دائرة الحكام: «جزائية» الهلال غير مستحقة

قالت إن ما حدث بين العمري والدوسري مجرد «منافسة عادلة»

لاعبو النصر يحتجون على الحكم مصطفى غربال بعد احتسابه ركلة جزاء للهلال (تصوير: علي الظاهري)
لاعبو النصر يحتجون على الحكم مصطفى غربال بعد احتسابه ركلة جزاء للهلال (تصوير: علي الظاهري)
TT

دائرة الحكام: «جزائية» الهلال غير مستحقة

لاعبو النصر يحتجون على الحكم مصطفى غربال بعد احتسابه ركلة جزاء للهلال (تصوير: علي الظاهري)
لاعبو النصر يحتجون على الحكم مصطفى غربال بعد احتسابه ركلة جزاء للهلال (تصوير: علي الظاهري)

أكدت دائرة الحكام في الاتحاد السعودي لكرة القدم «عدم صحة ركلة الجزاء» المحتسَبة لفريق الهلال في مباراته أمام غريمه التقليدي النصر، في دور ربع نهائي بطولة كأس الملك التي كسبها الهلال 2-1.
وقالت دائرة الحكام في مراجعتها الدورية للحالات التحكيمية: «ركلة الجزاء المحتسبة لفريق الهلال غير صحيحة، فكلا اللاعبين (عبد الإله العمري وسالم الدوسري) يتنافس وبالمسافة ذاتها على الكرة، ومدافع النصر يقوم بمنافسة قوية وعادلة، وهذا النوع من التنافس طبيعي في كرة القدم ولا يستوجب احتساب ركلة جزاء».
كما أشارت الدائرة إلى عدم وجود ركلة جزاء للنصر عند الدقيقة 30 بعد قيام مهاجم النصر جوناثان بدفع سعود عبد الحميد بكلتا يديه أثناء لعب الكرة برأسه، حيث ارتطمت الكرة بيديه اللتين كانتا مرفوعتين بسبب الدفع، وكذلك أشارت إلى عدم وجود ركلة جزاء للهلال عند الدقيقة 90+5؛ كون التحرُّك بين مدافع النصر ومهاجم الهلال طبيعياً، ولم يرتكب أيّ منهما مخالفة.
وكشفت الدائرة عن عدم استحقاق ثنائي فريق الهلال، سالم الدوسري وعلي البليهي، لبطاقات حمراء، موضحة: «الدوسري فقد توازنه في لقطة أنسيلموا وقام بالدعس بشكل عرضي على قدم المنافسة؛ فمن الطبيعي بعد المنافسة يحتاج اللاعب إلى وضع قدمه على الأرض»، وأضافت: «البليهي رفع يده وقام بضرب المنافس في الجزء العلوي من الجسم بتهوُّر، ولم يستخدم الكوع، وكانت الشدة متوسطة».
يذكر أن مسلي آل معمر رئيس نادي النصر انتقد التحكيم بعد نهاية مباراة فريقه أمام الهلال، موضحاً أن فريقه العاصمي «مستقصد بتكرار الأخطاء التحكيمية» التي تحدث في مبارياته.
وقال رئيس نادي النصر: «لدينا رَجل يصرف مئات الملايين من أجل الرقي بأحد أكبر الأندية في آسيا، ولكن في لحظة واحدة يضيعون كل شيء»، مضيفاً: «نشاهد مباريات مفصلية مثل الاتحاد في الدوري حدثت فيها كوارث تحكيمية، وذهبت للجنة الحكام، واجتمعت معهم، واعترفوا بالكوارث التي حدثت، ونأتي اليوم لمباراة الهلال وشاهدنا ماذا حدث داخل الملعب».
وواصل مسلي آل معمر حديثه: «في الموسم الماضي شاهدنا كيف يخرج النصر من المنافسة بأخطاء تحكيمية كارثية، وقبل أن أحضر لرئاسة النادي، مما يعني أن النادي هو المستقصد، تضررنا من الحكم السعودي والأجانب، ما يحدث حالياً لا يليق بالرياضة السعودية».
وأشار رئيس نادي النصر: «لدينا لاعبون أجانب قالوا إننا لم نشاهد مثل ما يحدث في مسيرتنا الرياضية، النادي مُستقصَد في كل مباراة في كل منافسة».
وعن الحكم الجزائري بأنه قاد مباريات في كأس العالم للأندية، قال: «شاهدنا الأخبار السلبية التي انتشرت عنه قبل المباراة»، مضيفاً: «أناشد وزير الرياضة النظر في وضع الرياضة السعودية من ناحية التحكيم، هناك أندية أخرى تشتكي... شاهدنا اليوم مباراة الاتحاد والتعاون، والآن نخرج من البطولة بشكل غير لائق».
وختم آل معمر حديثه: «مانويل نافارو يجتمع مع الأندية، ويبرر، وهو مَن يختار الحكام، لماذا الأخطاء تتكرر؟ مَن يحاسب رئيس لجنة الحكام والاتحاد السعودي لكرة القدم؟».
وعوداً إلى الحالات التحكيمية التي تراجعها دائرة الحكام وتشاركها مع الجماهير، أكدت فيما يخص مباراة الاتحاد والتعاون في الدور ذاته من بطولة كأس الملك، أن إلغاء هدف حمدان الشمراني عند الدقيقة 60 كان قراراً صحيحاً لوجود اللاعب بموقف تسلل، كما أن احتساب ركلة جزاء عند الدقيقة 90+9 كان قراراً صحيحاً، لقيام مدافع التعاون برفع يده أعلى من مستوى الكتف، ولمس الكرة بيده، وكان تدخّل حكم الفيديو المساعد تدخلاً صحيحاً.
وأشارت دائرة الحكام إلى عدم احتساب حكم مباراة الشباب والأهلي ركلة جزاء لصالح فريق الشباب عند الدقيقة 90+7، وذلك لوجود مخالفة على اللاعب علي مجرشي داخل منطقة الجزاء، وكان يجب على حكم الفيديو المساعد التدخل ومطالبة الحكم بمراجعة اللقطة.
وعن ضربة الجزاء المحتسبة لفريق الفيحاء أمام مستضيفه الباطن في الدقيقة 114 من المواجهة التي جمعت بينهما، قالت دائرة الحكام: كان قراراً صحيحاً لقيام حارس الباطن بعرقلة مهاجم الفيحاء، ومنع فرصة محققة لتسجيل هدف.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».