حرمان روسيا من استضافة مسابقات رياضية كبرى بسبب غزو أوكرانيا

«مانشستر يونايتد» ينسحب من عقد رعاية مع الخطوط الجوية الروسية

ملعب غازبروم أرينا لكرة القدم في سان بطرسبرغ بروسيا (رويترز)
ملعب غازبروم أرينا لكرة القدم في سان بطرسبرغ بروسيا (رويترز)
TT

حرمان روسيا من استضافة مسابقات رياضية كبرى بسبب غزو أوكرانيا

ملعب غازبروم أرينا لكرة القدم في سان بطرسبرغ بروسيا (رويترز)
ملعب غازبروم أرينا لكرة القدم في سان بطرسبرغ بروسيا (رويترز)

مع توغل القوات الروسية بعمق أكبر داخل أوكرانيا أمس (الجمعة) تحركت مؤسسات رياضية سريعا لحرمان روسيا من استضافة منافسات كبرى حيث فقدت سان بطرسبرج فرصة استضافة نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم كما لن يقام سباق في سوتشي ببطولة العالم فورمولا 1 للسيارات.
وبدأت القوات الروسية غزو أوكرانيا يوم الخميس وهاجمتها برا وبحرا وجوا بعد إعلان حرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وفر 100 ألف شخص تقريبا من الانفجارات وإطلاق النيران في المدن الكبرى.
وقرر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (اليويفا) نقل نهائي دوري الأبطال، البطولة الأبرز على مستوى الأندية، إلى استاد دو فرانس في باريس بعد تلقي الدعم من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وأدان الكرملين القرار بينما رحبت به نادين دوريس وزيرة الثقافة البريطانية المسؤولة عن الرياضة، حسبما أفادت وكالة «رويترز» للأنباء.
وقالت دوريس «لا يجب السماح لروسيا باستغلال الأحداث الرياضية والثقافية على الساحة العالمية لإضفاء شرعية على هجومها غير المبرر والمدبر والذي لا داعي له ضد دولة ديمقراطية ذات سيادة».
وناقشت فورمولا 1 والاتحاد الدولي للسيارات الموقف وتوصلا إلى أنه «من المستحيل إقامة جائزة روسيا الكبرى في الظروف الراهنة».
وكان من المقرر أن يقام السباق، الذي انضم إلى جدول البطولة في 2014، في حلبة سوتشي في 25 سبتمبر (أيلول) المقبل، وقال البطل السابق سيباستيان فيتل وحامل اللقب ماكس فرستابن إنه من «الخطأ» إقامة سباق في روسيا.
وبعد رفض بولندا والسويد وجمهورية التشيك خوض تصفيات كأس العالم في روسيا أعلن اليويفا أن مباريات الأندية والمنتخبات على الأراضي الأوكرانية والروسية بالمسابقات الأوروبية ستقام في ملاعب محايدة.
وقد يؤثر هذا على فرص سبارتاك موسكو في الدوري الأوروبي بعد أن أوقعته القرعة في مواجهة رازن بال شبورت الألماني وسيتعين عليه الآن خوض إياب دور 16 في ملعب محايد.
وطالبت اللجنة الأولمبية الدولية الاتحادات الرياضية الدولية بنقل أو إلغاء الأحداث الرياضية المخطط إقامتها في روسيا أو روسيا البيضاء.
وقال الاتحاد الدولي للجودو إنه ألغى بطولة كبرى في كازان كانت مقررة بين 20 - 22 مايو (أيار) وذلك في بيان قصير دون أن يشير رئيس الاتحاد ماريوس فايزر، الذي يحتفظ بعلاقات طويلة مع بوتين وهو لاعب جودو أيضاً، إلى روسيا أو أوكرانيا.
ودخلت القوات الروسية إلى أوكرانيا عبر روسيا البيضاء عند بدء الغزو يوم الخميس. وأضافت اللجنة الأولمبية الدولية أنه لا يجب رفع علمي البلدين في المنافسات الرياضية.
وألغيت أو نقلت خمس مسابقات بكأس العالم للتزلج من روسيا كانت مقررة مطلع الأسبوع والشهر المقبل.
* انفصال عن السياسة
في المقابل ترددت اتحادات أخرى في تجريد روسيا من استضافة أحداث رياضية إذ قال الاتحاد الدولي للكرة الطائرة إن الاستعدادات لبطولة العالم للرجال في روسيا في أغسطس (آب) تسير كما هو مخطط.
وقال الاتحاد الدولي للكرة الطائرة لوكالة «رويترز» للأنباء: «نؤمن بأن الرياضة يجب أن تبقى دائما منفصلة عن السياسة. نراقب الموقف عن كثب للتأكد من سلامة كل المشاركين في مسابقاتنا وهذه هي الأولوية لدينا».
وقال نادي مانشستر يونايتد المنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم إنه انسحب من عقد رعاية مع الخطوط الجوية الروسية (إيروفلوت).
ومن المقرر أن تقام بطولات تابعة للاتحاد الدولي للتنس في روسيا وأوكرانيا هذا العام لكنه قرر تأجيل بطولة في أوكرانيا مقررة في أبريل (نيسان) المقبل.
وألغى الاتحاد الدولي للسباحة مباراة بالدوري العالمي لكرة الماء في سان بطرسبرج الشهر المقبل بينما ألغيت منافسات للسباحة التوقيعية والغطس في كازان كانت مقررة في أبريل المقبل.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».