مقتل متظاهر خلال الاحتجاجات في السودان

جانب من التظاهرات في أم درمان اليوم (أ.ف.ب)
جانب من التظاهرات في أم درمان اليوم (أ.ف.ب)
TT

مقتل متظاهر خلال الاحتجاجات في السودان

جانب من التظاهرات في أم درمان اليوم (أ.ف.ب)
جانب من التظاهرات في أم درمان اليوم (أ.ف.ب)

قالت لجنة أطباء السودان المركزية اليوم الأربعاء إن متظاهراً توفي بعدما أصيب بالرصاص خلال مظاهرات اليوم بمدينة شرق النيل في ولاية الخرطوم.
ورغم ارتفاع درجات الحرارة والغاز المسيل للدموع وصيام رمضان، خرج عشرات الآلاف من المحتجين السودانيين في مسيرات في العاصمة الخرطوم ومدن وبلدات أخرى في جميع أنحاء البلاد اليوم الأربعاء بمناسبة الذكرى الثالثة لسقوط نظام الرئيس السابق عمر البشير والتعبير عن رفضهم لاستيلاء الجيش، الذي أطاح بالبشير، على السلطة في الآونة الأخيرة.

تأتي الاحتجاجات التي تقودها لجان المقاومة في الأحياء خلال الشهر السادس من الحملة ضد إطاحة حكومة المدنيين في 25 أكتوبر (تشرين الأول). ومنذ ذلك الحين لم يعين الجيش رئيساً للحكومة في حين تدهور الاقتصاد وسط تعليق المساعدات الخارجية.
وتحدى المتظاهرون ومعظمهم صائمون أشعة الشمس الشديدة وحرارة وصلت إلى 42 درجة مئوية. وشوهد البعض في أم درمان وهم يرشون أنفسهم بالماء باستخدام خراطيم من المنازل الكائنة على طريق المسيرة.
وقال الطالب الجامعي أحمد عبد الله (23 عاما) وهو يتصبب عرقا تحت أشعة الشمس: «نحن رفاق الشهداء صائمون سنهزم العسكر سوف نسير بلا تعب في طريق الحرية والعدالة».
يقول مسعفون إن ما لا يقل عن 93 شخصاً قتلوا على يد قوات الأمن وأصيب الآلاف في قمع للمحتجين.

ويصادف السادس من أبريل (نيسان) الذكرى السنوية للاحتجاجات الحاشدة ضد البشير في 2019 أمام مقر القيادة العسكرية، وبعدها بدأ المحتجون اعتصاما أسفر عن إطاحة قادة الجيش بالبشير.
وطالب المعتصمون بتسليم الحكم للمدنيين ولكن تم فض الاعتصام في الثالث من يونيو (حزيران) من قبل قوات الأمن التي اتهمت بقتل العشرات. وجرى التوصل لاحقا إلى اتفاق لتقاسم السلطة لكنه انتهى بإطاحة حكومة المدنيين التي وصفها القادة العسكريون بأنه إجراء تصحيحي ضروري.
وذكرت «رويترز» أن الفصائل المتحالفة مع الجيش أعدت اتفاقاً لتعزيز قبضته على السلطة واستبعاد الجماعات والأحزاب المدنية التي كانت تتقاسم السلطة مع الجيش وشاركت في احتجاج اليوم.
وجاء في بيان للخارجية الأميركية أن «الشعب السوداني لم يحقق هدفه بعد»، مضيفا أنه «يجب السماح بالاحتجاجات السلمية دون خوف من العنف».

وفي حين تمت الدعوة إلى الاحتجاج في العاصمة في وقت متأخر من النهار مراعاة لصيام المتظاهرين، انطلقت احتجاجات في وقت سابق من اليوم في المدن والبلدات في جميع أنحاء البلاد وشمل ذلك مناطق الأبيض ونيالا والجنينة غربا وبورتسودان وكسلا والقضارف شرقا ومدني وكوستي وكادقلي جنوبا.
وانتشرت قوات الأمن والجيش في الشوارع الرئيسية وتم إغلاق المنشآت الحكومية الرئيسية في العاصمة وكذلك الجسور المؤدية إلى أم درمان وبحري بحاويات الشحن.
وسار عشرات الآلاف في الخرطوم نحو المطار وواجهوا الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت أثناء توقفهم لتناول الإفطار. واستمروا في المسيرة بعد غروب الشمس وهم يهتفون: «الثورة ثورة الشعب والسلطة سلطة الشعب».
وواجهوا الشرطة والمزيد من الغاز المسيل للدموع عند الأطراف الخارجية للمطار، وأقام المحتجون حواجز في الشارع وهو أحد أكبر شوارع العاصمة.

وفي أم درمان، شوهدت قوات الأمن ومنها الشرطة الاحتياطية المركزية التي فرضت الولايات المتحدة عقوبات عليها وهي تطارد المحتجين المتوجهين نحو مبنى البرلمان في الشوارع الجانبية. وقال مراسل لـ«رويترز» إنه تم سماع دوي أعيرة نارية مع بدء المحتجين الاستعداد للإفطار.
ودعت لجان المقاومة في الخرطوم وأم درمان المحتجين إلى الانسحاب مع حلول الليل، وأشارت لجان أم درمان إلى تعرض المحتجين لقمع.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.