باريس: روسيا «تتظاهر» بالتفاوض على وقف لإطلاق النار

وزير الخارجية الفرنسي جان-إيف لودريان (إ.ب.أ)
وزير الخارجية الفرنسي جان-إيف لودريان (إ.ب.أ)
TT

باريس: روسيا «تتظاهر» بالتفاوض على وقف لإطلاق النار

وزير الخارجية الفرنسي جان-إيف لودريان (إ.ب.أ)
وزير الخارجية الفرنسي جان-إيف لودريان (إ.ب.أ)

اتهم وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، اليوم (الخميس)، روسيا بأنها «تتظاهر بالتفاوض» على وقفٍ لإطلاق النار في أوكرانيا مع مواصلة «استخدام الأسلحة».
وقال لودريان في مقابلة مع صحيفة «لوباريزيان» إنه كما هو الحال في حلب (سوريا) أو غروزني (الشيشان) فإن «المنطق الروسي (...) يقوم على المثلث المعتاد: قصف عشوائي، وما تسمى ممرات إنسانية معدّة لاتهام الخصم بعد ذلك بعدم احترامها، ومحادثات من دون هدف آخر سوى التظاهر بأنها تتفاوض»، حسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.
وتواصلت المحادثات الروسية - الأوكرانية أمس (الأربعاء)، وأكدت موسكو أنها تتناول خصوصاً وضع الحياد لأوكرانيا. لكنّ كييف رفضت مبدأ الحياد على طريقة السويد أو النمسا الذي عرضته موسكو.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد أبدى في وقت سابق استعداده للتخلي عن أي انضمام لبلاده إلى حلف شمال الأطلسي، وهو سبب الحرب بالنسبة إلى روسيا.
وقال لودريان إن «روسيا اختارت الاستمرار في استخدام السلاح» وهي «ترفض في الوقت الراهن» وقف إطلاق النار، مشيراً إلى أنها «تصعّد مطالبها إلى الحد الأقصى» وإلى «رغبتها في استسلام أوكرانيا وتفاقم حرب الحصار».
وتابع: «إنها عملية دراماتيكية من الوحشية طويلة الأمد»، معتبراً أن أوكرانيا تلتزم «بمسؤولية وانفتاح في المحادثات».
من جهتهم، فإن الغربيين يتّبعون منطق «تشديد حازم للعقوبات حتى يتضح للرئيس بوتين أن الثمن الذي يجب دفعه لقاء استمرار الحرب مرتفع إلى حد أنه من الأفضل البدء في وقف إطلاق النار والدخول في مفاوضات حقيقية»، كما أضاف لودريان.
وحذّر وزير الخارجية الفرنسي أيضاً من أنه إذا استخدمت روسيا «أدوات كيميائية أو جرثومية» في أوكرانيا فإن هذا الأمر «سيشكّل تصعيداً لا يمكن التسامح معه وسيؤدي إلى رد بعقوبات اقتصادية مشددة جداً، من دون محرمات».



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.