صحافي مطلوب للحوثيين: المتمرودن يعيشون وهم امتلاك السيادة

الثاني في قائمة المطلوبين بتهمة «الخيانة العظمى»

صحافي مطلوب للحوثيين: المتمرودن يعيشون وهم امتلاك السيادة
TT

صحافي مطلوب للحوثيين: المتمرودن يعيشون وهم امتلاك السيادة

صحافي مطلوب للحوثيين: المتمرودن يعيشون وهم امتلاك السيادة

استمرارًا لسلوك جماعة الحوثيين وسجلها الحافل في قمع الحريات العامة وملاحقة الصحافيين والتضييق عليهم، وفي خطوة مقلقة، وجه المحامي الأول في مكتب النائب العام اليمني، أول من أمس، اتهامات خطيرة بحق الكثير من السياسيين والصحافيين اليمنيين البارزين والمعروفين بمعارضتهم لجماعة الحوثيين والرئيس السابق علي عبد الله صالح، وفي مقدمتها تهمة «الخيانة العظمى». وتعليقًا على ذلك، سخر الصحافي غمدان اليوسفي الذي ورد اسمه ثاني اسم مطلوب في قائمة الحوثيين. وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «فكرة القوائم بحد ذاتها هي فكرة لا يحق لأحد أن يضعها إلا دولة وحكومة في الأوضاع الاعتيادية، أما أن تأتي ميليشيا مسلحة تتوهم أنها الدولة وتدعي أنها حارسة السيادة فهذا أمر مثير للسخرية»، معتبرًا أن «السيادة سقطت حين وضعت الميليشيا بندقيتها على عنق الرئيس وطلبت منه إصدار قرارات خلال ساعات وإلا فستنقلب عليه، وهو الأمر الذي أدى إلى استقالة الرئيس».
ويعود إدراج اسم اليوسفي في قائمة المطلوبين لعدالة الميليشيا - هو والكثير من الزملاء الصحافيين - إلى ظهورهم المستمر كمحللين سياسيين تستضيفهم قناتا «العربية» و«العربية الحدث» من القاهرة، واستغرب اليوسفي من سلوك الجماعة وضيقها بما يطرحه من آراء معارضة وناقدة على الرغم من مشاركته محللا سياسيا في الكثير من القنوات العربية بما فيها «العالم» الإيرانية.
وتساءل اليوسفي في اتصال هاتفي أجرته معه «الشرق الأوسط» من مقر إقامته في القاهرة: «ما هي السيادة غير تلك التي يمثلها الرئيس والحكومة بغض النظر عن الأسماء، أو أيًا كانت ملاحظاتنا على أدائهم؟».
وأضاف: «بالنسبة لي شخصيًا أنا صحافي وأعتز بمهنتي وأن يتم وضعي في قائمة تخوينية من قبل ميليشيات مسلحة فهذا يجعلني أكثر تمسكًا بما أنا مقتنع بأنه وقوف إلى جانب الغالبية من الناس المقهورين والمشردين والعالقين بسبب هذه الجماعة».
وقال اليوسفي: «جماعة الحوثي تسببت بكثير من الأذى والمخاوف لعائلتي، وزادت الطين بلة حاليا بإدراجي ضمن قائمة تخوينية أرفضها وأعتبرها مساسا بحقي في الحياة والتعبير عن رأيي بقلمي وليس بالدبابة والكاتيوشا». يأتي ذلك في الوقت الذي لا تزال فيه أسرة الزميل غمدان اليوسفي عالقة في المملكة العربية السعودية منذ أسابيع إذ انتقلت برًا من اليمن إلى المملكة، في طريقها إلى القاهرة، إلا أن السلطات المصرية تفرض إجراءات مشددة على اليمنيين وترفض منح التأشيرة، وهو الإجراء الذي فرضته السلطات المصرية في الأسبوع الأول من بدء عمليات عاصفة الحزم على اليمن.
وضمت القائمة الموجهة إلى النيابة الجزائية (نيابة أمن الدولة والإرهاب) نحو 39 اسمًا غالبيتهم من الكتاب والصحافيين وأصحاب الرأي، ومن ضمنهم الفائزة بجائزة نوبل للسلام توكل كرمان ومدير مكتب «العربية» في اليمن ومحرر شؤون اليمن في قناة «الجزيرة»، إلى جانب الكثير من الصحافيين والمحليين السياسيين الذين تستضيفهم قناتا «العربية» و«الجزيرة»، خاصة الذين يشكلون غالبية الأسماء الواردة في القائمة.
وضمت القائمة 5 وزراء من حكومة دولة خالد بحاح، إضافة إلى رئيس جهاز الأمن القومي الدكتور علي الأحمدي، وممثل اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة خالد اليماني، إضافة إلى القياديين في حزب الرشاد السلفي محمد موسى العامري وعبد الوهاب الحميقاني، والداعية الإسلامي عبد المجيد الزنداني وبعض المشايخ وزعماء قبيلة حاشد، إضافة إلى الجنرال علي محسن الأحمر قائد الفرقة أولى مدرع والمنطقة الشمالية الغربية سابقًا.
وبدا لافتًا أن قائمة الاتهام خلت من اسم نائب الرئيس اليمني رئيس الوزراء خالد بحاح، بينما ورد اسم قيادي بارز في حزب المؤتمر الشعبي العام (حزب الرئيس المخلوع) ويعد أحد أبرز مشايخ قبيلة بكيل، ومالك قناة «آزال» الفضائية الشيخ محمد بن ناجي الشائف الذي أعلن تأييده لعاصفة الحزم والانشقاق عن الرئيس السابق على قناة «العربية الحدث» قبل نحو أسبوع من العاصمة السعودية الرياض.
وطالب المحامي الأول، الذي يعد من ناحية قانونية بمثابة نائب النائب العام، بالتحقيق مع تلك الشخصيات فيما سماه «جرائم ماسة باستقلال الجمهورية اليمنية ووحدتها وسلامة أراضيها، المتورط في ارتكابها 39 شخصية من القيادات العسكرية والمدنية والاجتماعية والسياسية معظمها هاربة خارج الوطن».
تجدر الإشارة إلى أن قائمة الاتهام الموجهة إلى النيابة الجزائية ضمت الشخصيات التالية: عبد المجيد عزيز الزنداني، غمدان اليوسفي - مصر، علي محسن الأحمر، عبد الله إسماعيل، مختار الرحبي، عارف أبو حاتم - مصر، حميد عبد الله الأحمر، عبد الله بن هذال، أحمد عوض بن مبارك، توكل عبد السلام كرمان - تركيا، حسين عبد الله الأحمر، عبد الناصر مودع، عبد الوهاب الحميقاني، خالد صالح الآنسي - تركيا، حمود الصبيحي، حمود منصر، علي حسين الأحمدي - مصر، محمد جميح - لندن، علي ناصر لخشع، خصروف، حمزة الكمالي - مصر، خالد اليماني - نيويورك، عبد العزيز بن حبتور، محمد الحزمي، محمد موسى العامري، عباس المساوي - الإمارات، محمد صارم، عبد الرحمن بافضل، فيصل المجيدي، صقر بحيبح - باريس، صالح حسن سميع، أحمد الشلفي، نادية السقاف، عبد الرقيب فتح، عز الدين الأصبحي، بدر باسلمة، زين القعطبي، محمد ناجي الشايف، معمر الإرياني.



هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
TT

هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

أثارت تقارير عن تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري (HMPV) في الصين قلقاً متزايداً بشأن إمكانية تحوله إلى وباء عالمي، وذلك بعد 5 سنوات من أول تنبيه عالمي حول ظهور فيروس كورونا المستجد في ووهان بالصين، الذي تحول لاحقاً إلى جائحة عالمية أسفرت عن وفاة 7 ملايين شخص.

وأظهرت صور وفيديوهات انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي في الصين أفراداً يرتدون الكمامات في المستشفيات، حيث وصفت تقارير محلية الوضع على أنه مشابه للظهور الأول لفيروس كورونا.

وفي الوقت الذي تتخذ فيه السلطات الصحية تدابير طارئة لمراقبة انتشار الفيروس، أصدر المركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها بياناً، يوضح فيه معدل الوفيات الناتج عن الفيروس.

وقال المركز، الجمعة، إن «الأطفال، والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، وكبار السن، هم الفئات الأكثر تعرضاً لهذا الفيروس، وقد يكونون أكثر عرضة للإصابة بعدوى مشتركة مع فيروسات تنفسية أخرى».

وأشار إلى أن الفيروس في الغالب يسبب أعراض نزلات البرد مثل السعال، والحمى، واحتقان الأنف، وضيق التنفس، لكن في بعض الحالات قد يتسبب في التهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي في الحالات الشديدة.

وحاولت الحكومة الصينية التقليل من تطور الأحداث، مؤكدة أن هذا التفشي يتكرر بشكل موسمي في فصل الشتاء.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، الجمعة: «تعد العدوى التنفسية شائعة في موسم الشتاء»، مضيفةً أن الأمراض هذا العام تبدو أقل حدة وانتشاراً مقارنة بالعام الماضي. كما طمأنت المواطنين والسياح، مؤكدة: «أستطيع أن أؤكد لكم أن الحكومة الصينية تهتم بصحة المواطنين الصينيين والأجانب القادمين إلى الصين»، مشيرة إلى أن «السفر إلى الصين آمن».

فيروس «الميتانيمو» البشري

يُعد «الميتانيمو» البشري (HMPV) من الفيروسات التي تسبب التهابات الجهاز التنفسي، ويؤثر على الأشخاص من جميع الأعمار، ويسبب أعراضاً مشابهة للزكام والإنفلونزا. والفيروس ليس جديداً؛ إذ اكتُشف لأول مرة عام 2001، ويُعد من مسببات الأمراض التنفسية الشائعة.

ويشير أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة بجامعة «مصر الدولية»، الدكتور إسلام عنان، إلى أن نسبة انتشاره تتراوح بين 1 و10 في المائة من الأمراض التنفسية الحادة، مع كون الأطفال دون سن الخامسة الأكثر عرضة للإصابة، خاصة في الحالات المرضية الشديدة. ورغم ندرة الوفيات، قد يؤدي الفيروس إلى مضاعفات خطيرة لدى كبار السن وذوي المناعة الضعيفة.

أفراد في الصين يرتدون الكمامات لتجنب الإصابة بالفيروسات (رويترز)

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الفيروس ينتشر على مدار العام، لكنه يظهر بشكل أكبر في فصلي الخريف والشتاء، ويمكن أن يُصاب الأشخاص به أكثر من مرة خلال حياتهم، مع تزايد احتمالية الإصابة الشديدة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

وأوضح أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي الناتج عن السعال أو العطس، أو من خلال ملامسة الأسطح الملوثة ثم لمس الفم أو الأنف أو العينين. وتشمل أعراضه السعال واحتقان الأنف والعطس والحمى وصعوبة التنفس (في الحالات الشديدة)، وتُعد الأعراض مختلفة عن فيروس كورونا، خاصة مع وجود احتقان الأنف والعطس.

هل يتحول لجائحة؟

كشفت التقارير الواردة من الصين عن أن الارتفاع الحالي في الإصابات بالفيروس تزامن مع الطقس البارد الذي أسهم في انتشار الفيروسات التنفسية، كما أن هذه الزيادة تتماشى مع الاتجاهات الموسمية.

وحتى الآن، لم تصنف منظمة الصحة العالمية الوضع على أنه حالة طوارئ صحية عالمية، لكن ارتفاع الحالات دفع السلطات الصينية لتعزيز أنظمة المراقبة.

في الهند المجاورة، طمأن الدكتور أتول غويل، المدير العام لخدمات الصحة في الهند، الجمهور قائلاً إنه لا داعي للقلق بشأن الوضع الحالي، داعياً الناس إلى اتخاذ الاحتياطات العامة، وفقاً لصحيفة «إيكونوميك تايمز» الهندية.

وأضاف أن الفيروس يشبه أي فيروس تنفسي آخر يسبب نزلات البرد، وقد يسبب أعراضاً مشابهة للإنفلونزا في كبار السن والأطفال.

وتابع قائلاً: «لقد قمنا بتحليل بيانات تفشي الأمراض التنفسية في البلاد، ولم نلاحظ زيادة كبيرة في بيانات عام 2024».

وأضاف: «البيانات من الفترة بين 16 و22 ديسمبر 2024 تشير إلى زيادة حديثة في التهابات الجهاز التنفسي الحادة، بما في ذلك الإنفلونزا الموسمية، وفيروسات الأنف، وفيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV)، و(HMPV). ومع ذلك، فإن حجم وشدة الأمراض التنفسية المعدية في الصين هذا العام أقل من العام الماضي».

في السياق ذاته، يشير عنان إلى أن الفيروس من الصعب للغاية أن يتحول إلى وباء عالمي، فالفيروس قديم، وتحدث منه موجات سنوية. ويضيف أن الفيروس لا يحمل المقومات اللازمة لأن يصبح وباءً عالمياً، مثل الانتشار السريع على المستوى العالمي، وتفاقم الإصابات ودخول المستشفيات بكثرة نتيجة الإصابة، وعدم إمكانية العلاج، أو عدم وجود لقاح. ورغم عدم توافر لقاح للفيروس، فإن معظم الحالات تتعافى بمجرد معالجة الأعراض.

ووافقه الرأي الدكتور مجدي بدران، عضو «الجمعية المصرية للحساسية والمناعة» و«الجمعية العالمية للحساسية»، مؤكداً أن زيادة حالات الإصابة بالفيروس في بعض المناطق الصينية مرتبطة بذروة نشاط فيروسات الجهاز التنفسي في فصل الشتاء.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الصين تشهد بفضل تعدادها السكاني الكبير ومناطقها المزدحمة ارتفاعاً في الإصابات، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة تحول الفيروس إلى تهديد عالمي. وحتى الآن، تظل الإصابات محلية ومحدودة التأثير مقارنة بفيروسات أخرى.

وأوضح بدران أن معظم حالات فيروس «الميتانيمو» تكون خفيفة، ولكن 5 إلى 16 في المائة من الأطفال قد يصابون بعدوى تنفسية سفلى مثل الالتهاب الرئوي.

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

وأكد أنه لا توجد تقارير عن تفشٍّ واسع النطاق للفيروس داخل الصين أو خارجها حتى الآن، مشيراً إلى أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي والاتصال المباشر، لكنه أقل قدرة على الانتشار السريع عالمياً مقارنة بكوفيد-19، ولتحوله إلى جائحة، يتطلب ذلك تحورات تزيد من قدرته على الانتشار أو التسبب في أعراض شديدة.

ومع ذلك، شدّد على أن الفيروس يظل مصدر قلق صحي محلي أو موسمي، خاصة بين الفئات الأكثر عرضة للخطر.

طرق الوقاية والعلاج

لا يوجد علاج محدد لـ«الميتانيمو» البشري، كما هو الحال مع فيروسات أخرى مثل الإنفلونزا والفيروس المخلوي التنفسي، حيث يركز العلاج بشكل أساسي على تخفيف الأعراض المصاحبة للعدوى، وفق عنان. وأضاف أنه في الحالات الخفيفة، يُوصى باستخدام مسكنات الألم لتخفيف الأوجاع العامة وخافضات الحرارة لمعالجة الحمى. أما في الحالات الشديدة، فقد يتطلب الأمر تقديم دعم تنفسي لمساعدة المرضى على التنفس، بالإضافة إلى توفير الرعاية الطبية داخل المستشفى عند تفاقم الأعراض.

وأضاف أنه من المهم التركيز على الوقاية وتقليل فرص العدوى باعتبارها الخيار الأمثل في ظل غياب علاج أو لقاح مخصص لهذا الفيروس.

ولتجنب حدوث جائحة، ينصح بدران بتعزيز الوعي بالوقاية من خلال غسل اليدين بانتظام وبطريقة صحيحة، وارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة أو عند ظهور أعراض تنفسية، بالإضافة إلى تجنب الاتصال المباشر مع المصابين. كما يتعين تعزيز الأبحاث لتطوير لقاحات أو علاجات فعّالة للفيروس، إلى جانب متابعة تحورات الفيروس ورصد أي تغييرات قد تزيد من قدرته على الانتشار أو تسبب أعراضاً أشد.