الأردن والولايات المتحدة تطلقان التمرين العسكري «الأسد المتأهب» للسنة الخامسة

بمشاركة عشرة آلاف عسكري من 18 دولة

الأردن والولايات المتحدة تطلقان التمرين العسكري «الأسد المتأهب» للسنة الخامسة
TT

الأردن والولايات المتحدة تطلقان التمرين العسكري «الأسد المتأهب» للسنة الخامسة

الأردن والولايات المتحدة تطلقان التمرين العسكري «الأسد المتأهب» للسنة الخامسة

أعلن الأردن والولايات المتحدة، اليوم (الثلاثاء)، عن انطلاق تدريبات "الأسد المتأهب" المتعددة الجنسيات للسنة الخامسة على التوالي، بمشاركة عشرة آلاف عسكري من 18 دولة.
وقال العميد الركن فهد الضامن مدير التدريب المشترك الناطق باسم تمرين "الاسد المتأهب" في مؤتمر صحافي مشترك مع اللواء ريك ماتسون الناطق الاعلامي باسم القوات الاميركية المشاركة في التمرين، ان "التمرين يهدف الى مكافحة الارهاب و(التدرب على) عمليات أمن الحدود والاخلاء وعمليات انسانية وادارة الازمات وعمليات البحث والانقاذ وحماية المنشآت الحيوية ومكافحة الارهاب الالكتروني والاسناد اللوجستي والتخطيط للعمليات المستقبلية والعمليات المدنية العسكرية والعمليات النفسية". وأوضح ان "التمرين يهدف الى تطوير قدرات المشاركين على التخطيط وتنفيذ العمليات المشتركة وبيان العلاقة بين القوات العسكرية والوكالات والوزارات والمنظمات، في ظل بيئة عمليات غير تقليدية وتبادل الخبرات العسكرية وتحصين المواءمة العملياتية بين الدول".
وأكد الضامن أن الاهتمام تزايد بالتمرين "لما تمر به المنطقة والعالم من صعود تيارات متطرفة بعيدة كل البعد عن القيم الانسانية واقترافها للجرائم البشعة بحق المؤمنين من جميع الأديان، ما يستلزم التنسيق المشترك وتبادل الخبرات لمحاربة الارهاب بكافة أشكاله وأنواعه".
وتشارك في التمرين الذي يستمر نحو أسبوعين قوات برية وبحرية وجوية من الولايات المتحدة وفرنسا وايطاليا وبلجيكا وكندا واستراليا وبولندا وباكستان والمملكة العربية السعودية ومصر والعراق وقطر والبحرين والامارات ولبنان والكويت، بالاضافة الى الاردن وممثلين عن حلف شمال الاطلسي (ناتو).
وقال الضامن ان التمرين سيجرى في تسعة مواقع مختلفة في المملكة، مشددا على انه "لا يوجد قوات قرب الحدود السورية".
واشار الى ان التمرين سيتضمن لأول مرة "قصفا استراتيجيا واستخدام قاصفات صواريخ عالية الدقة (...) واختبار قوة رد فعل سريع (اردنية) تم إنشاؤها".
من جهته، أكد اللواء ماتسون ان "التمرين لا علاقة له بما يجري حاليا بالمنطقة، لكن كلما عملنا أكثر معا كلما كنا أقوى".
وأكد أهمية التمرين "لتسهيل الاستجابة للتهديدات التقليدية وغير التقليدية". وقال إنه سيتضمن "أمن الحدود، والقيادة والسيطرة، ومكافحة القرصنة الالكترونية وادارة ساحة المعركة"، اضافة الى "تدريب قطاعات واسعة من القوات الجوية والبرية والبحرية دامجا طيف العمليات في تمرين قوات موحدة". واشار الى مشاركة "طائرة بي52 ستقلع من الولايات المتحدة الى ميادين التدريب لتلقي اسلحة تقليدية في مهمة مدتها 35 ساعة، وهذا ما لم نفعله في تدريبات سابقة".
ويأتي التمرين في ظل مشاركة الأردن والعديد من الدول المشاركة في هذا التمرين في التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم "داعش" المتطرف الذي يسيطر على مناطق شاسعة في سوريا والعراق.
ويقام التمرين وهو الخامس منذ عام 2011 في الفترة ما بين 5 الى 19 مايو (أيار).



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.