تشيلسي مرشح لتكرار انتصاره على ليل رغم العقوبات... وصدام ساخن بين يوفنتوس وفياريال

توخيل مستعد لقيادة حافلة فريقه اللندني إلى فرنسا... وأليغري يأمل بمواصلة فريقه الإيطالي صحوته

لاعبو تشيلسي خلال التدريب يتطلعون لبطاقة ربع نهائي البطولة الأوروبية (رويترز)
لاعبو تشيلسي خلال التدريب يتطلعون لبطاقة ربع نهائي البطولة الأوروبية (رويترز)
TT

تشيلسي مرشح لتكرار انتصاره على ليل رغم العقوبات... وصدام ساخن بين يوفنتوس وفياريال

لاعبو تشيلسي خلال التدريب يتطلعون لبطاقة ربع نهائي البطولة الأوروبية (رويترز)
لاعبو تشيلسي خلال التدريب يتطلعون لبطاقة ربع نهائي البطولة الأوروبية (رويترز)

يتطلع تشيلسي الإنجليزي، حامل اللقب، والمعاقب سياسياً ومالياً لتكرار تفوقه على ليل الفرنسي، عندما يحل ضيفاً عليه اليوم في إياب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا بعد انتصاره ذهاباً بهدفين في لندن، فيما تبدو مواجهة يوفنتوس الإيطالي مع فياريال الإسباني أكثر إثارة بعد تعادلهما 1 - 1 على ملعب الأخير ذهاباً.
ويخيّم مشهد الغزو الروسي لأوكرانيا على فريق تشيلسي، حيث يخوض المواجهة وسط سلسلة عقوبات صارمة مفروضة على مالكه الروسي رومان أبراموفيتش. وفرضت الحكومة البريطانية على النادي اللندني الأسبوع الماضي، عقوبات كجزء من ردها على الغزو الروسي لأوكرانيا، مجمدة كل أصول أبراموفيتش، باستثناء النادي الذي سُمح له بمواصلة «الأنشطة المتعلقة بكرة القدم». واعتبرت أنه جزء من الدائرة المقربة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، رغم نفيه أي ارتباط مع الكرملين، علماً بأنه عبّر عن رغبته بيع النادي الذي اشتراه في عام 2003 وحقق في عهده 19 لقباً.
ووضعت الحكومة شروطاً على تشيلسي الذي لا يحقّ له بموجب القيود بيع تذاكر جديدة أو سلع تجارية، وتم تجميد جميع الإيرادات من حقوق البث التلفزيوني أو المكافآت من المسابقات التي يشارك بها، حتى إن المتحدث باسم رئيس الوزراء بوريس جونسون طالب جماهير الفريق اللندني بعدم الهتاف لأبراموفيتش.
كما حُرم من التوقيع مع اللاعبين أو تجديد عقودهم، بالإضافة إلى وضع سقف للإنفاق عندما يسافرون للمباريات خارج الديار نحو 20 ألف جنيه إسترليني (26100 دولار)، ما يثير مخاوف من استنزاف الأموال بسرعة.
وفيما أقرّ التشيكي بيتر تشيك، المستشار الفني لتشيلسي، بأن النادي المتوّج بمونديال الأندية غير متأكد من قدرته على إنهاء الموسم، قال المدرب الألماني توماس توخيل مازحاً: «آخر معلوماتي أن لدينا طائرة، لذلك يمكننا الذهاب بالطائرة والعودة بالطائرة. إذا لم يكن هذا متاحاً فسنذهب بالقطار، إذا لم يحدث هذا فسنذهب بالحافلة، وإذا لم يكن هذا متاحاً فسأقود سيارة ذات سبعة مقاعد وسأفعل هذا».

لاعبو فياريال متحدون لأجل إقصاء يوفنتوس (إ.ب.أ)

وأكد توخيل أن ناديه يحاول التعامل مع القيود التي فرضتها الحكومة البريطانية على عملياته بطريقة احترافية، وسيبذل قصارى جهده لعبور مباراة الإياب أمام مضيفه ليل، رغم اضطراره إلى إجراء تعديلات على عدد أفراد البعثة المسافرة لتقليل النفقات، في حادثه لم يسبق أن تعرض لها الفريق. وأضاف المدرب الألماني: «يجب أن نتأقلم على الظروف الجديدة. هناك أشياء بات علينا الاعتناء بها مثل ترتيبات المباريات وكانت في العادة لا تشغل بالنا. أصبحنا نعمل ضمن إطار محدد الآن. لن نختلق الأعذار. من الصعب بالفعل ترتيب الأمور بأفضل طريقة ممكنة، وهذا الأمر سينطبق أيضاً على مباراة دور الثمانية في كأس الاتحاد الإنجليزي أمام ميدلسبره السبت المقبل». وأكد: «ما دام لدينا القمصان وما زلنا على قيد الحياة فسوف نواصل اللعب، وسنكون قادرين على المنافسة ونكافح بقوة من أجل نجاحنا. نحن مدينون للأشخاص الذين يدعموننا عادة... بالطبع، نحن في دائرة الضوء لكن هذه مسؤوليتنا».
وأشار توخيل إلى أنه لم يكن لديه أي خيار في أن يكون صوت النادي خلال فترة مضطربة استمرت أسبوعين، وقال إنه سيستمر في الرد على أي أسئلة حول أي مالك جديد، موضحاً: «يجب أن يصل مالك جديد بعد الموافقة عليه... ثم يمكننا مناقشة الأمر إذا لزم الأمر. هناك عملية تحدد إجراءات ملكية الأندية في هذا الدوري، وبالطبع... الجميع يعتمد على هذه العملية والقيم التي تقف وراء القرارات. لا أفكر كثيراً في الأمر (أن أكون صوت النادي). أحاول أن أكون صادقاً، وأعطيكم نظرة ثاقبة ومعلومات من قلب المدرب. هذا ما أحاوله».
وعن مطالبة رئيس الوزراء البريطاني جماهير تشيلسي بعدم الهتاف لأبراموفيتش، واصفاً ذلك بأنه «غير لائق تماماً» في ظل هذه الظروف، قال توخيل: «لا أعرف ما إذا كان هذا هو أهم موضوع ستتم مناقشته في البرلمان، أم لا. وإذا كان الأمر كذلك، فربما يتعين علينا القلق بشأن أولوية حاجة الناس، هناك أشياء أكثر إلحاحاً تجب مناقشتها والتعامل معها».
على الطرف المقبل، يأمل ليل في تحقيق إنجاز وقلب خسارته ذهاباً بثنائية، وقال مدربه جوسلان غورفينيك بعد التعادل السلبي ضد سانت إتيان محلياً الجمعة على أرضه: «سيكون الأمر صعباً علينا في مواجهة تشلسي، لكننا شاهدنا إنجازات أخرى في كرة القدم. لا يمكنكم منعنا من الحلم بقلب الأمور لصالحنا».
وتابع غورفينيك: «تشيلسي يستحوذ كثيراً ويسيطر دوماً على مبارياته. جاريناهم تقريباً في هذا الإطار. هذا يعني أننا ضمن المعادلة. كانوا أكثر حسماً فيما استحوذنا نحن على الكرة كثيراً».
لكن ليل، ممثل فرنسا الوحيد المتبقي في البطولة بعد إقصاء باريس سان جيرمان أمام ريال مدريد الإسباني الأسبوع الماضي، تعرّض لصفعة قوية بإصابة لاعب وسطه البرتغالي ريناتو سانشيز الذي ستبعده إصابته ضد سانت إتيان ثلاثة أسابيع عن الملاعب.
وبفوزه خمس مرات توالياً، يحتل تشيلسي المركز الثالث في ترتيب الدوري الإنجليزي، بفارق 11 نقطة عن مانشستر سيتي المتصدر ولعب مباراة أقل، فيما يحتل ليل المركز السادس في فرنسا بفارق 7 نقاط عن كل من مرسيليا ونيس الثاني والثالث توالياً.
وفي مباراة ثانية لم تحسم منطقياً في الذهاب، يستقبل يوفنتوس فريق فياريال بعد تعادلهما 1 - 1 ذهاباً في إسبانيا، علماً بأن هدف الفريق الإيطالي لم يعد ثقله وازناً لإلغاء قاعدة أفضلية الهدف خارج الديار. ويعوّل فريق «السيدة العجوز» على مسجل هدفه بعد 33 ثانية من بداية مباراة الذهاب، الصربي دوشان فلاهوفيتش (22 عاماً) القادم بسبعين مليون يورو من فيورنتينا في يناير (كانون الثاني) الماضي.
وفيما ثبّت يوفنتوس موقعه في المركز الرابع بالدوري الإيطالي المؤهل إلى دوري الأبطال، بفوزه ثلاث مرات توالياً بعد بداية صعبة، لا يزال فياريال ضمن سباق التأهل القاري باحتلاله المركز السابع في الليغا بفارق ست نقاط عن كل من برشلونة وأتلتيكو مدريد الثالث والرابع توالياً.
وقال أوناي إيمري مدرب فياريال حامل لقب الدوري الأوروبي (يوروبا ليغ)، الذي بلغ نصف نهائي دوري الأبطال عام 2006 في أفضل نتائجه: «لا تزال هناك 90 دقيقة وسنقدّم كل شيء. سنذهب إلى تورينو من أجل تحقيق الفوز».
من جهته، رأى ماسيميليانو أليغري مدرب يوفنتوس حامل لقب دوري الأبطال مرتين في 1985 و1996، أن التأهل لا يزال مشرّعاً أمام الفريقين، مؤكداً أن فريقه سيكون في حالة جيدة مع استعادة بعض اللاعبين الذي غابوا لفترة بسبب الإصابة.
وهذا الظهور الثالث لفياريال في هذا الدور من المسابقة التي أحبطه آرسنال الإنجليزي فيها سابقاً، فيما يخوض يوفنتوس الدور الإقصائي مرة ثامنة توالياً والـ18 في تاريخه.
وتأهلت حتى الآن إلى ربع النهائي أندية ليفربول (إنجلترا)، وبايرن ميونيخ (ألمانيا)، وريال مدريد (إسبانيا)، ومانشستر سيتي (إنجلترا).
وتسحب قرعة ربع ونصف النهائي والنهائي الجمعة، بمقر الاتحاد الأوروبي في نيون.
ويقام ربع النهائي أيام 5 و6 أبريل (نيسان) ذهاباً و12 و13 منه إياباً، ونصف النهائي يومي 26 و27 ذهاباً أبريل و3 و4 مايو (أيار) إياباً، على أن يقام النهائي في 28 مايو على ملعب استاد دو فرنس بباريس بعد تجريد سان بطرسبورغ شرف الاستضافة بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».