جدّدت قوات النظام السورية، أمس، محاولاتها لاستعادة السيطرة على مدينة جسر الشغور الاستراتيجية، وتحرير 250 شخصًا، بينهم 150 مقاتلاً موجودين في مشفى تحاصره قوات المعارضة منذ أسبوعين. ووفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، فإن قوات النظام وحلفاءها، أحرزت تقدما باتجاه المدينة، حتى باتت على بعد كيلومترين من المستشفى. ومن ناحية أخرى، يفيد ناشطون بأن قوات «جيش الإسلام»، التي يتزعمها زهران علوش في الغوطة الشرقية، بضواحي العاصمة السورية دمشق، أحرزت تقدمًا في محيط تل كردي بالقرب من مدينة دوما.
قوات النظام تعتمد في هجماتها في جبهة جسر الشغور، بمحافظة إدلب شمال غربي سوريا، على سلاح الجو الذي نفذ، منذ الأربعاء الماضي، 70 غارة جوية، أبعدت قوات المعارضة عن المستشفى. وكذلك تعتمد على الدفع بتعزيزات ضخمة تضم مقاتلين أجانب، من مدينة حماه باتجاه جسر الشغور، حسب ناشطين.
وحسب هؤلاء ساهمت هذه التعزيزات في استعادة السيطرة على معظم قرى وبلدات سهل الغاب التي كانت المعارضة قد سيطرت عليها خلال الأسبوعين الماضيين. وجاء هذا التقدم بعد أيام من زيارة وزير الدفاع السوري فهد جاسم الفريج إلى طهران.
وأشار «المرصد» إلى «اشتباكات عنيفة تواصلت بين مقاتلي فصائل إسلامية من جهة، ولواء الفاطميين الأفغاني ومقاتلين عراقيين من الطائفة الشيعية وضباط إيرانيين وحزب الله اللبناني وقوات النظام وقوات الدفاع الوطني من جهة أخرى، قرب قرية المشيرفة على الأوتوستراد الدولي بين جسر الشغور وأريحا، وفي محيط تلة خطاب».
وفي حين ذكرت وكالة «سانا» الرسمية السورية للأنباء، أن القوات الحكومية سيطرت على تلة خطاب شرق جسر الشغور بريف إدلب، قال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن إن قوات النظام سيطرت أمس على 3 نقاط استراتيجية وتل مرتفع يشرف على المدينة، مشيرًا إلى أن قوات النظام «تتبع سياسة الأرض المحروقة في عملياتها، إذ تعتمد على سلاح الجو في إعاقة تقدم المقاتلين المعارضين، وتمهد الطريق لقواتها المتقدمة».
ويأتي هذا التقدم باتجاه المنطقة حيث يقع المشفى في جنوب غربي جسر الشغور «بعد هجوم مضاد بدأته قوات النظام مدعومة بحلفائها منذ الأربعاء في ظل غطاء جوي، في محاولة لفك الحصار عن نحو 250 من عناصرها المحتجزين داخله».
وأوضح «المرصد» عبر مديره أن قوات النظام «تستميت لفك الحصار» عن المحتجزين، وبينهم «ضباط وعوائلهم ومدنيون موالون للنظام»، وأن تحرير المحتجزين في المستشفى «يتخطى بالأولوية والأهمية استعادة جسر الشغور، نظرًا إلى أن العملية ترفع معنويات مقاتليه، وتعزز مكانة قائده العميد سهيل الحسن (المعروف بالنمر) قائد المعركة في المنطقة».
وكان مقاتلو جبهة النصرة وكتائب إسلامية معارضة قد سيطروا على مدينة جسر الشغور الاستراتيجية بالكامل في 25 أبريل (نيسان) الماضي، وحاصروا المشفى، ونفذت كتائب إسلامية 3 هجمات أسفرت عن مقتل عناصر نظامية، لكنها لم تمكن قوات المعارضة من اقتحامها.
ولا يمكن التكهن بقدرة العناصر الموجودين في المشفى منذ أسبوعين على الصمود في ظل عدم إمدادهم بالسلاح والمؤن.
ومن ناحية ثانية، أفاد ناشطون بارتفاع عدد الغارات التي نفذها الطيران الحربي أمس على مناطق في محيط جسر الشغور، إلى 20 غارة، بالتزامن مع استمرار الاشتباكات العنيفة في محيط حاجز العلاوين وتلال محيطة بقرية فريكة في ريف جسر الشغور. فيما تواصلت الاشتباكات قرب قرية المشيرفة على الأوتوستراد الدولي بين جسر الشغور وأريحا، ترافق مع قصف قوات النظام على مناطق الاشتباك.
وجاءت السيطرة على جسر الشغور بعد أقل من شهر على خسارة النظام لمدينة إدلب، مركز المحافظة، في 28 مارس (آذار) الماضي.
في غضون ذلك، قال ناشطون إن قوات «جيش الإسلام» التي يتزعمها زهران علوش في الغوطة الشرقية، بريف محافظة دمشق، أحرزت تقدمًا في محيط تل كردي بالقرب من مدينة دوما، إثر معارك اندلعت بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف ومقاتلي الفصائل الإسلامية من طرف آخر، وسط تجدد لقصف الطيران الحربي على مناطق الاشتباك. وارتفع إلى 12 على الأقل عدد الغارات التي نفذها الطيران الحربي على مناطق في بلدة دير سلمان ومحيطها، وسط قصف من قبل قوات النظام، بالتزامن مع سقوط عدة صواريخ يعتقد أنها من نوع أرض - أرض على أماكن في المنطقة. وتزامنت المعارك مع اشتباكات أخرى اندلعت على محور دير سلمان في منطقة المرج بالغوطة الشرقية، فيما اندلعت معارك أخرى في محيط بلدة الطيبة بالغوطة الغربية.
وفي محافظة حلب، سقطت عدة قذائف أطلقتها كتائب مقاتلة على مناطق في حي صلاح الدين أدت إلى مقتل 4 مواطنين على الأقل، وإصابة 15 آخرين بجراح، كما أفاد به المرصد السوري، فيما قصفت قوات النظام أماكن في أحياء المشهد ومساكن هنانو والشعار، كما قصف الطيران الحربي قرية أم خان قرب بلدة تل الضمان بريف حلب الجنوبي.
النظام يقترب من جسر الشغور مدفوعًا بمقاتلين أجانب بعد أيام من زيارة وزير دفاعه إلى طهران
«جيش الإسلام» يتقدم على جبهة الغوطة الشرقية
النظام يقترب من جسر الشغور مدفوعًا بمقاتلين أجانب بعد أيام من زيارة وزير دفاعه إلى طهران
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة