لماذا يتردد الناتو في فرض منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا؟

مروحية تابعة للجيش الروسي ترافق وحدات من القوات المسلحة في أوكرانيا أثناء غزوها (رويترز)
مروحية تابعة للجيش الروسي ترافق وحدات من القوات المسلحة في أوكرانيا أثناء غزوها (رويترز)
TT

لماذا يتردد الناتو في فرض منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا؟

مروحية تابعة للجيش الروسي ترافق وحدات من القوات المسلحة في أوكرانيا أثناء غزوها (رويترز)
مروحية تابعة للجيش الروسي ترافق وحدات من القوات المسلحة في أوكرانيا أثناء غزوها (رويترز)

دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الغرب مراراً إلى إعلان وفرض «منطقة حظر طيران» فوق مجال بلاده الجوي لمنع القوات الجوية الروسية من مهاجمة مدنه، وفقاً لصحيفة «إندبندنت».
مثل هذا الإجراء من شأنه أن يضعف التفوق العسكري الروسي الهائل في الجو، لكنه سيتطلب عمليات شرطية مكثفة، ويفترض أن يكون ذلك من خلال طائرات تابعة للحلفاء الغربيين الذين يمثلون حلف شمال الأطلسي (الناتو).
لا يُلزم التحالف العسكري بالدفاع عن دولة غير عضو مثل أوكرانيا، ويمكن تفسير مشهد طائرات سلاح الجو الملكي البريطاني وهي تحلق في سماء كييف، حتى في نية حفظ سلام واضحة لحماية المدنيين، على أنها عمل حرب من قبل روسيا. وقد يؤدي ذلك إلى تفاقم الصراع الحالي بشكل خطير وحتى جر قوات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة إلى حرب شاملة في أوروبا الشرقية.
مع ذلك، كرر زيلينسكي دعوته للدعم في رسالة بالفيديو من العاصمة الأوكرانية يوم الاثنين، قائلاً إن روسيا نفذت 56 هجوماً صاروخياً وأطلقت 113 صاروخ كروز على بلاده منذ بداية غزوها يوم الخميس الماضي، وأنها استمرت في قصف أهداف حيث كان المندوبون يجتمعون لإجراء محادثات سلام على الحدود البيلاروسية.

قال: «أعتقد أن روسيا تحاول ممارسة الضغط بهذه الطريقة غير الدقيقة... يجب ألا تهدر الوقت. نحن لا نقبل مثل هذه التكتيكات. يمكن أن تحدث مفاوضات عادلة عندما لا يضرب أحد الطرفين الطرف الآخر بالمدفعية الصاروخية في نفس وقت المفاوضات».
لكن مناشداته قوبلت مرة أخرى برفض متعاطف.
وكررت السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض، جين بساكي، أن الرئيس الأميركي جو بايدن «كان واضحاً للغاية في أنه لا ينوي إرسال قوات أميركية لخوض حرب مع روسيا».
وتابعت: «أعتقد أن المهم أن نلاحظ هنا أن هذه ستكون خطوة نحو ذلك، لأن منطقة حظر الطيران ستتطلب التنفيذ... سيتطلب الأمر نشر الجيش الأميركي لفرض ذلك، وهو ما سيكون نزاعاً مباشراً، وربما صراعاً مباشراً، وربما حرباً مع روسيا، وهو أمر لا نخطط لأن نكون جزءاً منه».
وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون خلال رحلة إلى إستونيا أمس (الثلاثاء): «من المهم للغاية أن نفهم أن الناتو تحالف دفاعي. هذا هو الوقت الذي يكون فيه سوء التقدير وسوء الفهم ممكناً للغاية، وبالتالي فمن المهم أن نوصل هذه الرسالة».
وتابع: «عندما يتعلق الأمر بمنطقة حظر طيران في سماء أوكرانيا، علينا أن نقبل حقيقة أن ذلك يتضمن إسقاط طائرات روسية... هذه خطوة كبيرة جداً، وهي ببساطة ليست على جدول أعمال أي دولة من دول الناتو».
بالمثل، حذر وزير دفاعه، بن والاس، من أن الالتزام بحظر الطيران سيكون بمثابة إعلان الحرب على قوات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ومع ذلك، فإن هذه التصريحات لم تمنع بعض كبار المحافظين، بما في ذلك ديفيد ديفيس وتوبياس إلوود، من دعوة المملكة المتحدة للتدخل عسكرياً لمساعدة أوكرانيا.
في حين أنه من الصعب الجلوس ومشاهدة الهجوم العسكري الروسي ضد دولة ديمقراطية يتفاقم، تواصل المملكة المتحدة وحلفاؤها في الناتو تزويد القوات الأوكرانية بالأسلحة والمساعدات.
https://twitter.com/FCDOGovUK/status/1498764564833390603?s=20&t=fP4kOU9L0ioywmKzOehazw
يمكن أن يتغير الوضع أيضاً مع استمرار الحرب وازدياد الحديث عن ضرورة فرض مناطق حظر طيران فوق الأماكن المدنية فقط أو فوق ممرات اللاجئين إلى بولندا ومولدوفا والمجر وسلوفاكيا، حيث قد يصبح ذلك ممكناً في النهاية، اعتماداً على التطورات.



اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.