محاولة توسيع مستوطنات في الأغوار... و{التعاون الإسلامي} تُدين مخططات جديدة في القدس

قمع مسيرة سلمية ضد التوسع الاستيطاني في منطقة عين الحلوة بالأغوار الشمالية صيف 2021 (وفا)
قمع مسيرة سلمية ضد التوسع الاستيطاني في منطقة عين الحلوة بالأغوار الشمالية صيف 2021 (وفا)
TT

محاولة توسيع مستوطنات في الأغوار... و{التعاون الإسلامي} تُدين مخططات جديدة في القدس

قمع مسيرة سلمية ضد التوسع الاستيطاني في منطقة عين الحلوة بالأغوار الشمالية صيف 2021 (وفا)
قمع مسيرة سلمية ضد التوسع الاستيطاني في منطقة عين الحلوة بالأغوار الشمالية صيف 2021 (وفا)

أدانت منظمة التعاون الإسلامي، قرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي بشأن المصادقة على بناء 730 وحدة استيطانية جديدة في المستوطنات الاستعمارية المقامة على أراضي بلدة بيت حنينا شمال مدينة القدس المحتلة.
وعدّت «التعاون الإسلامي»، هذا القرار، استمراراً في انتهاكات إسرائيل، قوة الاحتلال، الصارخة للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، لا سيما قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2334 لعام 2016.
ودعت منظمة التعاون الإسلامي، المجتمع الدولي، خصوصاً مجلس الأمن الدولي، إلى تحمل مسؤولياته وإلزام إسرائيل، قوة الاحتلال، بوقف سياسة الاستيطان الاستعمارية، وكذلك الاعتداءات التي يمارسها المستوطنون المتطرفون، في كل أنحاء أرض دولة فلسطين المحتلة منذ عام 1967 بما فيها مدينة القدس الشريف.
وكانت «اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء الإسرائيلية»، قد صادقت على مخطط لبناء 730 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة «بسغات زئيف»، المقامة على أراضي بيت حنينا، شمال القدس. وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن المخطط في مستوطنة «بسغات زئيف» يقع على مساحة إجمالية تبلغ نحو 70 دونماً، ويتضمن نحو 730 وحدة استيطانية سيتم بناؤها في 14 مبنى سكنياً يصل ارتفاعها إلى 12 طابقاً. وأشارت إلى أنه بالإضافة إلى الوحدات الاستيطانية، فإن المخطط يشمل 21 ألف متر مربع للتجارة والتوظيف، كما سيتم تخصيص نحو 16 دونماً للمساحات المفتوحة.
ودفعت إسرائيل في الفترة الأخيرة الكثير من المشاريع الاستيطانية، في خطوة رفضها الفلسطينيون، وقالوا إنها تستهدف خلق واقع جديد على الأرض يمنع حل الدولتين. وشرع مستوطنون، أمس، ببناء وحدات استيطانية جديدة في مستوطنة «شدموت ميخولا»، المقامة على أراضي الفلسطينيين في الأغوار الشمالية. وقال الناشط الحقوقي، عارف دراغمة، إن مستوطنين شرعوا ببناء وحدات استيطانية في المستوطنة، ما يعني التهام المزيد من الأراضي.
وتعد مستوطنة «شيدموت ميخولا» إحدى المستوطنات المنتشرة بالأغوار الشمالية، وقد أُقيمت عام 1979 كمستوطنة زراعية، وبلغ عدد المستوطنين فيها عام 2016 نحو 608، وعام 2018 بلغت مساحتها الكلية 363 دونماً من أراضي المواطنين في الأغوار.
وفي أراضي خربة الفارسية، بالأغوار الشمالية، أقام مستوطنون غرفة في الأراضي الواقعة بين مستوطنتي «روتم»، و«شدموت ميخولا». وحذر دراغمة من أن تكون هذه الغرفة نواة لبؤرة استيطانية جديدة في الأغوار، مثل البؤر السابقة التي بدأت بهذا الشكل، وباتت اليوم تغلق مساحات لا حصر لها من الأراضي الرعوية أمام الفلسطينيين.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».