اندلعت «حرب باردة» بين روسيا وإيران على كسب ولاء «سبع قرى» في شرق الفرات الخاضع في معظم مناطقه لـ«قوات سوريا الديمقراطية (قسد)» المدعومة من أميركا، لربطها بمناطق نفوذ تابعة لكل منهما في غرب الفرات.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أمس، بأنه «لا تزال (الحرب الباردة) بين الحلفاء الرئيسيين للنظام السوري؛ الجانب الإيراني ونظيره الروسي، متواصلة ضمن الأراضي السورية، في محاولة من كل طرف لفض شراكة السيطرة على القرار السوري، حيث لا يدخر أي طرف منهما جهداً في سبيل ذلك»، لافتاً إلى أنه «في الآونة الأخيرة تصاعدت حدة المنافسة بين الجانبين في ريف محافظة دير الزور، وتحديداً فيما تعرف بـ(القرى السبع) الخاضعة لنفوذ الإيرانيين والنظام شرق الفرات، وما يقابلها من مناطق على الضفة الغربية للنهر».
وأشار إلى أن «حدة الصراع الذي يشبه (الحرب الباردة) تصاعدت وتيرتها هناك، منذ منتصف الشهر الماضي، وتحديداً 16 من الشهر حين افتتح الجانب الإيراني جسراً يربط القرى السبع شرق الفرات بمناطق نفوذهم غربه، بعد أن كان الأهالي يعتمدون على (العبارة النهرية الروسية) للتنقل بين ضفتي الفرات بشكل مجاني، وأثار افتتاح الجسر هذا استياء الروس الذين صعدوا من تواجدهم في تلك المناطق وقاموا بمحاولات لاستمالة أهالي وسكان المنطقة عبر توزيع ملابس للطلاب تحمل العلم الروسي والعلم السوري المعترف به دولياً، بالإضافة لتوزيع لباس شتوي على الأهالي أيضاً، فضلاً عن محاولة استقطاب وجهاء المنطقة لكسب حاضنة شعبية».
وتابع: «لم تقف الميليشيات الإيرانية ساكنة حيال المحاولات الروسية، فقامت بتوزيع مواد غذائية على أهالي القرى السبع وهي: حطلة ومراط ومظلوم وخشام والطابية والصالحية والحسينية، وجندت الميليشيات أشخاصاً من أبناء المنطقة لكسب ود الأهالي عبرهم أيضاً».
وكان «المرصد السوري» قال في نهاية الشهر الماضي إن الروس «يواصلون محاولات السيطرة والتغلغل ضمن المناطق الخاضعة لنفوذ الإيرانيين في سوريا، من خلال استقطاب الأهالي والتقرب منهم عبر تقديم مساعدات إغاثية لهم»؛ حيث أفاد بأن القوات الروسية «دخلت القرى السبع الواقعة شرق الفرات وبدأت بتوزيع الملابس والسلال الإغاثية على الأهالي، برفقة مختار قرية حطلة، في إطار محاولة الروس منع استمرار التمدد الإيراني ضمن الأراضي السورية».
وفي 16 يناير (كانون الثاني) الماضي، أشار «المرصد» إلى أن «قادة عسكريين من الجنسية الإيرانية وبحضور قيادات من جيش النظام وقائد الدفاع الوطني بمحافظة دير الزور، افتتحوا جسراً يربط مناطق سيطرة إيران وميليشياتها غرب الفرات بالقرى السبع التي تحتلها إيران شرق الفرات، بريف دير الزور، حيث يصل الجسر بين منطقتي الحسينية شرق الفرات، والحويقة غرب الفرات».
«حرب باردة» شرق سوريا بين روسيا وإيران
«حرب باردة» شرق سوريا بين روسيا وإيران
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة