التحالف يستهدف منزل صالح.. والرئيس المخلوع يقر بالتنسيق مع الحوثيين

عشرات القتلى والجرحى في صفوف الميليشيات علىجبهات القتال

أحد الحراس الموالين للرئيس المخلوع يقف وسط حطام مقر إقامة علي عبد الله صالح عقب الغارات الجوية التي استهدفت منزله في العاصمة صنعاء (أ.ف.ب)
أحد الحراس الموالين للرئيس المخلوع يقف وسط حطام مقر إقامة علي عبد الله صالح عقب الغارات الجوية التي استهدفت منزله في العاصمة صنعاء (أ.ف.ب)
TT

التحالف يستهدف منزل صالح.. والرئيس المخلوع يقر بالتنسيق مع الحوثيين

أحد الحراس الموالين للرئيس المخلوع يقف وسط حطام مقر إقامة علي عبد الله صالح عقب الغارات الجوية التي استهدفت منزله في العاصمة صنعاء (أ.ف.ب)
أحد الحراس الموالين للرئيس المخلوع يقف وسط حطام مقر إقامة علي عبد الله صالح عقب الغارات الجوية التي استهدفت منزله في العاصمة صنعاء (أ.ف.ب)

في تطور جديد في المشهد على الساحة اليمنية، استهدفت طائرات التحالف العربي، أمس، منزل الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح في صنعاء، بعدد من الغارات، وقال شهود عيان إن «صواريخ الطائرات استهدفت فجرا المنزل الكائن في شارع حدة بوسط صنعاء، وذكر الشهود أن ثلاثة انفجارات متتالية سمعت في المكان الذي يقع فيه المنزل»، وقالت وكالة «خبر»، المقربة من صالح، في خبر مقتضب إن أيا من صالح وأفراد عائلته لم يصابوا بأذى في القصف، وعقب الاستهداف خرج صالح من مخبئه وذهب إلى أمام المنزل وأدلى بتصريح صحافي لقناة «اليمن اليوم» المملوكة له، وتحدى، في تصريحه، قوات التحالف العربي ودعاها، بصورة غير مباشرة، إلى التدخل الميداني لتواجه الحرب الحقيقية، حسب تعبيره، ودعا المخلوع صالح «المواطنين اليمنيين» إلى حمل السلاح والقتال، وأقر المخلوع بائتلافه وتحالفه مع «أنصار الله» الحوثيين، لكنه أردف أنه وبعد استهداف منزله، سوف يتحالف كل اليمنيين مع من يدافعون عن مقدرات الوطن، بحسب تعبيره عندما بدت عليه علامات الخوف، كما قال الكثير من المراقبين، وعاد صالح وكتب منشورا على صفحته في «فيسبوك»، دعا فيه إلى «حل المشكلات بالحوار»، وعقب ظهور المخلوع أمام منزله المدمر، عاودت طائرات التحالف استهداف المبنى بـ3 صواريخ مرة أخرى، من جهته، اعتبر حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه صالح، عملية القصف «محاولة اغتيال»، وقال بيان صادر عن الحزب إن «هذا العمل الجبان يأتي متواصلاً مع محاولة الاغتيال التي تعرض لها وقيادات الدولة في جامع دار الرئاسة في يونيو (حزيران) عام 2011م»، حسب تعبير الحزب.
وأكد مراقبون في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن المخلوع صالح لم يكن في صنعاء وأنه غادرها منذ الضربة الأولى لعملية «عاصفة الحزم» التي انطلقت في الـ26 من مارس (آذار) الماضي، وأشاروا إلى أن ذهابه إلى منزله المدمر «يحمل لغة تحد لقوات التحالف»، وتؤكد كل المصادر أن صالح غادر صنعاء إلى مسقط رأسه في سنحان، في جنوب العاصمة، وأنه يختفي هناك في كهوف المنطقة الجبلية، وكان مجلس الأمن الدولي فرض، في وقت سابق، عقوبات على صالح ونجله العميد أحمد علي عبد الله صالح، قائد الحرس الجمهوري (سابقا)، إضافة إلى عدد من القيادات الحوثية، بتهم تتعلق بتقويض العملية السياسية في اليمن.
وجاء قصف قصر صالح في شارع حدة بصنعاء، في إطار سلسلة الغارات المتواصلة التي تنفذها قوات التحالف على صنعاء وبقية المحافظات اليمنية والتي تستهدف مواقع الميليشيات الحوثية والقوات الموالية للرئيس المخلوع صالح، وكذا مراكز التحكم والسيطرة ومراكز الاتصالات بين تلك الميليشيات المتحالفة للسيطرة على المحافظات اليمنية، الواحدة تلو الأخرى بالقوة المسلحة، حسبما تطرح الكثير من الأوساط السياسية اليمنية، وواصل طيران التحالف، أمس، قصفه لمواقع الحوثيين في صعدة، في إطار العملية العسكرية الخاصة التي تستهدف معقل الحوثيين الذين قاموا بتنفيذ سلسلة من الهجمات على الأراضي السعودية، كما استهدف القصف مواقع الميليشيا في عدد من المحافظات، في الوقت الذي تؤكد مصادر متطابقة أن العشرات من المسلحين الحوثيين سقطوا قتلى وجرحى في المواجهات الدائرة بين القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، من جهة، والميليشيات الحوثية والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، في شبوة التي حررت فيها المقاومة الشعبية منطقة المصينعة، في وقت تستمر المواجهات لتحرير بقية المناطق، كما استمرت المواجهات في عدن وتعز والضالع وتهامة والجوف ومأرب وغيرها من المناطق التي تحولت للقتال ضد الحوثيين.
وقال مصدر محلي في محافظة عمران، لـ«الشرق الأوسط» إن عدد الأسر النازحة من محافظة صعدة إلى عمران بلغ أكثر من 2400 أسرة، حتى الآن، وإن حالات النزوح «ستكون أكثر، لولا قيام المسلحين الحوثيين بمنع المواطنين من المغادرة لأنهم يعتبرونهم دروعا بشرية خشية القصف»، وقال أحد النازحين في عمران لـ«الشرق الأوسط» إن «الحوثيين يجبرون بعض المواطنين على التوقيع على أوراق بيضاء، تتضمن التنازل أولا شفهيا، عن كافة ممتلكاتهم من مزارع وبيوت ومحلات تجارية وغيرها، مقابل السماح لهم بالمغادرة»، واستدرك النازح مؤكدا أن «الغالبية العظمى من المواطنين يمنعون من المغادرة والنزوح».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.