بعد الانسحاب الفرنسي... تشاد تعتزم مضاعفة عدد قواتها في مالي

جنود فرنسيون من قوة «برخان» يقفون في قاعدة عسكرية خارج مدينة جاو شمال مالي في يناير 2015 (أ.ف.ب)
جنود فرنسيون من قوة «برخان» يقفون في قاعدة عسكرية خارج مدينة جاو شمال مالي في يناير 2015 (أ.ف.ب)
TT

بعد الانسحاب الفرنسي... تشاد تعتزم مضاعفة عدد قواتها في مالي

جنود فرنسيون من قوة «برخان» يقفون في قاعدة عسكرية خارج مدينة جاو شمال مالي في يناير 2015 (أ.ف.ب)
جنود فرنسيون من قوة «برخان» يقفون في قاعدة عسكرية خارج مدينة جاو شمال مالي في يناير 2015 (أ.ف.ب)

تعتزم تشاد زيادة عديد عناصرها المشاركين في قوة الأمم المتحدة لمكافحة الجهاديين في مالي، وفق ما أعلن أول من أمس الرئيس التشادي محمد إدريس ديبي إتنو، بعد 3 أيام على إعلان فرنسا وشركائها الأوروبيين انسحابهم عسكرياً من البلاد. وقال القائد العسكري الشاب الذي تولى السلطة قبل 10 أشهر إثر وفاة والده إدريس ديبي إتنو، إن «مالي هي مركز الإرهاب في منطقة الساحل. بموافقة السلطات المالية ومينوسما (قوة الأمم المتحدة) سنعزز عديد قواتنا» العاملة «تحت إمرة (مينوسما)». وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد أعلن رسمياً سحب العسكريين الفرنسيين وشركاءهم الأوروبيين من مالي حيث خاضت فرنسا على مدى 9 سنوات معارك ضد الجهاديين، آملاً في الوقت نفسه مواصلة الانخراط في هذه المعركة في بلدان مجاورة في منطقة الساحل».
وأعلن الرئيس الفرنسي ماكرون أنه سيسحب قوات بلاده التي تقاتل الجماعات المتشددة في مالي منذ 2013. ومن المقرر أن تبدأ عملية سحب القوات التي كانت مشاركة في «عملية برخان» خلال الأشهر الأربعة إلى الستة المقبلة. وعلى مدى السنوات الـ8 الماضية، أصبح الوجود الفرنسي غير مرغوب به بشكل متزايد لدى حكومة مالي وشعبها. وكانت فرنسا قد أرسلت 5000 جندي إلى مالي، في عام 2013 بناء على طلب من الحكومة المالية التي كانت تواجه تمرداً مسلحاً. ولم يحدد القائد العسكري الجنرال محمد ديبي الذي يُعدّ جيشه من ركائز مكافحة المتطرفين في منطقة الساحل إلى جانب العسكريين الفرنسيين عديد العناصر الذين ينوي أن يعزز بهم القوات التشادية المنتشرة حالياً في مالي والتي تقدر بنحو 1200 عسكري. وتعد القوة التشادية من أولى البعثات العسكرية المشاركة في قوة «مينوسما» التي يقدر عديدها بنحو 15 ألف عنصر. وزار ماكرون باماكو في 2 يوليو (تموز) 2017 لقمة أطلقت خلالها مجموعة دول الساحل الخمس رسمياً قوتها المشتركة لاستعادة الأرض التي خسرتها، من الجماعات الجهادية ولا سيما في «منطقة الحدود الثلاثية» بين مالي وبوركينا فاسو والنيجر، الدول الأعضاء في هذه المنظمة الإقليمية إلى جانب موريتانيا وتشاد. ومنذ البداية، تؤمن قوة «برخان» التي أعلنت فرنسا انسحابها من مالي الأسبوع الماضي، تخطيط وتنسيق كل عمليات قوة دول الساحل الخمس التي يمولها الاتحاد الأوروبي إلى حد كبير حسب مصادر دبلوماسية وأمنية». وعبرت الأمم المتحدة في تقرير في مايو (أيار) 2021 عن أسفها لأنه «بسبب محدودية قدراتها التشغيلية واللوجيستية، لا تزال القوة المشتركة تواجه صعوبة كبيرة في إمداد قواتها». وأضاف أن «عدم كفاية المعدات ظل شاغلاً يومياً يعوق كفاءة وعمليات الجنود المنتشرين في المعسكرات ويقوض معنوياتهم». وانتهت آخر عملية كبرى للقوات قبل أشهر عدة. وجرت عملية أخرى على نطاق أصغر في منطقة الحدود الثلاثية أيضاً بمشاركة القوات النيجيرية والتشادية مطلع فبراير (شباط). لكن بوركينا فاسو رفضت المشاركة مشيرة إلى الوضع في البلاد وغياب أوامر من سلطتها العليا حسب مصادر دبلوماسية ومقربة من القوة المشتركة. وأدان المجلس العسكري الحاكم في مالي الجمعة، قرار فرنسا سحب قواتها، مطالباً إياها بالانسحاب فوراً ومن دون تأخير، عادّاً أن القرار كان خطوة أحادية الجانب وانتهكت الاتفاقات العسكرية الموقعة بين مالي وفرنسا.
إلى ذلك، يعقد مجلس الأمن الدولي، أمس (الثلاثاء)، اجتماعاً غير رسمي مغلق بشأن مالي بناء على طلب باريس، التي ترغب في أن تشرح لأعضائه قرارها الانسحاب من عمليتي «برخان» الفرنسية و«تاكوبا» الأوروبية، بحسب دبلوماسيين.



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».