أسفرت جولة المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا أمس، عن إحراز تقدم وُصف بأنه «ملموس» في ملف الحياد الأوكراني الذي يعد واحداً من شروط روسيا الرئيسية لإنهاء الحرب.
وحسب صحيفة «الغارديان» البريطانية، فقد أشارت أوكرانيا إلى أنها ستقبل أن تصبح محايدة إذا تلقّت ضمانات أمنية كافية من الدول الغربية، متخليةً عن تطلعاتها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو).
لكنّ محللين يقولون إن هذه التحركات تتطلب تعديل الدستور في أوكرانيا أو إجراء استفتاء، وهو أمر لا يمكن إجراؤه في زمن الحرب.
فما الحياد؟
بموجب القانون الدولي، تكون الدولة محايدة إذا لم تتدخل في أي نزاع مسلح يشمل أطرافاً متحاربة أخرى.
كذلك، لا يمكن أن تسمح الدولة المحايدة لطرف محارب باستخدام أراضيها كقاعدة للعمليات العسكرية، أو الانحياز إلى جانب أو إمداده بالمعدات العسكرية.
ماذا قال الرئيس الأوكراني بشأن الحياد؟
اعترف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأن مطالب روسيا بحياد أوكرانيا وعدم انضمامها إلى حلف الناتو تُدرس بجدية.
وأعلن زيلينسكي في 15 مارس (آذار) أنه «يجب الاعتراف» بأن أوكرانيا لن تكون قادرة على الانضمام إلى الناتو.
وفي إعلان فُسّر على أنه تنازل عن خطة الانضمام إلى الحلف، وعدّه جزء من الشعب الأوكراني غير مقبول، قال زيلينسكي: «سمعنا لسنوات أن الأبواب مفتوحة، لكننا سمعنا أيضاً أنه لا يمكننا الانضمام. هذه هي الحقيقة ويجب أن نعترف بها».
ولكن ينص الدستور الأوكراني على تطلع البلاد للانضمام إلى الناتو، وهو ما لا يجوز تعديله في ظل القانون العسكري الساري حالياً أو حتى في أثناء حالة الطوارئ.
هل تستطيع أوكرانيا تغيير دستورها؟
سيتطلب أي تغيير موافقة 300 من أصل 450 مشرعاً على الإجراء في جلستين برلمانيتين منفصلتين، وأن تصادق عليه المحكمة الدستورية.
وقال عالم السياسة الأوكراني فولوديمير فيسينكو: «في الوقت الحالي، من الصعب أن يتم جمع 300 صوت للحصول على الموافقة لتغيير الدستور. ولكن إذا استمر الصراع ورأينا أن الناتو لن ينفعنا في شيء، فقد تتغير الآراء».
وأضاف: «زيلينسكي لديه خيبة أمل من عدم كفاية مساعدات الناتو. بالنسبة لنا، التخلي عن خطط الانضمام لحلف شمال الأطلسي قد تكون التنازل الأبسط والأقل إيلاماً».
ماذا يريد الأوكرانيون؟
وفقاً لآخر استطلاع أجرته شركة «ريتينغ بولينغ» في وقت سابق من هذا الشهر، يشعر 44% من الأوكرانيين بأن بلادهم يجب أن تنضم إلى الناتو، بانخفاض نقطتين مئويتين عن الاستطلاع الذي تم إجراؤه في فبراير (شباط) قبل بدء الغزو الروسي.
من جهة أخرى، يعتقد 42% أن أوكرانيا يجب أن تستمر في التعاون مع الناتو دون أن تنضم إليه.
وقال ميكولا ديفيديوك، المحلل السياسي المقيم في كييف: «يريد الأوكرانيون الانضمام إلى الناتو، لكن إذا عرضت أوروبا عضوية الاتحاد الأوروبي واقترحت حزمة مالية لإعادة بناء أوكرانيا، فقد يُنسى النقاش حول الناتو لبعض الوقت».
وأضاف: «إذا قدمت بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة، وهي ثلاث قوى نووية، ضمانات أمنية لأوكرانيا، فسيكون مثل هذا التحالف أقوى من الانضمام للناتو».