» المحلية عن مصدر سيادي من المكوّن العسكري، أن هناك «اتصالاتٍ وتفاهمات» مع قوى «الحرية والتغيير» من المجلس المركزي ومجلس السيادة، وأن نفي وجود هذه التحالف المقصود منه الاستهلاك السياسي.
ويتردد على نطاق واسع أن تحالفاً بين الحزبين التقليديين: «الأمة القومي» حزب المهدي، والحزب «الاتحادي الديمقراطي» بزعامة الميرغني، وقوى موالية لنظام الإسلاميين، يهدف لخلق مرجعية سياسية، وهو ما أكده رئيس حزب «الأمة» المكلف، فضل الله برمة ناصر، بقوله إن مسؤولية حزبه فتح المجال لأبناء الوطن كافة لمعالجة الأزمة السودانية.
وقال ناصر في تصريحات للتلفزيون السوداني الرسمي، إن الحزبين: «الأمة القومي» و«الاتحادي الديمقراطي»، يعملان بتنسيق مشترك ونظرة مستقبلية في توحيد الجميع على وفاق وطني شامل، بينما قال مسؤول بارز في الحزب «الاتحادي» بزعامة الميرغني، إن مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الحزبين بوجه التحديات الراهنة، وتستدعي التنسيق المشترك، للوصول للوفاق الوطني، وإيجاد المعالجات الناجعة لمسار الانتقال الديمقراطي.
بيد أن ابنة زعيم الحزب الراحل الصادق المهدي (مريم) التي تشغل في الوقت ذاته منصب نائب رئيس الحزب، قطعت بأن الحزب لن يشارك في أي حكومة تكرس سيطرة قادة الجيش على السُّلطة في السودان. ووصفت الحديث بأن حزبها –أو جزءاً منه- يزين الانقلاب أو يساوم العسكريين خارج الحوار الذي دعا له حزبها «لا أساس له من الصحة».
وتناقلت وسائط الإعلام السودانية عدة مبادرات لحل الأزمة السودانية، ومن بينها محاولات يقوم بها قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، لخلق مرجعية سياسية داعمة له، من أجل إعلان حكومة بواجهة مدنية، تشارك فيها الحركات المسلحة وقوى سياسية.
وأبلغت الجبهة الثورية السودانية الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي رغبتها في حل للأزمة السياسية عن طريق الحوار السوداني– السوداني، وذلك عقب اجتماع ضم رئيس البعثة الأممية «يونيتامس» فولكر بيرتس، وممثل الاتحاد الأفريقي، ومنظمة «إيقاد» محمد الحسن ولد لباد، وفقاً لما نقلته صحيفة «سودان تريبيون» على الإنترنت.
ومنذ إجراءات 25 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، التي اتخذها قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، واعتبرتها المعارضة والمجتمع الدولي «انقلاباً عسكرياً»، تم بموجبه فرض حالة الطوارئ، وحل المجلسين السيادي والوزراء، وإقالة حكام الولايات، ظلت المعارضة ولجان المقاومة السودانية في حالة تظاهر مستمر، واجهته السلطات العسكرية بعنف مفرط أدى لمقتل 94 محتجاً وإصابة وجرح أكثر من 3 آلاف متظاهر سلمي.
بيد أن القوى السياسية المعارضة لم تتفق على تكوين تحالف موحد يقود الاحتجاجات، أسوة بما حدث إبان ثورة ديسمبر (كانون الأول) 2019. وتسعى بعثة الأمم المتحدة لدعم الانتقال في السودان، والاتحاد الأفريقي لخلق توافق وطني يمهد الطريق لحل الأزمة واستعادة الحكم المدني والانتقال الديمقراطي.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.